عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-03-2017, 07:53 AM
 




معروف الرصافي

1294 - 1364 هـ / 1877 - 1945 م

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي

شاعر العراق في عصره

من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق

أصله من عشيرة الجبارة في كركوك

ويقال إنها علوية النسب

ولد ببغداد و نشأ بها في الرصافة

وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية

ولم يحرز شهادتها

وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي

في علوم العربية وغيرها

زهاء عشر سنوات واشتغل بالتعليم

ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة

على الظلم قبل الدستور العثماني

ورحل بعد الدستور إلى الأستانة

فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية

وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني

وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة 1918

ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس

وأصدر جريدة الأمل يومية سنة 1923

فعاشت أقل من ثلاثة أشهر

وانتخب في مجلس النواب في بغداد

وزار مصر سنة 1936

ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد

فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد

له كتب منها (ديوان الرصافي) دفع الهجنة

محاضرات في الأدب العربي وغيرها الكثير



هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا ُسقِيَت بماء المكرُمات
تقوم إذا تعهّدها المُرَبّي
على ساق الفضيلة مثمرات
وتسمو للمكارم باتِّساق
كما اتّسقت أنابيب القناة
وتُنعش من صميم المجد روحاً
بأزهار لها ُمتَضوِّعات
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّ بها كحِضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين أو البنات
وأخلاق الوليد تُقاس حسناً
بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المَزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبُت في ِجنان
كمثل النبت ينبت في الفلاة
فيا صدر الفتاة رحُبت صدراً
فأنت مقرّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممت الطفل لوحاً
يفوق جميع ألواح الحياة
إذا أستند الوليد عليك لاحت
تصاوير الحَنان مصوَّرات
لأخلاق الوليد بك أنعكاس
كما انعكس الخيال على المرآة
وما ضَرَ بان قلبكَ غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات
فأول درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظُنّ بالأبناء خيراً
إذا نشؤوا بحِضن الجاهلات
وهل ُيرجى لأطفال كمالٌ
إذا أرتضعوا ثُدِيّ الناقصات
فما للأمهات جهِلْن حتى
أتَيْن بكلّ طَيّاش الحصاة
حَنَوْن على الرضيع بغير علم
فضاع حُنُوّ تلك المرضعات
أؤم المؤمنين إليك نشكو
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أم منها
نكاد نغص بالماء الفرات
تخذنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنّ سبيل خُسْر
وصدّوهنّ عن سُبُل الحياة
بحيث لزِمن قعر البيت حتى
نزلْنَ به بمنزلة الأداة
وعَدُّوهنّ أضعف من ذباب
بلا جنح وأهون من َشذاة
وقالوا شرعة الإسلام تقضي
بنفضيل الذين على اللواتي
وقالوا أن معنى العلم شيءٌ
تضيق به صدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفّ نفساً
عن الفحشا من المتعلّمات
لقد كذَبوا على الأسلام كذباً
تزول الشُمّ منه مُزَلزَلات
أليس العلم في الأسلام فرضاً
على أبنائه وعلى البنات
وكانت اُمّنا في العلم بحراً
تَحُلّ لسائليها المُشكلات
وعلّمها النبيّ أجلّ علم
فكانت من أجلّ العالمات
لذا قال أرجعوا أبداً إليها
بثُلثَيْ دينكم ذي البيّنات
وكان العلم تلقيناً فأمسى
يُحَصَّل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخام
وبالقلم المُمَدّ من الدواة
ألم نرَ في الحسان الغيد قبلاً
أوانس كاتبات شاعرات
وقد كانت نساء القومِ قدماً
يَرُحن إلى الحروب مع الغُزاة
يكنّ لهم على الأعداء عَوْناً
ويَضمِدن الجروح الداميات
وكم منهنّ من اُسرت وذاقت
عذاب الهُون في أسر العداة
فماذا اليومَ ضَرَّ لو التفتنا
إلى أسلافنا بعضَ الْتِفات
فهم ساروا بنهج هدىً وسِرنا
بمنهاج التفرُّق والشَتات
نرى جهل الفتاة لها َعفافاً
كأن الجهل ِحصنٌ للفتاة
ونحتقر الحلائل لا لجُرمٍ
فنُؤذيهنّ أنواع الأذاة
ونُلزِمهنّ قعر البيت قهراً
ونحسبهنّ فيه من الهَنات
لئن وَأدوا البنات فقد قَبَرنا
جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهنّ عن طلب المعالي
فعِشن بجهلهنّ مهتّكات
ولو عَدِمت طباع القوم ُلؤماً
لما غدت النساء محجّبات
وتهذيب الرجال أجَلّ شرط
لجعل نسائهم متهذّبات
وما ضرّ العفيفةَ كشفُ وجهٍ
بدا بين الأعفّاء الاُباة
فدىً لخلائق الأعراب نفسي
وأن وُصِفوا لدينا بالجُفاة
فَكم برزت بحَيّهم الغواني
حواسر غير ما متريّبات
وكم خشف بمربعهم وظبيٍ
يمرّ مع الجدَاية والمهاة
ولولا الجهل ثَمّ لقلت مَرْحى
لمن ألِفوا البداوة في الفلاة

__________________
up.com/d97cb7x.gif

التعديل الأخير تم بواسطة رَيّمِـوُنٌدُآ~ ; 06-03-2017 الساعة 10:29 AM
رد مع اقتباس