الزهرة الثانية والعشرون : القرية الملعونة 2
تخلل صوتها رأسه لتقول روزماري : أ.. آلي تشان.. توقف عن المزاح...
فرد عليها آليكسي محدثًا ذاته و الفزع يطغي على نبرته : لا لا لا، أُقسم لكِ أني لم أفعل شيئًا !
لترد هي مرتبكة : أتود إقناعي بأن قصة ذلك السنجاب قد تحولت إلى واقع فقط هكذا ؟، كفّ عن العبث !
آليكسي : و ما أدراني !، على أيّ حال من المفترض أن أكون أنا هو الشخص المرعوب هنا !، أعني أنتِ في عالمٍ آخر و أنا أواجه الموت أمامي !
فقال بابتسامةٍ مرتبكة تعلو وجهه : فليخبرني أحدكم أن هذا حلم و أنّ قصة لوكي تشان لم تصبح حقيقة...
لترد روبي بشرود : هذا ليس حلمًا و قصة لوكي تشان أصبحت حقيقة...
ثم فجأة هتف ذلك الصوت الذي بان عليه الشيخوخة : من هناك !!
التفت السبعة نحو مصدرِ الصوت فإذ به رجل عجوز قصير بجسد نحيل، رأسه أصلع و لحيته تكاد تطول الأرض عينيه مغمضتين و ظهره مقوس يتكأ على عصا من الخشب و خلفه بعض الأشخاص منهم اليافع و منهم المشيب، فتح عينيه حالما لمح بياتريس لتتسعان قليلًا لكن ما لبث حتى عاد إلى صرامته السابقة
ضرب بعصاه الأرض بقوة ليكرر ثانيةً : أنا أسألكم من أنتم !
صمت الجميع ليهمس لهم راين : فليقل أحدكم شيئًا...
جوليا : في مواقف كهذه على القائد أن يتكلم لذا...
فرد راين منزعجًا : و ما شأني أنا !، أين هو قائدكم ذاك !
فدفعه هاري بخفة إلى الأمامِ قائلًا : فايتو !
حدّث راين نفسه منزعجًا : اللعنة عليكم !، لا تدفعوا بمشاكلكم نحوي...
حمحم راين ليقول بصوتٍ مسموع : أُدعى راين... و هؤلاء هم بياتريس، لوكي، روبي، جوليا، هاري و ماركوس.. نحن من الجانب الآخر من العالم... وقد جِئنا إلى هنا من أجل الوصول إلى قرية الزهور... لسنا بأعداء لكُم...
فقال العجوز بدهشة دون أن يفتح عينيه : هووه !، الجانب الآخر !!، هذا مذهل !، غير متوقع !، أخبرني ابي أن آخر مرة زارنا فيها بشر من الجانبِ الآخر من العالم هي عندما كان جد جده في ريعان شبابه !
ابتسمت بياتريس بارتباكٍ لتقول : أ- ألا يعني هذا أننا قمنا بأمرٍ مذهل ؟
فردت روبي بذهولٍ هادئ : أ- أجل.. هكذا يبدو الأمر...
ليسأل هاري مندفعًا : أرجو المعذرة !، ما الذي حدث لهذه الطفلةِ بالضبط ؟
اقترب العجوز من تلك الطفلة ليقول متحسرًا : إنها روح الغابة...
فزعت كل من بياتريس و روبي لتتجمدا مكانهما
بياتريس : لـ- لوكي... ظننتُ أنكَ قُلتَ أنكَ من ألّف تلك القصة...
فلمعت نجمة قرب عين لوكي ليقول بثقة و هو يضرب صدره : إنها من تأليفي مائة بالمائة بيارين !
روبي : لـ لـ لـ لا تقلقي بياتشان.. إنها مزحة من نوعٍ ما بكل تأكيد...
تنهد الرجل العجوز قائلًا : إنها الضحيةُ الخامسة هذا الأسبوع... على هذه الحال سيختفي الجميع...
فسأل راين بهدوء : عفوًا لكن أتمانع لو أخبرتنا ما الذي يجري هنا ؟
استدار العجوز إلى الجانبِ المعاكس ليقول بهدوءٍ هيمن عليه الحزن : اتبعني...
بعد فترةٍ من السير ها هو ذا بناءٌ يتجاوز طوله العشرين مترًا و عرضه الثمانية أمتار، أما ارتفاعه فقد كان مابين 10 إلى 15 مترًا، هاهي قاعة المؤدباتِ الصغيرة لهذه القريةِ المتواضعة، دخلها الرجلُ العجوز ليتبعه راين و البقية ومن بعدهم سكان القرية، كانت بسيطة سواء من الداخلِ أو الخارج، فكلها من ألواحٍ خشبيةٍ بسيطة، قاعةٌ كبيرة تتوسطها طاولةُ طعامٍ مستطيلة تمتدّ حتى أكثر من 16 مترًا، تحيط بها الكراسي، ثم مدفأة من الطينِ المتحجر على الجدار الأيسر تحتها قدرٌ أسود شبه كروي كبير للطهو به، و على الجدارِ الأيمن رفوفٌ امتلأت بالصحونِ و الكؤوسِ الخشبية يدوية الصنع، جلس العجوز على أحد رأسيّ الطاولة و راين على الرأسِ الآخر بصفته قائدًا للمجموعة بينما جلس أفراد القرية قرب رئيسهم العجوز
ماركوس : إذًا من هو نائب القائد الذي سيجلس على يمينه ؟
فتذمر راين متململًا : أيجب عليّ القيام بذلك حقًا ؟
سكت الجميع و اكتفوا بالتحديقِ به ليتنهد بضيق فيقول منزعجًا : تش
ثم أردف سريعًا : إذًا، لوكي...
وضع ماركوس كلتا يديه على عينيه ليتذمر : بربك !، لوكي ؟، لمَ ؟!!
فأجاب راين ببرود : لأنه يعجبني !، وكذلك لا تحلم بالمنصب !، أُسلمه إلى بياتريس و لا أُسلمه لك !
فاعترضت المعنية قائلةً : مهلًا !، لماذا تشيرون إلي و كأنني الحلقة الأضعف في المجموعة ؟
فضحك العجوز ضحكته الغريبة الودودة : هوه هوه هوه هوه هوه، إن الشباب مفعمون بالحيويةِ حقًا...
أغمض عينيه و رفع قبضته أمام فمه ليحمحم قائلًا : إ- إعذرنا..
ثم نظر إليهم بنظراتٍ حادة ليقول العجوز : لا لا، إنه ليس بالأمر الجلل...
جلس الجميع أماكنهم و كان لوكي على يسارِ راين فسأل هاري : لوكي سان ؟، لماذا تجلس على اليسار ؟...
فقال لوكي بفخر و النجوم تلمع حوله : هذا لأن رايتشي أعسر !، و عليه أنا ذراعه اليسرى !، هاريتشي...
راين : سيدي، تجاهلهم رجاءً، إنهم مجموعة حمقى، الأهم هو هل لكَ أن تبدأ بشرحِ ما يحدث هُنا ؟
تنهد العجوز ليردفها قولًا : لقد بدأ الامر منذ عشرةِ أيام... حيث بدأ سكان القرية بالتحول إلى هذا الشكلِ واحدًا تلو الآخر... لقد كُنا نعيش في سلامٍ ورخاء، لم نزعج أحدًا و لم يزعجنا أحد... حتى جائت تلك الليلة، حفيدتي نينا البالغة من العمر عامًا واحدًأ.. قد تحولت إلى شجرة بجذعٍ متيبس تمامًا كما حدث مع لين الآن... خالية من الحياةِ تمامًا، و لم تستفق حتى الآن... أصبح الامر يتكرر كل بضعة أيام... لكن مؤخرًا بدأ الأمر يحدث كل ليلة !، إنها بلا شك روح الغابة !... لكن...
ازدر السبعةُ ريقهم و استعدوا لسماعِ باقي الحديث
- يتبع الزهرة القادمة