عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-17-2017, 04:06 AM
 
الفصل الأول " 1 " روتين مُمِل "

-



* الفصل الأول , بعنوان " روتين مُمِل "



" آه أنا فقط مُتعبه !" قالتها - نيل - بتملل بعدما حملت كراتين الشحن السريع في شقة مهترئه خالية من الأثاث.
مسحت جبينها بينما تسقط المنشفه بعدما اعادتها حول رقبتها, أومأت إلى الأرض لأخذها وهي تتنهد بتعب " يبدو اني لن أنهي كل هذه الفوضى اليوم "
عادت لتنظيم وفتح الكراتين وبدأت بترتيب شقتها المتكونه من دورة مياه وغرفة نوم صغيره لا غير.

في منتصف الليل لم تنتهي بعد لكن شقتها المتواضعه بحال أفضل من ذي سبق ..
إتجهت - نيل - الى ثلاجتها الصغيره أخذت علبة بيره واغلقتها بقدمها.
وجلست ع سريرها بينما هي تستمع لما خلف نافذتها, تحب -نيل- الإستماع لضجيج الشوارع فهذه هوايتها المفضله والتي تشعرها بأنها في عالم أخر, عالم صنعته بنفسها حتى تبتعد عن واقعها المُمِل. العمل والعوده إلى المنزل والحديث مع نفسها!
في عالمها هي آنسه جميله ترتدي ملابس أنيقه باهضة الثمن ولديها العديد من الصديقات وأيضاً لديها خطيب وسيم تتفاخر به عند صديقاتها المتصنعات.. ضحكت بعدما عادت لواقعها " إنني في الـ 27 من عمري ومازلت أتخيل خيالات ورديه كهذه ! "

أغلقت الضوء وذهبت للنوم بعد يوم انتقال متعب.

صباح اليوم التالي أستيقظت - نيل - واخذت حماماً قصيرا, بعدما قصت شعرها الطويل بنفسها فوجهها يبدو نحيلًا به وهذا يظهرها بمظهر الفتاه الضعيفه, شعرها ليس كثيفًا ايضا بل انه يتساقط بشكل دائم لا يبدو عليه الحيويه بلونه الأسود الأشهب وكذلك وجهها الباهت وعينيها الناعسه.. بما يعني انها متوسطة الجمال.

إرتدت بنطال رسمي وقميص أبيض أخذت حقيبتها السوداء وخرجت مبكرًا قبل وقت العمل ب ساعتان.
تعلم انه ينتظرها اربع ادوار بدون مصعد في عمارة شقتها وكذلك
حتى لا تصطدم بساعات الأزدحام فقد أعتادت الوصول لعملها مبكرًا..

وصلت لشركة عملها ,, مجله تستهدف النساء الموضه والأزياء..
انها السنه الثانيه لها بالفعل في هذا المجال لكن -نيل- لم تكتب مقالها الخاص بها, رغم اتقانها لكن لم تتح الفرصه الذهبيه بطريقها بعد.
كعادتها هي اول الواصلين تذهب لشراء القهوه لجميع اعضاء فريقها فهي الأصغر والموظفه الأجدد كذلك تنظم بعض الأوراق وتشرب قهوتها حتى يصل الجميع فردًا فردًا ..
أول الواصلين مديرة فريقها امرأه آنيقه وصارمه -مديرة التحرير جاين- , تدخل ل مكتبها الخاص وتغلق الباب دون إلقاء التحيه..
-نيل - لم تعد تهتم لتجاهل مديرة التحرير لها فذلك لم يعد يؤذيها او انها تتظاهر بعدم ذلك .
وصل الجميع وبدأ العمل, المكان مزعج والجميع منشغل
حتى -نيل- تنهك دائماً من أوامر اعضاء فريقها على مدى سنتين كامله لكن حاجتها للعمل تجعلها تتحمل ذلك بإبتسامه متصنعه .

-نيل- لم تكتسب زملاء عمل فهي تقضي وقت الغداء لوحدها و على مكتبها, سمعت بعض الموظفين يتحدثون عن قبول موظف جديد بعد سنتين.. اسعدها ذلك فقد تتخلى عن مكانة الموظف الاصغر بفريقها وتبدأ هي ايضاً بإلقاء الأوامر !

مر اليوم بروتين معتاد حتى صباح اليوم التالي, اليوم الذي انتظرته -نيل- بشده ! سوف تتخلص من الأوامر بإعتقادها, ذهبت للعمل بروح معنويه مرتفعه كعادتها مبكرًا .
وصلت واحضرت القهوه ورتبت الاوراق مثل اليوم السابق ووصل الجميع أيضاً ..

" مرحبًا . أنا الموظفه الجديده - بيانكا- "
إلتفتت -نيل- إليها , تبدو فتاه صغيره بالعمر ترتدي ملابس باهضة الثمن, يملئ وجهها مستحضرات التجميل بشكل مبالغ به!
رمقتها بإنتقاد وزاد إنتقادها بعدما رحب الجميع بها بشكلٍ حار!
لم تستوعب -نيل- ذلك كيف لهم ان يرحبوا بموظفه متدربه وصغيره ايضاً بذلك الشكل المتصنع ؟
استرقت السمع لـ حديث أحدهم قائلاً بضحكه مستهتره وبصوت قصير " نحن نعلم من وظفها وهي صغيره بالعمر هكذا, انه عالم غير عادل!"

استوعبت -نيل- من تلك المحادثه مايحدث أخيرًا .. تلاشت سعادتها ببطأ وعادت للعمل..


يوم أخر قد مر بروتين معتاد .. يوم اخر ويوم اخر حتى مرّ شهر بسرعه بدون أحداث تذكر.

الإجازه الأسبوعيه المعتاده.. تقضيها -نيل- بشقتها بمشاهده أحد الأفلام أو أكمال بعض أعمالها المتراكمه..
في ذلك اليوم بدأ الجرس بالرنين..
اتجهت -نيل- لفتح الباب نظرت الى خلفه رجل يبدو بعمر الثلاثين .. لديه تجاعيد حول عينيه ببشره مسمره قليلًا وشعر أشعث بني.
وبنيه نحيله إلى كونه بعمر الثلاثين إنه - أورلين - والذي يعيش بجوارها منذ أسبوعان ..

رمقته - نيل - " مالذي تريده ؟ "
إبتسم إبتسامة بلهاء " لقد أردت التعرف ع جارتي بالطابق الرابع فلا يوجد أحد سوانا في هذا الطابق , لقد أردت ان اعرف من تلك الفتاه التي يمكنها النزول والصعود دائمًا ! "
أغلقت الباب بعدما ظنت أنه رجل لعوب وتنهدت تتمتم ساخطه من الرجال .




يتبع ~

مثل ماهو موضح بعنوان الفصل " روتين مُمِل " وكذلك فصل مُمِل كبدايه فقط وتعريف بمحتوى الأحداث..

لو فيه إنتقادات حابه أعرف عنها ..

رد مع اقتباس