الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 06-26-2017, 11:11 PM
 
الفصل الحادي عشر






بعد يومين في الصباح في منزل جينجر حيث كانت تجلس على الكرسي تنتظر قدوم والدة سام بتوتر شديد غادرت تولاي المطبخ مع كوب زجاجي به ماء بارد لتعطيها إياه و تقول: لا داعي لكل هذا التوتر
قالت جينجر بابتسامة: لا أعرف حقا لم أشعر بكل هذا التوتر
قالت تولاي بابتسامة: كل شيء سيكون بخير
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد لتشرب الماء بهدوء و تأخذ نفسا عميقا استيقظ سام ليغادر غرفة النوم و هو يتثاءب بنعاس شديد تفاجئ لتواجد تولاي في المكان ليبتسم و يقول: مرحبا تولاي لم أرك منذ فترة
قالت تولاي: أجل أتمنى أن تكون بخير
قال سام بمرح: أجل أنا بخير شكرا لاهتمامك الدائم بنا
قالت جينجر: عزيزي عليك الاستعداد ستأتي والدتك في أي لحظة
قال سام: آه نسيت ذلك تماما
أسرع في التوجه للحمام لتضحك جينجر بمرح على تصرفه قرع الجرس لتتوقف أنفاسها للحظات فتحت تولاي الباب لتنظر إليها تلك السيدة العجوز ذات الشعر البني الفاتح التي اختلطت بها شعيرات رمادية تظهر عمرها و العينين العسليتين لم تظهر الكثير من التجاعيد على وجهها و يديها الممتلئتين بشيء من الاستغراب لتقول تولاي: أهلا بكما سيدتيّ
قالت الفتاة التي كانت تقف خلف السيدة و تشبه سام بعض الشيء بابتسامة مرحة: أين هي جينجر؟ اشتقت لرؤيتها كثيرا
ابتعدت تولاي عن طريقهما بهدوء لتدخلا المنزل وقفت جينجر بمرح فور رؤيتها لوالدة سام تدخل غرفة المعيشة لتقول: سعيدة لرؤيتك مجددا عمتي
نظرت والدة سام للمكان من حولها قبل البوح بأي شيء توقفت عينيها على يد جينجر المرتعشة الممسكة بالطاولة مستندة عليها لتقول: لو كان الأمر كما قلت لأتيتي للزيارة
قالت جينجر: أنا حقا متأسفة لقد انشغلنا كثيرا عن الكثير من الأمور
اقتربت تلك الفتاة منها بمرح شديد لتعانقها و تقول: سعيدة برؤيتك جينجر
قالت جينجر: و أنا أيضا سوزي
ابتعد سوزي عنها قليلا لتنظر لبطنها و تقول بمرح شديد: لم أصدق حينما أخبرنا أخي أنك حامل لقد كان الأمر مفاجئا للغاية مبارك لكما
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد غادر سام الحمام مرتديا ثياب أخرى اقترب من والدته ليعانقها بمرح و يقول: مرحبا بك يا أمي
قالت الوالدة بابتسامة: لم نرك منذ فترة طويلة لذلك قررنا القدوم للزيارة
قال سام: أنا حقا آسف
قبل جبينها بلطف ليبتسم لها و تبادله الابتسامة نظر لشقيقته الواقفة بقرب جينجر بشيء من الذهول لتبتسم له بمشاكسة نظر لوالدته مرة و إليها مرة أخرى ليقول: أنت ماذا تفعلين؟ أليس من المفترض أنك تجهزين لامتحانات دخولك للجامعة؟
قالت سوزي: بلى و قد مللت من الدراسة طوال اليوم لذلك أتيت لأريح أعصابي قليلا
قال سام: تريحين أعصابك من ماذا؟ أشك في أنك بدأت المذاكرة حتى
قالت سوزي: بلى فعلت و قد أنهيت قبل قدومي كتابين
قال سام: أنت حقا مهملة للغاية سوزي
ضحكت جينجر بمرح شديد لتقول: أنتما الاثنان لن تتغيرا أبدا اهدئا الآن لابد أن عمتي متعبة من الرحلة تفضلي بالجلوس رجاء سأحضر لك شراب باردا
نهضت جينجر من كرسيها لتقول تولاي: لا عليك بإمكانك الجلوس سأجلبه
قالت جينجر: شكرا لك تولاي
ذهبت تولاي للمطبخ لتسحب أنظار والدة سام إليها لتقول: من تكون هذه الفتاة؟
قالت جينجر: إنها صديقتي تولاي لوريجن
قال سام: حقا إنها تفعل الكثير لأجلنا
قالت سوزي: تبدو لطيفة لكنها هادئة للغاية
قالت جينجر: أجل هي كذلك
قالت الوالدة: و ماذا تفعل هنا؟
قالت جينجر: كانت تساعدني في الاهتمام بالمنزل فقبل أيام كنت في المشفى لذلك هي قلقة
قالت سوزي: و هل تحسنت صحتك؟
قالت جينجر بمرح: أجل كثيرا
غادرت تولاي المطبخ لتوزع أكواب عصير التفاح البارد عليهم لتضع أمام جينجر كوب عصير ليمون تعجبت جينجر ذلك لتنظر إليها باستفسار لتقول تولاي بنبرتها الهادئة: ليخفف من توترك قليلا
قالت جينجر: أنت حقا تفكرين فيّ كثيرا
هزت رأسها بالإيجاب لتبتسم لها جينجر نظرت لساعة يدها لتقول: أرجو المعذرة عليّ الذهاب لعملي الآن
قال سام: آسفون لإزعاجك بأمرنا
قالت تولاي بابتسامة صغيرة: لا يوجد إزعاج في هذا أراكم لاحقا
انحنت بهدوء لتغادر المنزل متجهة للاستديو عند كايت الذي كان يجلس في حديقة المنزل الواسعة بكل هدوء إخوته ذهبوا في زيارة لمنزل جديه برفقة والدتهم أسند رأسه على طرف الكرسي مغمضا عينيه بكل استرخاء ليقول في نفسه: لم لا توجد العديد من الأيام الجميلة كهذه؟
فتح عينيه بهدوء لتشاهد أعنان السماء الزرقاء الخالية من الغيوم تنشق عبير الأزهار الجميلة المنتشرة في أرجاء الحديقة ليسمع صوتا يقول: يبدو أنك تستمتع بوقتك وحدك هنا
التفت لصاحب الصوت ليرى والده يقف عند مدخل الحديقة بتلك الابتسامة اعتدل في جلسته حالما جلس والده مواجها له ليتنهد بانزعاج تغير مزاجه على الفور ليقول الوالد: لقد أخبرتك بأننا لم ننتهي بعد من هذا الموضوع
قال كايت: ماذا تريد مني بالضبط؟
قال الوالد: أريد أن أفهم السبب وراء اعتراضك لتقاليد العائلة
قال كايت: لا يوجد سبب معين أنا فقط لا أريد الزواج من شخص لا أحبه
قال الوالد بابتسامة ساخرة: هذا الكلام للفتيات فقط يا عزيزي
قال كايت: هذا هو ما عندي
نظر الوالد لعينيه المصرتين على رأيه ليتنهد باستسلام و يقول: أنت تعرف بأن ذلك لن يغير من الأمر شيئا صحيح؟
قال كايت بانزعاج: أستطيع تغيير ذلك حتى لو لم ترد ذلك
قال الوالد: أتعلن التمرد كايت؟
قال كايت: أيا ما كان اسمه أنا لن أوافق على هذا الزواج أبدا
نظرات التحدي التي ملئت المكان بالشرارات الغاضبة سخنت الأجواء بينهما أكثر نهض كايت ليغادر ليمنعه والده من ذلك بقوله: لقد أخبرتك من قبل لن أدعك تهرب حتى نهاية هذا النقاش لذا اجلس قبل أن تثير أعصابي أكثر
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليبادله والده تلك النظرات الحادة المنزعجة جلس كايت في مكانه بانزعاج ليقول الوالد: قد لا تعلم هذا لكن من يخالف تقاليد العائلة ينفى منها و لا أعتقد أنك ترغب في ذلك
قال كايت: لا أمانع ذلك أبدا لا أحب أن يتحكم أحدهم في حريتي الشخصية
قال الوالد: عليك أن تعرف ما تقوله قبل التفوه به كايت الأمر ليس بلعبة البتة
قال كايت: أدرك ذلك يا أبي و أعتقد بأن هذا يسوي النقاش أليس كذلك؟
نظر الوالد بغضب لكايت المنزعج من كل هذا الحديث الصمت المخيف أطبق على المكان منتظرا العاصفة القادمة بعد كل هذا الهدوء نهض كايت مجددا ليغادر المكان تاركا والده يتنهد بانزعاج خلفه ليقول بصوت منخفض: لماذا يتصرف هذا الولد هكذا؟ إنه حقا عنيد كأمه لكنني لا أود خسارته مثلما خسرتها
تذكر لاري زوجته التي قتلت قبل سنوات كثيرة رغم أن قلبه أحب أخرى إلا أنها بقيت معه طوال تلك الفترة و أحبته بقدر كرهه لها رفع بصره للسماء الواسعة متذكرا آخر ذكرى عنها خزنت في عقله "كانت تسير في ممر الحديقة بسرعة تريد رؤية زوجها بعد طول غياب حتى وصلت لردهة المنزل لتتوقف قدميها عن الحراك عينيها تشاهدان زوجها بين أحضان زوجته الأخرى بابتسامته التي لم يهديها واحدة قط وضعت يدها على صدرها ليتوقف قلبها عن الانقباض بتلك الطريقة المؤلمة استدارت لتعود أدراجها و غيمة الحزن تجوب معها رآها لاري و هي تنسحب من المكان لكنه لم يبالي سمع صوت ابنه ينادي والدته الغائبة في عالم حزنها لتتوقف أمامه و تبتسم له بلطف شديد و تقول: ماذا هناك كايت؟ لم لم تنم بعد؟
قال كايت بابتسامة مرحة: سمعت بأن أبي سيعود اليوم لذلك أتيت لإلقاء التحية عليه هل رأيته يا أمي؟
ظهرت علامات الحزن على وجهها رغم الابتسامة الكبيرة المرسومة على شفتيها لتقول: لا لم أره بعد ربما قد تأخر عن موعده
قال كايت: هذا يعني أنه يجدر بي النوم الآن
ربتت على رأسه بلطف شديد ليبتسم لها بكل براءة اقترب لاري منهما ليقول: ماذا تحاولين أن تفعلي لابني؟
التفت كلاهما له لتتسع الابتسامة على شفتي كايت و هو يطير من السعادة لأحضان والده الذي عانقه بدوره بسعادة ليقول: سعيد لرؤيتك بخير كايت
قال كايت: أنا أيضا أبي لقد تأخرت كثيرا هذه المرة
قال لاري: أجل أدرك ذلك و أنا آسف
نظر لزوجته الواقفة هناك تحاول الابتسام و منع دموعها عن إفساد متعة كايت برؤية والده لتقترب منه بهدوء و تقول: أهلا بعودتك للمنزل سالما لاري
قال لاري: لماذا قلت بأنك لم ترينني؟ ألا تريدين أن أراه؟ كما تعلمين هو ابني أيضا
قالت والدة كايت: لم أقصد ذلك أبدا كل ما في الأمر أنني لم أرد إفساد لحظة التقائكما معا
قال لاري: و هل تريدين مني تصديق كذبة سخيفة كهذه؟
قالت والدة كايت و هي تنزل رأسها بحزن: أنا لم أكذب فيما قلته
اقتربت منه مايا لتقول بهمس: هذا يكفي لاري فكايت هنا
نظر لاري لكايت الصامت المنزل برأسه بين يديه ليعض على شفتيه بانزعاج و يقول: عليك التوقف عن أفكارك السخيفة و ملأ رأس كايت بها إن كنت تريدين ترك المنزل بشدة فافعلي و حسب
لم تقل والدة كايت أي شيء دموعها تطرق أبواب عينيها لم ترد لكايت رؤية موقف كهذا بينهما لتقول: أنا آسفة إن كنت سببت لك الإزعاج سأذهب الآن
نزل كايت من بين يدي والده ليقول: سأذهب مع أمي
قالت والدته بابتسامة لطيفة: لا عليك كايت بإمكانك البقاء مع والدك
قال كايت و هو يهز رأسه بشدة: لا أريد ذلك أود الذهاب معك
سار خطوتين مقتربا من والدته ليمسك لاري بيده و يسحبه للبقاء بقربه ليقول: لن تذهب لأي مكان معها ابقى هنا
امتلأت عينيه بالدموع لتقول الوالدة بابتسامة حنونة: كن طفلا مهذبا و استمع لوالدك كايت سأذهب لغرفتي الآن
غادرت والدة كايت الممر عائدة لغرفتها لتبتعد عن الأنظار لتقول مايا: لم يكن هناك داعي لكل هذا لاري خاصة أمام كايت الصغير
نظر لاري لابنه الذي يبكي بصمت دون رفع رأسه من الأرض ليعض على شفتيه بانزعاج شديد ترك يد كايت ليقول له: اذهب لغرفتك الآن سنذهب في نزهة غدا صباحا
هز كايت رأسه نافيا ذلك لينزعج لاري من الأمر و يقول: ماذا هناك؟ ألا تود الذهاب لنزهة برفقة والدك؟
قال كايت: لا أريد لأن أمي لن تذهب
نزلت مايا لمستواه لتبتسم له بلطف و تقول: لا تقلق والدتك بالتأكيد ستذهب معنا لذا أسرع بالذهاب لغرفتك
قال لاري بانزعاج: لن تذهب معنا بالتأكيد و هذا أمر لا نقاش فيه
نظرت مايا إليه محاولة إقناعه بالعدول عن رأيه لكنه لم يبالي بنظراتها إليه ليبتعد كايت عنها و ينظر لوالده بشيء من الغضب: أنا لا أحبك يا أبي لأنك تتصرف مع أمي بقسوة أنا أكرهك كثيرا
أسرع في الركض هاربا من أي شيء قد يقوله والده المصدوم من كلامه جدا نهضت مايا لتقول: لهذا أخبرتك أن تتوقف عن عنادك لكنك لا تستمتع إليّ أبدا
قال لاري: هذا ليس وقتك مايا
سار برفقتها ملاحقا ابنه الهارب منه أوقف قلبه سمع صرخاته تعلو في المكان ليسرع في الذهاب إلى مصدر الصوت ليقف مصدوما من هول الموقف الفظيع الذي يراه أمامه" فتح عينيه ليغادر المكان و هو يتنهد التقى بمايا ليستغرب تواجدها في المنزل اقتربت منه بابتسامة مرحة ليقول: ماذا تفعلين هنا مايا؟
قالت مايا و هي تعدل ياقة قميصه: ماذا؟ هل تعتقد أنني سأترك كايت هنا وحده لتفترسه؟
قال لاري و هو يدعي الحزن: أصبحت تحبين كايت أكثر مني إذا؟
ضحكت بمرح ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقول: حقا لا داعي لكل هذا القلق لن أقوم بافتراسه أو التهامه أنا لست شريرا لتلك الدرجة
قالت مايا: أدرك ذلك لكنك مؤخرا أصبحت صارما أكثر من اللازم معه
قال لاري: أتقفين في صفه أيضا؟
قالت مايا: أنا لست منحازة لأحد لكن عليك فقط الاقتناع بما لديه فأنت تعرف بأنه لم يعد طفلا
قال لاري: أدرك ذلك لكن الأمر لن ينتهي بسهولة كما تعتقدان
قالت مايا: أدرك ذلك أيضا
وضعت مايا ملامح حزينة على وجهها الجميل ليطبع لاري قبلة على جبينها نظرت إليه بتفاجؤ ليقول: هذه الملامح لا تليق بك أبدا
ابتعدت عنه لتقول: بما أنك بخير سأذهب لأرى كايت الآن
قال لاري: سأذهب معك هناك أمر أود إخباره به
قالت مايا: لو هي عن الخطبة لن أخذك معي
قال لاري بمرح: لا تقلقي هي ليست كذلك
ابتسمت له بمرح ليذهبا معا لغرفة كايت في الطابق الثاني وصلا لهناك ليطرق لاري الباب بهدوء لم يسمعا إجابة منه لتفتح مايا الباب بهدوء و تنظر للغرفة باحثة عنه لتجده يجلس في شرفة غرفته واضعا سماعات رأس مستديرة سوداء اللون على أذنيه اقتربت منه بهدوء لينتبه لوجودها و ينزل السماعات عن أذنيه ليقول: لم عدت للمنزل؟
قالت مايا بابتسامة شبه حزينة: ألا تريد رؤيتي بعد الآن كايت؟
قال كايت: تعرفين لا أقصد ذلك
ابتسمت له بمرح شديد و قالت: أتيت للاطمئنان عليك و حسب
قال كايت: لم كل هذا القلق؟ أنا بخير كما ترين
قالت مايا: هل هذا يعني أنك تخطيت أزمتك مع والدك؟
أبعد عينيه عنها ليتذكر الحوار الذي دار بينهما ليصمت نظرت مايا للاري الواقف خلفها باستفسار ليقول: لقد تحدثنا في الكثير و حسب
لم يهتم كايت بالنظر لوالده الواقف خلفه لينزعج لاري و يقول: أتيت لأخبرك بأن فكرتك مرفوضة تماما
غادر بعدها منسحبا من الغرفة لتقول مايا: أحدثك مجددا بشأن لوسي؟
قال كايت: تقريبا
قالت مايا: و أنت تصر على رأيك صحيح؟
لم يجبها كايت بأي شيء لتمسك بيديه الباردتين قليلا و تبتسم له بلطف شديد و تقول: أخبرتك من قبل بأنني سأقنع والدك بذلك مهما حدث صحيح؟ لا تفكر في الأمر كثيرا حتى لا تهرم قبل أوانك
قبلت جبينه بمرح قبل مغادرتها الغرفة ليعاود وضع تلك السماعات على أذنه عند تولاي التي لم تقم بالكثير في عملها لهذا اليوم أثناء مغادرتها الاستديو اقترب منها ليو ليقول: يبدو أنك تشعرين بالضجر لعدم وجود عمل كثير
قالت تولاي: لا أبدا سيدي فقط انقضى الوقت سريعا
قال ليو: هكذا إذا حسنا أردت الحديث إليك بشأن العرض الذي سأقيمه بعد أشهر من الآن
قالت تولاي: تصاميمك الجديدة في عرض عالمي سمعت عن الأمر
قال ليو بابتسامة: يبدو أن الأمر انتشر سريعا أريدك أن تشاركي فيه
قالت تولاي: شكرا لك سيدي هذا شرف كبير حقا
ابتسم ليو لها ليتركها تغادر المكان لتعود لمنزلها بدلت ثيابها لتجلس على الأريكة بهدوء و تنتظر للرسالة التي وصلتها لتجدها فارغة و رقم المرسل مجهول قامت بحذفها دون مبالاة وضعت الهاتف بقربها لتفكر في أمر ما ليرن هاتفها رفعت الخط لتقول: مرحبا جون
قال المتصل: آه آسف لكنني لست جون
عرفت المتصل لتنتظر ما سيقوله تاليا شعر بصمتها المخيف ليقول: آسف للاتصال بك من هاتف جون اعتقدت أنك لن تجيبي على أرقام مجهولة
قالت تولاي: هلا أخبرتني بما لديك سريعا؟
قال المتصل: هل أنت مشغولة؟ هناك أمر أود الحديث فيه شخصيا
قالت تولاي: آسفة لكنني لن أقطع كل هذه المسافة لأجل مقابلتك رين
قال رين: أتفهم ذلك جيدا و لن أطلب منك ذلك فأنا في مدينتك بسبب العمل و رأيت أنه أن وقت مناسب للتحدث إليك في هذا الأمر
قالت تولاي: الذي هو؟
قال رين: لا أستطيع إخبارك في الهاتف خاصة و أنا في مكان عام
قالت تولاي: إذا أين تريد الحديث؟
قال رين: إن لم تمانعي هناك مطعم خاص بالعائلة سأرسل لك عنوانه هل بإمكاننا الالتقاء بعد العاشرة مساء؟
قالت تولاي: لا مانع لديّ
قال رين: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتزفر الهواء المحبوس داخل رئتيها لتنتظر موعدها معه ليحل المساء أسرع مما اعتقدت و اقترب موعدها مع رين لتنهض و تبدل ثيابها لبلوزة وردية داكنة قليلا بأكمام تصل لرسغها بها زهرتان صغيرتان بيضاوان أسفل الجيب على الجهة اليسرى من الصدر و تنورة بيضاء واسعة تصل لمنتصف الساق بها زهور وردية لامعة على الطرف الأيمن مع حزام فضي لامع و حذاء أبيض بكعب يحوي فصوص فضية لامعة متوسط الطول رفعت شعرها للأعلى كذيل فرس بمطاط وردي على شكل مجموعة أزهار صغيرة و نظارة بيضاء غطت عينيها لتقول و هي تنظر للمرآة: هذا لأجل المزعجين
حملت حقيبتها البيضاء لتضع هاتفها فيه و تغادر لعنوان ذلك المطعم وصلت للمكان المطلوب في ناطحة سحاب كانت أضواءه خافتة مريحة للأعصاب ليقترب منها أحد العاملين هناك ليقول: ألديك حجز مسبق أم تريدين الحجز؟
قالت تولاي: لديّ حجز باسم السيد لوريجن
قال العامل بابتسامة: أجل لقد وصل منذ دقائق قليلة رجاء اتبعيني
سارت خلف العامل ليوصلها للطاولة المنشودة و يغادر لترى رين يجلس وحيدا على الطاولة المقابلة للنافذة الزجاجية المطلة على منظر المدينة في الأسفل اقتربت منه بهدوء لتقول: مساء الخير سيد لوريجن
التفت إليها ليبتسم لها بلطف و يشير إليها بالجلوس لتفعل ذلك بهدوء ليقول: آسف لدعوتك في وقت هكذا
قالت تولاي: أرجو ألا يكون الحديث طويلا
قال رين: لا أبدا أخبرني أبي بأنه ندم كثيرا على قرارك بعدم قتله
قالت تولاي: أرجو المعذرة لكن لا أفهم مقصدك من هذا
قال رين: اعتقد أبي أنه سيرتاح لو قمت بقتله فهو لم يسامح نفسه قط على ترك راي وحيدا في ذلك المكان
لم تعلق تولاي بأي شيء ليكمل حديثه قائلا: يريد الاعتذار إليك عما بدر من كيث و روبن شقيقيّ الصغيران تعرفينهما بالتأكيد
قالت تولاي: أجل الفظ و المتهور
ابتسم رين على وصفها لهما ليقول: عليك أن تعرفي بأنهما مثلك تماما حزينان للغاية على فقدانهما لراي فقد كان أخا حنونا مع الكل صحيح أنهما لا يتذكران الكثير عنه لكنهما أحباه كثيرا
قالت تولاي: هما ليسا مثلي أبدا سيد لوريجن
قال رين: أنت محقة فهما ذئبان مخيفان بينما أنت فراشة رقيقة حقا لا أعرف كيف وصلت لمنزل أخي
قالت تولاي: لا أعتقد بأن هذا أحد المواضيع التي أتيت لنقاشها
صمت رين دون الإجابة بأي شيء ليقول لاحقا: هل رأيت والدة جون؟ إنها مريضة للغاية و سمعت بأن علاج مرضها لن نجده إلا عند فراشة ما لذا أتيت لأطلب منك هذا المعروف
قالت تولاي: زوجتك ليست مريضة و لن تعيش لفترة طويلة علتها قد ظهرت متأخرة لكن ذلك بسبب زواجكما يوجد علاج بالفعل لكن ليس لدى فراشة مثلي
دهش كثيرا مما قالته ليخيم الحزن عليه لينزل برأسه شاعرا بقلبه يعتصر في داخله ليبتسم بحزن و يقول: هل بإمكانك أن تدلني على من لديه العلاج؟
قالت تولاي: أود ذلك لكن لا يمكنني فأنت تعلم بأن القلة الموجودة ليست بالدم النقي
أمسك رين بيديها ليقول لها: أرجوك سأفعل أي شيء لإيجاد هذا الدواء لا أود أن أفقدها هي الأخرى
نظرت تولاي لدموعه المتساقطة على غطاء الطاولة الأحمر لتشعر بمدى حزنه و ألمه فهي تعرف أنه تألم أكثر من بين الجميع لفقدانه شقيقه التؤام لتقول: عليك بالتضحية بشيء مهم مقابل ذلك أمستعد لذلك؟
قال رين: سأفعل أي شيء لأجلها
قالت تولاي ببرود مخيف: بشريتها....عليها أن تتخلى عنها
قال رين على عجل: إن كان الأمر كذلك فأنا لا أمانع ذلك أبدا
قالت تولاي: ألا يجدر بك سؤالها عن رأيها؟
فكر رين في الأمر ليصمت لتقول تولاي ببرود: عليك البقاء بقربها إن لم ترد الندم على فقدانها أيضا
نهضت من ذلك المكان لتغادره عائدة للمنزل بينما بقي رين هناك يفكر في الأمر الذي أخبرته به لتعود تلك الدموع للانحدار على وجنتيه ترك المكان بعد نصف ساعة ليعود لمدينته









رد مع اقتباس