الفصل الرابع
~ الخميس : العاشرة صباحاً ~
ظل يفرك جبهته بتعب
اليوم سيلتقي بـستيفان ليُلقي نظرة علي الكائنة المدعوة "تاليا"
طرقات خافتة علي الباب بني اللون يتبعها دخول كريستين
رفع آلان نظراته نحوها لتظهر تلك الهالات السوداء تحت عينيه
تنهدت كريستين بضيق قائلة
_آلان أنت لست بخير منذ يومين
أجابها بنبرة ضعيفة نوعاً ما:
_أنا بخير كريستين .. لا بأس
رفعت كريستين حقيبتين كانت تحملهما
آآخ .. كيف لم ألاحظ الحقائب
تمتم بها آلان لنفسه
إبتسمت كريستين بود قائلة:
_لقد أعددت الطعام من أجلك علي أي حال
رفض آلان الطعام بتهذيب
إلا أن نظراتها النارية لم ترحمه
وإنتهي به الأمر يتناول الطعام
الطعام لذيذ حقاً
الطعام في منزله لم يكن بتلك اللذة
أنهي آلان طعامه ..ولكنه مازال متعباً بشدة فهو لم ينم منذ حديثة مع عمه
وستيفان سيأتي بعد قليل
إبتسم آلان لكريستين قائلاً:
_شكراً لكِ .. الطعام لذيذ حقاً
ربتت كريستين علي شعره وهي تقول:
_يُمكنك الطلب متي شئت
نظفت كريستين المكتب بسرعة من بقايا الطعام وحملت حقيبتيها وخرجت قائلة بإستياء:
_سأذهب للمنزل لأعيد تلك الأشياء ... سيد دايفيد سيقتلني ولكن ما باليد حيلة
إبتسم آلان بود مودعاً إياها
فُتح الباب ليطل منه ستيفان بعد خروج كريستين بقليل
مط آلان شفتيه بإنزعاج مصطنع وهو يقول:
_ستيفان رجاءاً أطرق الباب !
ضحك ستيفان بخفوت ثم إقترب منه ليقول:
_هيا بنا !
_أنت متعجل جداً
هتف بها آلان في مرح ليقول ستيفان:
_لا تمزح... هذا سبب مجيئي بالأصل
وقف آلان بحدة جعلت الألم يشتد برأسه فأغمض عينيه بقوة
مما دفع بستيفان ليهتف بقلق:
_ما خطبك آلان ؟!
تماسك آلان قليلاً وتقدم ليقول:
_أنا متعب قليلاً فقط
ثم ذهب ليفتح الباب ويشير لستيفان بمعني
"إتبعني"
مشوا قليلاً في الممر لتقع عيني ستيفان علي رجلين ضخمين الجثة واقفان أمام غرفة
تقدم آلان منهما ببطئ
ليبتعدا ويدخل آلان وستيفان
نظر ستيفان للنائمة
فتاة بشعر إرجواني ممزوج بالأزرق يتناثر حولها بعشوائية
أهدابها الطويلة شديدة الكثافة التي تناسبت مع بشرتها البيضاء
قاطع آلان تأمله وهو يهتف بغيظ:
_حسناً ... ماذا نفعل ؟!
إنتبه ستيفان وأخرج من جيبه سكين صغير
وأشار لـآلان بالإقتراب
_أيها المجنون ماذا تفعل ؟!
نظر ستيفان إليه بطرف عينه ليقول:
_أريد التأكد من شئ ... لا تقلق
إقترب ستيفان من تاليا ومشي آلان ورائه ليري ما يفعله
أمسك بيدها وجرحها جرح صغير بإصبعها
لتتدفق الدماء
والمفاجأة التي جمدت الدماء بأوصالهما
دماؤها فضية اللون
شهق آلان بصدمة
بينما إبتلع ستيفان ريقه بهلع
وسُرعان ما إلتئم جرحها مرة أخري وعاد إصبعها كأن لم يكن
أخيراً تحدث ستيفان:
_أنا لا يمكنني السكوت ... آلان يجب عليك التبليغ بشأنها
شعر آلان بالصداع يُداهمه مرة أخري بصورة أشد
وحاول الإعتراض إلا أن حديثه خرج علي شكل همهمات غير مفهومة
وتشوشت الرؤية حوله
وسُرعان ما سقط
*********
♫السابعة مساءاً♫
فتح عينيه ببطئ ليجد نفسه في غرفة المريضة
علي سريرها !
وأمامه فتاة بشعر إرجواني ممزوج بالأزرق
وعيون فضية ممتزجة بالإرجواني
تلك هي تاليا ؟!
هو يحلم أم ماذا ؟!
هي مستيقظة وتنظر إليه في ضيق
_إستيقظ يا هذا !
تلك كانت نبرة صوتها المتضايقة
فرك آلان عينيه بتعب وهو يتمتم بسخط
وقفت الفتاة ومطت شفتيها بإنزعاج مع فرك شعرها بقوة
ضيق آلان عينيه وهو يسألها:
_هل أنتِ حقاً مستيقظة ؟!
نظرت إليه رافعة أحد حاجبيها وهي تقول:
_هل أنت أحمق ؟! ... لم أعهد البشر شديدي الغباء مثلك !..
حسناً هي مُستيقظة بالفعل !
ولكن أين ستيفان ؟!
كان قد ترجم تفكيره لـسؤال مسموع
نظرت تاليا إليه قليلاً ثم أشارت للأرض
_تبـاً .. ماذا فعلتِ له ؟!
صرخ آلان فيها أثر رؤيته لـستيفان فاقداً وعيه
دارت بعينيها حول الغرفة وهي تُتمتم:
_لا شئ ..
ضيق آلان عينيه بقوة وهو ينظر لها مُكرراً سؤاله
فزفرت بقوة وهي تُشيح بوجهها بعيداً قائلة:
_هو من جرحني أولاً .. وكـان يُريد تسليمي أيضاً !
وهُنا تذكر آلان لون دماؤها
_أنتِ لستِ بشرية !
تمتم بها آلان وهو يوسع عيناه بصدمة
نظرت إليه تاليا بحدة قائلة:
_وماذا إذاً ؟! .. هل ستُسلمني ؟! ....
آلان ليس خائفاً منها !
وهو لا يعرف لماذا .. هو فقط يشعر بالمودة نحوها
إبتسم آلان بلطف قائلاً:
_لا تقلقي .. لن أفعلها ..
ولكن .. لماذا أنتِ هنا تاليا ؟
عادت برأسها للخلف في إستغراب قائلة:
_من هي تاليا ؟! ..
حرك رأسه قليلاً وهو يرفع حاجبه ليرد عليها:
_ألستِ تاليـا ؟!
_لا .. أنا أوكتيفيا !
حدق بها آلان لعدة ثوان
لهذا لم يكن سميث يُريد إعطائه تلك الحالة !
رُبما إتفق مع زوجها
ولكنـها ليست بشرية !
_ما هو إسمك؟
قطعت تفكيره فجأة
نظر آلان إليها ثم قال:
_أوكتيفيا .. أين هو زوجك .. وحتي إن لم تكوني بشرية كما تدعين .. فما أنتِ ؟
إبتسمت إبتسامة جانبية وهي تقول:
_لم أتوقع هذا منهم ... أنا لست متزوجة ... ومن أرسلني إلي هنا كان يريد التخلص مني بطريقة نظيفة
وتحولت نبرتها للتهديد وهي تقول:
_ولكنني سأجعلهم يدفعون الثمن ..
لقد تركتهم بما فيه الكفاية .
ضيق آلان عينيه وهو يسألها:
_ألن تشرحي لي شيئاً ؟! .. يمكنني المساعدة
إبتسمت أوكتيفيا بلطف وقالت:
_حسناً .. أنا لا أشعر بأي تهديد من ناحيتك .. ما هو إسمك؟
_ آلان .. آلان دويل
تنهدت براحة وهي تحكي:
_حسناً بالفعل أنا لست بشرية .. أنا من عالم آخر ومملكتي تُدعي أماريسا .. من المفترض أن أكون الحاكمة ..
علي أي حال مملكتنا تنقسم لفصائل
"جوآنا" وهي الفصيلة الحاكمة والأقوي وأنا منها ..
أو بالأحري أنا الوحيدة المتبقية منها ..
بعد والدتي بالطبع والتي لا أعرف مصيرها إلي الآن ..
صمتت أوكتيفيا قليلاً
ثم أكملت:
_صديقك؟! ..
ضرب آلان جبهته بخفة وهو يقول:
_لقد نسيت !
إبتسمت له أوكتيفيا وهي تقول:
_لقد سحبت جزءاً من ذاكرته .. أتعلم أنا أشعر أنك لست طبيعياً علي الأطلاق ! .. بشري آخر كان سيركض مسرعاً ولن يصدقني
ربت آلان علي شعرها وهو يقول:
_اوكتيفيا .. يمكنك أن تثقي في
حك آلان رأسه وهو يقول:
_ماذا أفعل لـستيفان .. لا يمكنني أخذه بالخارج سيشكون في بالتأكيد !
سحبته أوكتيفيا وتوجهت نحو ستيفان لتجلس أرضاً قائلة:
_أعطني يدك
_ماذا؟!
رد آلان عليها ببلاهة
سحبت أوكتيفيا ذراعه وأمسكت ذراع ستيفان المُلقي أرضاً:
_فكر في منزله بسرعة
فعل آلان ما قالته ليجد نفسه معها في منزل ستيفان
إتسعت عيناه بدهشة
تركته أوكتيفيا أمام الباب وهي تقول:
_أنا آسفة لفعل هذا بك سيد ستيفان.. ولكنك أحمق وكنت ستبلغ عني !
تركته أوكتيفيا ثم أمسكت ذراع آلان مجدداً وهي تقول:
_هيا بنا نذهب لأي مكان .. أنا أكره تلك الغرفة
نظر آلان إليها رافعاً حاجبه الأيسر :
_وهل ستذهبين إلي أي مكان هكذا ؟!
أشار إلي ملابسها
كانت ترتدي ملابس المشفي
قميص أبيض اللون يصل لركبتيها
خلع آلان معطفه الطبي ليظهر ما كان يرتديه
قميص ثقيل أسود اللون يرتدي تحته سروال من الجينز الأسود أيضاً
_الجو بارد أيضاً .. هيا سآخذك لمنزلي
مطت أوكتيفيا شفتيها بمرح وهي تقول:
_حسناً أريد رؤيته
أخذها آلان لغرفته ولحسن الحظ أن والده كان مسافراً لمدة شهر والخدم جميعاً كانوا في عطلة بما أن آلان يبيت في المشفي
غرفة دافئة ولكنها سوداء اللون
يتوسطها سرير أبيض اللون بجانبه درج للأشياء المهمة
يوجد بها غرفة للملابس وحمام ملحق بها أيضاً
وفي الزاوية يوجد رف للكتب الطبية خاصته
يتوسط الغرفة طاولة صغيرة خشبية اللون وحولها أريكتين باللون الأسود
يوجد نافذة تحتل الحائط الأيسر كله ومغطاة بـستائر سوداء اللون تتناثر عليها خطوط بيضاء بعشوائية جعلت لها مظهراً جميلاً
_ غرفتك رائعة حقاً !
شكرها آلان بلطف
ثم نظر للساعة التي تُزين معصمه
إنها التاسعة مساءاً
تثاءب آلان بتعب وهو يفرك جبهته
حدقت به أوكتيفيا قليلا قبل أن تقول:
_آلان .. عندما تذهب للمشفي تذكر ما سأقوله لك
نظر إليها بإستغراب قائلاً:
_ماذا تعنين ؟!
..
إنتهي