عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 08-07-2017, 12:22 AM
 









-3-


بعد يومين ،،


أرتديتُ ثيابي و تجهزت للذهاب ، اليوم أول يومٍ دراسي .. سبقتُ ناتاليا نحو المدرسه ،

اتفقنا سابقاً أنهُ ليس بالضرورة أن ننتظر البعض للذهاب أو العودة للبيت !!

الشوارع مليئة بالطلاب منهم من يشاركني الزي و منهم لا !! و أنا أمر بجانب مبنى زجاجي وقفتُ أتأمل مظهري بسعاده !!

أخيراً أنا آكاني ناكاموري أرتدي زي مدرستي المفضله !! تابعت طريقي نحو المدرسه

و أنا التقي ببضع وجوه مألوفه من مدرستي السابقه !! سحبتني أحدى الفتيات قائله : " الطريق من هنا أقرب يا آكاني !! "

نظرت لحيث تشير ، طريقٍ ضيقه بعض الشيء !! ذهبت معهن !! يبدو أن طلابً كُثر يمشون من هنا !!

حتى أن الطريق مزدحم !! أوراق الأشجار التي تُزين طَرَفَي الطريق تتساقط بهدوء ولكن صوتُ رنين جرسٍ حاد أفسد هدوء الجو !!

تنحت صديقاتي عن الطريق و بقيت مكاني أنظر نحو هذا المزعج !!

لم أشأ الخساره فلم أتنحى جانباً كصديقاتي الأخريات !! نظر نحوي بتحدي قائلاً :

" أبتعدي عن الطريق يا فتاة !! "


ثار غضبي : " لن أفعل !! و لي أسمٌ تعرفه يا فتى !! "

توقف و كاد يصدمني بالفعل !! و نظراتهُ لا تُبشر بخير !!

يبدو أني أفلحت في أستفزازه !! : " لن أبتعد قبل أن تعتذر مني أيها الفاشل !! " قلت ذلك و أنا أشير له بأستصغار

تعالت أصوات أستغراب صديقاتي من الموقف و هن ينظرن لنا !! أعطيتهُ جانبي و كتفت يداي قائله :
" أطرب مسمعي !! "


و في لحظة غفلة مني مر من خلفي و أنا أعطيه جانبي !! سمعته يقول هامساً وهو يعبرُ من خلفي :
" طفلة مزعجه !! "


أغاظني ما قاله فبدأت بالركض خلفه غاضبه و أنا أنادي عليه ليتوقف و يسحب ما قاله

و الجميع يقفون جانباً و ينظرون لنا ، تحديداً لي !! قال جوان و هو يضحك عالياً

" حتى الجرس لم ينفعني كما نفعني صوتكِ العالي !! أحيانا يكون هنالك نفعٌ من الصغيرات المزعجات !! "

صرخت قائله : " سحقا لك !! يالك من سخيف !! توقف عندك !!!! "

للحظه انتبهت لموقفي !! و لكم كُنتُ غبيه بالركض خلفه و هو يقود دراجته و يضحك علي !!

لكنني استمريت بالركض ليس خلفه !! بل حرجاً من الآخرين حتى أني تجاوزت الأبله بمسافه !!

إلى أن ابتعدت عن الآخرين فتابعت المشي بهدوء الى أن وصلت ...



أخرجت جدولي من حقيبتي و توجهت نحو صفي و أنا ادعو من كل قلبي أن تكون احد صديقاتي معي ..

دخلت من الباب الخلفي للصف و بعض الفتيات كُنَّ يقفن جانباً و ينظرن نحو الأمام بشيء من التوتر و القلق

ففهمت ما يحدث الحمقى الأربعة معي في الصف هذه السنة المزعج في الأمر أنهم مزعجون و هذا مزعج ..

جلست في مقعدي غير آبهة للجلبة ..



انقضت نصف الفترة الأولى و نحن ننتظر الأستاذ .. تعرفت للفتاتين اللتين تجلسان بجانبي و أمامي

و كُنَّ حقاً ظريفات ياناغي-كيوكو و ناغيسا-آزوسا .. ارتفع صوت الأشقياء الأربعة ثانياً

فنهضت أحدى الفتيات غاضبه عليهم !! لكن كما أرى الأستجابة عند هؤلاء الصبية شبه معدوم !!

أشار أحدهم نحوي !! لحظة لما يشير الي ؟؟ توجه نحوي فتبعه الآخرين ، بحق السماء لما يتجهون نحوي ؟؟

نهضت من مكاني حين وصلوا الي فتخطوني !! ووقفوا خلفي التفت الى الخلف فلم أتمنى الأختفاء سابقا كما الآن !! سحقاً !! :

" سحقاً ما الذي تفعله هنا يا فتى ؟؟ "

كان يجلس و هو يمد قدميه على مكتبه ويتكئ على يديه للخلف و يبدو منزعجاً !! اقترب احدهم وقال و هو يضع يده على رأسي :

" أتعرف هذه الصغيرة يا جوان ؟؟ "

ماذا بهم هؤلاء الفتيان لما يستمرون بمناداتي هكذا ؟؟ استجمعت نفسي و هتفت قائلة :

انا لست صغيرة أيها المتبجح الـ..... "


لم أكمل فقط سحبني جوان نحوه و كبل فمي بيديه قائلاً :

" أجل هذه الصغيرة قريبتي !! "


نظر نحوي و قال : " لحظة لو سمحتم !! "

ثم سحبني لخارج الصف بسرعة !! وقفنا في منتصف السلالم حين أبعدتهُ عني و أنا فعلاً غاضبة أكثر من السابق بكثير ..

نظر لي بنظرات بارده غير آبه لما أشعر به .. و لم يزدني ذلك سوى غيظاً منه ....




* ناتالي*



كما توقعت نحن لم ننفصل عن زملائنا من العام السابق !! في نهاية الأمر نحن طلاب السنة الأخيرة ..

كانت ياجيما غير حاضرة !!

لا ألومها فاليوم الأول دائماً يكون ذا أهمية معدومة وهذه الغيابات اتوقع الكثير منها في الأيام المقبلة !!

قام الأستاد هيراسوكي بتدوين عدة فرق و طلب منا اختيار ممثلي الفصل الذكر و الأنثى وقد رفعت " نيون-تشان " يدها قائلة :

" أنا أرشح ناكاموري-تشان !! "

ترشيحها لي ليس بالغريب أبداً !! فقد كنت كذلك في السنة الأولى و الثانية !!

لكن أعتقد أني نلت كفايتي من هذا الدور خلال السنتين السابقتين !!

نهضت مبتسمه : " أنا أعتقد أنكي ستبرعين بذلك أكثر نيون-تشان !! "

وجهت نظري للأستاد قائله :

" أعتذر عن الدور هذه السنة سينسي !! لدي التزامات كثيره في النادي الرياضي و كذلك لدي نشاطات بعد المدرسة !! "

قال أحد الزملاء : " أتعنين أنكِ لن تترشحي للجنة الطلاب من صفنا أيضا ؟؟ "

نهض زميلٌ آخر : " لأننا السنة الأخيرة لن يكون لنا دور في لجنة الطلاب هذه السنة !! "

ثم تابعوا النقاش الى أن انتهى الأمر بأختيار ممثلي الصف و فرقة النشاطات بغير تورطي بها !!

رن جرس معلناً نهاية الحصة فخرجت لأرى كيف أبلت آكاني !!

كان هنالك أربعة فتية يقفون عند باب الصف الخلفي و من منظرهم فهمت أنهم طائشون غير ناضجين يثيرون الجلبة خلفهم !!

نظروا نحوي مذهولين طلبت أن يتنحو جانباً ففعلوا و هم يقولون : " حاضر سينباي !! "

لم تكن آكاني في الصف فوجهت نظري لهم مجدداً و أنا أسأل : " أليست ناكاموري-آكاني في الصف ~ 1-3 ~ يا فتيان ؟؟ "

قالت فتاة منبهره من خلفي :

" مستحيل أيعقل أن سينباي شقيقة آكاني-تشان ؟؟ لقد ذهبت مع قريبها جوان-كن لقرفة الأساتذه مع سينسي !! "

ماذا بهذه السرعة !! لا آكاني حقاً سريعة !! لحظة هل قالت جوان !! أهو في الصف معها ؟؟

أكيد تشاجرا أو شيء من هذا القبيل !! : " عفواً هل تقصدين بجوان ، توشيري-جوان ؟؟ "

أومئت برأسها مبتسمه : " هو نفسه سينباي !! "

شكرتها متجهة نحو قاعة الأساتذه بسرعة تاركه خلفي نظرات لم انتبه لها !!

وقفت بجانب قاعة الأساتذه حين خرجا منها !! انهما لا يبدوان لي كمن تم تنبيههما البته !!

ماذا بحق الله يجري هنا !! لمحتني أختي و اتجهت نحوي مسروره !! : " أتعرفين ماذا فعلت اليوم ؟؟ "

لم تنتظر الأجابة بل و تابعت بحماس : " لقد أخذت دور ممثلة الصف الأنثى لصفي !!

ولكن لم يفسد الأمر سوى ان الغبي الذي خلفي قد رشح نفسه أيضاً !!

أرجوكي أطلبي منه أن يدعني و شأني flor1 ... لا أريد ان يربطني به أي شيء بعد الآن "


مهلاً هذا كلُ ما في الأمر !! كُنتُ قلقةً من لا شيء كان جوان يبدو بارداً جداً :

" ابذل جهدك جوان ، تستطيع فعلها "
و رفعت له اشارة النصر مبتسمة !!





توالت الأيام علينا كنسمة صيف ، انه المهرجان الثقافي بالفعل !!

آخر مهرجان لي في حياتي !! هذا اليوم كان ليكون أجمل لو كانت ياجيما معنا !!

غياباتها الكثيرة و عدم مشاركتها في الحصص و النشاطات ، يجعلني أفتقدها أكثر !!

مع أني اذهب لمشاركتها بملخص الدروس كل يوم !!



لم يأتي جوان للمدرسة اليوم كان ذلك غريباً فهو قلما يغيب !! مع ذلك استمتعنا بالمهرجان كثيراً !!

و في المساء تجمع الطلاب حول نار و هم يرفهون عن أنفسهم و ينتظرون اطلاق الألعاب لنارية جلست وحدي في الصف أتذكر ....



>>> كنت أقف على السطح استرخي قبل الأختبار ، و الجو كان عاصفاً و ينذر بعاصفة و الرياح تمردت على شعري القصير ... <<<



_ : " ناتاليا-تشان هل ستنزلين لمشاهدة الألعاب من الخارج ؟؟ "

نظرت نحوها قائلة : " سألحق بكم بعد قليل يابنات !! "

" كما تشائين !! " قالت ذلك مغادرة الصف تاركةً اياي في فوضى !!



>>> كانت الرياح تشتدُ أكثر و أكثر ، استجمعت نفسي عائدةً للصف التفتُ خلفي فصدمتُ بالواقف فوق !! ولشدة فوضى الرياح بالكاد عرفته !!

قلتُ لهُ مستغربه : " كيف صعدت للأعلى تاكامورا-سان ؟؟ "

_ : " كيف عرفتني بهذه السهولة ؟؟ " قال ذلك و عيناه على أوسعها مستغربتان !!

ماذا أجيب ؟؟ لم أنسَ تلك العيون الحادة و سببت لي الأرق مند رأيتها أول مرة ؟؟

ماذا سيظن بي ؟؟ كيف أجيب يا الهي ؟؟ شعرت بفجوة التي كبرت بعامل الزمن في قلبي ،

كما لو أني أحاول الأقتراب من نجمة في فضاء !! في الواقع ، لا يربطني به سوى أوهام ....



ليتني أجد ما اقولهُ الآن !!

فكرت كثيراً و لم أجد ما يكسر هذا الصمت و هذه الرياح تعبث الفوضى الكثر !!

جلس بشكل قريب !! وكان ينظر للأسفل قلقاً !!

نظرت هناك فظهر المدرب ياماموري ، قائلاً : " ماذا تفعلين هنا آنسه ناكاموري ؟؟ الجو عاصف و فوق السطح خطير !! "

نظرت للأعلى كان تاكامورا قد اختفى !! أقول ذلك حرفياً اختفي بالفعل !! نظر المدرب لحيث أحملق مستقربة :

" ماذا هنالك ناكاموري ؟؟ "

أختفى ... أختفى تاكامورا !! أول تواصل كلامي معه انتهى و هو ينتظر اجابتي الغبية !!

لمَ أشعر برغبة بالبكاء الآن ؟؟ انه فقد أختفى !!

أنزلتُ رأسي و أنا نادمة لأنني لم أقل شيءٍ !! لليوم أتسائل ، ماالذي كان يجب أن أقوله !! :

" لاشيء !! انه فقد لا شيء ... "

.

.

.

!

لاشيء !! <<<



أتسائل ماذا كان يفعل على سطح المدرسة في ذلك اليوم ؟؟ كيف قابلته و ما هذه المصادفة التي جمعتني به ؟؟

انصرم على ذلك أربعة أيام !! أذهب للسطح في كل فرصة علي أقابله مرة ثانية ولو لثانية !!

مع أني لا أعلم ماذا أقول اذا حدث و قابلته !!



عدت للبيت منهكة تماماً !!

استمتعت بالمهرجان كثيراً حتى أني القيت القبض على أختي و التقطنا معاً صورة للذكرى !!

أخرجت الصورة من حقيبتي و وضعتها في ألبوم ذكرياتي الخاصة مع صورة أخرى التقطناها في الصف مع جميع زملائي !!

بعد كل شيء انها آخر سنة لي بالثانوية ، سأقدر لحظاتها الثمينة لحظة بلحظه !!

.

.

.

!



استيقظتُ متأخرة قبل الظهيرة و أنا أشعر بالكسل ولا أرغب بالنهوض من سريري !!

اقتحمت آكاني قرفتي بعد فترة و كانت هلعةً جداً !! أخافني منظرها !!

سألتها " ماذا بكي " فأجابتني : " صباح الأمس !! السيده ،، السيده جيمين !! "

نهضت مستقربة !! والدة ياجيما ؟؟ ماذا بها ؟؟ تابعت و دموعها تتسابق " لقد ... "

لكنها لم تستطع المتابعة !! هي فقط تابعت البكاء بحرقة....



ياجيما ؟؟ كيف سيكون حالها الآن !!





" يتبع "


التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 08-06-2018 الساعة 06:46 PM
رد مع اقتباس