05-22-2006, 08:59 AM
|
|
مشاركة: مظاهر العنف مظاهر العنف من مظاهر العنف لدى الإنسان، الذي يمارس العنف بأي صورة كانت أو يمارس عليه، أو يعيش آثاره في حياته، تساؤلات مستمرة لا تنقطع عن موقع هذا العنف من كيانه ووجوده.. فهل يمثل العنف كما يبدو للرائي، حقيقة متأصلة في كيان الإنسان لافكاك له منها؟ أم هو إضافة طارئة على ماهية الإنسان بفعل عوامل خارجية لا دخل له فيها؟ وهل يتحدد مصير الإنسان في الاستجابة لمظاهر العنف الكامنة في كيانه، أم في اقتلاع جذوره الناجمة عن شروط خارج ذاته؟ ربما يمكن الإجابة عن تلك الأسئلة لو تعرفنا على مظاهر العنف ومستوياته المتعددة داخل اللوحة الإنسانية.. عن ابرز تلك المظاهر ما يكون فيه العنف مهدداً للحياة الإنسانية كلها.. وهذا ما نلاحظه في الحروب التي تسجل ازدياداً مضطرداً في هذا العصر.. والتي ازداد مقدار تهديدها للإنسان بفعل تجدد وسائلها وامكان فتكها بحياة الإنسان والملايين من الناس.. تلك الحروب التي تخرج جميع كوامن التدمير من داخل الإنسان لتطلقها باتجاه الآخر بصورة مرعبة ومقززة أيضاً.. وثمة مظاهر عنف الإنسان ضد ذاته، وهي التي تشكل في حياته ما يسميه المحللون النفسيون بالميل نحو التدمير الذاتي.. وهناك مظاهر العنف التي تأخذ شكل العدوان على الغير في كيانه أو في حقه أو في حياته جزئياً أو كلياً وهذا ما يدعى بالعدوانية. وتوجد أنواع من العنف المتبادل في حياة المتجمعات بين الجنسين المكونين للنوع البشري أو بين الأصول المختلفة التي يضمها مجتمع واحد، أو بين الأجيال المتعاقبة أو الفئات التي تتباين أوضاعها في كل مجتمع.. وضمن هذه الأوضاع أيضاً يوجد عنف التقاليد في حق الفرد، أو في موقف الفرد من تقاليد وعادات ومعتقدات مجتمعه الكبير أو مجتمعه الصغير في الأسرة أو المحيط المباشر.. إضافة إلى عنف فترات التغيير التي تمر بها المجتمعات بالنسبة لمن يقدر لهم أن يعيشوا في ظل شروط تغييرها المضطربة |