نحن قدوة صبر بمواجهة غضب
اعتاد منذ نعومة اظفاره ان تلبى كل طلباته، كيف لا و هو وحيد والديه و النور الاول الذي انبلج في حياتهما و الزهرة التي كللت حياتهما بالسعادة
والده يغرقه بالالعاب و النزهات حاملا اياه على كتفيه يلاعبه ، و الوالدته كما كل الامهات تدلله و له كالعبد المنقاد كل شئ يهون لاجل ملاكه الصغير.
عماد يكبر و تصغر و يقل اهتمام والديه بحجة انه يجب ان يتعلم الاعتماد على نفسه و لكن الواقع لا يروقه ، فهو يريد الدلال ، الدلال فقط هكذا برمج.. انا اطلب و انت تلبي حتى انه صار يقابل التقصير بالبكاء
الوالد كما كل الاباء له جانبا قوى من الوالدة ، له المقدرة على المعارضة اذا تطلب الامر ذلك ، بينما الام كما قلبها الذي لا مثيل له في الحنو لا تتحمل رؤية دموع ابنها
يستغرب سمير كيف ان هناء تملك ذاك القلب و كل تلك العاطفة و كم ان لها ذاك الكم من الصبر على طبع ابنهما ، و هو
يراقب تعامل هناء مع ابنهما الحاد الطباع يهز راسه مبتسما و يستعيد ذكريات طفولته و كيف كانت تتعامل والدته معه و اخوته الصغار و تصبر عليهم
مرت سنوات و كبر عماد صار بال12 من عمره يرى نفسه انه كبر مراهق بعقل طفل تصرفاته يحسبها رجولية و لا تمت الرجولة بصلة حيث غضب لاتفه الاسباب و صراخ يكون والدته من تستقبله بصدر رحب
***
كانت تقف في مكان اعتادت الوقوف عنده تجلي الصحون و الاواني.. قاطع صوت تدفق الماء صوت اعتادته و حتى انه
صار كنغمة مزعجة .. صوت ارتطام تبعه تحطم
هزت راسها و اخذت شهقة ثم زفرت بتاسف و تحركت متجهة الى باب المطبخ وقفت عنده تنتظرذلك العرض اليومي الذي هي بطلته
بان مسبب الجلبة مرتديا قبعته معكوسة و بوجهه الف علامة غضب يمشي و يركل كل شئ امامه حتى وصل الى حيث تقف و الدته
سالت بكل صرامة"ماذ ا هناك هذه المرة ايضا؟"
اجاب صاحب العيون العسلية التي تطايرت منها الشرر "اين كرتي لقد وضعتها بغرفتي كم مرة قلت..."
قاطعته بقولها"انها تحت الطاولة ..كم مرة قت لك ان تتريث و تصبر قبل بدء نوبة صراخك و غضبك الغير مبرر..عماد انت تعلم ان الغضب يعمي البصيرة"
استدار معطيا اياها ظهره دون ان ينطق بكلمة و هو يتافف
تمتمت الام"هداك الله، متى يتعلم الصبر ؟!" و عادت الى حيث كانت تعمل..
يوما بعد يوم يتكرر السيناريو الاسري..
اليوم كان الوالد حاضرا للمشهد ...نوبة صراخ اخرى ..هذه المرة قاطع صراخه صوت لم يعتد على سماعه الا اذا نودي
للصلاة او و كتفه يربت و هو يدرس و احيانا للطعام
لكن هذه المرة كانت نبرة عالية و غاضبة
نادى عليه "عماد اخف من صوتك . اين احترامك لوالدتك اهكذا ترد جميلها؟"
كانت كلمات ثقيلة عليه كما حال كل البشر اذا اتى العتاب من جانب من لم نعتد منهم يكون كثقل الجبال
تمتم مبديا عدم رضاه لما قاله والده و لكنه لا يجرؤ على الممصارحة بذلك و الا لقي العقاب
دخل الى غرفته و اقفل على نفسه الباب و جلس يفكر بكلمات والده " اين احترامك لوالدتك..."
تافف و اسند ظهره على كرسي مكتبه و بدا يستعيد ذكريات طفولته كم انه كان سعيدا مدللا و لا يرف له طلب وقال محدثا
نفسه "لم تغيرا و لم يعودان يهتمان بي؟ " تمردت دمعة من عينه ابى ان تواصل طريقها ، مسحها بسرعة و توجه ناحية
سريره و ارخى جسده عليه و لكنه لم يشعر براحة ، فقد ارهقه التفكير......تفكر ... و خرج متململا من غرفته متجها
الى حيث يريد..بينما هو متجه الى حيث مقصده طرق اذنه "الصبر ..الصبر .لقد صار عماد قليل الصبر و كثير الغضب يا سمير"
..انهما يتحدثان عني فتح عينيه لوسعهما و سمح لنفسه ان يتوقف عنده و يستمع لباقي حديث والديه بسيرته..
كان جواب الوالد"نحن السبب.......... لقد دللناه عند الصغر و لكنه تعود عليه و عندما اردناه ان يتعلم الاعتماد على
نفسه لم يتقبل يجب ان يتعلم درسا كي يعتاد على الواقع...صراخه و غضبه الدائمين ليسا الا خوفا منه من ان يفقد
اهتمامنا و خاصة انا ستنجبين من يشاركه قريبا.."
و ماذا نفعل؟
نطقت هناء
ثم اردفت بعد ان ارخت جسدها على الكرسي"يجب ان نتكلم معه وجها لوجه و نعلمه و نخبره انه صار رجلا عليه الاعتماد على نفسه اولا ثم علينا.."
اجاب الوالد "سنحادثه صباحا لا شك في انه قد نام ....."
بان من العدم و هو يقول "الان لم ننتظر الصباح.."
رفع الوالدان راسيهما بدهشة ليبان ابنهما يسير ناحيتهما..استعدل سمير بجلسته و قال "هل كنت تتنصت ايها الجاسوس ؟"
و ضحك ملء فاهه لتاقطعه الام" كف عن مزاحك يبدو انا ابننا غاضب"
رد عماد"لست غاضبا بل سعيدا.."
و جلس بجانب والدته التي ضمته اليها بحنو و مسحت على شعره و ما لبث حتى انهمرت دموعه دون ان يشعر...
ابتسم الوالد و بادلته هناء بمثله و اومأت له دلاله على فهما ما قصده قبلا بقوله ان عماد يخشى فقد اهتمامهما به و الان استدرك عكس ذلك
تكلم بعد ان سكنت دموعه و هو ما يزال يدفن وجهه في خحر والدته "امي لماذا دائما عندما اصرخ و اتنفر تقولين لي الصبر؟"
ردت الام "لان الصبر هو حل لكل الكروب و عندما نصبر نقاوم ما يعتلينا من مشاعر غضب تفسد كل شئ
انا اسف قالها و هو ما يزال يدفن وجهه
رفعته امه و نظرت اليه لكنه كان خجلا من النظر في عينيها
و قالت "لماذا انت اسف؟"
رد"على كل مرة كنت فيها اصرخ بوجهك فكما قلت لو انني صبرت وقتها و تريثت لما كانت ردات فعلي عنيفة تجاهك و كما
قال ابي لقد اسأت اليك و قابلت جميلك و دلالك لي بعدم ذوق
ربتت على كتفه و مسحت على راسه و قالت لا عليك ، المهم انك تعلمت درسك و ادركت خطاك"
اوما براسه ثم نهض من مكانه ليقف قباله والدية ليقول "اسف امي و ابي ، اسف على على كل ما بدر مني تصرف غليظ
و شكرا لكما على صبركما الدائم على تصرفاتي .. اليوم تعلمت ان الصبر هو مفتاح نجاحي لاوفيكما بعضا من حقوقكما
.. ارجو ان تسامحاني .. وواتجه ناحية والده و قبل راسه و قال شكرا لك ابي على تنبيهي و على كل وقت جميل قضيته معي..
قابل الوالد تصرف ابنه بتربيته خفيفة على كتفه و بقوله لقد كبرت و صرت رجلا بني..كن حارسا لامك بغيابي و احرص عليها..
اوما براسه و قال اعدك ابي..
**********************************************
الوهااا
كيف حالكم
هذه مشاركتي بمسابقة سنو
قد اتاخر في تقديم باقي الفصول لاني لااا وقت عندي دراسة يا جماعة ...
اتمنى ينال اعجابكم
+
بعرف فصل باااد
سنو الغالية خبريني اذا ينفع اواصل او اسلوبي خطأ
+
التنسيق و الطقم لم اجهزهما بعد ساطلب ان تركبيها لي بدخولي القادم و شكرا مقدما خ |
__________________
اريقاتو وسام سنباي
وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)
وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)
صلوا على النبي
التعديل الأخير تم بواسطة Snow. ; 05-13-2017 الساعة 06:01 PM |