عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 06-17-2017, 03:44 AM
 

.
.
.
البارت الرابع ...


" انها .... تمطر .. "
استعدت وعيي وتذكرت انني لم اكن هنا ! كيف لماذا متى واين انا ؟
"اه ! ياغامي ؟ .. ياغامي ! اين انت ؟ "
ظللت التف يمينا ويسارا حتى رأيته ممددا على معطف ابيض بدا كمعطف المختبرات ....
" حمدا لله .. ياغامي أيها الأحمق ... لقد قلقت عليك لدرجة أنني كدت ابكي ! "
أمسكت بيده والدموع تتساقط من عيني .. نظرت إليه والخوف والقلق يتملكني .. لقد كان نائما بعمق .. لقد كان يشعر بالراحة .. لم يكن شاحب الوجه .. كأنه نائم فقط .. ابتسمت بينما تنهال دموعي على وجنتي ..
" أه ! أخيرا استيقظتي ... حمدا لله انك بخير "
اتجهت بنظري إلى جهتي اليمنى ...
" هذا أنت "
مجددا يظهر أمامي ذلك الطالب ... وكأنه وجد أساسا لإنقاذي ..
تفوح رائحة زكية من الجوار كأنها رائحة سمك مشوي .... يبدو ان الجوع يأكلني فجعلني أتوهم ...
" هيا أيقظي الربان وأسرعي حتى لا يبرد السمك .. "
أصابني الذهول ! من .. من أين له بالسمك في هذا الجو الماطر رغم انه طالب أيضا ....
وانا استمع لكلامه خالجني شعور ما , ما هذا الشعور الغريب الذي يملؤني ؟
لا ادري أحس أنني أريد البكاء بشدة ....
رغم أنني لا أجد أن هناك داع له وخصوصا أمام هذا الطالب ... لست ضعيفة .. لا وقت للبكاء الآن يا حمقاء !
" ما بك ؟ ... هل أنت .. تبكين ؟ "
" ....... لا ... أنا لا ... أنا .. "
اقترب مني بهدوء ...اعلم انه كان يشعر بالشفقة لما يراه مني .. اكره أن يشعر احد بالشفقة تجاهي وخصوصا الرجال .... لا يعني أنني فتاة فهذا يعني أنني ضعيفة ...
لم ينطق بأي كلمة ... انخفض فأصبحت ركبتاه تلامس الأرض .... وضع يده على خدي الأيسر ونظر في عيني ... كانت عيناه تتلألأ بالألم نظر إلي وكأني اذكره بأحد ما .....
" لن ادعك تموتين ... أبدا .. أنا أعدك "

كان هذا ما تحركت شفاهه لتتحدث به ثم ابتسم .... وقف وذهب لإيقاظ ياغامي ..... وأنا من الصدمة ما عدت استطيع التفكير في شيء آخر .... كلما تذكرت وجهه يحمر وجهي للغاية
" م ... ما الذي يحصل ؟ أين أنا ؟ ... يا اله كوكيو ! أين كوكيو ! "
لقد أفاق ياغامي ! .. لم استطع التحمل ... الموقف كان صعبا ومؤثرا ... أسرعت إليه وعانقته .... " أيها الغبي ! لا تخفني مجددا لقد قلقت عليك جدا ! ... إياك أن تبتعد عني مجددا ... "
" أوي ! أوي ! مايري أنتي تؤلمينني ! ... "
" ا ~ أنا آسفة .. لقد نسيت انك مصاب .. لقد حاولت جاهدة أن أجعلك تتحسن ... قمت بخياطة أمعائك بما لدي من أدوات وأوقفت النزيف وقمت بتطهير الجرح وتعقيمه ثم قمت بخياطة جدار المعدة ... لكن .. لقد فقدت كما كبيرا من الدماء ... لا اعلم كيف يمكنني أن أقوم بعملية نقل دم لك ....ولكن إن وجدنا قرية ولو كانت بدائية سأتمكن من تدبير نفسي ... المهم أن تبقى حيا وواقفا بجانبي ... "
اتسع بؤبؤ عينيه ونظر إلي بنظرات انذهال لقد بدا انه مفاجئ مما قمت به ... استغربت من أمره وفجأة لاحظت انه أصبح باللون الأحمر .... هههه بدا منظره مضحكا فهذه أول مرة يبدو بهذا الشكل
تجاهل ضحكتي وقال
" مايري .. لا تفعلي أي شيء خطير لإنقاذي ... اتفقنا .. ؟ "
ابتسمتُ له قائلة " لا تقلق أنا لن أقوم بأي شيء قد يكون خطيرا علي ^^ "
ارتاح عندما قلت هذا , ولكن المسكين فهو لا يعلم ما هو الشيء الذي يشكل خطراً علي
" ابتسمت في نفسها ابتسامة خبيثة ترافقها ضحكة استهزاء "...
"حسنا أيها الربان مايغو كن وكوكيو سان , بما أنكما تعرفان بعضكما فعلي أنا التعريف عن نفسي ...
انا ادعى نيفرين كاغيرو كن ديس ابلغ من العمر 24 عاما اعمل في جامعة اوتاي كبروفيسور في علم الأحياء قدمت للأمازون لدراسة النباتات النادرة والغريبة لأقدم بحثا عنها لإحدى محاضرات الجامعة تشرفت بلقائكما "

حسنا كان هذا مفيدا فأنا لم اعلم عنه أي شيء منذ ... " أوووووي ! ولكن كيف هذا ! أنت في أل 24 من عمرك !!!! أتمزح معي ؟! شكلك كطالب ثانوية ! من المستحيل أن تكون بروفيسوراً في إحدى الجامعات ! "
ضحك مما قلت له ضحكة خفيفة ثم رد علي قائلا " أنتي كالبقية .. كما يقال وسامته قد جعلته يبدو صغيرا في السن .. المهم غدا أنا سأذهب لتفقد ما بقي من عتاد الركاب لأرى إن كان هناك ما يمكننا الاستفادة منه "
قاطعت كلامه قائلة " سآتي معك ! لا يمكنك الذهاب وحدك إضافة إلى أني امتلك عدتي هناك واحتاجها لإكمال علاج ياغامي كن ! لن اسمح بأي اعتراض ولا احد سيثني كلمتي أبدا أنا ذاهبة شئتما أم أبيتما ! "
رد نيفرين قائلا " لا بأس ما لم تسببي المتاعب .. "
اندهشت من جوابه فهو أول رجل يوافق على أن اذهب لمكان خطير رغم أنني فتاة ...
ما أمر هذا أل نيفرين ؟ لم يعاملني بطريقة مختلفة عن البقية ؟ ...
عموما على الأقل لم اسمع شكوى من الطرفين وخلدت للنوم بسلام ...
على الأقل حتى الآن ...
-----------------------
تخترق أشعة الشمس الحارقة باب نبات الجهنمية ذات الألوان الزاهية ...
تلك الزهور المنسدلة من أعراش هذا النبات المتسلق ذات اللون السحلبي الخلاب ..
تنعكس اشعة الشمس الساطعة عليها مما تجعل الكهف أَجُوجاً بالألوان المفعمة بالحياة ...
استيقظت على زقرقة الطيور التي جعلتني ابتسم من فوري .. غابات الأمازون المخيفة ليلا هي جنة نهارا
خرجت لأتنزه باحثة عن نهر قريب ....
وجدت نهاية شلال قد شكلت بركة شبه عميقة من الماء النقي البارد المنعش كانت تتلألأ من شدة نقائها فأغرتني للنزول فيها وآخذ حمام يغير من نفسيتي ... ففي النهاية أنا هنا للاستجمام
....... انتهيت , وقد غيرت ملابسي لما يجعلني قادرة على التحرك بسهولة والتسلق بشكل أفضل ...
عدت للكهف بحذر حتى لا أضل الطريق ... وجدت نيفرين بانتظاري منذ مدة ...
" ها أنا ذا جاهزة ^^ لنذهب ! "
" حسنا ... لن أسألك أين كنتي ولكن من الجيد انكي لم تضلي طريق العودة , هيا كي لا نضيع وقتا أكثر "
-------------------
" هوووووو ! ارتفاعها شاهق للغاية ! لكن الحطام ليس بهذه المسافة البعيدة ! "
أنزلت حقيبتي لأخرج منها ما احتاجه لصعود تلك الشجرة ورفعت نبرة صوتي قليلا لأقول " هيا إن لم نسرع سيصبح الحطام أشلاءً بعد قليل , علينها الحصول في البداية على جهاز الطوارئ المتواجد في قمره القيادة لكي نكون قادرين على إرسال إشارة واضحة عن مكاننا , ومن بعدها سأحصل على حقيبة أدواتي حتى استطيع إكمال ما بدأته مع ياغامي , ومن ثم نقوم بفحص حقائب الركاب السليمة لنعثر على ما يمكننا استخدامه كسلاح ضد الحيوانات المفترسة , حسنا ؟ "
أجابني بنبرة باردة قليلا " وراءك وراءك يا آنسة كوكيو , ولكن أنَّا لنا أن نتسلق هذه الشجرة بدون معدات ؟ "
ردت بابتسامة واثقة " لا تظن أنني لم آتي لغابة متوحشة بدون استعدادات "
أخرجت من حقيبتي عدة بسيطة للتسلق وبدأت بغرز المسامير في الشجرة والصعود عليها كما البهلوانات
لست مجرد فتاة حتى اسقط من أول مرة
اندهش نيرفرين مما رآه قائلا " مع انك كنتي تعملين كمضيفة عالجتِ مصابا من إصابة قاتله والآن تتسلقين الشجرة كالمحترفين .. , يا فتاة أي نوع من الفتيات أنتي ؟ لم أرى فتاة مثلك في حياتي ! لا يعقل انكي كنتي تستعدين لمثل هذا الحادث "
رمقته بنظرة حادة وقلت له " إن لم تسرع فلن انتظرك , كف عن الثرثرة وتعال إلى هنا ! "
" حسنا ! "
أمسكت بيده وقلت له "لف الحبل حول خصرك ثم اصعد بسرعة فلا اعتقد أن الطائرة ستصمد "
عندما وصلت إلى ارتفاع مقربة قمره الركاب بدأت أتأرجح يسارا ويمينا بالحبل حتى قفزت بسر ه وتعلقت بالحافة " أه .... تحملي قليلا بعد "هذا ما قلته لنفسي ثم رفعت جسدي ووقفت داخل بقايا الطائرة المهشمة
" هيا أسرع ! ليس لدينا الكثير من الوقت ! "
------------------
جمعت عدتي وهو جمع أغراضه وما يمكننا استهلاكه حتى نجد قرية ما ...
عدنا للكهف الذي تركنا فيه ياغامي ورتبنا كل شيء تحدثنا عن ما سنقوم به تاليا واقترحت أن اذهب وحدي الآن حاليا لأبحث عن قرية قريبة بينما يعتني نيفرين ب ياغامي
فاعترض الطرفان هذا المرة صارخين في وجهي
" لن تذهبي لوحدك !! "
ثم قال نيفرين " أنتي لستِ عالمة أحياء فلا تدرين كيف ستحفظين الطريق ولا نستطيع تحمل مسؤولية ضياعك لأنكي بحاجة للاهتمام ب مايغو كن وأنا لست طبيبا حتى أكمل علاجه عنك ... سأذهب أنا الآن للبحث عما نقتات به وسأبحث في طريقي عن قرية لعلها تفيدنا في معرفة أين نحن ... بالمناسبة أتجيدان لغة أهل قرى هذه الغابة ؟ لأنني كذلك فإن لم تفعلا فهذه مشكله ستعيق تقدمنا "
قاطعته " لقد أتيت لهنا بكل ما احتاج إليه فلا تقلق علي ولا على ياغامي كن " وارتسمت على وجهي ابتسامة مرحة جعلته يبتسم أيضا وتوجه خارجا للبحث ما يؤكل ولكن قبل أن يخرج ناداني فقدمت إليه
"إياكِ أن تتصرفي بغباء , أنتي ذكية وشجاعة وهذا يعجبني فيك لكن فكري بحكمة ولا تتعجلي بأي شيء فنحن لا نزال في خطر , اتفقنا ؟ ... إن حصل أي شيء اعلمي أني سآتي لإنقاذك مهما حصل , ابقي حية لأجلي .. أرجوك "
اتسعت بؤبؤا عيني بشدة .... نبضات قلبي أصبحت أسرع من أنفاسي التي ما عدت استطيع أن التقطها ... أحسست أن جسمي أصبح حارا أكثر من المياه المغلية ووجهي اعتلاه الخجل والإحراج .... وضع يده على وجنتي ونظر في عيني نظرة غريبة لا اعلم ولكنني وقتها تأكدت من شيء واحد .... هذا الفتى وأنا ... قد وقعنا بالحب بلا شك ! لم استطع الحراك .... أنا ! وقعت بالحب أخيرا ! لا يصدق ! ..... ابتسم في وجهي واقترب مني وهمس في أذني متمتما " أنا وقعت بحبك ... مايري "
وذهب في طريقه تاركا إياي في حالة صدمة قوية ...
رفعت يدي وصفعت وجهي بقوة قائلة في نفسي " لا وقت الآن لهذا علي أن انهي ما طُلِبَ إلي فعله وأن أعتني ب ياغامي اشد العناية ...... من الجيد أن ياغامي قد خلد للنوم ليريح جسده وإلا إن رأى هذا لكان سيقتلني حتما ....
-------------------------
ذهبت وجمعت الحطب وأشعلت النيران في الكهف حتى يبقى الكهف دافئا إلى حين حلول المساء ومن بعدها ذهبت لذلك النهر وقمت بغمس جهاز الطوارئ في الماء ليعمل الإنذار وبالفعل قد أدى عمله بشكل جيد , في طريق عودتي للكهف استوقفتني آثار حيوان مفترس ...." يا اله لا تقل لي أن ياغامي في خطر ! "
أسرعت للكهف بما لدي من قوة ودخلت بهدوء صرخت منادية " ياغامي !! , هل أنت هنا ؟ "
احدهم همس في أذني وامسك بكتفي قائلا " اهدئي ولا تصدري أي صوت ! ا ن لم نخرج بهدوء سينال الدب منا ! "
تراجعنا أنا وياغامي ببطء للخلف وخرجنا من الكهف مسرعين نحو ناحية النهر ! ....
" أه ... أه .. يا اله كان هذا وشيكا ! ولكن المعدات! لا يمكنني أن أقوم بشي بدون معداتي ! ليس هذا فحسب , نيفرين كن إن عاد سيحصل شيء سيء له إن لم نكن هناك ! لا يمكننا ترك نيفرين وحده ! "
" لا تقلقي نيفرين رجل قوي وسيكون بخير سيدرك أننا غادرنا الكهف ولن يخاطر أكثر وسيتجه للمكان الذي تعرفينه ألا وهو النهر "

" وماذا إن لم يأتي .... ماذا لو أحس الدب به وانتهى أمره .... لا يمكنني أن ادعه يموت ياغامي ! لا يمكنني خسارته ! "
نظر إلي وابتسم وقام بمسح دموعي وربت على راسي وقال " الم يقتل كاغيرو كن الأسد الجبلي عندما كنتي في خطر ؟ , الم يحمل كلينا من الحطام حتى الكهف بدون أي تأفف ؟ , إن أحس كاغيرو بالخطر سيلوذ بالفرار إلى مكان آمن , هو ليس من النوع الأحمق حتى لا يفعل ...وبالتأكيد سيلاحظ آثار الدب بلا شك "
بكلماته هدأت واسترخيت ..... كل مرة ينجح في تهدئتي .... إن حنانه علي يفوق أي شيء آخر
جلسنا بجانب النهر ... فجأة أحسست بالنعاس وأملت رأسي على كتف ياغامي وغطت في النوم ....
نظرت ناحية ياغامي وإذا به غط في النوم أيضا ....
--------------------------
بعد فترة أحسست بشيء ما يلامس كتفي ....هذا غريب .. يد ياغامي ليست خشنة لهذه الدرجة ...
( صوت فحيح ... )
" هممم ؟ .... ياغامي كف عن العبث "
فتحت عيني والتفت لجهتي اليمنى ...... تجمدت عيني في بؤبؤ عينٍ ذي شكلٍ طولي ومحدّب ينظر في عيني ولا يحرك نظره ......
لا استطيع الحراك .... لقد انتهيت ..
قلت بصوت شبه مبحوح ... " ي .. ياغامي ... ا.. أرجوك .. أر .. جوك "
توقف ذلك الثعبان عن النظر في وبدأ بالزحف على عنقي وتوقف على جهته اليمنى وبدأ يصدر ذلك الصوت القاتل ...
" ياغامي ... استيقظ ... ! " ناديته بصوت مرتفع قليلا لكن لا جدوى ..
يخفق بشدة , يتسارع ويأبى أن يبطئ , وتسيل الدموع من عيني دون أن اشعر أنا في حالة ذعر ! ....
وصرخت تلك الصرخة المدوية مما جعلت طيور الغابة تطير فزعة !
" آاااااااااااااااااااا ه ~ !!!!!!!! "
توقفت نبضات قلبي مع تلك الصرخة .... لم اعد اشعر بشيء من حولي ..لم اعد قادرة على الحراك
ترى هل هذه فعلا نهايتي ؟ .... هل سأموت هنا ... بعدما قطعت كل تلك المسافة .... من يدري ولاكني لم اعد أريد التفكير بأي شيء ....

أتشرف برؤية ردودكم الجميلة في قصتي المتواضعة
في امان الله ♥
__________________

-
لا تثق بالناس كثيراً ، لأن البعض ؛ ينسى وجودك عندما يجد من هو افضل منك .
-
خطِيئةَ الأنْقيَاء ، هِي ظَنُّهم أن الجَميع مثْلهُمْ .
-
سبب غيابي ، هنا لو اردت :" class="inlineimg" />

التعديل الأخير تم بواسطة " Fate Light " ; 06-17-2017 الساعة 05:06 AM
رد مع اقتباس