الموضوع: *عاقبة الشجار*
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-27-2017, 05:43 PM
 
*عاقبة الشجار*


صدى صوت عقارب الساعة يدب في مسامعي. ارق رهيب حال دون اغماضي لجفن.
فنعيم لم يعد الى المنزل منذ البارحة و الشمس بدات ترسل خيوطها الذهبية. مع اني اعلم ان ذاك السكير يترنح في احدى الازقة . لكني قررت ان استجمع شجاعتي لاشاوره بالموضوع.
و ما جعلني اتخذ هذا القرار هو ذلك الوجه الطفولي البريء الذي لم ينل كافي الحب و الرعاية. فالحب و الحنان الامومي وحدهما تقصير في حق طفل صغير في مثل سن يامن . و من يرى نعيم لن يتصور ولو للحظة ان هذا القاسي اب ليامن. فكل ما يلقاه منه عند عودته سب و شتم و صراخ . لم يتلق منه يوما كلمة شكر او ترحيب واحدة .
كنت اسيرة عالمي احلق بين افكاري في شرود الى ان اعادني للواقع صوت الباب. يليه صوت وقع اقدام.
علمت انه نعيم فاسرعت بتجهيز الشاي بالنعناع الذي يفضله. وشغلت التلفاز ليرتاح و اكون قد وفرت جوا مناسبا للحديث .
لكن فجاة سمعت صوتا قويا صادرا من الرواق. بدى كانه صوت تحطم شيء خشيت ان يكون قد اصابه مكروه فرحت اجري لارى مالذي حدث.
فوجدته يترنح يمنة و يسرة و قدماه لا تكادان تحملانه. ثم اشحت بنظري فرايت قطعا من مزهريتي الثمينة قد تناثرت على الارض. على حين غرة فوجئت بصراخه المدوي على مسامعي:

"زوجك قد انهكه التعب و انت تتحسرين على مزهريتك المكسورة يا لينا؟؟"
تغاضيت عن كلامه بحجة انه على سجيته كثير الغضب و الصراخ و ساعدته بالمشي الى الصالة .
فجلس يشاهد التلفاز و يرشف شايه و ملامح الغضب تلفه. صمت رهيب كان يرافق جلستنا الملعونة هذه . و بعد تردد كسرت حاجزه قائلة بنبرة فيها شيء من التانيب
:"نعيم.. لماذا تمضي جل وقتك رفقة اصحابك عوض اللعب مع يامن؟؟ انه صغير و يحتاج الى.."
لم اكمل جملتي حتى وجدته قد ضرب الطاولة بقوة
بكلتا يديه و صرخ و قد احمر وجهه غضبا
:"هل قادك الدلال الى التذاكي على زوجك؟؟ بئس تربية تربيتها من بيت اهلك"
لم اتمالك نفسي بعد
سماع كلامه . حتى وجدتني قد صفعته صفعة قوية تركت اثرا على وجنته الباردة . خفت من فعلتي فابتعدت عنه قليلا و اردفت قائلة :
"لا تتحدث هكذا عن اهلي
" .
اشتد غضبا فوق غضبه فرمى علي كوب الشاي بكل ما اوتي من قوة . فانكسر على وجهي و جرح جبيني ليسيل منه الدم. ثم راح يسمعني اقبح الكلام من سب و شتم و خرج من المنزل مغلقا وراءه الباب بقوة.
احسست في تلك اللحظة بالوهن و الضعف بدا يجتاحان جوارحي فبدات اجهش بالبكاء نادمة على اللحظة التي قررت فيها مناقشته بالامر.
و في لحظة انتابني شعور غريب و احساس رهيب. و بعد ان ترجمت ذلك الاحساس هرعت الى الطابق العلوي و انا اصرخ :
"يامن...يامن"
حتى وصلت الى غرفته فلم اجده فيها. فتشت كل غرفة و كل زاوية و كل ركن لكن لا احد خرجت من المنزل و انا ابكي و اصرخ منادية باسمه كالمجنونة.. :
"اين يامن؟؟ هل اختطف؟؟ هل سمع حديثنا و مشاجرتنا فهرب من المنزل؟؟"
كل
هذه الافكار المشوشة اتت خاطري و لم يسعني ايجاد الجواب.. فاكملت صراخي و مناداتي اليائسة علي اجد جوابا.....

__________________


كُن قويّاً، كُن شجاعاً، كُن هادئاً؛ كُن ساسكى .

طاب نهارُك، صارِحني أو أترُك رسالةً طيّبةة فضلاً.
رد مع اقتباس