-2- ~ آخر سنة لي بالثانوية ، سأقدر لحظاتها الثمينة لحظة بلحظه !!
و سأقول لِلقَدَرِ الذي لا يَنْثني أنه لن يُطفَىء اللَّهَبُ المتأجَّجَ في دَمي ~
*تاكامورا*
أرهقني واقعي و أدمنتُ جلوسي هُنا ! أنا من لا يفهمُني أو يُدركُني أحد !
لحظاتٌ تراقص في أذني تاركةً عاصفةٍ تخيمُ على وحدتي !
انتشلني من مكاني رنينُ هاتفي مُنادياً للعودة المُبكره اليوم ،
تنافست خطواتي تاركاً مكاني شاغراً قبل أوانه .
كانت الآنسه اللطيفه تُحادثُ صديقتها عند مدخلُ منزلها ، ألقيتُ التحيه عابراً من جانبها و أنا أرفعُ يدي ، بادلتني بابتسامةً خفيفه :
" أًُسعدت مساءًاً سيد ناكازاكي ! "
كان لمن من الأدب أن أرُد عليها بدل الإشارة بيدي وحسب : " و مسائكن آنساتَي ! "
كانت نظرات الآنسه اللطيفه هادئه كالعاده ! لفت انتباهي الآنسه الأخرى التي أجفلت مكانها حين تكلمت !
بدت لي في عالمٍ آخر لا يمُتُ لعالمنا بشيء ! تجاهلتُ ذلك و تابعتُ طريقي و أنا غيرُ مُدرك سبب هذا الأجفال و التسمر الغريب ! .
*****
حسناً أنا لستُ بشخصٍ يٌثيرُ للأهتمام . هذا ما أستطيع أن أقولهُ عن شخصي !!
تخنُقُني العبرُ عن وصف حياتي ! أنا اكثرُ الناس مللًا من نفسي ،
لذا لا أجدُ ما يحُثُني لحديث عنها !! . بإختصار حياتي عاديه ! مُجردُ شابٍ اعزب ،
لا عمل ولا اهتمامات !! عائلتي مجردُ عائله و اصدقائي ، انقطعتُ عنهم و كُلُ واحدٍ منهم ذهب في طريقه بعد التخرج !
لكن لدي شيء واحد غيرُ مُمل ! وهو سرُ عائلتي العريقه ! سر لا يُسمحُ لي بقوله لأحد و لا أقربُ الناس لي !
ربما كان السبب في ابتعاد الجميع عني عدم البوحُ به حتى الآن ! أصعبُ شيء في العالم أن تولد في عائلة مثل عائلتي !!
حيثُ لا يُسمحُ لك أن تختار شيءٍ لنفسك ! وهواياتُك و اهتماماتك ممنوعةً عليك !
ليتني أكونُ حراً في خياراتي المستقبليه ! لا أرقبُ أن يُربط مصيري بِماضِىٍ مَضْىْ !
*ناتاليا*
حين خطوتُ خطوتي نحوه ، تقدم نحونا ! تيبستُ مكاني رُعباً ! لم أفهم لما !
لكنني شعرتُ بأني أسيره و مُكبلة الأيادي و الأرجُل !
اجتهدتُ لأقول شيء لكنني عجزت عن ذلك تماماً ! مع أني كُنتُ على وشك الذهاب اليه !
كُل ما أستطيعُ تذكره روعة الصوت الذي التقطتهُ حين قال " و مسائكن آنساتي ! "
قال ذلك بصوتهُ المُخملي و خرجت كلماته من بين شفتيه برزانه !
مظهرهُ من قريب و تشابكُ عيني به لألتقاط كُل ما يتعلقُ فيه ، كانت أكثرُ تصرفاتي جنوناً !!
و ما أسر تفكيري و عقدهُ أكثر ، أن ياجيما نهتني من الأقتراب منه حين قُلتُ لها : " سأتقدم نحوه وليحدُث ما قُدر أن يحدث ! "
أتسائل ما الذي يُحركُ فضولي به ! أنا لم أعلم عنهُ سوى القليل و حنى لا أعلم لمَ ينتابٌني كل هذا الأهتمام حياله !
هو اللغز الذي أشغل بالي بلا انذار ! و هوسي به حقاً جاء من عدم !
المفترض أن أهتم بآكاني الآن لكن حتى و أنا أوسيها و اهدئها و أنا لا افكر سوى بتاكامورا ناكازاكي !
أجل لقد أخبرتني ياجيما باسمه الكامل ! و قالت لي : " تاكامورا هو وريثُ عائلة ناكازاكي ! و أنصحُك أن لا تورطي نفسك معه ! "
اعتراف ؛ أنا لا أعلمُ شيء عن عائلة ناكازاكي ! و لم أفهم تنويه ياجي لي !
اهتمامي الآن مُنصب على التعرف عليه و التحدث معه !
لا يهمني سوى أنه من يُنادي عقلي صارخاً بأسمه !!!
إن كانت الحياة بلأقدار ، و هُنالك قدر مرسومٌ لي ، فهذا هو !
في المساء ،
اتصلت بياجيما كما وعدتها سابقاً ، وقد تحدثتا معاً لفترة طويلةً جداً ! كُنتُ على وشك اغلاق حين هتفت بقوه : " انتظري !! " _ : " ماذا هناك ؟ " _ : " ايتها البلهاء ! ألا يُفترض بك أن تقولي لي شيئً مهم ؟ لقد قضيتي الوقت كلهُ تثرثرين بهذا وذاك و نَسَيتيني سبب الأتصال الرئيسي !! " _ : " صحيح ما ذلك الامر المهم الذي تريدين ان تُكلمينه عنه ؟؟ ولما وصفته بسخيف ؟! "
صدمتها قائله بغباء : " هل ستقُصين شعركِ أيضاً ؟؟ "
*ياجيما*
غمرتني الصدمة للحظات !! _ : " ماذاا ؟؟!! منذ الصباح و أنا اقول فيما ستُحدثُني ناتاليا و هذا ما يشغل بالك الآن ؟؟؟ "
هذا آخر شيء كنت أتوقعه !! ببساطه يُعتبر أمرا تافه و غير مهم !! لا أجد سبب للتفكير فيه حتى !! لما كُل هذا التفكير الغير الضروري ؟؟ _ : " ناتاليا ؟؟ ألا ترين أن هذا لم يعد مهماً ؟؟ كفى ألعاب طفوله حان الوقت لنكبر !! "
حتى أنا نفسي صدمت لما قلت حتى لو كان صحيحاً !! _ : " حسناً معكِ حق !! أنسي الحكايه !! أنا فقط توقعت أننا .. !! أقصد أنكِ ربما تودين ذلك !! لكن الأمر لم يعد مهماً الآن !! . "
يبدو أن وصفي لم يكن ملائماً إذ أنني لمحت نبرة خيبه بين كلماتها ، لكن !! الحياة آقصى من أن نتجاهل صعابها !
و حياتي لم تعد لهوا و لعبا ، هنالك ما يُحتم علي ترك كل الألعاب القديمه و التطرق للمستقبل ... _ : " هل أزعجتكِ بكلامي ؟؟ أعرف أني فعلت !! وهذا ليس بيدي و أنتِ أكثر من يفهمني على الأطلاق !! لهذا قلت ما قلت !! " _ : " الأمر ليس أني انزعجت لكن توقعتُ أن تعتبري ذلك فرصة لتنسي الواقع وحسب !!
أعرف أني مهما حاولت سأبقى غير قادرة على إخراجكِ من واقعك !!
ليس فقد لأنكِ ترفضين بل لأنني بت أرى تلك الفجوة التي تتوسع بمرور الزمان
و تُبعدنا عن فهم بعضنا !! الآن فقط أتمنى ألا تتسع !! "
هل ابتعدت لهذه الدرجه ؟ توقعت أني أستطيع البقاء على سجيتي ولكن ...
.
.
.
في وقتٍ متأخر بعد أن ساعدتُ أمي لتخلد للفراش ، سمعت أصوات تصدر من المطبخ ،،
هذا هو !! أكيد عاد ظاناً أني أويت للفراش !! أنرت مصابيح المطبخ قائله : " أخيراً عدت يا أخي ؟؟ تأخرت كثيراً !! "
التفت لي متوتراً : " ألا تزالين مستيقظه ؟؟ ظننتكِ نمتِ !! لقد كنت مع أصدقائي و .. تعرفين !! " _ : " هل أنت جائع ؟؟ ألم تأكل شيئًا و انت معهم ؟؟ "
توتر أكثر قائلاً : " لا ليس كذلك لكن نسيت أن .. أن ... "
نظر لنظراتي الغير المصدقه فأعترف قائلاً : "حسناً !! تعرفين أني كنتُ في المرأب أصلح دراجتي !! "
تابعت النظر له بتشكيك فتابع : " و قد غفوت بعد ذلك على الأريكة التي هناك!! "
فتحت عقدة حاجبي و أنا أشير قائله : " عشائك في المايكرويف .. سخنه قبل الأكل !! تصبح على خير !! "
توجهت لغرفتي متعبه ، و قلت قبل دخولها : " أعتذر منها في أقرب فرصه !! "
ثم دخلت بغير إعطاءه فرصة الرد ..
*آكاني*
قال لي جوان : " هذا لا يعنيكِ أيتها الطفله المدللة ! ألأفضل لكِ ألا تتدخلي في ما لا يعنيكِ !! "
لم يجرحني سوى وصفُه لي بالطفله المدللة ! ربما اكون كذلك !
لكنني جاهدةً كونتُ شخصيتي كي لا اوصف بهذا اللقب منذ الطفوله !
درست و تحديت و تطورت ! لم أحتج لأحد من والدي كي يُساعدني !
لأنني لا أريدُ أن أكون آكاني المدللة التي تحظى بكُل ما تشتهيه لأنها أصغر أفراد عائلة ناكاموري !
ذلك المتغطرس من يظنُ نفسه كي يُحدثني هكذا و هو لم يعرفني سوى البارحة أمس !
نهضتُ من مكاني تاركة ناتاليا و دخلتُ للحمام . تركتُ المياه البارد تغسلُ حزني و تُطفىء نيران غضبي ،
مُبللةً كُل جزء من ثيابي ! و أنا امنعُ نفسي من فكرة الأنتقام عبثاً ! ستدفع ثمن كلامك يا فتى !
ليست آكاني من تسمحُ لولدٍ متعجرف لا يُقدر المعروف أن يجرحها الا و يدفع الثمن ذلك باهظاً !
في المساء ، جلستُ على النافذة أنظرُ للخارج بتمعن ، بدأت أوراق الأشجار بالتساقط ،
سأسعى جاهدة أن أدرس بجد و لن أسمح لشيء أن يُنزل درجاتي و سأكون الأولى ككُل عام ،
هذه الهوامش الجانبيه و المواقف المختلفه لن تُثنيني عن طموحاتي ابداً .
تناولنا العشاء بهدوء لقد تأخرت أمي بعض الشيء على غير العاده ، و يبدو أنها مجرد بدايه !
لم تبدأ الفصول و بدأت الغيابات و التأخرات المستمره ، فماذا سيحدث حين تبدأ الدروس ؟
في تلك الليله نمتُ غارقه بأحلام لا تنتهي من الخطط و التفكير بإزعاج المزعج ! |
التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 08-06-2018 الساعة 07:10 PM |