06-29-2017, 10:00 AM
|
|
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:700px;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] كُنتَ في عالمٍ آخر, بعيداً عن هذه المقابر, كُنتَ تقاتل !
في زمنٍ ما, حينَ لم تكُن روحكَ بهذا السوادِ متوشحّة, لَم تكن هشّةً كما كانَت حقيقتُك,
لم تكُن مكسورَة.. حينَ كُنت تظنُّ نفسّك جباراً فوق الجبابرة, لا تَستطيع الهزيمةُ
الوصول إليك..
رأيتَ العَالم من الأعلى, نظرتَ للأسفل فوجدت النجوُم, تحتها العَالم الذي ظننتَ أنه
ملكك.
رأيت الشموسَ والنيرَان وأضواءَ الشّفق, ظننت أن الملاحِم لا تستطيع بلوغَك.. اغتررتَ
بتاجٍ لَم يكن أبداً ملكك ..
ظننتَ أنّك أنتَ البدايَة وأنتَ النهايّة, حسبتَ أنّ السطور كلّها بكَ تتغنى, لم تعلم.. أنّ
حتى الحروف تأبى !
حينَ قالوا لكَ أن الكلمةَ من السيفِ أقوى, في أيّ عالمٍ كنت تتبختر حينها.. أم حسبتَ
أن الكلماتِ لا تملكُ أرواحاً وقد تنقلبُ على كاتبها؟
لم تعلم بأن سطورَك ليست سوى جنودٍ, والجنود إن تكاتفت تستطيع عصيانَ ملكها..
كما دحرتكَ كلماتُك, كما هوتِ العصيان وجعلتَك أنت نقطتها..
بحبركَ أنتَ, أنتَ غرقت.. بسيفكَ أنت, أنتَ طُعنت, أنت اختُرقت, وأنت نُهشت حتّى سقطت!
وكُل من جُرت عليه واعتديت, قد وقف بالصّف أمامَك.. كلّهم يودّون نهش عظامِك,
جميع المعدميِن هنا لإسقاطك.
في ذلكَ اليوم ابتسَمت, حرّكت بيادقك و ظننت أنك انتصرت.
وها أنتَ الآن تقفُ فوق الحطَام والجماجِم, تحتضنك المقابر.. وأنت تتسائل..
كيف انتهَى بك المَطاف إلى هُنا !
معلومٌ أنك جُرحت, ضُربتَ في موطِن ضعفِك وكل ما أحببتَ أُخذ ! ذُقت الخيانَة كما لَم يذقها
أحد.. رأيت الحقيقَة ولّم تصدٌق حتّى بزَغت سوداء كشمسٍ قرر الضّوء هجرانها .
لكنّك مانتظرتِ مجرى العدالةٍ كي يُتخذ, ظننت أنّك العدالةُ فإذ بكَ أصبحتَ طاغية, ظننتَ
أنَ النّاس بلا نفوس, مجردون من الحقوق, أصواتُهم كلها نعيق, وليس سواكَ أنت
من يتكلم بالصّحيح !
استسهلتَ الدّماء, ببرت الوسيلة بالغايَة كالبلهاء, ظننتَ أن الأرواحَ تصفح وتنسى..
أخطأت, فلا يُجلب الخير بالشّر بتاتا.
وها أنتَ في جحيمك تقف, تربضُ خانعاً بين كُل من ظُلم, بين أرواحٍ من نارٍ سوداء تعتلي
تيجاناً ملتهبة تنتظرُ لتعتليك.. لتكويك !
انظُر في أعينِ كل تلكَ الأرواح وقُل, هل أنت الآن مُنتصر؟ كلّ من جرتَ عليه يوماً والمُلك
المسكين المُتخذّ سلاحاً هل يغفر !
كلّا.. وكلّا ! يا من ظننت نفسك ملكاً احترقَ بهذا الجحيم, متروكاً مهزوماً مع الفاشلين ,
أولئك الخائنين, من تنتمي إليهم, حتى تُصبح رماداً محترقاً لا يقدرُ أن يكونَ إلّا رماداً..
فليس هناكَ أساطير.. هناكَ أنتَ فقط.. خاسراً مقتلعاً خائناً بعرشٍ ساقطٍ تحومُ حوله هياكل
الغِربان السوداء.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
-
يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.
|