عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-27-2017, 06:41 PM
 
فضية : يوم لم تأتِ فيه شمس




يوم لم تأتِ فيه شمس

قبل زمن طويل, كانت لي صديقة لطيفة, طيبة القلب, اسمها شمس, كان اسمها على مسمى , فقـد كان لها شعر ذهبي طويل , يبدو كخيوط الشمس المتـألقة ،، كانت لها عينان بلون السماء الصافية , و كان لها وجه ملائكي تملؤه البراءة والجمال .
كانتُ صديقتي الوحيدة والمفضلة ،، رغم أنها لم تكن صديقتي الوحيدة, إلا أنها كانت الأفضل و الأقرب إلي ،، فـ أنا اعتبرها كـ أخت لي ،، كنا نلتقي دائما و كل يوم , في مكان صغير وليس ببعـيد ،، كنا قد خصصناه للقـائنا ،، كم من أيام قضيناها هناك ،، نلهـو و نمرح ،، هناك كانت كل الذكريات ،، إلى هناك كنتُ دائما أذهبُ كل صباح, فأجد شمس هناك بانتظاري .
وذات يوم وفي ليلة دافئة من ليالي الشتاء, هرب مني النوم والراحة ،، و تملكني الأرق ،،قد حاولت النوم لكني لم أستطع ،، و عندما يئسـت من النوم ،، شعـرت أن الصبح أقترب , ذهبتُ إلى الشرفة, و أخذت أنتظر شروق الشمس ،، ربما أحظى بمشهد رائع أبدأ به يومي, و بعد فترة شعرتُ بالنعاس يتملكني ،، مرت بي نسمة باردة؛ فأغمضت عيني و فتحتهما, فإذا بي أجد الصباح قد أتى, و فاتني شروق الشمس, فضحكت و قلت: لا بأس, الآن أذهب لأرى الشمس الحقيقية التي تضيء حياتي.
لبستُ ملابسي, و تناولت إفطاري, و ذهبتُ سعيدة للقاء صديقتي الوحيدة , ذهبت إلى ذلك المكان الذي اعتدنا اللقاء فيه دائما, لكني لم أجدها هناك بانتظاري كالعادتها ،، فاستغربت و جلستُ أنتظرها ،، لكنها لم تأتِ, فقلقتُ عليها كثيرا وخشيت أن مكروه قد أصابها ،، لكن فكرة رائعة خطرت على بالي ،، فقررتُ أن أذهب إلى منزلها, و ذهبتُ إلى هناك و بسمتي تعلو وجهي, "مؤكد ستتفاجأ", لكني عندما وصلتُ كان المكان مختلفاً قليلاً بل كثيراا, و وجدتُ الباب شبه مفتوح, و بدا أن لا أحد هناك, فسألتُ رجلاً كان واقفاً بجانب الباب:
ألا تعرفُ أين ذهبت شمس - الفتاة التي تسكن هنا مع جدتها - ؟ فرد علي باستغراب: من شمس؟ لا أحد يسكن هنا! فصغرت ابتسامتي, و طارت فرحتي, و حط بدلاً منها "سرب" من الدهشة و الذهول, و قلتُ: الفتاة الشقراء التي تسكن هنا, ألم ترها؟ فأجاب بنفس القدر من الذهول: قلتُ لكِ لا أحد يسكن هنا, هذا البيت مهجور منذ زمن طويل للغاية ،، حتى قبل أن تولدي أنتِ. فقلتُ و الدموع تكاد أن تفر من عيني: ولكنِ قد جئتُ إلى هنا ذات مرة ،، و حضرتُ حفلاً أيضاً؟ فقال بنبرة قاسية: ربما أخطأتِ في العنوان ،، أو كنتِ تتخيلين أو تحلمين ،، هيا اذهبي من هنا فورا ،، فذهبتُ و بداخلي كمية من الدهشة و الحزن و تساؤلات ليس لها أول و لا آخر,أكثرها: كيف؟ كيف تكون كل تلك الأيام الحلوة ،،و الذكريات كانت مجرد حلم أو خيال؟معـقول؟ أم أنها شيء آخر؟ عدتُ إلى المنزل حزينة مكسورة ،، دخلتُ غرفتي و فتحتُ النافذة ،، و نظرتُ إلى السماء الصافية, و قلت لها بنبرة تكاد أن تكون باكية : أيتها السماء ،، إنكِ واسعة و كبيرة للغاية ،، ألم تري شمس ؟ إنها تشبهُ تماماً الشمس التي أضاءتكِ ،، هيا أجيبيني ... ألم تريها ؟؟ ،، فوجدتُ الغيوم قد تجمعت و حجبت عني ضوء الشمس المضيئة،، فأصبحت السماء مظلمة كئيبة ،، وتساقطت الأمطار بغزارة ،، كأنه يوم لم تأتِ فيه شمس



[/align][/QUOTE]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Mihaf- ; 04-28-2017 الساعة 12:21 PM
رد مع اقتباس