|| تمهيد ||
جاريت الرياح حين هبَّت زائرة ًمع عاصفة طال إنتظارها ، ومثل الكرة التي زاد الضغط عليها كنت على وشك الإنفجار ، لم أرى شيئًا أمامي فدموعي المالحة كانت تسقط أسرع من الأمطار نفسها ، وددت الخلاص من هذه الحياة ، ولكن حبلٌ واحد من الإيمان فقط الذي استطعت التمسك به
ولحسن الحظ كان هذا الحبل أمتن و أقوى واحدٌ بينهم ، ولكن مع دموعي المتساقطة في الآونة الأخيرة بات هذا الحبل يصدأ ويهترء وسرعانما سينكسر ويرميني بقوةٍ على الأرض .
ـ أحتاج للمساعدة ، أحتاج لثقة والقوة أستمدها من شخصٍ ما ، أحتاج لكلماتٍ تؤمن بي وبما أفعل ، أحتاج معجزة لتنقذني
جثوت على الأرض ، رميت يداي الإثنين في الوحل أردد أكثر من مرة أصرخ بأعلى صوتي، دموعي إمتزجت مع التربة ، وجسدي بدأ يعد تنازليًا ؛ قبل أن يوقف جميع وظائفه
ـ أي أحد ، أي شيء ... أي كائن !
همست الكلمات وبدأت أشعر بنظري يزوغ ، على الأغلب سأستيقظ هنا دون أن يبحث عني أحد ، سأستيقظ على هذا الوحل المفعم بالحياة ... على الأقل سأكون قريبة من الأرض التي ستحضنني يومًا ما !
شعرت بقطع من الحصى ترمى على رأسي ، هل السماء تمطر بّرَدَا الآن ؟ ، ولكنها تسقط على رأسي فحسب !
رفعت ناظري ببطئ ، طاقتي قد أُهدرت تمامًا ، رأيت قدم بل حذاءٌ أسود طويل ، تابعت النظر لأكشف البنطال الأسود فتابعت النظر للقميص الأسود كذلك ، لم أتوقف هناك بل تابعت من جديد لتتوسع عيناي وتجتاح صرختي المكان الذي كنت به .
ـ آه المعذرة ، نسيت الأجنحة !
ذلك الشيء أيًا كان صرَّح كما لو أنَه نسي مفاتيح السيارة في المنزل ، وقف بزوج أجنحة سوداء تغلف جسده ، ولكنه سرعانما أخفاهم بطريقةٍ ما ، شعرت بالذعر ، شعرت بالنهاية قادمة ، هل ستنتهي حياتي هنا؟
ـ مـ مـ مـا أنت؟
تعثلمت بخوف أبتعد عنه وأحاول الوقف من الوحل الذي غمر جسدي بأكمله
ـ شيطان، عفريت ، مخلوق نار ، كينونة شريرة أي مصطلح يجدي نفعًا ، ولكن أفضل اسم هاري لأنه جميل
إزدرءت لعابي ، هل هذا عقلي وألاعيبه؟ هل هذا سرابٌ أم أنِّي وقعت في حلمٍ أو بالأحرى كابوس
ـ ماذا تريد مني ؟ لم أفعل شيء خاطئ !
رددت أدافع عن نفسي ، لم آكل حق أحد ، لم أعامل أحد بطريقة معينة ، كنت متواضعة ولطيفة فإذا لما يحدث هذا معي؟
ـ ألم تطلبي المساعدة ... و ممممم كيف يقولها البشر هنا ...آه نعم ... أنا منقذك !