( قسوة الحياة أم رحمة الموت )
أخيراً إنفصل هوساميوس و كاسيوس و آزابلانكا و بيريون عن تلاميذ شالوسيوس ، و تفرق تلامذة شالوسيوس كذلك ، و لكن لم يتبين الي الآن أين ستكون وجهة كل مجموعة منهم ، فماذا سيحدث معهم يا ترى ؟؟
يسير هوساميوس و آزابلانكا و كاسيوس و بيريون مبتعدين عن أثينا فيقول كاسيوس : حسنا .... إلي أين سنذهب الآن ؟؟؟؟
_هوساميوس : أنا سأذهب إلي مدينة تاريوكا و ماذا عنكم ؟؟؟
_ بيريون : أنا لا مشكلة لدي ..... جميع الأماكن متشابهة
_ كاسيوس : و أنا ليس لدي وجهة محددة و لا أمانع بالذهاب إلي تاريوكا
ينظر هوساميوس إلي آزابلانكا و يقول لها : ماذا عنك يا آزابلانكا ؟؟؟ أليس إسمك هو آزابلانكا ؟؟؟
_ آزابلانكا : بلي .... أنا سأذهب معكم إلي تاركا
_ هوساميوس : إسمها تاريوكا و ليس تاركا
_ بيريون : هذا ليس مهماً .... لكن أخبرنا لماذا تريد الذهاب إلي هناك بالتحديد ؟؟؟
_ هوساميوس: لأنني عشت معظم طفولتي هناك
يقول كاسيوس : فقط ؟؟؟!!!!!!!
_ هوساميوس : في الواقع أريد أن أفي بوعد قطعته
_ بيريون : و ماذا عن الإختبار ؟؟؟ ألا تفكر فيه ؟؟؟
_ هوساميوس: إذا لم أنجح بالوفاء بوعدي فلا فائدة من النجاح في الإختبار
كاسيوس : حسناً .... سنذهب معك و في طريقنا إلى هناك سنفكر بحل لهذه الأسئلة الثلاثة
يواصلون المسير حتى في طريقهم نحو تاريوكا و في طريقهم يجدون قطة صغيرة عمرها لا يتجاوز الشهر و بالكاد تستطيع المشي علي أقدامها الهزيلة ، قطة ضعيفة أضعفها الجوع و لا تقوي علي إيجاد قوت يومها
إقترب منها هوساميوس و أمسكها ثم قال : هذه القطة الصغيره تكاد تموت من الجوع
تقول آزابلانكا بشفقة : أين أمها لتطعمها ؟؟؟!!!
يقول كاسيوس بهدوء و حزن : تلك هي أمها
ينظر هوساميوس و آزابلانكا بلهفة إلي حيث يشير كاسيوس فيشاهدان جثة القطة الأم و قد غطتها الديدان ، فترتسم الأحزان علي وجههما و يقول هوساميوس : هذه هي قسوة الحياة .... أقصد قسوة الموت ..... بل هب قسوة من كلاهما ، الحياة جمعتهما بلا ثالث و الموت فرقهما و ترك أحدهما لتعذبه الحياة
يقترب بيريون من هوساميوس و بيده خنجر فيقول له هوساميوس : ما الذي تريد فعله ؟؟!!!!!!
_ بيريون : سأريحها من عذابها
يقول هوساميوس بصوت مرتفع : كيف ستريحها من عذابها بعذاب أكبر ؟!!!!!!؟
_ بيريون : و هل تظن أن الحياة المريرة أفضل من الموت ؟ ..... في مثل حالتها هذه يكون الموت أفضل لأنه سيريحها من قسوة الحياة
يقول هوساميوس بغضب : هذا خطأ ..... لن أسمح لك بقتل هذه القطة الصغيرة
يقول بيريون بصوت مرتفع مصحوب بالغضب : ألا تفهمني ؟.... أريد مساعدتها أريد أن أريحها .... ما المانع عندك من قتلها ... إنها مجرد حيوان
يلتزم هوساميوس الصمت و ينظر إلى بيريون بنظرات ثاقبة ثم يقول : الإنسان الذي لا يضع قيمة للحيوان فهو أدنى من الحيوان
يغضب بيريون كثيراً و لا يتفوه بأي كلمة فيقول كاسيوس : كفاكما جدالا ..... كلاهما محق .... لكن أنا أرى أن ندعها و شأنها و ستلقي مصيرها المحتوم لا محالة .... دعونا نركز على ما هو أهم و نتابع طريقنا
_ آزابلانكا : و لكن ماذا سيحدث لهذه القطة المسكينة إذا تركناها ؟؟؟ من سيطعمها ؟؟؟ من سيهتم بها ؟؟؟
لحظة من الصمت يرجع فيها هوساميوس عشر سنوات إلي الماضي ..... إلي أسوأ أيام حياته
قبل عشر سنوات في إحدى القرى الإغريقية ~~::
يسير ثلاثة محاربين بين جثث أهل القرية التي طحنتها وقع المعارك في تلك الحرب التي كانت مشتعلة آن ذاك ، فيقول أحدهم : إنني أشعر بالأسي علي هؤلاء الناس الذين لم نستطع حمايتهم ...... لقد تأخر جيشنا كثيراً و لم يعد بإمكاننا فعل أي شيء
يقول الشخص الثاني : هذه هي الحرب يا سيدي .... لا ترحم أي أحد
يقول الشخص الأول : عار علي أن أحمل إسم ألكسندر و لا أستطيع حماية الأبرياء
يقول الشخص الثالث : لنبحث عن الناجين و نساعدهم
_ألكسندر : لا أظن أننا سنجد أحد قد نجي بعد هذه المجزرة ..... علي كل حال أنا سأذهب من هذا الإتجاه ، رايسيزإذهب من الإتجاه و أنت يا ماركوس من هذا الإتجاه
يفترقون جميعاً و يمشي ألكسندر فوق أشلاء الجثث حتى يسمع صوت بكاء طفل قادم من أحد البيوت ، فيدخله و يشاهد منظرا يقشعر له بدنه عندما فتح الباب ، كان أول ما شاهده جثة شاب قطع رأسه و يحمل بيديه عصي ، توغل داخل البيت نحو صوت البكاء فوجد طفلا يبكي بين أحضان أمه التي ماتت و هي تحميه من طعنات السيوف و والده مطروح علي الأرض و قد أغرقته دماؤه ، إقترب من الفتي و إستل سيفه من غمده و وضعه علي رقبة الفتي الذي يبكي على ألم فراق أحبته ، و أبعد السيف عن رقبته و هم بضربه و قبل أن يجتث رأسه عن كتفيه توقف و قد صعقه منظر ذلك الفتي لأنه توقف عن البكاء و إبتسم
ما حدث كان عكس توقعاته و مخالفا للمنطق فسأله و قال : لماذا تبتسم يا هذا ؟؟؟
رد ذلك الفتى بصوت شجي ترنم في رأس ألكسندر إذ قال : أخيراً سألتحق بأمي و أبي و أخي إلي وادي الموت
"وادي الموت " : تقول الخرافات و الأساطير الإغريقية أن أرواح الموت تذهب إلي العالم السفلي إلي مكان يسمح بوادي الموت و هذا الوادي كان يحكمه هادس بتكليف من زيوس .
حمل ألكسندر ذلك الفتي و خرج به من البيت الذي صار طلاؤه من دم ساكنيه و ذهب ينادي علي ماركوس و رايسيز و عندما تجمعوا أخبرهم بما قد حل بهذا الفتى فقال رايسيز : الأفضل أن نقتله و نريحه من عذابه
_ ألكسندر : هذا ما كنت أنوي فعله لكن هذا الفتى حرك بداخلي بعض المشاعر فقررت أخذه إلي شخص ليقرر مصيره بالموت أو الحياة
_ماركوس : بالنسبة له لم يعد هناك فرق بين الحياة أو الموت
فأخذوه و تركوا تلك القرية الميته و كان هذا الفتي يبكي بكائاً مريرا علي ما حدث ، هذا الفتى هو هوساميوس .
و في الوقت الحالي يختصم هوساميوس مع بيريون علي قطة يتيمة و يختلفون بين قتلها أو تركها
بعد أن سألت آزابلانكا عمن سيعتني بهذه القطة و من سيطعمها و بعد لحظات من الصمت قال هوساميوس : أنا سأعتني بهذه القطة و أنا من سيطعمها ..... فالحياة المريرة أفضل من الموت ، لأن الحياة قابلة للتغير أما الموت فهو دائم و لا تغير فيه
النهاية .
يتبع .......
أعتذر عن التأخر في نشر هذا الفصل
و لا تسألوني لماذا هو قصير
و لا تدقوا على الأخطاء الإملائية فأنا وجدت عشرين خطئاً و صححتها
أرجو أنه قد أعجبكم
و هذه مجموعة من الأسئلة أرجو منكم ان تجيب عليها :
1 ما رأيك بطريقة تفكير هوساميوس ؟
2 هل الحياة المريرة أفضل أم الموت ؟؟
3 إلي أين تعتقد أن ألكسندر أخذ هوساميوس ؟؟؟