لماذا نترك الطاعات بعد رمضان ؟ بسم الله الرحمن الرحيم عن أيّ شيء سيحلو الحديث بعد رحيل رمضان؟ عن أيّ شيء سنتحدّث ولم تكد تمضي أربعة أيام على رحيل ضيفنا الغالي حتى بدأت الأحوال تتبدّل وبدأت الخطى تتثاقل وتتعثّر! ما كادت تمرّ بضعة أيام على رحيل رمضان حتى نسي كثير منّا أيامه ولياليه؛ وعادوا إلى ما كانوا عليه قبل رمضان من غفلة وتفريط؛ عادت الألسن لتلفظ الكلمات النّابية. عادت المساجد لتشكو إلى الله هجرها. عادت البيوت لتظلم وقت السّحر ووقت الفجر. عادت الأغاني لتجلجل في محلاتنا وحافلاتنا وسياراتنا مع الصّباح بعدما تزيّنت بالقرآن خلال شهر من الزّمان.
سؤال نطرحه كلّ عام بعد رحيل رمضان: لماذا يحدث هذا ويتكرّر كلّ عام؟ ألسنا نؤمن بأنّ ربّ رمضان هو ربّ شوال؟ ألسنا نوقن برقابة الله علينا بعد رمضان؟ ألسنا نعلم أنّ على كلّ واحد منّا رقيبين لا يغادرانه في رمضان ولا بعد رمضان؟ نحن نعلم كلّ هذا، ولكنّها نفوسنا التي امتلأت بالدّنيا وأشربت حبّها؛ نفوس تطلب الرّاحة من عمل الآخرة، ولا تملّ ولا تتعب من عمل الدّنيا.
إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن لحال شباب أنست بهم بيوت الله في أيام وليالي رمضان، شباب صلوا التراويح، وصفوا الأقدام في صلاة الفجر، شباب كانوا قبل أيام بين صيام وقيام، وتلاوة للقرآن، وذكر ودعاء، وخوف ورجاء. والآن عادوا إلى النّوم عن الصّلاة، وعادوا إلى هجر بيوت الله وهجر القرآن. عادوا إلى سماع الحرام وقول الحرام والنّظر إلى الحرام. فلماذا يا شبابنا؟، لماذا نتعامل مع ديننا كأنّه حمل ثقيل يتحيّن الواحد منّا الفرصة ويبحث عن أوهى المبرّرات ليلقيه عن ظهره؟. لماذا نتّخذ ديننا لهوا ولعبا ونحن نسمع قول ربّنا: ((الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُون)).
إنّنا في أمسّ الحاجة لمراجعة أحوالنا مع ديننا، بل وتصحيح نظرتنا إليه.. ديننا ليس مجرّد قوانين وحدود وأوامر وزواجر، نرضخ لها في بعض الأحيان كرها، ونتحيّن الوقت المناسب للقفز عليها والتخلّص منها.. ديننا هو مكمن سعادتنا في الدّنيا والآخرة، فما أمر الله بأمر إلا وفيه سعادة الأولى والآخرة، ولا نهى عن شيء إلا وفيه تعاسة العاجلة والآجلة، يقول سبحانه: ((قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)). منقول
__________________
هدية رائعة " class="inlineimg" />
صارحني |