| | | | عاد السيد فسأله بجمود :
_ أخبرتك أن تطلق النار على الفتاة الشقراء ، وأنت أطلقتها على أندريس .
حاول النحيل أن يبرر موقفه ، إذ سارع بالقول :
_ هو من قفز أمامها وتلقى الرصاصة بدلا منها .
رمى السيد لفلفة السجائر في النار لتحترق ، ثم صاح بغضب وهو يصر على أسنانه :
_ أيها الغبي كاد يموت بسبب طيشك !!
انفعل النحيل ، فصاح دون إرادة منه :
_ ولكنك تريد أن تقتله في النهاية ، أليس هذا صحيحا ؟؟
ضرب السيد الكرسي بيده ، وزمجر بغضب مضطرم :
_ بلى ، ولكنني سأفعل ذلك عندما أقرر أنا ذلك بنفسي ، وليس عندما تقرره أنت .
_ وما الفائدة من ذلك ؟؟
أطلق السيد زفرة طويلة محملة بكل ما في صدره من غيظ أنتجه غباء الرجل النحيل الجالس أمامه ، وقال :
_ ألم تسمع بشيء يسمى التسلية ؟؟
تمتم النحيل بذعر ، بدا جليا على ملامح وجهه :
_ التسلية ؟؟
نهض السيد من مكانه وقال وقد شقت الابتسامة وجهه بشكل مخيف جدا :
_ أجل التسلية .
اقترب من الرجل النحيل ، وأمسك بخصلات شعره المتدلية على رقبته فجذبها ، ثم قرب فمه من أذنه وهمس بصوت كالصرير :
_ منذ زمن ليس بالبعيد كثيرا ، قتلت والدة تلك الفتاة ، والدها كان يشكل تحديا كبيرا لي ، ولكن ... بعدما قتلت زوجته رأيت أنه ما من داع لألاحقه ، فتوقفت عن ذلك .
بدا وكأنه يتذكر الأحداث ، بل وبدا مستمتعا جدا بتذكر هذه الأمور ، واستأنف :
_ وبعد ذلك لم أجد ندا لي ، واختفيت طويلا ، كل ما أفعله هو الهرب من الشرطة .
ابتسم بانتصار وهو يستكمل قصته :
_ لكنني وجدت أندريس ، شاب قوي ، ذكي ، لديه المال ، ووسيم كذلك ، وهو ند لي ، وأن تجتمع فتاة بريسكوت مع السيد أندريس لهي فرصة عظيمة لي لأعوض ما فاتني من مرح .
ابتعد عن الرجل المرتجف وسار بخطوات ثابتة نحو الطاولة الخشبية الموضوعة في منتصف الغرفة ،
حدق في شاشة الحاسوب قليلا ، ثم زفر بغير رضا وقال محدثا نفسه :
_ لم يعد هناك من يمكنك الاعتماد عليه يا سيدريك ، ليس هناك أحد مثلك ، ولا أحد يفهمك .
حدق في الصورة المعلقة على الحائط ، وهمس :
_ لقد كنت ذكيا وعبقريا حتى وأنا في ريعان شبابي .
التقط مسدسه عن الطاولة ، وسار حتى الباب الكبير في آخر الغرفة ، وعندما وصله استدار بهدوء وسأل النحيل :
_ لقد قلت لك أني صفحت عنك ، أليس كذلك ؟؟
هز النحيل رأسه بالموافقة ، فرفع سيدريك مسدسه بهدوء ، وصوبه على رأس القناص ، ثم ضغط على الزناد
فاستقرت الرصاصة في رأس الرجل الذي وقع صريعا على أرض الغرفة .
استكمل سيدريك طريقه ، وهو يتمتم :
_ صدقني ، لقد عفوت عنك بقتلك ، كنت أنوي أن أجعلك تتعذب خمسين سنة أخرى ، ولكنني أفي بوعودي .
حدق في مسدسه ، ودسه في جيبه ، رسم على شفتيه ابتسامة مزيفة وقال بعزم :
_ انتظرني أيها الأمير | | | | | .
__________________ ]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
|