06-30-2017, 08:55 AM
|
|
الفصل الثاني عشر مضى أكثر من أسبوع على ذلك الحديث و والدة جون لم تتحسن قط حالتها تزداد من سيء لأسوأ حتى تلك الليلة الهادئة التي وصل المرض ذروته فيها كان رين يجلس بقربها ممسكا بيدها ينظر لوجهها بتعابير حزينة متألمة للغاية فتحت عينيها بإرهاق شديد لتنظر لوجهه و تقول: لم كل هذا الحزن رين؟ حتى لو رحلت ما زال جون برفقتك قال رين: لا تقولي شيئا حزينا كهذا ستكونين بخير قريبا ابتسمت له بلطف شديد لتغمض عينيها بهدوء و تقول: لا أستطيع التصديق بأنني عشت لفترة طويلة كهذه شهدت موت جميع أفراد عائلتي كان الأمر مخيفا في البداية لكن طالما أنا معك لا يوجد ما أخافه غادرت تلك الدمعة الوحيدة عينيها لتدفع دموع رين للخروج أيضا قبل يدها بحنان لتهدأ الأجواء من حولهما تغيرت الرياح لنسيم لطيف مر عبر النافذة لترفرف الستائر الزرقاء الفاتحة الخفيفة معها دخلت تلك الفراشة البرتقالية المضيئة عبر النافذة المفتوحة لتجذب انتباه رين لم يستوعب الأمر حتى وقفت تلك الفراشة على جبين زوجته لتغلق جناحيها بهدوء غادرت شظايا برتقالية صغيرة مضيئة أجنحتها لتنتشر على جسدها الممد على السرير بهدوء لتنقل ذلك الضوء لجسدها الذي بدأ يعود بالزمن ليبدو أصغر مما كان عليه فتحت تلك الفراشة جناحيها لترتفع عن جسدها و تختفي في الهواء شعر رين بشيء من السعادة تملأ قلبه لرؤية عينيها تفتحان من جديد تحركت في اتجاهه لتغرقا في بحر دموعها احتضن رين جسدها بسعادة بالغة لتفعل المثل و تقول: سعيدة لرؤيتك مجددا رين ابتسم رين لها من بين دموعه السعيدة عند كايت الذي لا يزال حبيس عمله كان يسير بإنهاك في ممرات الشركة أتت لوسي لتعانق ذراعه بمرح شديد نظر إليها بانزعاج شديد لتتجاهله و تقول: لابد أنك تشعر بالتعب الشديد بعد كل هذا العمل سنذهب في رحلة لباريس سيقام عرض أزياء عالمي أود مشاهدته بعد ثلاثة أشهر لنذهب لرؤيته معا قال كايت: لا ألبومي الجديد سيصدر في نفس الموعد سأكون مشغولا قالت لوسي: لقد سألت عن جدولك في ذلك الوقت و صدور ألبومك سيكون بعده بأسبوعين لذا ستكون متفرغا تماما انزعج كايت كثيرا مما قالته لكنه لم يهتم بالرد عليها الآن فهو متعب للغاية يريد الاستراحة بعد انتهاء حديثه مع مدير أعماله الذي ظهر أمامه بابتسامته المعتادة ليقول: آسف لمقاطعتكما لكن كاي لديه ما يفعله الآن قالت لوسي بمرح: لا عليك أبدا فأنا متفرغة سأنتظره بعد العمل أراك لاحقا كايت ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الممر توجها لأقرب غرفة فارغة ليقول مدير أعماله: لقد تغير جدولك فجأة لا أعلم لماذا لكنه قد حدث ذلك بالفعل نظر كايت إليه بشيء من الانزعاج ليتنهد و يقول: و ما الذي أصبح عليه؟ قال مدير أعماله و هو ينظر لتلك المذكرة السوداء الصغيرة: غدا فارغ تماما من الأعمال و الثلاث الأيام اللاحقة المساء كله فارغ من الأعمال الشهرين القادمين لا يزالان تحت التعديل قال كايت: أواثق بأنك لا تعلم السبب وراء ذلك؟ قال مدير أعماله: تفاجأت أنا أيضا بذلك و صدقا لا أعلم بأي شيء تنهد كايت بانزعاج لينهض و يغادر الغرفة ليجد لوسي تقف في الممر تتحدث في الهاتف بانتظاره ليسير من الاتجاه المغاير بهدوء متجاهلا الضجة من حوله صعد سيارته ليقودها في اتجاه منزله وصل لهناك ليلتقي بمايا القادمة من الباب الرئيسي لتنظر إليه بانزعاج مصطنع و تقول: لقد أخبرتك أن تتوقف عن الدخول من الباب الخلفي كايت ربما يجدر بي بناء سد هناك قال كايت بتثاءب: أرجوك لنتحدث لاحقا أنا متعب للغاية قبلت مايا وجنته اليسرى و تقول: حسنا ارتح قدر ما تشاء أتمنى لك أحلاما سعيدة ابتسمت له بلطف شديد لتدعه يصعد الدرجات بتعب شديد لتتسع تلك الابتسامة على شفتيها أتى شخص من خلفها و قام بمعانقتها بمرح شديد و يقول: أواثقة بأن كايت لم يسرق قلبك؟ قالت مايا: ربما فعل ماذا ستفعل حينها لاري؟ قال لاري: سأستعيد قلبك بالتأكيد أعرف أنه وسيم جدا لكنه ليس بمثل وسامتي أبدا قالت مايا: لا تكن مغرورا بنفسك كثيرا ثم أنه يفوقك وسامة قال لاري: بالتأكيد تمزحين مايا أليس كذلك؟ ابتسمت له بمرح شديد لتتركه واقفا خلفها مبتسما من كلماتها اللطيفة ليصعد الدرجات خلفها عند تولاي النائمة بعد عمل طويل رن هاتفها بلا توقف لتفتح عينيها بثقل شديد بحثت عن الهاتف بيدها لتحمله و تضعه على أذنها لتنتظر سماع صوت المتصل نظرت للهاتف لتدرك بأنها لم ترفع الخط بعد جلست على طرف سريرها لترفع الخط و تقول بتثاءب: مرحبا جينجر قال المتصل: نتمنى قدومك للمشفى حالا السيدة لوسين على وشك الولادة أغلقت الخط لتبدل ثيابها سريعا و تذهب للمشفى اتصلت على سام في طريقها لكن بلا فائدة وصلت لهناك لترى جينجر على ذلك السرير الأبيض النقال تعاني آلام المخاض اقتربت منها لتمسك بيدها فتحت جينجر عينيها لتنظر إليها و تقول: سعيدة لرؤيتك بجانبي قالت تولاي: كل شيء سيكون بخير خذي نفسا عميقا قالت جينجر: تمني لك التوفيق تولاي قالت تولاي: حظا طيبا أسرعت الممرضات في نقلها لغرفة الولادة اتصلت تولاي على سام مرات كثيرة حتى رفع الخط أخيرا ليقول: ماذا هناك تولاي؟ أتدركين أن الوقت متأخر؟ قالت تولاي: أنا حقا آسفة جينجر تلد الآن قال سام: ماذا؟ حقا؟ سأغادر الآن يا إلهي لن أصل في الموعد أبدا قالت تولاي: سننتظر قدومك أغلق الخط لتقف تولاي هناك تنتظر خروج جينجر بعد ساعة و نصف حضر سام ليلتقط أنفاسه نظرت تولاي إليه ليقول: أهي بخير؟ قالت تولاي: أجل حتى الآن جلس القرفصاء ليتنهد براحة ابتسمت تولاي له ليفتح الباب و يدفع ذلك السرير الزجاجي الذي يحمل ذلك المولود الصغير الباكي بوجهه المحمر اقترب سام منه ليحدق به بابتسامة سعيدة وضع سبابته في يد الطفل الصغيرة الناعمة ليتركه يذهب بعدها أخذوا جينجر لغرفة أخرى ليذهبا لرؤيتها تعابير وجهها المجهدة تغيرت لأخرى متفاجئة لتبتسم و تقول بدموع السعادة التي انحدرت من عينيها: أتيت لرؤيتي كل هذه المسافة؟ اقترب منها سام ليقبلها بلطف شديد و يقول: بالتأكيد سأفعل حبيبتي ابتسمت له بمرح شديد لتنظر لتولاي المبتسمة لهما بلطف لتقول: شكرا لتواجدك بجانبي دائما تولاي ابتسمت لها تولاي دون قول أي شيء جلسا برفقتها لبعض الوقت قبل أن تنام و ترتاح بعد كل هذا الجهد قال سام: حقا ما كنت لأعرف ما أفعل بدونك تولاي شكرا جزيلا قالت تولاي: لا داعي لشكري قال سام بمرح: عندما اتصلت عليّ تعجبت ذلك كثيرا قالت تولاي: دهشت أنا أيضا فقد عدت من العمل قبل الاتصال بساعة قال سام: يا إلهي يجدر بك العودة لأخذ قسط من الراحة قالت تولاي: أنت عد للمنزل و ارتح قليلا سأبقى بجانبها حتى الصباح ابتسم سام لها بمرح شديد ليربت على رأسها بلطف و يقول: أدع زوجتي بين يديك هزت رأسها بالموافقة ليغادر المشفى بقت تولاي برفقة جينجر مراقبة لها بهدوء أشرقت الشمس سريعا لتغرد العصافير مباركة للزوجين بمولودهما فتحت جينجر عينيها و ترى زوجها يجلس بقربها بابتسامته الجميلة ليقول: صباح الخير جينجر ابتسمت له بمرح لتقول: هل رأيت الطفل؟ قال سام: أجل إنه ظريف للغاية مثلك قالت جينجر: يسعدني سماع ذلك قبل جبينها بلطف ليبتسم لها عند كايت الذي يقف خلف تلك النافذة الزجاجية واضعا تلك السماعات الكبيرة على أذنيه أمامه مكبر صوت مربع الشكل يستمع لحديث الرجل الجالس خلف لوحة المفاتيح الكبيرة التي احتوت جميع أنواع الأزرار ليتنهد و ينزع السماعات ليقول الرجل بانزعاج: ألا تريد الاستماع إليّ الآن أيضا؟ نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليغادر تلك الغرفة دون الاهتمام بما يقوله لحق به مدير أعماله ليقول له: ماذا هناك كاي؟ قال كايت: لا شيء أنا عائد للمنزل قال مدير أعماله: لكننا لم ننتهي بعد سار كايت دون المبالاة بما يقوله ليصعد سيارته و يتجول في المدينة لبعض الوقت منفسا عن غضبه ليتوقف أخيرا قريبا من البحر ليملأ رئتيه بنسيم البحر العليل في هذا الوقت من النهار أسند رأسه على كرسي سيارته ليغمض عينيه للحظة رن هاتفه لمرات عديدة لكنه تجاهل كل تلك المكالمات المتتابعة لينظر لآخر متصل رفع الخط ليقول: ماذا هناك؟ قال المتصل: كايت أين أنت؟ اتصلنا بك أكثر من مرة لم لا تجيب على هاتفك؟ قال كايت: ماذا تريدين يا أمي؟ قالت مايا بانزعاج: لماذا تجاهلت كل اتصالاتي كايت؟ أتعرف أن قلبي كاد أن يتوقف؟ أخبرني أين أنت الآن؟ قال كايت: لماذا تريدين معرفة ذلك؟ قالت مايا: فقط أخبرني لم يجبها كايت بأي شيء لتتنهد بانزعاج شديد و تقول: الآنسة بيرون أتت للمنزل تبحث عنك عليك العودة سريعا قال كايت: لن أفعل ذلك قالت مايا: تعرف بأن والدك سيغضب لو سمع هذا منك قال كايت: لست مهتما بذلك إلى اللقاء أغلق الخط قبل أن تنهي حديثها معه ليتنهد بانزعاج رن هاتفه مجددا ليغلقه و يلقيه على الكرسي المجاور له ليضع رأسه على المقود الجلدي الأسود المطرز بخيوط رمادية ليغمض عينيه و يقول بصوت منخفض: لماذا يحدث كل هذا في ذكرى وفاة أمي؟ زفر كل ذلك الانزعاج من داخله ليرفع رأسه و يقود السيارة لمحل أزهار ما دخله ليرحب به الرجل الكبير في السن و يقول: لم نرك منذ فترة طويلة كايت قال كايت بهدوء و هو يتجول بناظريه في المكان: أجل هلا حضرت لي الباقة المعتادة؟ قال الرجل بمرح: على الفور تجول كايت في المحل يتنشق عبير تلك الأزهار الجميلة الملونة قدم له الرجل باقة أزهار الياسمين المتوسطة الحجم ليقول بابتسامة: لا تنسى أن تلقي عليها تحياتي قال كايت: سأفعل بالتأكيد شكرا لك ابتسم له الرجل بمرح ليغادر كايت و يصعد سيارته و يتجه لمقبرة العائلة في طرف المدينة سار بين تلك القبور ليتوقف عن المسير حالما رأى جده يقف بالقرب من قبر والدته اقترب منه بهدوء لينظر إليه مطولا و يقول: ماذا تفعل هنا يا جدي؟ لم يجب عليه بأي شيء ليلتفت إليه ذلك الرجل الكبير الذي يرتدي معطفا أسودا طويلا و يقول: لا تنسى أنها ابنتي قبل أن تكون والدتك أيها الطفل المزعج قال كايت: لا أذكر أنها كانت كذلك من قبل ما هذا التغيير المفاجئ؟ انزعج الجد كثيرا من كلماته ليقول: لو لم تكن ابنها لقتلتك منذ زمن طويل لم يهتم كايت بتهديده الغاضب ليقترب من قبر والدته ليضع تلك الأزهار عليها و يتأملها قليلا ليجري حوارا معها في قلبه ليقاطعه جده بتلك التنهيدة و يقول: سمعت بأمر خطبتك للآنسة بيرون ذهبت للحفل برفقة العائلة لكنك لم تكن موجودا هناك الجميع قلق بشأنك في المنزل قال كايت: لا يوجد شيء لتقلقوا عليه فأنا لم أعد طفلا صغيرا وضع الجد يده على رأس كايت بلطف شديد ليقول: نعلم ذلك جميعا لكن عائلة لوسيل مخيفة أكثر مما تتصور هل تعتقد أنها حصلت على هذا المركز بيننا من العدم؟ قال كايت: أعرف كل شيء عن العائلة لأنني فرد منها كما تعلم قال الجد بابتسامة: أنت حقا كوالدتك لكنها لم تكن فظة مع من يكبرونها سنا قال كايت: أسمع ذلك كثيرا ابتسم الجد دون التعليق على كلماته ليغادر المكان و يتركه وحده هناك عند تولاي التي كانت تصور إعلانا لأحمر شفاه جديد أخذوا استراحة قصيرة لتجلس على الكرسي اقترب منها المصور ليقول لها بابتسامة: تبدين رائعة للغاية خاصة مع أحمر الشفاه الأسود قالت تولاي: شكرا لك سيدي قال المصور: أستشاركين في العرض العالمي؟ قالت تولاي: أجل سيدي و يشرفنا قدومك قال المصور: بالتأكيد سأذهب لديّ عمل هناك سأحضر لأراك ابتسمت له ليفعل المثل و يذهب ليكمل عمله تنهدت بهدوء أكملوا التصوير لينتهوا من ذلك الإعلان ذهبت تولاي لمكتب ليو الذي كان يعمل بجهد على تصاميمه طرقت الباب ليرفع رأسه و ينظر إليها رفعت يديها لتظهر كوب القهوة البنية المخططة بالأبيض و صندوق غداء قد أرسل له ابتسم لها ليغلق ذلك الملف و يبعده عن الطاولة وضعت كوب القهوة و صندوق الغداء عليه لتقول: أخبرتني السيدة براندون بأن أوصله لك قال ليو باستغراب: هل حضرت لهنا؟ هزت تولاي رأسها بالموافقة ليتنهد و يقول: حقا إنها تحب القلق عليّ كثيرا قالت تولاي: اهتم بنفسك رجاء سمعت أنك أردت رؤيتي سيدي قال ليو: آه أجل سنقوم غدا بأخذ القياسات بعد الظهيرة قالت تولاي: حسنا سأكون هناك بالتأكيد قال ليو: شكرا لك أأنهيت عملك لهذا اليوم؟ قالت تولاي: أجل سيدي أراك غدا انحنت بهدوء ليرسم على شفتيه ابتسامة لطيفة أثناء مغادرتها صعدت سيارة أجرة لتعود للمشفى طرقت الباب بهدوء لتفتحه و ترى سيدتان تتحدثان مع جينجر بمرح شديد و هي مستمتعة بذلك كثيرا انتبه سام لدخولها الغرفة ليقول: أهلا بعودتك تولاي التفتت النساء إليها لتقترب منهن و تنحني بهدوء ثم تقول: أتشعرين بتحسن الآن؟ قالت جينجر: بالتأكيد بالمناسبة أعرفك أمي و أختي الكبرى قالت السيدة الكبيرة في السن: أهلا تولاي حدثتنا جينجر عنك كثيرا قالت السيدة الأخرى: أنا أوليفيا سعدت بلقائك صافحتها تولاي بهدوء ليقول سام: لابد أنك عائدة من العمل الآن ألست متعبة؟ هزت رأسها نافية ذلك ليبتسما لها بمرح شديد جلست على الأريكة في طرف الغرفة بعيدة عنهم لتشاهدهم يستمتعون بوقتهم اعتذرت منهم على رحيلها السريع لتغادر المشفى عائدة لمنزلها في منزل كايت كانت لوسي تجلس برفقة أخوة كايت المرتابين منها قليلا لتبتسم لهم بمرح شديد و تقول: ماذا هناك؟ هل أنتم خجولون أمام الغرباء؟ قال بريس: لسنا كذلك قالت لوسي: إذا ماذا هناك؟ لم يجبها أي منهم بأي شيء لتعاود الابتسام لهم بمرح عند باب الغرفة كان يقف لاري و الغضب يكاد يملأ كيانه لتقول له مايا: عليك أن تهدأ عزيزي هكذا لن تحل أي شيء قال لاري: هذا الولد يفقدني صوابي تماما سأحبسه المرة التالية التي سأراه فيها قالت مايا: لا تبالغ في ردة فعلك لاري قال لاري: لم تدافعين عنه الآن مايا؟ هذا مزعج للغاية ابتسمت له بمرح شديد لتمسك بيده و تخلل أصابعها النحيلة بين أصابعه لتقول له: لا تنسى أبدا أنه لم يعد طفلا لاري كما أنه ابنك عليك تحمل ذلك قال لاري: لا تفعلي هذا بينما تتحدثين عنه إنه يصيبني بالجنون كتمت مايا ضحكتها على تعابير وجهه الغاضبة التي لا تناسبه البتة ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه نظرت مايا لكايت الذي يسير منزلا رأسه للأسفل بتلك التعابير الهادئة على وجهه كالمعتاد اقتربت منه على عجل لتقول له: أأنت بخير كايت؟ أحدث لك مكروه؟ أين كنت حتى الآن؟ لم يسمع أسئلتها و هو يشاهد موت والدته أمامه بلا توقف رفع رأسه لينظر إليها بعد طول عناء لينتبه لوالده الواقف هناك قرب النافذة بنظراته الغاضبة الموجهة له أعاد بصره لمايا التي قالت: هل أنت بخير كايت؟ وجهك يبدو شاحبا بشكل مخيف قال كايت: أنا بخير سأذهب لغرفتي تجاوز مايا دون الاستماع إليها أكثر ليسير بالقرب من والده ليوقفه عن المسير و يقول: أين كنت حتى الآن كايت؟ قال كايت: قبر أمي قال لاري: و ماذا كنت تفعل هناك؟ قال كايت: اليوم ذكرى وفاتها قال لاري: لا يهمني ذلك الآن لم تجاهلت كل اتصالاتنا بتلك الطريقة؟ أتعرف أن مخطوبتك أتت لهنا منذ ما يقارب الثلاث ساعات؟ قال كايت: أعرف و لا أهتم سار كايت ليبتعد عنه ليمسك بذراعه بقبضة قوية ليوقفه عن المسير و يقول له: أخبرتك مئة مرة لا تذهب و أنا أتحدث إليك لم يحدثه أو يلتفت إليه حتى ليشعر بذلك الغضب يعود إليه من جديد ليشد قبضته أكثر على ذراعه ليقول له: إلى متى تريد تجاهلني كايت؟ تعرف أن ذلك بلا فائدة صحيح؟ قال كايت: أنا لا أتجاهلك فقط أفعل ما أريده أنا قال لاري: إذا عليك البدء في التغير قال كايت: لن أفعل ذلك بدأت براكين غضب لاري بالثوران ليقلب يده خلفه ظهره بتلك القوة و يقول له: تمردك لن يغير من الأمر شيئا أيها الشاب عليك معرفة ما هي منزلتك في هذه العائلة لم يظهر كايت أي تعابير متألمة على وجهه الذي احتقن بالدماء حاولت مايا التدخل لمنع حدوث الأسوأ لكن جسدها لا يستطيع التحرك تحت ذلك الضغط المخيف نظرات لاري الغاضبة بدأت تهدأ فور سماعه صوت أقدام أبنائه يقتربون من باب الغرفة ليبعده عنه بتلك القوة التي جعلته يرتطم بآنية زهور سوداء كبيرة موضوعة على النافذة لتتحطم فوقه و تجرحه شفته السفلية نظر أشقاء كايت إليه بشيء من الاستغراب ليقول جيمي: ماذا حدث لك أخي؟ قالت ليدي: يا إلهي انظر لهذا الجرح الكبير نهض كايت بلا اهتمام بما حصل ليتوجه لغرفته لينظروا لوالدهم الذي يرونه غاضب هكذا للمرة الأولى اقتربت مايا منهم لتقول بشيء من الارتباك: لا عليكم الأمر ليس بالخطير للغاية قالت ماري: لكن أخي كان ينزف قال لاري بعد تنهيدة صغيرة: لا تهتموا بما حدث عودوا لغرفكم غادر هو الآخر الممر ليعود لغرفته قالت مايا: هيا استمعوا لوالدكم و عودوا لغرفكم فعلوا ما طلب إليهم و هم لا يزالون قلقون على ما حدث دخلت مايا غرفة الضيوف لتقول: أرجو المعذرة عزيزتي لوسي هل بإمكانك العودة لاحقا؟ يبدو أن كايت غاضب لسبب ما قالت لوسي بحزن: لابد أن الأمر بسببي قالت مايا على الفور: بالتأكيد لا حبيبتي صحيح أن كايت لا يتحدث كثيرا لكنني واثقة بأنه يفكر بك الآن قالت لوسي بسعادة: حقا يا خالة؟ أنا سعيدة للغاية سأعود للزيارة مرة أخرى بالتأكيد قالت مايا بابتسامة: أجل سيسرنا ذلك بالتأكيد رافقتك السلامة غادرت لوسي الغرفة عائدة لمنزلها سعيدة بما سمعته من والدة كايت في المساء على وجبة العشاء التي كانت أهدأ وجبة تمر عليهم نظرات مايا القلقة كانت تحدق بلاري الذي لم ينطق بأي شيء الأطفال كانوا قلقين بشأن أخيهم الذي لم يظهر حتى الآن نظر لاري لمقعده الفارغ بالقرب من الصبين ليقول: أين هو هذا الولد؟ لم لم يحضر بعد؟ قالت مايا بارتباك واضح على صوتها: لقد قال بأنه ليس جائعا بدا متعبا هذا اليوم لذلك تركته في غرفته قال لاري: أنت تدللينه أكثر مما ينبغي قالت مايا: الأمر ليس كذلك بالتأكيد حل الصمت بينهم من جديد حتى تقطعه ليدي بوضع ملعقتها الفضية على الطاولة لينظر لاري إليها باستنكار من فعلتها و يقول: لم تنهي طعامك بعد ليدي قالت ليدي و هي تنزل برأسها للأسفل بشيء من الخوف: أبي هل كايت ليس شقيقنا؟ نظرت مايا إليها لتصمتها لكن لا فائدة بعد خروج ذلك السؤال لتنظر بحذر للاري الذي تنهد لينظر إليها و يقول: لماذا تقولين ذلك؟ قالت ليدي: أنت تعامله بطريقة مختلفة عنا قال لاري: هذا لأنه شخص بالغ....أعتقد قال جيمي: لكنه لا يشبه أي أحد منا قال لاري: لكنه يشبهني صحيح؟ هزوا رؤوسهم بصمت ليتنهد و يقول: لا تدعوا خيالكم يجوب بعيدا قالت مايا: هيا أنهوا طعامكم عليكم الاستيقاظ باكرا في الغد أكملوا تناول عشائهم بهدوء لينتهوا و يتجهوا لغرفهم عند كايت الذي كان يراقب القمر بهدوء دون التفكير في أي شيء يستمع لآخر تسجيلاته ليقول بهدوء: إنها حقا سيئة عليّ فعل شيء بشأنها تنهد بهدوء شديد لينهض من على الكرسي و يذهب ليستلقي على سريره لينام |
|
|