الموضوع
:
كِلاهُما لِي|ون شوت ≈❀
عرض مشاركة واحدة
#
4
05-13-2017, 03:36 AM
X
في طوكيو وتحديداً في غرفةِ نومِ تلكَ الفتاة
كانتْ تجلسُ علىٰ هاتِفها وتُحركُ إِصبعها بخفةً
عليهِ
الظلامُ حالك، الجميعُ نائم؛ وهذا ما يجبُ أنّ
تكونَ عليهِ هي الأُخرى ولكِن لنّ تَتمكنَ منَ
المُقاومةِ فجميعُ أصدِقئِها الإفتِرضينَ مستيقظون
و كالعادة تنسجمُ بالتحدثِ مع الذي يَعلو
رَسائلهُ إسم "أيكوماتسو"
كانتْ إنارةُ الهاتفِ وكُلِ ما يَظهر على شاشتهِ
مَعكوسةً على بُؤبُؤها الأخضَر،
تُمسكُ بالهاتفُ وهي تستلقي على بَطنها في
سريرها بِغُرفتها الحالكة؛ِ التي لم يكن يظهرُ
منها سِوى السَقف الذي يعلو سريرها بسبب
إنارة الهاتف
كانت تكتبُ بسرعةٍ وبحماسٍ سرعانَ ما جمدها
آخرَ ما أرسله "آيكوماتسو" ودهشةِ أصدقائها
" أنتِ فتاة مختلفةً عن غيركِ، تُعجبني
شخصيتكِ حقاً"
هل ما تقرءهُ من كتابةِ "أيكوماتسو" الذي لا
يتكلم إلا بالضروري!
قَفَزت راميةً اللحافَ عنها، جلست متربعةً على
سريرها وامسكتِ الهاتفَ بحماسٍ تكتبُ كلمتها
المعسولة.
"شكراً لك على هذا الإطراء"
أرسلتها ليظهر إسمها فوق تلك الكلمات
"تساريونيكتا"
ثوان حتى ظهر أنها تلقت رسالةً لكن من
محادثة أخرى...
فتحتها لتتسع عيناها وتُرسَم على ملامحها السعادة
"تساريونيكتا أود التحدث معك بموضوعٍ
خاص"
بدأت كلماتها تتدفق بتلك المحادثة متجاهلةً ما
يصلها من رسائل بالمحادثة الجماعية فالتحدث
مع "أيكوماتسو" على إنفراد ليس بأمرٍ عادي
فهو ذو طابع هادئ وعاقل ولديه شخصية
حادة تجعله محبوب في هذا العالم الإفتراضي
"تَفضل"
كتبتها بحماس شديد و قلبها ينبض بسرعة
وكأن ما يريده قادم
"قبل ذلك ألن أعرف إسمك الحقيقي، هذا إن
كنت تعتبرينني مقرباً لكِ"
وصلتها تلك لتبدأ إصبعها بالكتابة والتراجع من
شدة ارتباكها...
في طرف الهاتف كان هناك أرقام مكتوبة بهذا
الشكل 1:42
ولكن أين الإهتمام للوقت و"أيكوماتسو" يُكلمها
صحبت إجابتها نوعا من الإرتباك ولكن هو لن
يتخيل إرتباكها بين أحرفها
"أدعى شيماكو ساتشيكو… "
"آسفة لأني لم أخبرك
به من قبل"
"لا عليك"
"أنا كاوزورا آيتسوي"
"
إسمك جميل آيتسوي"
"شكراً لك… بالنسبة لما أردت أن أخبرك به
فهو…"
"في الواقع أنا…"
.
.
.
هكذا كانت البداية أو بداية البداية
صعدت والدتها بغضب وفتحت الباب بقوة قائلةً:
ساتشيكو إنهضي يكفي جلوساً على الحاسوب،
منذ عدتي من المدرسة وأنتِ على هذه الحال
نهضت ساتسيكو بثيابها المدرسية لتظهر
ملامحها… شعر بني قصير لبداية عنقها و
عينان عشبيتان، شفتين كرزيتين وملامح
أنثوية هادئة وجسد ممشوق
أطفأت شاشة حاسوبها وخرجت أمام والدتها
لتناول الغداء، دقائق حتى عادت إلى غرفتها
التي كانت تتدرج بين الوردي والأبيض
والأصفر الفاتح
كان سَريرها الأبيض بلحافه الوردي في زاوية
الغرفة و على يسار السرير يوجد نافذة مسدل
عليها ستائر بيضاء مُزهره باللون الوردي
والأصفر، من يمين السرير يوجد خزانة صغيرة
وبعدها مكتب قد تلون بين الوردي ورفوفه
الصفراء وقد كان حاسوبها يقبع على سَطحه
جَلست كالعادة تتحدث وتضحك تبادله الأسئلة
تحدثه عن أيامها ويحدثها عن لحظاته، الأمر
ليس غريب فبالنهاية هي تعرفه منذ 6 أشهر
و أحبته من أول شهر لكن ارتِباطهُما منذُ
شهرين فقد ترددت بحبها 4 أشهر… و لم تكن
تملك الشجاعة لتعترف خصوصاً لفتى مثله
نهضت بعد مرور ساعة على جلوسها وقد
أصبحت الساعة الثامنة مساءً
اتجهت إلى خزانة الملابس البيضاء التي تقبع
أمام السرير، أخرجت بيجامة نومها وخرجت
من الغرفة، ساعة وعادت لترتديها وتندثر في
سريرها و تفتح هاتفها… مرت ساعة أخرى
لتنام والهاتف بيدها
كانت تَشعر بالنعاسِ والجوع في الوقت
نفسه، تحاول الحصول على شيء تأكله بعد
تلك الدروس؛ لكن الطلاب أنشط منها لتستسلم
بعد أن ضاعت بينهم ولكن الأمر لم يمر على
خير فها هو طالب الثالث ثانوي يسخر منها
كالعادة
رمقها باستهزاء وهو يرفع أحد حاجبيه وبيده
ما اشتراه منذُ ثوان
-:ههه أتعلمين أن هذا أفضل… اعتبريه حمية
غذائية
استشاطت ساتشيكو غضباً لتصرخ عليه
-: لا تتدخل بي يا أحمق… مزعج
عادت إلى صفها الذي كتب على لافتة صغيرة
في الأعلى قرب بابه 2/B
كانت تشتم ذلك المزعج، أين ما تذهب يظهر
ولا يلتقيان إلا ويتشاجران…
هي لاتنكر إعجابها بشخصيته ولكنها تكرهه حباً
بآيتسوي
فتحت كتابها بملل وهي تجلس بالمكتبة… تحب
القراءة في أوقات فراغها وتفضل مكتبة
المدرسة لكونها هادئة وباردة
كانت تقرأ بهدوء لتسمع ضحكات ساخرة
التفتت لتراه يقرأ كتاباً هو الأخر ولكن ما
سبب تلك الضحكة…
استشاطت غضباً لرؤيته لا يبالي بما حوله بعد
أن ضحك عليها فتمتمت بانزعاج
-: ما خطبك لما تتبعني أين ما أذهب
رفع رأسه وبعدها حاجبه قائلاً
-: أشك أنك من يتبعني
قطبت حاجبيها وصرخت بغضب
-: أنت أخرق لكني لست كذلك لأصدق
رمقها بغيض و قال بعدم مبالاه
-: أنت مجنونة لذا لا تتحدثي معي فأنا لا
أفهم المجانين
كادت تصرخ عليه لولا ضحكة أحد الجالسين
على طاولة ذلك الأشقر نفسها
تقدمت عجوز من الفتى الذي أطلق ضحكته
قائلةً بغضب
-: كفاك ضحكاً بصوت عالِ… أنت في مكتبة
إِنّ لم تكن تعلم
أكملت بغضب وهي ترمق كل من ساتشيكو
والأشقر
-: وأنتما رافقاني إلى الخارج
قطب الأشقر حاجبيه و نهض بغضب وهو
يرمق ساتشيكو باستياء، خرج وهي خلفه
ليتمتم باستياء
-: هه أرأيتِ من يتبع الآخر
لم يترك لها المجال للرد فقد ذهب لتعود إلى
صفها بضجر
كانت تمسك بهاتفها وهي متجهة نحو السوبر
ماركت بأمرٍ من والدتها
وضعت الهاتف في حقيبتها ودخلت، جمعت كل
ما طلبته والدتها في عربة التسوق وفي
النهاية أرادت شراء ماتحبه لنفسها
أمسكت تلك الشوكلاته لترى ان هناك من
أمسكها في الوقت نفسه
رفعت رأسها ليقشعر بدنها من رؤيته
قطبت حاجبيها وهي تأبى التخلي عن الشكولاته
-: إلى متى ستظل تتبعني
حدق ببؤبؤهِ الأزرق في عينيها لترتبك وفي
اللحظة سحب الشوكولاته من يدها
قال بسخرية وعلى ثغره ابتسامة هادئة
-: دخلت لأشتريها ولا يعقل أن أخرج بدونها
~
دفعا النقود وخرجا لـ ترمقه بغيض فابتسم
بهدوء ورمى الشوكولاته عليها وذهب
تحرك جفنها بغيض منه وصرخت
-: تباً لك لا أريدها إنها ملوثة من يديك
رفع يده وهو يسير أمامها بدون أن يلتفت
وقال بسخرية
-: دخلت لأشتريها وخرجت وقد اشتريتها،
خذيها كهدية ولكن حذاري من اعتبارها
شوكولاتة عيد الحب
ختم كلامه بضحكة خافتة وساخرة
تسمرت مكانها وقد اشتعل جسدها من الغضب
والارتباك
نظرت إلى الشوكلاته و قالت بضجر
-: سأريه لن ألمسها بل وكرهتها؛ سوف
أعيدها له غداً
رن الجرس لتنهض نحو الكافتيريا علها تراه
هناك
جالت المكان بعينيها لتراه من بعيد فاتجهت
نحوه وأعطته الشوكولاتة بدون مقدمات ليرفع
حاجبه ويرمش باستغراب
قالت لتبيد استغرابه
-: أنا لا أقبل الهدايا
فتحها قائلاً
-: هذا أوفر
اشتعلت من الغيظ لتصرخ بوجهه
-: كف عن إزعاجي ألا يمكن أن أنعم بيوم
سليم
قطب حاجبيه بغضب وهو يرمقها بحقد
-: من أتى إلى الآخر!؟
أجابته بغيض
-: اتيت لإعادتها فأنا أخشى على نفسي من
بقائها معي فما بالك بأكلها
نظر إليها باستخفاف قائلاً
-: ألا تشعرين أنك تخطيتي حدودك
على هذا وذاك بدأت بالشجار معه حتى انتهيا
بصراخهِ في وجهها
-: كفي عن هذا التحامق وكأني غبي لأُصدق
أنك لا تتبعينني دائماً
كانت سترد لولا أن رن الجرس، غادر المكان
بغضب متفادٍ المزيد؛ لتعود إلى صفها باستياء
والدم يغلي في عروقها
كلمات تتدفق في تلك المحادثة غير آبهة
بالوقت الذي يمر
"يومي المدرسي ممل بسبب أني لا أستطيع
أن أكلمك"
"آسف حقاً ولكني لا أحب لزملائي معرفة أني
مرتبط… وعبر الإنترنت"
"آه لا مشكلة…"
"صحيح أنك فتاة لطيفة و شخصيتك قوية
لكن أشعر أن في شخصيتك يوجد صفة
المشاغبة و تخفيها عني")..."
"لا لا"
"آآآه ربما قليلاً"
"يا إلهي أنت محلل عبقري"
"ئه ألا تفخرين بي"
"بلى بلى أكيد"
"كيف كان يومك المدراسي"
"سيء… هناك فتى مزعج كثيراً يحب إغاظتي"
"تباً له ليس قادراً إلا على تعكير مزاجي"
"أوووه حقاً"
"تباً له كيف يزعج أميرتي"
"سوف ألقنه درساً إن رأيته"
.
.
.
أنهت المحادثة بعد ساعتين وتحديداً في نهاية
12 لتنهض بغية النوم
كانت تحدثه ليقطع انسجامها صوت طرقات
الباب
ضربت على الأرض بقدمها وأطفأت شاشة
الحاسوب مشيرة للطارق بالدخول لتظهر فتاة
تشبهها بلون شعرها وعينيها إلا أنها تبدو في
العاشرة من عمرها
ابتسمت ابتسامة عريضة بانت فيها أسنانها
الصغيرة؛ وتلك الفجوة في الزاوية أعطتها
ملامح فتاة مشاغبة، مدت دفترها لتتنهد
ساتشيكو باستياء وتبدأ بمساعدتها على حل
الواحب
مرت نصف ساعة لتخرج شقيقتها وتبدأ هي
بما كانت تفعله
"
آسفة كنت أساعد أختي في حل واجباتها"
مرت ربع ساعة ليصلها رده
"لا عليك أنا أيضاً ذهبت للمتجر لشراء بعض
الأشياء لأمي"
"حقاً!"
"ولما التعجب!؟"
"عادةً يكون الشبان في هذا الوقت مع
أصدقائهم"
"ليس لدي أكثر من زملاء في الصف"
"مثلك، كان لدي صديقة اعرفها منذ كنت في
الحضانة ولكنها توفيت منذ 4 سنوات ومن
بعدها لم أشأ اتخاذ أصدقاء خوفاً من رحيلهم"
"آه هكذا إذا"
.
.
.
جلست في المكتبة تحاول التخلص من ضجيج
المدرسة لتراه يجلس أمامها
رفع بؤبؤيه الزرقاوين نحوها لتشيح بوجهها
عنه
مرر لها شوكلاته قائلاً
-: هذه كاعتذار
قطبت حاجبيها متمتم
-: لا أريد
نهض و رمقها باستخفاف قائلاً
-: كوني أكثرَ لطفاً
رمقتهُ بنظرات مُحذرة وأردفت
-: لا يهم لا تتحدث معي من الآن فصاعداً
خرج غير مكترث لما قالته لتفتح الشوكولاته
وتأكلها وكأنها تنتقم منه
رن جرس المدرسة معلناً عن إنتهاء الدوام،
خرج بهدوء مستغرباً عدم وجودها فدئماً ما
يصدف أن يخرجا في نفس الوقت
تلفت عدة إتجاهات ولم يرها مع كونه رآها
صباحاً في الكافيتيريا
لم يأمن الوضع وعاد بخطواته إلى المدرسة؛
صعد الدرج نحو صفها ولكنه لم يجدها فسأل
إحدى زميلاتها التي كانت تغلق زر حقيبتها
-: أين ساتشيكو!؟
أجابته بوجنتين متوردتين
-: فـ… فاجتماع مع أعضاء نادي التكنولوجيا
غادر المكان بدون إضافة حرف واحد وضرب
رأسه بسبابته
-: كيف نسيت أنها من نادي التكنولوجيا
وبينما كان يسير مر من أمام باب فتح بعد
أن تخطاه و صدر من الذي فتحه شهقات
وأنين خافت، التفت ليرى ساتشيكو تمشي
عكس طريقه وهي تخفض رأسها وتضع يدها
على أنفها فتمتم بخفوت وتعجب
-: ساتشيكو!؟
توقفت ولكنها لم تلتفت لتكمل وتعجل
خطواتها ولكنه لحق بها حتى السطح
دخل بعدها ليجدها تجلس أمام الشبك المرتفع
وتبكي بخفوت وهي تضم قدميها الى صدرها
وقف خلفها بهدوء وقال محاولاً تهدئتها
-: ساتشيكو أنا هنا لذا لا تظهري دموعك
امام عدوك
تمتمت بخفوت من بين شهقاتها
-: اتركني لست مستعدة للتحدث مع أحد
سألها وهو موقن بأنها لن تجيب
-: ما الذي حدث
عَلت شَهقاتها وقالت بغيض
-: تباً لهم تباً… لقد اتَهموني بِكل التَخريبات
في النادي وأخرجوني منه
جَلس قُربها مُرَبةً على رَأسها
-: لا تَهتمي و تزعجي نفسك بهذه الأمور…
اعرف كونك أفضلهم و ثقي بأنك ستعودين فـ
رئيسة النادي لن تَقبل… إنتظري عَودتها فمنذ
غيابها أصبح النادي سيء وهذا رأي الجميع
رَفعت رَأسها ونظَرت إليه تُحاول مُلامَسة
الحَقيقة في كلامه
-: حقاً!!
إبتسمَّ لها قائلاً
-: أجل ألا تَعرفين قِيمتك في النادي
صَمتت لثوان ويبدو أنها هَدأت سُرعان
ما التفتَت إليه مَستَشعرةً وجُودهُ
-: مـ.. مَاذا تَفعل هَنا …
أكملت بَعد إبتسامة مُستفزة
-: أَرَأَيت هذا دَليل على كَونك من يَتبعني
رَمقها باستياء
-: لَم أركِ تَتَبعيني فاستشعرت مُشكلة
واجَهتك… هذا كُل ما في الأمْر
هَمهمت ونَهضت قائلةً
-: أتَعلم.. لقد اكتَشفتُ شَيئاً الآن
نظر إليها مُستَفسِراً وقال بهدوء
-: ماذا اكتَشفتِ
إبْتَسمت بِمرح وقالت بينما هو ينهض
-: أنتَ تَعرف إسمي بَينما أنا لا
حَملق فيها لثوان ولكن نَسيماً هادئاً قاطَعه
مُغطٍ وجهها بشعرها البني القَصير، أبعدته
بغيض ونظرت إليه مِنتَظرة جوابه
تنحنح قائلاً بهدوء
-: أممم… لا يَهم ولكن نادني كابيتا
ابتسمت بمرح وهي تتبعه
-: حسنا، شكراً لك كابيتا
لم يجبها؛ وصاحب طريقهما متطفل يدعى
بالصمت
وصلوا حيث موقف الحافلات لتقف بانتظار
الحافلة بينما اكمل هو بعد قوله
-: إلى اللقاء
رمت بجسدها على سريرها وملابس المدرسة
ما تزال تلفها
أخرجت هاتفها وهي تتمتم
-: آيتسوي هو الحل الوحيد لأنسى كابيتـ…
قاطعتها الصدمة التي حلت بها برؤية عدد
الرسائل؛ 18 رسالة من آيتسوي
ردت بسرعة وبملامح قلقة
"آسفة آيتسوي الآن حتى عدت من المدرسة"
وصلها رده أسرع من العادة
"قلقت عليك لما تأخرتي"
"أه في الحقيقة تم استبعادي من نادي
التكنولوجيا؛ إذ كنت عضوة مهمة فيه"
"آه تباً لهم كيف يتجرؤون على إزعاج أميرتي"
"لا تبالغ"
"أممم معك حق، أتريدين أن أقول هذا"
"لما لا"
"سيكون كذب"
"لا يهم"
"أنا لا أكذب"
"أبداً!؟"
"لا أذكر سوى واحدة اليوم"
"ألا يوجد غيرها؟"
"لا أذكر"
"إذا أنت شخص نبيل!"
"ههه ربما"
"رائع أنا محظوظة بك"
"اكيد"
"هل أنت مغرور!؟"
"تشيكن!؟"
"لا لا أمزح فقط"
"ربما أنا كذلك"
"لا أظن…"
"هل ما زلتِ حزينة!؟"
"ومن يبقى حزين بمحادثتك"
"أنا حقاً مستاء لمَ حصل معك"
"لا تهتم فأنا حقاً سعيدة"
"متأكدة!؟"
"أجل…"
"أتذكر ذلك الفتى الذي اخبرتك عنه وكم هو
مزعج"
"أجل أذكره وأود قتله لأنه يزعجك"
"هو مزعج عادةً ولكنه اليوم أتى إلى صفي
لأنه لم يراني أخرج من المدرسة"
"ولماذا!؟"
"لا أدري لقد قال انه شعر بمشكلة واجهتني"
"قلتي أنه دائما ما تخرجان من المدرسة
بنفس الوقت!"
"أجل…"
"إذا سيكون مجيئه إلى صفك أمر طبيعي
فغيابك قد يكون لسبب ما و فضوله جره؛
ربما"
"معك حق"
.
.
.
وضعت رأسها على الطاولة وهي تقرأ في
كتابها سرعان ما نهضت لتعيد الكتاب ولكنها
توقفت لرؤيتها كابيتا يجلس على إحدى
الطاولات وينظر إلى الكتاب الذي كان أمامه
واضعاً يده على خده مسنداً مرفقه على الطاولة
توترت وأسرعت لإعادة الكتاب ولكنه أغلق كتابه
في اللحظة ونهض ليرها تعيد كتابها فابتسم لها
قائلاً
-: ماذا حدث معك في النادي؟
حاولت تفادي نظراته وهي تنظر إلى كل شيء
عداه
-: عدت ولم يكن ذلك بأمر يذكر
وضع يده على رأسها وبعثر شعرها قائلاً
-: قلت لك، لقد بكيتِ وقتها بلا داعٍ
توترت وأصبح جسدها حارًا لتستطرد قائلةً
-: آه علي الذهاب
أبعدت يده وذهبت بسرعة بينما هو ينظر نحوها
بتعجب
خرجت من المكتبة إلى فناء المدرسة وجلست
على أحد الكراسي الخشبية لتبعثر شعرها قائلةً
-: ماذا أفعل يا إلهي إنه في كل مكان، كيف
سأبتعد عنه هذه ليست حالة
"آيتسوي توقف عن هذا؛ انت تحرجني"
"حسناً حسناً"
"
آه تذكرت، قلتِ مسبقاً أنَّ شعرك بني ولكن
لم تخبرين بطوله"
"آيتسوي!!، سأنفجر"
"ما بك توقفت عن المديح!"
"كف عن التحدث عني لنتحدث عنك"
"أجيبي سؤالي أولاً"
"قصير"
"إلى أين تحديداً"
"خمن"
"بداية عنقك"
"أجل"
"دورك"
"ماذا!؟"
"ما لون عينيك وشعرك"
"أحببت الحديث أكثر عندما كنتِ محوره"
"أتُفضل استمتاعك على استمتاعي!؟"
"أبداً"
"سنرى"
"كيف حالك مع المدرسة"
"ملل لا غير؛ انتظر العطلة بفارغ الصبر"
"أدرسِ جيداً"
"ما هذه التوصية!!"
"لا بأس بها إنّ كانت لمصلحتك"
"لا تهتم بهذا الأمر فـ علاماتي جيدة"
.
.
.
كانت تسير على الرصيف من يمين الشارع
بينما يسير هو من يسار الشارع
مع كون موقف الحافلات في يسار الشارع إلا
أنها فضلت الابتعاد عنه ووضع سماعاتها في
أذنيها
لم يبدي اهتماماً فهما يسيران هكذا منذ بداية
العام لتجنب الشجار وربما يتشاجران عند
قطعها الشارع للوقوف عند الموقف، حتى الآن
هي مطَّرة لقطع الشارع؛ سارت ولا صوت
يصلها سوى الأغنية التي في أذنيها؛ حتى
صوت زمير الشاحنة العالِ وصوت كابيتا الذي
يحذرها
لم تكد تنتبه لاقترابه إلا وقد أمسكها وبدفعة
منه أصبحت بعيدة عن مسار الشاحنة التي
اصدرت صوت عاليًا بمكابحها
فتحت عينيها وهي تشعر بثقل على جسدها
الملقى على الارض، بهدوء بدأ صاحب الثقل
بالابتعاد لتراه أصبح قربها بعد أن كان فوقها
وكانت الشاحنة قربهم، نزل السائق الذي كان
في عقده السادس قائلاً بقلق
-: هل أنتما بخير؟ هل أطلب الإسعاف؟
تمتم كابيتا وهو ينظر إليها
-: لا بأس لقد مر الأمر على خير
انخفض الرجل نحوهما بينما رفعت ساتشيكو
جزعها والسماعات قد خرجت من أذنيها،
حاولت الوقوف بصعوبة وانحت قائلةً
-: أسفة هذا خطئي
وقف السائق وبعده كابيتا، ابتسم لها السائق
قائلاً
-: لا عليك المهم أنك بخير... كوني أكثر
حذراٌ فلو لم يكن هذا الشاب موجوداً لما
كنت بخير
نظرت إلى كابيتا سرعان ما خفضت رأسها
بارتباك وإحراج
انحنى كابيتا قائلاً
-: لا تقلق نحن بخير، نعتذر على الإزعاج
همهم السائق قائلاً
-: متأكدين من كونكما بخير؟
أوما كابيتا ليذهب السائق العجوز متجها نحو
الشاحنة بينما انخفض كابيتا ممسكاً بحقيبته
ووضعها على كتفه الأيمن وفعلت ساتشيكو
المثل وهي تشعر بالذنب من فعلتها؛ كل هذا
في سبيل تجاهله!
رمقها بهدوء قائلاً بجمود
-: هل أنتِ بخير
أومأت برأسها وقالت بنبرة متأسفة
-: أنا أسفة هذا بسبب حماقتي
تمتم بهدوء
-: لا عليك، كوني أكثر حذراً
اكمل بابتسامة هادئة
-: من اجلي
نظرت إليه بارتباك وتوتر
-:( من أجلك أم من أجله )
طأطأت رأسها بلا حيلة واتجهت نحو الموقف
وهو خلفها جلست وهو يقف مسنداً ظهره
على زجاج الموقف وكل منهما يعصف في
رأسه أفكار مختلفة عن أفكار الآخر
نظرت إليه بهدوء وهو ينظر نحو المكان الذي
ستأتي منه الحافلة ويضع كفيه في جيبي
بنطلون زيه المدرسي
-:( أشعر أني شخص سيء من ناحيتين…
معجبة بشخصية كابيتا وأحب آيتسوي… لا
يجب أن أنهي الأمر، سأبيده؛ سأخبره بكوني
مرتبطة ليبتعد عني )
رفعت رأسها وقالت بتوتر
-: كـ… كابيتا
إلتفت إليها مستفسراً
-: ماذا!؟
أعاد بصره إلى نهاية الشارع بينما طأطأت
رأسها قائلةً بتوتر
-: في الحقيقة أنا…
قاطعها قائلاً
-: لقد أتت الحافلة
رفعت رأسها ونهضت متمتمة
-: في وقت أخر
لوح لها قائلاً
-: إنتبهي لنفسك ساتشي
شعرت بدلو ماء بارد يسكب عليها باختصار
إسمها ذاك ولكنها ابتسمت رغماً عنها
-: شكراً لك
.
.
.
صعدت في الحافلة متوجهة لمنزل جدتها وهي
تفكر بما عليها فعله، الأمر بات جدياً أكثر من
أن تحتمله
وضعت مرفقها على حرف النافذة ووضعت
يدها على خدها تتأمل الطريق وعلى فخذيها
تضع حقيبتها البنية كلون تنورتها التي تصل
إلى بداية ركبها وفوقها بلوزة بيضاء بياقة
واسعة عليها دب باندا وتحتها بلوزة سوداء
بلا أكمام عكس البيضاء
مجمعات سكنية ومحلات ضخمة مراكز وتماثيل
وكل ما قد يتواجد في الشارع تراه بينما
الحافلة تتحرك، حتى البشر يتواجدون بكل
الأشكال والأحجام
توقفت الحافلة عند الإشارة ليلفت إنتباه
ساتشيكو وجود كابيتا سرعان ما توسعت
عينيها؛ لرؤية تلك الفتاة التي تمسك بذراع
كابيتا وتسير بفرح بينما يسير هو بابتسامة
هادئة
سرت قشعريرة بجسد ساتشيكو وهي تنظر
لتلك الفتاة سرعان ما أصبحا قريبن من
الحافلة لتعقد ساتشيكو حاجبيها وهي تتفحص
ملامح الفتاة المألوفة، شعر أشقر طويل
وحدقتين كخرز أزرق وعينين مشروطتين مع
ملامح طفولية على عكس حجمها فهي تبدو
في الخامسة عشر من عمرها؛ حركت ساتشيكو
بؤبؤها نحو كابيتا لتراه بنفس الملامح إلا انه
يبدو أكثر هدوءً وعينيه المشروطة تعطيه
هيبة على عكسها
لا تحليل سوى كونها شقيقته وهذا ما جعل
ساتشيكو تتنهد سرعان ما هزت رأسها و تأففت
-: لو كانت صديقته لانتهيت من المشكلة، تبا
أقول هذا وكأني تقبلت كونه مرتبط؛ ماذا
أريد منه لمَ لم أتقبل الأمر… تباً
كانت مستلقية على فراش وردي بحواف
بيضاء في تلك الغرفة المظلمة، النور الوحيد
كان ضوء شاشة الهاتف حيث كانت تتحدث
مع أصدقائها بعد أن أرسلت لآيتسوي رسالة
ويبدو أنه نائم لكونه لم يجب منذ وقت لابأس
به؛ ولكنه أجاب على عكس ظنها لتترك
المحادثة الجماعية وتنغمس بالحديث معه
"ظننتك نمت"
"
لا لقد كانت عمتي هنا ولم تذهب إلا الأن"
"أنا سأبيت اليوم في منزل جدتي"
"تكثر الزيارات في مثل هذا اليوم بما أنه
يوم عطلة"
" أجل"
"تبا اليوم كان حافلا؛ أشعر بالنعاس ولكن
لدي بعض الأشياء علي إنجازها"
"ساتشيكو!!"
"هل نمتِ"
"تصبحين على خير فتاتي"
"آيتسوي"
"ماذا تشي!؟"
"آيتسوي قلت لك تشي إختصار كبير لإسمي
ولا أحبه"
"ستعتادينه تشي"
"لا فائدة من الجدال معك"
"بالنسبة لما أردت قوله فأنا أود أن أعرض
عليك فكرة صغيرة"
"ما هي!؟"
"آآه لا ادري كيف اقولها"
"لَقَد تَشوَقت"
"إيْتوو لما لا نتفق على الإلتقاء بمكان ما"
كتبتها وأرسلتها بصعوبة سرعان ما تنهدت
في الطرف الآخر عند آيتسوي؛ ظهرت رسالتها
على شاشة حاسوبه لتتجمد أطرافه وهو
يحاول استيعاب الأمر
كتب بسرعة ناتجة عن توتره
"لنأجل الأمر للعطلة الصيفية"
تمتم وهو يمسح الرسالة
-: ستشك بالأمر، غيرها...
عاد يكتب أخرى بتوتر
"في الحقيقة أنا مريض و…
لم يكمل الرسالة وقام بمسحها قائلاً
-: لا أحب الكذب
عادت أصابعه تكتب بهدوء
"حسناً حددي المكان والزمان"
ترددت إصبعه بالإرسال ولكنه أرسلها لتصل
رسالتها…
"حَددهُ انت"
"هي فكرتك لذا حَدديه أنتِ"
.
.
.
خرجت من المدرسة بأفضل أحوالها وابتسامتها
تخفي امراً لا بأس به..
تنهدت وسارت بحماس وبخطوات سريعة
وسط الطلاب؛ غير مدركة لوجود كابيتا قريباً
منها
تخطت موقف الحافلات ليُتمتم كابيتا بسخرية
-: لي الحق في أن أقول أنك تتبعينني،
صحيح!!
رمقته بامتعاض وقالت
-: هل تسمي هل من يسير بهذا الطريق
متتبع لك!
أومأ بسخرية قبل أن ينعطف ويتركها تشتعل
غيظاً… لثوان ربما فسرعان ما تذكرت
موعدها لتبتسم مجدداً ولكن أمر كابيتا لم
يفارقها لثوان حتى
-: أيعقل أني سأتخلى عنه!!
~
وقفت أمام مجمع كبير تتلفت حولها وكأنها
تبحثُ عن شيء ضائع
و بينما هي منشغلة بالبحث صدمها خروج
كابيتا من المجمع
إقترب منها بلا مقدمات وأمال رأسه بلطف
-: ماذا تنتظرين!؟
ابتسمت ابتسامة باهتة مجيبةً
-: انتظر أحد أقاربي
همهم وهو ينظر أمامه بلا مبالاة بينما أخرجت
هاتفها ناويةً الإعتذار من آيتسوي وبالفعل
أرسلت رسالة لتسمع صوت وصولها من شخص
قريب
التفتت حولها ولا أحد قريب منها سوى كابيتا
أرسلت اخرى لتسمع صوت وصولها مجدداً مع
إبتسامة غامضة رسمت على وجه كابيتا وهو
ينظر إلى الارض أمام قدميه
أمالت رأسها وسألته بغباء
-: أيأتي الصوت من عندك!؟
أومأ لها على وضعه لتسرع قائلة بتوتر
-: ومن يرسل لك
رفع راسه بابتسامة لطيف
-: أيتسوي كذب عليك كذبة واحدة وهي
عندما قال أن إسمه كابيتا
قطبت حاجبيها سرعان ما قالت
-: أنت تعرف ايتسوي!!
بعثر شعرها بضجر قائلاً
-: كنت اعلم ان فتاتي غبية؛ أنا آيتسوي
قالها وهو يشد خديها لترمش قائلةً
-: كنت أعلم أنك وسيم
رفع حاجبه وهو يرمقها بطرف عينيه
-: إذا كنت تنظرين إلى كابيتا على انه وسيم
وضعت سبابتها على شفتيها وقالت
-: ولكن كنت أضع في بالي انك اوسم…
ضيق عينيه متمتماً
-: لقد فقدت عقلها
لوحت بيديها قائلة: لا لا ولكن أيتسوي+هذه
الشخصية أوسم من كابيتا
ضحك بخفوت بينما تمتمت
-: لا اصدق ما يحصل كنت أتوقع رؤية شخص
لا أعرف شكله وليس كابيتا، أظنني نائمة
ضحك أيتسوي على شكلها بينما التفتت إليه
تناظره بتساؤل وإشتياق
.
.
.
حدثته
عن
نفسه
قبلاً
ولم تعلم أن
هذان
الإثنين
واحد…
ولما لا فهي
أحبت
إثنين
مع أن
قلب
الفتاة لا يتسع لاثنين
فإما أن
يكون
هناك
خدعة
أو أن أحد الإثنين ليس في القلب
X
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى X
البحث عن المشاركات التي كتبها X