عرض مشاركة واحدة
  #126  
قديم 06-18-2017, 11:03 PM
 


الزهرة السادسة والثلاثون : زَهرَةٌ مِنَ الزُمُرُدِ.
" بياتريس : أخيرًا ، وفي هذه اللحظة،، أصبحنا في قلب الشجرةِ العظيمة، صحيح، هُنا حيثُ تنمو غايتنا، ومن كان يتوقعُ أن نُخطأ في تفسير النبوءة خطأ واحد !، الا و هو أنها لم تكن فاكهة "
التمعت عينا بياتريس الزرقاء السماوية لتهمس بذهول : إنها.. زهور.
فتبعتها روبي تقول : ليس كذلك فحسب.. إنها زهور من الزمرد !
أما جوليا فقد كانت تحدق فيها بذهول و فاه شبه مفتوح، سارحة في عالم كما لو كان آخر تمامًا.
" جوليا : لماذا... تبدوا هذه الزهور مألوفة ؟، آه.. صدري فيه شعور من الفراغ الدافئ، كحمل ثقيل لكنه ليس كذلك، قلبي ينبض بشدة، نبضات بطيئة، لكن قوية، كما لو أنه يحثني على الاستفاقة من حلمٍ ما... حلم ؟، بالحديث عن الأحلام.. كان لدي واحد غريب من قبل... حلم لازم طفولتي، بدا و كأنني أتطلع إليه في مكان ما في داخلي... لِمَ، أتذكر شيئًا كهذا الآن ؟، صوت ؟، إنه ينادي باسمي، جوليا، هذا ما يقوله.. صوت من كان مجددًا ؟"
-: جوليرين !!
شهقت المعنية بخفة و تراجعت بجزءها العلوي إلى الخلف ماكان أقل من إنش فهمست : أه !، هل من خطب ؟، روبي تشان...
زفرت الأخرى بقلة حيلة عاقدةَ حاجبيها لتقول : هل من خطب ؟، أتمزحين معي ؟، الزهور !، الزهور !، علينا قطفها لنتمكن من الدخول إلى الداخل !
ابتسمت جوليا و قالت بذهنٍ مشتت : آه !، صحيح !، آسفة شردتُ قليلًا...
كانت زهورًا جوريةً في ذروةِ تفتحها، حجمها كبير فتملأ كفي اليد مجتمعين و لونها أخضر زمردي زاهٍ و لماع، تتدلى من الأغصان الألماسية شبه المتبخرة من خلال خيطٍ أبيضَ رفيع من نفسِ المادة عند نصفه العلوي ثم ينحدر ليصبحَ زمرديًا قرب الزهرة، أما وسطه فقد امتزج ألماسًا و زمرد، قربت بياتريس كفي يدها من بعضهما كالكأس ثم رفعتهما إتجاه الزهرة و ما لبثت أن تقترب منها حتى انقطع الخيط تلقائيًا مخلفًا ورائه صوتًا خافتًا و لمعانًا خفيفًا نمّ عن تطاير بعض قطعه في الجو لتستريح الزهرة عند كفيها
سعادة طفولية ارتسمت على محياها و ابتسامة عريضة دافئة هيمنت على شفتيها لتهتف : لقد فعلتها !، لقد فعلناها !
ابتسم لها البقية و الذين حصلوا على زهرتهم تمامًا مثلها فتمتم هاري : تمت المهمة !
فتحَ حقيبته بعد سطره ذاك مباشرة و أخفى زهرته داخلها ليدس البقية زهراتهم في نفسِ الحقيبة تحت نظرات الأول المندهشة
قال مندهشًا : لكن لِمَ-
فقاطعته جوليا : لماذا ماذا ؟، حسنًا و بكل بساطة نحن نعتمد عليك !
هاري : و ؟، أعني.. ما المناسبة ؟
طوقت جوليا رقبته بذراعها وخصرت ذراعها الأخرى تنظر نحو الخمسة البقية : انظر حولك !، جميعنا حفنه من الصاخبين مسببي المتاعب !، لو كانت في حقائبنا لتحلولت إلى ألف قطعه بكل تأكيد !، و هنا مهمتك في رعايتها من أجلنا بما أنك الأهدأ
هاري : وماذا عن القائد ؟
ضحكت جوليا بصخب ثم أردفت : راي تشي هو الأكثر خطرًا !، بما أن مار ملتصق به كما تعلم !
تذمر ماركوس قائلًا : مهلًا أتمت الإشارة إليّ بالسوء توًا ؟!
جوليا : هذا لأنه صحيح عزيزي مار !، أنتَ و بكل بساطة كارثة متنقلة أجل !
هتف بها منزعجًا : هيي !!!
و هنا انفجرت بياتريس ضاحكة بصخب هي الأخرى فأردف الأول : حتى أنتِ بياتشان !، جميعكم أشرار !
ابتسامة خفيفة رسمت على شفتي راين و هو يحدق ببياتريس، جوليا و ماركوس، و بالأخص بياتريس دون أن يشعر
تحول لوكي الذي يقف قربه إلى سنجاب ثم قال ساخرًا : هوووه، يبدو أن أحدهم قد بدأ يبتسم كثيرًا في الآونة الأخيرة ~
أجفل راين فزعًا ثم التفتَ إلى لوكي و كاد ينهال عليه بالشتائم لولا هيأته السنجابية اللطيفة فتذمر قائلًا
راين : أقسم أنكَ أكثر مكرًا من الشيطان نفسه !
فضحك المقصود ساخرًا : نياهاهاهاها
روبي التي كانت تستمع إلى كل هذه الفوضى بدأ حاجبيها المقطبان بالرفرفة غضبًا لتقول كابتةً إياه : إذًا ؟، و كيف تنوون النزول يا سادة ؟
التفت راين نحوها سريعًا ليوافقها قائلًا : صحيح !، داخل الشجرة هو مكان مجهول و على الأرجح فهو خطر أيضًا !، لذا علينا توفير ما نستطيع توفيره من المانا إلى حين ندخل، و بالتالي لا يمكنني إنزالكم كما صعدتُ بِكم...
حوط هاري ذقنه بإصبعيه الإبهام و السبابة قائلًا بجدية : ماذا عن القفز الحر ؟
تسائلت بياتريس ببلاهة : ايه ؟
ليبتسم ماركوس ببلاهة بدوره فسأل : تمزح صحيح ؟
ابتسم هاري بهدوء ثم قال : يمكننا الهبوط حتى منتصف الطريق ثم يقوم القائد بتخفيف سرعتنا برياحه حتى نهبط بسلام !
فجأة اجتاح بياتريس الحماس لتهتف تزامنًا مع جوليا : موافقة !!، الأمر يبدو ممتعًا بحق !!
نظر لها راين بذهول و فاه مفتوح فهو كان على وشك الرفض توًا
بينما قالت روبي : جوليا محبة للأمورِ الغريبة لذا يمكنني تقبل حماسها لكن بياتريس !، حقًا ما كان عليّ أن أتركك تقضين وقتكِ معها !
تنهد راين مغمضًا عينيه ثم ابتسم قائلًا : إذًا ؟، أية اعتراضات ؟
ساد الصمت تمامًا فأردف بجدية : أأنتم متأكدون ؟، أنتم تضعون حياتكم بين يدي شخص التقيتم به قبل شهران فقط !
ضحكت جوليا بصخب و خصرت ذراعها اليسرى بينما أخذت تضرب ظهر راين باليمنى بقوة قائلة : هاهاهاها، ما الذي تقوله يا رجل !، أولم نفعل المثل عند صعودنا ؟!، أعني كان يمكنك التوقف عن رفع ذلك الشيء في أي لحظة و الإكمال بمفردكَ لا ؟! لا تقل لي أنكَ لم تدرك الأمر حتى ؟!!!
حدق راين بها بتفاجئ و قد كان واضحًا عليه الإدراك توًا فحدّثَ أليكسي نفسهُ قائلًا : بربكَ راين !، أقسم لكَ أنكَ أحمق !
توقفت جوليا عن الضحك بينما حافظت على ابتسامتها و نظرات التفاجئ لا تفارق عينيها لتقول بارتباك : مهلًا.. أحقًا لم تلاحظ ذلك ؟
أشاح راين بوجهه إلى الجهة الأخرى و ردّ مرتبكًا : لا.. ليس كذلك.. إ.. إنه فقط.. الأمر هو...
تمالك نفسه ليهتف : عـ على أي حال، لا نريد تضييع الوقت لذا.. فلننطلق..
اقتربت بياتريس لتقف قريبًا من لوكي فابتسمت و قالت بهدوء : راين حقًا شخصٌ جيد.. أتسائل لِمَ يبدو و كأنه يعتبر نفسه شخصًا سيئًا...
فردَ لوكي موافقًا : معكِ حق.. إنه طيب لحد الغباء !، لا اعلم حتى كيفَ شككتُ بهِ في بادئ الأمر !
أحنت رأسها إلى الجانب متسائلة : عمّ تتحدث ؟
فردّ بمرح : لا !، لا شيء البتة ~
اتجه لوكي إلى حيث الجميع حيث كانوا يستعدون للقفز و لحقته بياتريس، راين الذي أخذ نفسًا عميقًا إستعدادًا لذلكَ لمحَ ماركوس قربه فابتسم بتعالٍ ليدفعَ الآخر فجأة، أما ماركوس فدون أن يدركَ ماذا حصل وجد نفسه في الهواء و الرياح تلفحُ ظهره و تضغط عليه بقوة فهتف
ماركوس : لِمَ فعلت ذلك !!
حوطَ راين فاه بكفاه ثم هتف : من أجل أن لا تنعتني بالسنجابِ ثانيةً !
ليهتف الآخر بإنزعاج : أمازلت تذكر الأمر ؟، كما أن روبي هي من نعتتكَ بهذا !!
ابتسم راين ثم رد : و أنتَ من بدأ الموضوع !
ماركوس : ماهذا المنطق بحقك راين !!
قهقه راين بصوتٍ مرتفع ثم قفز ليتبعه البقية

رد مع اقتباس