عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 05-03-2017, 08:33 PM
 


الزهرة السادسة والعشرون : وحش من الخشب او من المفترض به ذلك
في أعماق الغابة ، شيء ما يتقدم سريعا بين الأعشاب و الشجيرات يتقدم نحو القرية ، أجفل كل من راين و لوكي ليأخذ البقية وضعية الدفاع
جوليا : لقد جاء !
و فجأة ظل ما قفز مهاجما نحو أحد شباب القرية من ذوي السابعة عشر فقط كما تنبأ راين و البقية
هتفت روبي : نيغرو ويذو : باريذ
* الارملة السوداء ** جدار
فاصطدم شيء ما بجدار روبي المصنوع من خيوط العنكبوت من هول سرعته ليتضح لهم شكله بعد ذلك ، كان كما لو أنه شجرة ، جذوره تتلوى كالمجسات بسرعةٍ كبيرة ، جذعه سميك بلونٍ رمادي كلون الفولاذ ، فروعه الحادة كالسكاكين و الخالية من أي ورقة تتمدد و تتقلص مرارًا و تكرارًا ، ملامحُ وجهه محفورة على جذعه كما لو كان جمجمةً بشرية، تتوهج داخل عينيه نقطتين باللون الأصفر الذهبي ، أسنانه حادة و فقط بدت كما لو أنها منشار سحري ، و البخار يخرج من الفتحتان على جانبي أسنانه
ازدرد ماركوس ريقه فقال مرتبكًا : اوي اوي اوي ، أنت تمازحني صحيح !
تمددت أغصانه و أصابت بياتريس و من معها لترميهم في الهواء عدا لوكي الذي استطاع تفادي ضربته السريعة بأعجوبة بسبب حجمه الصغير... سقط ستتهم بلا حراك ، دُفع راين بعيدًا لهول الضربة و استلقى على الأرض بينما ارتطمت بياتريس بإحدى جدرانِ منازلِ القرية و جوليا على الجدار المقابل لها ، بينما روبي ارتطمت بشجرة كما الحال مع ماركوس و هاري ، فتحت بياتريس عينيها ، رؤيتها مشوشة تمامًا و هي تشعر بالدم يسيل من جبينها و يحرقها قليلا ، فلمحت و بصعوبة ذلك الوحش و قد تبرعمت على أغصانه أوراق زرقاء مائلة إلى الأخضر لتمسي كالشفراتِ الحادة و يقذف بها بعشوائية في كل مكان ، في تلك الأثناء كان أهل القرية متصنمين أماكنهم لا يعلمون ماذا يحصل حولهم ؛ سيطرت الدهشة ، الحيرة ؛ الخوف و الفزع عليهم و بالأخص الرجل العجوز ؛ بعد أن أطلق الوحش أوراقه و التي لحسن الحظ لم تصب أحدا انقضّ على أحد شباب تلك القرية و الذي سقط بفزع إلى الخلف ، فتح راين عينيه بصعوبة فإذ به يلمح بياتريس تقف أمام ذلك الشاب فاردةً ذراعيها و قد عقدت العزم على حمايته
هتف راين فجأة: توقف!
فتوقف الوحش من فوره و أحد أغصانه لا تبعد عن رقبة بياتريس سوى شعرة
نهض راين و نفض التراب عن ملابسه ليردف بهدوء و ابتسامة تعلو شفتيه : أظن أن هذا يكفي...
دهش الجميع لموقف راين فنهضت جوليا لتفرقع بأصابعها و ابتسامة الثقة تعلو وجهها فيتحول ذلك الوحش إلى دخانٍ أسود و يختفي إلى العدم فزادت دهشة و حيرة الجميع
سقطت بياتريس جاثيةً على ركبتيها لتسأل : ما معنى هذا ؟
فأجاب راين بعفوية: لا شيء!، اتفقت مع جوليا سان لتدبير خدعةٍ بسيطة فقط...
تقدّم منه العجوز ليهتف بحزمٍ و غضب : ما معنى هذا ، أريد تفسيرا !
تحولت ملامح راين إلى الجدية فالتفت إلى العجوز ليقول : هذه جملتي أنا ، جدي...
همهم العجوز باستنكار فأردف راين : دعوني أشرح لكم الأمر ... عند مقارنةِ الأسطورة التي رواها الجد لنا بالمعلومات التي سمعناها من أهل القرية ، أليست هناك تناقضات كثيرة ؟
سكت الجميع دون إجابة ليردف : مثلا ، عندما روى لنا الجد الأسطورة كانت روح الغابة تظهر مع اكتمال القمر ! لكن ما قاله الناس هنا كان العكس تمامًا !، تاليًا ، لِمَ عسى روح الغابة تستهدف القاصرين ؟، لو كان انتقاما ألن يكون العكس ؟
و فقط كما المرة السابقة لم تكن هناك إجابة فأكمل على أي حال : و هنا ، طلبت من جوليا سان مرافقتي إلى حيث رأينا الطفلة يوم أمس ...
- قبل عدة ساعات -
التف راين مغادرًا ليهمس في أذن جوليا بهدوء : قابليني حيث وجدنا الضحية بالأمس...
و فعلا توجهت جوليا نحو ذلك المكان لتجد راين واقفًا ينظر لها بهدوء
جوليا: ما الذي أردته ؟
فأجاب راين دون أن يلتفت إليها: أود أن أتأكد من أمرٍ ما.. هل لكِ أن تعبثي بتلك الجدوع قليلا ؟
فسألت مستنكرة : أتود مني أن أن أقوم بشيء كهذا هنا ؟ إنها ليست شجرة و أنت وتعلم ذلك تماما !
راين : ثقي بي ...
زفرت جوليا بحدة و تقدمت نحو الفتاة لتقول بهدوء: لا أعلم ما هو دافعك أو ما تريد التأكد منه لكن يجب أن يكون لديك سبب وجيه لجعلي أقوم بذلك...و إلا...
سكت راين دون إجابة لتبدأ جوليا بتمتمة تعويذتها ، فتحت عينيها على أوسعهما لتهمس : مستحيل !
راين : كما توقعت ... لا يمكنكِ ذلك صحيح ؟
فردت بقلق : تماما !، ما الذي يعنيه هذا ؟، لِمَ لا أستطيع العبث بها ؟
تقدم راين نحوها ثم قال : لديّ شيء آخر أطلبه منكِ ... استمعي جيدا ...
- عودة إلى الحاضر-
راين : و هكذا قمنا بوضع هذه الخطة معًا... بياتريس !
التفتت نحوه بارتباك : أ.. أجل ؟
ابتسم لها راين بلطف ليقول : تحسسي الجرح على جبينك !
أمسكت بياتريس بجبينها لتقول بدهشة : لا يوجد جرح !!، بالتفكير بالأمر جسدي لا يؤلمني رغم ارتطامي بالجدار !، و الحرقة مكان الجرح اختفت !
راين : الموجود على جبينك الآن ليس دما ، بل ما هو إلا زئبق !، العنصر الشاذ في الخيمياء ، أي أن كل الخيميائيين يستطيعون العبث به بإرادتهم الحرة ، كما أن الحرقة كانت بسبب محاولة جوليا سان لتسخينه حتى تظني أنه جرحٌ حقيقي ، كذلك ، في لحظة ارتطامكم بالجدران و الأشجار قامت بتليينها قليلا لتمتص الصدمة... أما التشويش في رؤيتكم فما كان إلا مجرد سحر رياحٍ بسبط...
وقف الجميع مذهولا يحاولون ايتيعاب كلام راين الغير معقول
قال أليكسي محدثا ذاته : روزماري، إنه مجنون تماما ، بدأت أخاف منه!
صفرّ ماركوس كعادته بينما زالت ملامح الجدية و الغضب عن العجوز لتحل محلها ابتسامة ودودة فضحك ضحكته الغريبة
العجوز : هوه هوه هوه ، لقد خدعنا بجدارة.. و دون أن تؤذي رفاقك حتى! أجل! لقد نجحتم ..
ذهل الجميع عدا جوليا و راين ليكمل العجوز كلامه: بياتريس لطيفة و شجاعة ، روبي حكيمة و لا تتخلى عن رفاقها ، جوليا صادقة و بالغة ، هاري هادئ لكنه حذر و يملك حدسًا جيدا ، لوكي يضع سلامة بياتريس أولا دوما ، و الزعيم راين سريع الملاحظة ، حكيم و يضع مصلحة رفاقه أولا... و ماركوس... شكرًا لوجودك على أي حال !، أنتم فريقٌ جيد
فهتف ماركوس بطفولية : ايييه !، هذا لئيم !، لِمَ تجعلونني أبدو و كأنني دون فائدة ؟!
سألت بياتريس مرتبكة : امم ، المعذرة لكن ، ما الذي تعنيه بلقد نجحنا ؟
ابتسم لها راين قائلا : بياتريس ، إنهم ينحدرون من شعب أتلانتس... و سحرهم هو سحر الوهم الحقيقي...
دهشت بياتريس لتهتف : ايه !! أنت تمزح !!!
فضحك العجوز قائلا : هوه هوه هوه ، إنه كما قال الفتى ، و بالمناسبة فإنّ عمري بالفعل تجاوز المائة و خمسون عامًا !
بدأت روبي تعدّ أصابعها بينما تقول فزعة: مـ مائة و خمسون عاما تعني.... سبعة أضعاف عمري و نصف !!
هاري : هـ هذا مربك نوعا ما ...
قطب راين حاجبيه بجدية ليقول : مائة و خمسون عاما تعني أنك كنتَ هناك في ذلك الوقت ... ألم تكن ؟
فتح العجوز عينيه ليقول بهدوء : حسنا ... فلنتحدث عن الأمر في الغد ، أما الآن... فهو وقت الإحتفال!، لقد نجحتم في الإختبار بعد كل شيء
لوكي : اختبار ؟
العجوز : أجل... عليكم شكر قائدكم ، لو لم تنجحوا بهذا الاختبار لما كنتم ستصلون قرية الزهور !
و لم يسمع بعدها سوى صوت هتافٍ قادم من اللامكان : إذًا ، بايليموس * هيا نرقص

رد مع اقتباس