عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-19-2017, 02:33 AM
 
الفصل " 2 " احباط "

الفصل الثاني "2 " احباط.. "




الإجازه الأسبوعيه المعتاده.. تقضيها -نيل- بشقتها بمشاهده أحد الأفلام أو أكمال بعض أعمالها المتراكمه..
في ذلك اليوم بدأ الجرس بالرنين..
اتجهت -نيل- لفتح الباب نظرت الى خلفه رجل يبدو بعمر الثلاثين .. لديه تجاعيد حول عينيه ببشره مسمره قليلًا وشعر أشعث بني.
وبنيه نحيله إلى كونه بعمر الثلاثين إنه - أورلين - والذي يعيش بجوارها منذ أسبوعان ..

رمقته - نيل - " مالذي تريده ؟ "
إبتسم إبتسامة بلهاء " لقد أردت التعرف ع جارتي بالطابق الرابع فلا يوجد أحد سوانا في هذا الطابق , لقد أردت ان اعرف من تلك الفتاه التي يمكنها النزول والصعود دائمًا ! "
أغلقت الباب بعدما ظنت أنه رجل لعوب وتنهدت تتمتم ساخطه من الرجال .

بقي - أورلين - خلف الباب يبتسم ابتسامته البلهاء " واه انه تصرف ارعن ! "
عاد لشقته المُشابهه لشقة -نيل- لكن يغلبها الطابع الرجولي الفوضوي.
الملابس المتسخه تملئ المكان , الاكواب البلاستيكيه وعلب الطعام الجاهزه وعدة علب من البيره قد رتبها بشكلٍ مخروطي وجوارب ملونه قد علقها على شاشة تلفازه الكبيره.
-أورلين- بنفسه فوضوي يرتدي ملابس فوضويه, ولديه شخصية فوضوية كذلك.
استلقى على فراشه المُمدد بالأرض وبدأ يسرح بسقفه الخالي المظلم " هذا السقف سيء بحق " لم يشتت نظره عن السقف حتى خلد إلى النوم.

صباح اليوم التالي خرج متأخرًا .. لم يقابل -نيل- بالوقت ذاته لأنه يذهب إلى العمل بعدها بثلاث ساعات .
دخل لشركة عمله الكبيره والفارهه فقد كان مكاناً أكبر من شركة -نيل- او تعد شركة -نيل- متواضعه عند شركة -أورلين- .
شركه مشهوره بتصنيع الأغذية المُعلبه في أنحاء العالم..
-أورلين- يعمل مديراً لقسم الموارد البشرية والتي تهتم بالموظفين الجُدد وإعادة التوظيف والإستقطاب وكذلك تقييّم الموظفين.
مشاهدة فوضوية - أورلين - تجعلك تتسائل كيف لهذا الشخص الفوضوي أن يكون مديراً لمثل هذا العمل المُتطلب ؟ يعني تماماً إتقان وجدية -أورلين- بعمله !
ألقى مرؤوسيه التحيه عندما هم بالدخول عليهم.. له احترام مطلق عند الجميع وحتى إن لم يكونوا من قسم الموارد البشرية.

دخل إلى مكتبه الخاص بعدما لحقه أحدى الموظفين بكوب قهوه ساخن .. وضعه على المكتب وخرج .
وبدأ -أورلين- يومه المتعب بداية من وضع كوب القهوه أمامه.


عند -نيل- والتي قد بدأت منذ وقت طويل أعمالها المتعبه من إلقاء الأوامر وغيره.. -بيانكا- الموظفة الجديده والتي لم تقم بأي عمل كانت تستعد لتحرير مقالها الأول ..
لم تعلم -نيل- بذلك حتى أخبرها أحد الزملاء بسخرية " -نيل- ألم تسمعي بذلك ؟ "
إلتفتت -نيل- للعضو الأكثر ثرثره في الفريق ,ردت بعدم مبالاة " مالذي يحدث ؟ "
رد -ري- وهو يرمق بنظره مترقبه لردة فعل -نيل- " -بيانكا- قد حصلت على فرصه لكتابة مقالها الخاص !"

لم يحصل على ردة الفعل التي ارادها بشده .. سواءً غضب او حزن او إنفعال قد يصدر من الموظفه المنبوذه طيلة هذه السنتين عندما تعلم أن موظف جديد لم يكمل الشهرين قد تخطاها لتقع في القاع مره اخرى بعدما كانت تحاول الهروب من هذا القاع المظلم لوحدها ..
فقد أكملت عملها بهدوءٍ تام بوجه شاحب أكثر من ذي قبل .. محاربة -نيل- لشعور الإحباط واليأس الذي اعتراها قد جعلها تقوم بباقي أعمالها دون اعتراض حتى إنتهاء اليوم .

عند بوابة عمارة الشقق تصادف ان يقابل -أورلين- نيل التي كانت تمشي أمامه وتحادث والدتها بالهاتف الجوال ..
كعادتها هي تخبرها ان تكون اجمل ان تقابل احدى الرجال أو ان تذهب لمواعيد مدبره بغرض الزواج .. بدأت مكالمتها طويله عندما والدتها أعادت هذا الكلام مراراً وتكراراً ..
اغلقت الهاتف ووقفت بصمت بعد تخطي الطابق الثالث " هذا كثيرٌ جداً ! " قالتها بنبرة خانقه معبره عن عدة اشياء تقصدها -نيل- بعدما كررت " كثيرٌ يا أمي , لما تحاولين جعلي أجمل لما تحاولين تزويجي بهذه الشده لما لم تسألي عن أخباري اليوم ؟ هل أكلتِ ؟ هل نمتِ جيداً ؟ كيف كان العمل ؟ لا ترهقي نفسك.. "
قالتها بينما انهمرت بالبكاء كطفله فقدت لعبتها المُفضله كرياضي أُصيب بإصابه دائمه وعلم للتوّ انه لن يعود لمزاولة رياضته المُحببه .

لم يعرف -أورلين- كيف يتصرف لكنه ظل خلفها حتى لا تلاحظ وجوده وتشعر بالإحراج.
أكملت -نيل- صعودها للطابق الرابع وجلست في آخره تكمل بكائها ..

فرصتها الوحيده حتى تظهر مشاعرها طيلة هذا الشهر المُتعب .. محاولتها الوحيده لطرد مشاعر الإحباط التي اعترتها طيلة هذا اليوم .. الإحباط ؟ أكثر شعور تبغضه -نيل- فهي حاربت كثيراً حتى لا تشعر بذلك الشعور مره أخرى.
لكن الرياح تمشي بما لا تشتهي السُفن.

رغم هروبها من ذلك الشعور فقد طاردها حتى اعتراها تماماً .
ظلت -نيل- تبكي بصمت ساعه كامله حتى احست بمرور الوقت وهاهي تدخل شقتها بهدوءٍ تام.

-أورلين- دخل بعدها بينما كان يختبئ ايضاً حتى لا تلاحظه ..
تنهد بعدما أقفل الباب " يبدو انها محبطه كثيراً "
حاول الإنشغال بعمله لكنه لم يستطع إخراج -نيل- من تفكيره " هذا مزعج بحق " قالها بينما ارتدى حذاء رياضي وهم بالخروج من شقته .


قد هدأت -نيل- بعدما اخذت حماماً دافئ إرتدت ملابس منزليه خفيفه وخرجت لأكل طعام معلب كوجبة عشاء .

في هذه الاثناء بدأ الجرس بالرنين " ماذا بعد ؟ هل هو ذلك الجار المزعج ؟ "
فتحت الباب وكان ذاته الجار المزعج بالنسبة لها -أورلين-!
قالت - نيل - بإنزعاج " ماذا الآن ؟ "
وضع -أورلين- يديه على الباب محاولاً منعها من إقفاله مره أخرى وقال بإبتسامه بينما يرفع يده الاخرى ممسكاً بعلب بيره " هل تريدين الشرب معي ؟ "
نظرت إليه مطولاً " ولما علي الشرب معك ؟ "
ضحك بعدما استوعب ذلك " لانني اريد الشرب مع شخص ما "
لا ردة فعل او اجابه صادره من -نيل- لكنه أكمل " حسناً سوف اكون امام المتجر المقابل ان اردتي " .

ذهب -أورلين - للمتجر المقابل وجلس على أحدى الكراسي بينما يفكر " هل ستأتي ؟ لا أعتقد ذلك بمزاجها السيء .. "
لكنه قد لمح -نيل - لحظتها تسير أمامه وقد ارتدت معطف ثقيل فالجو بارد بشده قبل منتصف الليل.
جلست أمامه وأخذت علبة بيره بينما تفتحها " جيد انه النوع الذي أفضله " وابتسمت ابتسامه صغيره معبره عن مدى سعادتها المتواضعه
ابتسم -أورلين - بدوره " حقا ؟ انه النوع المفضل لدي كذلك "
-نيل- " هل تأتي هنا دائما ؟ "
-أورلين- بينما يفتح علبته وينظر إليها " انه مكاني المفضل منذ انتقلت , احب الشرب وحيداً في كثير من الاحيان بينما اراقب الماره المنشغلون , افكر في ماذا هذا الشخص منشغل وتلك مالذي يجعلها عابسه هكذا ؟ مالذي يجعل ذلك الطفل الصغير يبكي , لما يبتسم ذلك الشاب ممسكاً بهاتفه الجوال ؟ هل هذا الرجل العجوز قد سئم من الحياه بعد أم لا .. الكثير من التساؤلات "
رمق -نيل- بينما تستمع إليه بإنصات دون اي تعابير " مُمل اليس كذلك ؟ "
-نيل- بعدما صمتت للحظه " هذا رائع" !!
قد شعت عيناها بشده اتجاه تفكيره البسيط معبرة عن كلمة " رائع " بشده !

لم يتوقع ردة الفعل تلك ابتسم فقد أعجبه التوهج المضيء في عيني -نيل- كثيراً ولم يدرك أن تلك النظره قد تشغله مستقبلاً..

قال بعد لحظة صمت طويله " اسمي -أورلين - موظف بسيط "
اومأت -نيل- بتحيه " اسمي -نيلين- يمكنك مناداتي بـ -نيل - فقط "

ظل على ابتسامته البلهاء " -نيل- اسم رائع .. "


صباح اليوم التالي بعد لقاء -أورلين- و - نيل - الهادئ .. قد عزمت -نيل- ان تحادث - جاين - مديرتها بالعمل بشأن موضوع -بيانكا- وموضوع نبذها تماماً من الفريق .
طرقت باب مكتب - جاين - ودخلت بهدوء مع إلقاء التحيه ..
رمقتها - جاين - بإستغراب " ماذا هناك ؟ "
أخبرتها -نيل - بمدى إستيائها ورغبتها بمعرفة أسباب تقدم -بيانكا - لكتابة مقال بينما هي تحاول سنتين لفعل ذلك دون موافقه.

كانت -جاين - تستمع إليها بإنصات وبعدما انتهت تنهدت " انتِ محبطه يا -نيل - هل تعلمين ذلك ؟ "
اتسعت عيني -نيل- لنبرة -جاين- المتردده ..
أكملت -جاين- " انا اعلم بمعرفتك لعلاقتي العاطفيه لكنكِ استمريتي بتجاهل هذا , تعلمين اني ع خطأ ومازلتي لا تحادثيني بذلك ! "
-نيل- بإندهاش " ولكن.. "
قاطعتها - جاين - مكمله " أعلم بانك تريدين معرفة اسباب اختياري لـ -بيانكا - لكني حادثتك بموضوع آخر .. "
-نيل- " انا أسفه.. "
-جاين- " هذا قد اذاني يانيل .. أردت فقط أن تعرفي ذلك لمدة سنتين.."



يتبع ~

كنت بكتب قصة - جاين - بهذا الفصل لكن كثرت أحداث وتقريباً كذا كفايه لفصل واحد + أيضاً أردت أن اشوقكم لعلاقة -جاين- و -نيل -




التعديل الأخير تم بواسطة خارجة عن القانون ; 04-19-2017 الساعة 02:50 AM
رد مع اقتباس