عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-03-2017, 05:52 PM
 



الشاعر محمد عبد غانم كان قد تذكر أمه بعد خمسين سنة من وفاتها ،
فشكا إليها همه مما يراه من اضطراب الحياة وعدم استقرار ،حتى ضاقت به الحياة ذرعاً فقال مخاطباً إياها الديوان، ص(296)


أمــــــاه لا أدري وقـــــــــد مـرت بنـا خمسـون عامــــاً

وأنا على دنيا تضيق بمـن يريـــــــد بهــــا مقامـــــــــاً

ومقامـك الفــردوس خلـــداً لا يـــــزول ولا يسامــــــــى

أمــــــــــاه لا أدري هــــــــل أهدي إلى الخلد السلامـــــا

من عالم هو بالأذى المشبوب يضطــــــرم أضطــرامــــــا

فقد الوفــاق فلــــــم يجـــد إلا شقـاقــــاً وانقسـامــــــا

أمــــاه، لو أبصـــرت كيــــــ ـف نهيم فـي الدنيـا هيامـا

لا عقــــــل يهدينـــــــــا ولا قلــب يهيــب بنـــا إلامــــا؟

والحق أضلــــع مــــن يتــــا ـمى يستميحــون اللئــــام

والظلـــم بيــن الأقربيـــــــ ــن يعيث في الوادي ظلاماً

يعدو الدخيل على الأصيــــ ل به ويسقيـــــه الحمامــــا

والفدم يمرح فـي الدجــــى بين البواطــي والندامـــــى


قصيدة للشاعر حامد زيد عن الام .


قصيدتي زاد بعيوني جمالها
واخذت أنقي بالمعاني جزالها
واكتب معانيها من الشوق والغلا
لأمي وأنا اصغر شاعر ٍمن عيالها

كتبتها في غربتي يوم رحلتي
لما طرالي بالسفر ماطرالها
امي وانا بوصف لها زود حبها
وان ماحكيت لها قصيدي حكالها
امي لها بالقلب والجوف منزله
مكانة ماكل محبوب نالها

اقرب من ظلالي وانا وسط غربتي
وانا تراي اقرب لها من ظلالها
ماشافت اعيوني من الناس غيرها
ولا خلق رب الخلايق مثالها
اغلا بشر في جملة الناس كلهم
واكرم من ايدين المزون وهمالها
اتبع رضاها ورتجي زود قربها
واللي طلبته من حياتي وصالها

الصدق مرساها والاشواق بحرها
والعطف واحساس الغلا راس مالها
اهيم فيها وابتسم يوم قلبها
يسأل وانا قلبي يجاوب سؤالها
وان اطلبتني شي فزيت مندفع
اموت أنا واحمل تعبها بدالها
واصبر على الدنيا والاحزان والتعب
واحمل على متني فطاحل جبالها
واسهر اعذب راحة القلب بالشقا
واعيش اعاني بس يرتاح بالها

تربية ابوي اللي على الطيب بذكرة
اللي وهبني الحياه ومجالها
نور لي ادروبي وانا طفل مبتدي
حتى تركني واحد من رجالها

الوالدين اولى بالاحسان لجلهم
وأولى بتكريم النفوس وعدلها
اقولها وانا على الله متكل
والله عليم بقدرتي واحتمالها
ياكلمة اغلى من الناس كلهم
ياشمس بقلبي بعيد زوالها
يافرحة تملي لي الكون باكمله
ياشجرة تكبر ويكبر ظلالها

تضحك لي الدنيا ليا شفت زولها
مثل السما تزها بطلة هلالها
والبعد عنها ياهل العرف ماقدره
لاشك ناري زايدة بشتعالها
ماعيش ببلاد ولاهيب بأرضاها
ولابي عيوني كان ماهي قبالها
أرض ٍ تدوس امي بالاقدام رملها
اموت فيها واندفن في رمالها


الأم الأرملة لمعروف الرصافي



لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا = تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ = وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا= وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا === فَالدَّهْرُمِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُأَوْجَعَهَا === وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا


فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا === وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُون ٌبِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا = فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا =حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا =كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا


حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً = كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا = حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ = في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا


مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا ==تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

تَقُولُ يَارَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ === هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا


مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا === إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّحَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا


يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ === كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

مَا بَالُهَا وَهْيَطُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ = وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا = تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً = وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا


تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا = وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا === وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا =بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا


كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً === وَمَـوْتُ وَالِدِهَـابِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا

هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ === مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا

حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـاوَهْيَ مَاشِيَـةٌ === وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا


وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ = أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا


سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا === في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا


هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا = مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِاللهَ

ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي === دَرَاهِمَاًكُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا


وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي = بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا


فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً = تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْرَمَايَاهَـا


وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا = كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا


وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ = وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا


لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي = مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْتَاهَـا


أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ = لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا

هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا =وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا


أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ = وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا




[/IMG]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة بامسي ; 06-03-2017 الساعة 06:47 PM
رد مع اقتباس