06-02-2017, 03:50 AM
|
|
في أحدى ليالي ديسمبر تحديدا في لندن في غرفة طغى عليها اللون الرمادي
كان قد أستأجراها شابان لتأويهما من أعين الشرطة
أحدهما يتملكه التعب و التوتر والآخر هادئ وكأن الأمر لا يعنيه
يتسلل إلى مسامعهما اصوات المارة و ضجيج السيارات من خلال نافذتهما
المفتوحة المطلة للشارع الرئيسي
، وماسبب لهما التوتر أكثر سماعهما لصوت صفارات الشرطة مما أدرك
لهما أصرار المفتش زيزرو صاحب الشارب المثير للضحك على
أمساكهما وتسليمهما للعدالة
أبتعد أشقر الشعر عن النافذة مطلقا زفرة طويلة
ثم أبعد القماش الأبيض لينسدل على النافذة مانعا وصول أشعة الشمس لهما ،
كان على وشك الجلوس جال بناظريه لتلك الغرفة المهترئة ،
فكان البلاط مليئا بالغبار وكانت الاريكة ممزقة متهالكة ،
وكان الأثاث قد ساهم في زيادة تشاؤم صاحب العينين العسليتين
وندمه لأنه استهلك ذاك المبلغ الطائل على غرفة لا تساوي درهما واحد،
ارتخى على مقعده الخشبي ثم بدأ بتمرير راحة يده على شعره
ثم وضع يده على عينيه مطلقا زفرة ربما يطرد التعب
والتوتر الذي سببه صديقه الاحمق ،، وقع نظره على صديقه الأصهب
الذي كان جالسا على الأريكة
يرتدي قبعة داكنة تمنع ظهور ملامحه
وكسى جسده معطف بني من جلد ثعبان كان قد ستر جسده
ﺟﻠﺲ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ ﻳﺤﺎﺩﺙ ﻣﻘﺎﺑِﻠَﻪُ :
- ﺳﺤﻘًﺎ ﻟﻚ ﻛﺎﺭﻝ، ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖَ ﺃﺛﺮًﺍ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺧﻠﻔﻚ ... ﺳﻴﺠﺪﻭﻧﻚ ﺩﻭﻥ ﺷﻚٍّ .
أعاد المدعو كارل ظهره للأريكة مما أصدرت صوتا وكأنها تنزعج من ثقله
ﺗﻠﻘّﻰ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﻛﺎﺭﻝ :
- ﺇﺳﻤﻊ، ﻟﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﻲﺀٌ ﺳَﻲِّﺀ، ﺳﺄﺧﺘﻔﻲ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺎﻟﺬّﻫﺎﺏ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
ﻧﻬﺾ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ ﻣﻘﺘﺮﺑًﺎ ﻣﻨﻪ قائلا له بنبرة آمرة لا تخلو من القلق :
- ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،ﻓﻬﻤﺖ؟
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮ وهو يقف على مقربة من الباب ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ :
- ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ .
ﺗﺮﻙ ﻛﺎﺭﻝ الـﻣﺤﺎﺩﺛَﻪُ ﻣﻔﻜِّﺮًﺍ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺸّﺮﻃﺔ !
|
|