الموضوع: الساد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-14-2017, 01:34 PM
 
الساد





اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



السّاد هو تغيّم يصيب عدستي العينين، واللتان تتوضّعان إلى الخلف من القزحيّة والبؤبؤ.

السادّ هو المسبّب الأكثر شيوعاً لحدوث نقص الرّؤية عند البشر الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين، وهو السبب الأكثر شيوعاً للعمى في العالم عند تركه دون علاج.



أول ذِكرٍ لمرض السّاد و علاجه في روما القديمة موجود في (De Medicinae) سنة 29م بواسطة الموسوعيّ اللاتيني Aulus Cornelius Celsu وهناك دليل أثري يثبت إجراء جراحة للعين في الحقبة الرومانية.
ووجدت دلائل أيضا باللغة السنسكريتية. تم وصف عملية الساد من قبل الطبيب الهندي Suśruta (حوالي سنة 200م).
كتب عالم البصريات المسلم عمار بن علي ، عن اختراعه للزراقة و كيفية استخلاص الساد خلال قيامه بتجربتها على أحد المرضى.

كلمة السّاد “cataract” مشتقة من الساد اللاتينية”cataracta” ، وتعني الشلال، ومن كلمة “καταρράκτης” اليونانية القديمة (تلفظ katarrhaktēs)، وتعني المندفع نحو الأسفل، ومن (καταράσσω) (تلفظ katarassō) بمعنى "الاندفاع للأسفل"(من [kata-: "الأسفل"]، و[arassein: "الضرب، الاندفاع"])؛ فالمياه الجارية بسرعة تبدو بيضاء اللون، لذلك يمكن أن يكون هذا المصطلح استُخدم مجازاً لوصف المظهر المشابه لانعدام شفافيّة العين النّاضج. في اللاتينية، كان لكلمة الساد cataracta معنى بديل "portcullis: المشبك الحديدي" ومن المحتمل أنّ الاسم مرّ عبر الفرنسية ثم الانجليزية ليحمل معنى "مرض العين" (أوائل القرن الخامس عشر)، بمفهوم "عرقلة". وأطلق الأطباء الفارسيّون القدماء على المصطلح "nazul-i-ah" أو "نزول الماء" مرض شلال العين أو الساد، اعتقاداً أنّ هذا العمى يكون ناجما عن فيضان من الماء الفاسد في العين


يبدأ السادّ ضئيلاً ولا يترك بدايةً إلا القليل من التّأثيرات على قدرتكَ على الإبصار. فقد تلاحظ في البدء أنّ رؤيتكَ ضبابيّة قليلاً، كما لو أنّك تنظر من خلال قطعة زجاج مغشّاة أو كما لو أنّكَ تشاهد لوحة انطباعيّة لكلود مونييه.السادّ قد يجعل الضّوء الآتي من الشّمس أو من مصباح يبدو ناصعاً للغاية أو متوهّجاً، أو قد تلاحظ إن قدتَ السيّارة ليلاً أنّ مصابيح السيّارات الأماميّة أصبحت أكثر توهجاً من السّابق. وقد لا تصبح الألوان التي تراها زاهيّة كما اعتدتَ أن تراها.
سوف يؤثّر نوع السّادّ عندكَ على طبيعة الأعراض التي تشكو منها وعلى سرعة حصولها. فعندما يتطوّر السّادّ النوويّ، قد يتسبّ ذلك بدايةً بحصول تحسّن مؤقّت في رؤيتكَ القريبة، وهذا ما يُطلق عليه اسم "الرّؤية الثانويّة".
ولسوء الحظّ أنّ هذا التحسّن في البصر لا يطول بقاؤه وسيزول عندما يتطوّر السادّ. ومن ناحيةٍ أخرى قد لا يعطي السادّ تحت المحفظة أيّة أعراض إلى أن يصبح مكتمل النّضوج.

ويمكننا أن نوجز الأعراض على هذا النحو:
يتطوّر السادّ عند الرّاشدين ببطء ودون أن يتسبّب بألم. ويتدهور البصر في العين المصابة أو في الاثنتين على نحوٍ بطيء.
*عادةً ما يحصل غبش خفيف في العدسات بعد عمر السّتّين، لكن دون أن يتسبّب ذلك بأيّ اضطرابات في الرّؤية.
*يكون لدى معظم البشر مع وصولهم لعمر الخامسة والسّبعين سادّ يؤثّر على بصرهم.
ويمكن للاضطرابات البصريّة أن تشتمل على التغيّرات التالية:
● التحسّس تجاه الإضاءة السّاطعة.
● الرّؤية المغبشة أو غير الواضحة أو الضّبابيّة أو المغشاة.
● صعوبة في الرّؤية ليلاً أو تحت الأضواء الخافتة.
● الشّفع (ازدواج الرّؤية).
● نقص في حدّة الألوان.
● مشاكل في رؤية الأشكال بمواجهة خلفيّة أو في تمييز الفارق بين تدرّجات اللون.
● مشاهدة هالات حول الأنوار.


التقدم في العمر
يعتبر التقدمُ في العمر أكثر الأسباب شيوعا لتكوين مرض الساد، و السبب في ذلك أن البروتينات الموجودة في عدسة العين المصابة تفسد وتتحلل بمرور الوقت ، و تتسارع هذه العملية بوجود أمراض أخرى مثل مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم ،بالإضافة إلى التأثير التراكمي للعوامل البيئية بما في ذلك السموم والإشعاع والأشعة فوق البنفسجية.
إصابة العين بأذى أو حادث
تسبب إصابة العين بجسم حاد إلى ازياد حجم و سماكة و ابيضاض الألياف الموجودة داخل العدسة مما يسبب إضعاف الرؤية. تورم العين يزول مع الزمن بينما يبقى اللون الأبيض ملازماً للمصاب. الإصابة بأجسام حادة كتلك التي تخترق العين تؤدي إلى تدمير الكبسولة التي تحوي عدسة العين. وهذا يؤدي إلى تجمّع المياه من مختلف أجزاء العين ودخولها إلى العدسة مسببة التورم و الابيضاض و إعاقة الضوء من الوصول إلى شبكية العين. احتمالية حدوث الساد بعد تعرض الشخص لصدمات كهربائية نسبتها 0.7% إلى 8%
الإشعاع
الأشعة فوق البنفسجية، بالتحديد الاشعة فوق البنفسجية B، قد ظهر بأنها تسبب الساد، و بعض الأدلة أثبتت أن ارتداء النظارات الشمسية في عمر مبكر يبطئ من تطور الساد لاحقاً. أثبتت الدراسات أن أشعّة الميكروييف تسبب الساد و لكنّ الآليّة غير واضحة تماماً، يمكن أن يُفسَّر ذلك في كون أشعة الميكروييف تحدث تغييرات في الإنزيمات الحساسة للحرارة والتي وظيفتها حماية بروتينات عدسة العين. وهناك آليّة أخرى لحدوث الساد و هي عن طريق موجات الضغط الناشئة عن الخلط المائي. ووجد أن التّأيّن الإشعاعي الناتج عن الأشعة السينية مثلاً يساهم في حدوث الساد إذ يحطّم المادة الوراثية في العين. الصدمات الحرارية و الكهربائية تدمر و تعمل على ابيضاض عدسة العين بسبب تخثر البروتينات المباشر.وهي العمليّة ذاتها التي تحول الألبيومين (مادة بروتينية في البيض) الى اللون الأبيض ومعتم. وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا النوع من الساد هم الأشخاص العاملون في نفخ الزجاجو العاملون في الأفران. أيضاً أشعة الليزر ذات طاقة كافية تسبب دمار في العينين و الجلد.
العوامل الوراثية
يلعب العنصر الوراثي دوراً قويّاً في تطور مرض الساد ، والأكثر شيوعا يكون من خلال أخطاء وراثية في الآليات التي تحمي وتحافظ على عدسة العين، ووجود الساد في مرحلة الطفولة أو مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يكون أحيانا نتيجة لوجود متلازمة معينة مثل: متلازمة داون، إدوارد، تيرنر، المواء، باتو، متلازمة الحذف 1q21.1. و يحدث السّاد أيضاً بسبب اضطراب أحادي الجين مثل: متلازمة ألبورت، Conradi's syndrome حثل التأتر العضلي، متلازمة عينية مخوية كلوية أو متلازمة لوي.
أمراض الجلد
الجلد و عدسة العين لهما نفس المنشأ الجنيني و لذا يمكن أن تتأثر العدسة بالأمراض التي تصيب الجلد ، أمثلة هذه الأمراض هي التهاب الجلد التأتبي و الإكزيما. أحيانا قد تتسبّب في تكوين طبقةٍ متقرّحةٍ كالدرع مسببةً إعتام عدسة العين. داء السماك هو اضطراب وراثي متنحي مرتبط بإعتام عدسة العين المسمارية والتصلب النووي. وحمة الخلايا القاعدية و الفقاع لها روابط متماثلة
التدخين
وقد تبين أن تدخين السجائر يؤدي إلى زيادة معدل الساد المتصلبة النووية إلى ضعفين وزيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في الساد تحت المحفظة الخلفية. لم يثبت أنّ للكحول تأثيراً مطلقاً؛ إذ أثبتت بعض الدراسات علاقته بالساد بينما تقول بعض الدراسات عكس ذلك
الأدوية
بعض الأدوية، مثل أسيتات الكورتيزون تساعد على تطوّر السّاد، بعض الأمراض النفسية مثل مرض انفصام الشخصية تساهم في تعتيم عدسة العين كالتّأثير الذي تحدثه بعض الأمراض ( كالضغط والسكري و سوء التغذية) ، أما عن الأدوية المضادة للاكتئاب فليس لها دور كبير في الساد.تقبض الحدقة وداء التريبارانول يزيد من خطورة الإصابة

عوامل الخطورة مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية نوع B والتدخين يمكن اعتبارها لكن من غير المرجّح أنها تسبّب اختلافاً كبيراً في الوظائف المرئيّة، بالرّغم من ذلك، ليست هناك وسيلة مثبتة لمنع إعتام عدسة العين. ارتداء النظارات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية قد يبطئ تطوّر الحالة، بينما التعاطي المنتظم لمضادات الأكسدة مثل فيتامينات A، C، E يُعتقد بأنّه يقي من الإعتام لكن التجارب الطبية (المخبرية) أظهرت عكس ذلك بالنسبة لتأثير المواد الغذائية كمواد واقية الدلائل لم تكن واضحة (مختلطة) لكنها إيجابيّة بنسبة ضعيفة مثل اللوتين و زيازانثين . استعمال statin مرتبط جزئيا (بشكل بسيط) بتقليل خطورة السّاد النووي



عندما تبدأ الأعراض بالظّهور، يمكن للإجراءات التّالية أن تساعدكَ على ضبط السادّ عندكَ:
- نظّارات عين أفضل
- الإضاءة الأفضل
- العدسات المكبّرة
- النظّارات الشّمسيّة
وقد تحتاج مع تقدّم السادّ لإجراء تعديلات في محيط منزلكَ لتجنّب الوقوع والتسبّب بأذيّة لنفسكَ.
العلاج الوحيد للسادّ هو الجراحة الهادفة لاستئصاله. تُجرى الجّراحة إنّ بتَّ غير قادرٍ على القيام بالنّشاطات المعتادة مثل قيادة السيّارة أو القراءة أو النّظر لشاشة الكمبيوتر أو التلفاز، حتى باستخدام النظارات.
إن لم يكن السادّ مزعجاً لكَ فلا تكون الجّراحة ضروريّة عادةً. السادّ لا يؤذي العينين في الأحوال الطّبيعيّة، لذلكَ بإمكانكَ أن تجري الجّراحة عندما تشعر أنّكَ مقتنع بها.
يعتبر الكثير من الناس أنّ ضعف النّظر حقيقة محتومة مع التقدّم بالعمر، لكن جراحة السادّ إجراءٌ بسيط وآمن وغير مترافق مع الألم نسبياً من أجل استعادة النظر.

جراحة السّادّ
إنّه إجراءٌ ناجحٌ جداً لاستعادة النّظر. إنّها تشكّل على أرض الواقع الإجراء الجّراحي الأكثر شيوعاً في الولايات المتّحدة، حيث يجري أكثر من ثلاثة ملايين أمريكيّ جراحة السّادّ في كلّ سنة. يسترجع تسعة من أصل كلّ عشرة يجرون عمليّة السّادّ رؤية جيّدة جداً، بحيث تتراوح قوّة الإبصار ما بين 20\20 إلى 20\40 بعد الجراحة.
يقوم الجّرّاح خلال العمليّة باستئصال عدستيكَ المغبشتين ويستبدلهما في معظم الحالات بعدسات بلاستيكية في باطن العين (IOL).



تتطوّر العدسات البلاستيكيّة في باطن العين بشكلٍ متواصل لجعل الجراحة أقلّ تعقيداً أمام الجرّاح ولجعل العدسات أكثر فائدة للمريض. قد تساعدكَ العدسات البلاستيكيّة في باطن العين المصحّحة لمدّ البصر الشّيخي (Presbyopia-correcting IOLs) على الرّؤية الواضحة من على كافّة المسافات، وليس من مسافة واحدة فقط. ويقوم نوع جديد من العدسات البلاستيكيّة في باطن العين بحجب الأشعّة الضّوئية فوق البنفسجيّة والزّرقاء، والتي يعتقد الباحثون أنّ بإمكانهما تخريب الشّبكيّة.


إنّ السّاد المرتبط بتقدّم العمر يتسبّب ب 51% من حالات العمى في العالم؛ تقريباً 20 مليون شخص. عالميًّا، يتسبب السّاد بعجزٍ متوسّطٍ أو حادٍّ في الرّؤية ل 53.8 مليوناً (2004) ، منهم 52.2 مليوناً في الدول ذات الدخل المتوسط أو المنخفض.في بعض الدول، الخدمات الجراحية غير كافية، فيصبح الساد المسبّب الرئيسي للإصابة بالعمى. وحتى لو أتيحت الخدمات الجراحية، سيبقى ضعف الرؤية المرتبط بالسّاد سائداً، بسبب طول انتظار العملية الجراحية وبعض الحواجز التي تمنع من القيام بالعمليات الجراحية؛ كتكلفة هذه العمليات، نقص المعلومات حول المرض، ومشاكل النّقل. في الولايات المتحدة؛ التغيرات في العدسة الناتجة عن تقدم العمر سجلت نسبة 42% في الفئة العمرية الواقعة بين 52 و 64 سنة،.60% في الفئة الواقعة بين 65 و 74 سنة،91% في الفئة بين 75 و 85 سنة. مرض الساد يؤثّر على 22 مليون أمريكي تقريبًا في العمر 40 سنة وأكثر. في عمر الثمانين، أكثر من نصف الأمريكيين يصابون بالساد. التكاليف الطبية المباشرة لمعالجة السّاد قدرت تقريبًا ب6.8 بليون دولار سنويًّأ.في منطقة الشرق الأوسط، يتسبب الساد بأكثر من 51% من حالات العمى. الوصول إلى مراكز العناية الخاصّة بالعين محدود في بعض الدول من هذه المنطقة.


__________________
رد مع اقتباس