عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 08-13-2017, 10:06 PM
 


الزهرة التاسعة و الأربعون : دَوافِعٌ دونَ إثباتٍ.
" راين : بقيتُ أُحدقُ بهِ بدهشةٍ عارمةٍ دونَ أن أقوى على نطق كلمةٍ واحدة... لا أدري أ أردُ على اتهاماتهِ التي لا أساسَ لها أم أقومُ و ألكمهُ ليعودَ إلى رشدهِ فقط... فكرتُ بذلكَ حقًا لوهلةٍ لكن تبخرت كل أفكاري عندما استطرقَ للحديثِ عن القرية، أليسَ هذا ما حدثَ في الماضي ؟، كيفَ استطاعَ أن يعلمَ بأمرٍ كهذا بحقِ خالقِ السماء !!، إنهُ محقٌ بشانِ كُلّ كلمةٍ قالها، لقد كُنتُ السببَ في مقتلهم و تدمير سعادتهم... أنا خُنتُ سارا و إدغار... إذًا ألديّ الحقُ في الاعتراض حقًا ؟!، من أنا و بأي حقٍ أفعلُ ذلكَ ؟، حدقتُ بهِ قليلًا بعدما أنهى كلامهُ و باقي الوقتُ كُنتُ أُحدقُ بالفراغ.. آه.. أنا أتذكرُ كُلّ ما رغبتُ بنسيانهِ.. القرية المحترقة حتى الفحام، وجهُ إدغار الشاحب الذي يطلبُ مني إنقاذَ شقيقته التوأم، عجزي عن إنقاذها، فشلي بمحاولةِ اللحاق بهما، و استيقاظي في عالم البشر...آه.. أتمنى لو أموتُ فقط..."
صرخت ميرا بهايدن و صوتها عكسَ كل الغضب الذي تتأججه :بأي حقٍ تتكلمُ و كأنكَ تعرفُ عنهُ كُلّ شيء !، راين قد--
قاطعها صوتُ راين الهادئ المغلف بالحدة : اخرسي ميرا...
التفتت نحوهُ و الصدمة قد غزت تقاطيع وجهها غزوًا، يجثو على ركبتيه غرتهُ تغطي تعابيره بالكامل، هيَ كانت تشعرُ بقلبها يتمزقُ لأشلاء و يداسُ ببرودٍ و قسوة، لكن ما كانت تلكَ سوى مشاعر سيدها في هذهِ اللحظة.
أردفَ بصوتٍ هادئ يعجزُ الجميع عن تفسيره : ما قالهُ صحيح، أنا كُنت السبب في احراق تلكَ القرية، و مقتل سارا و إدغار... لولايَ لما حدثَ مازحدث..
ضحكَ هايدن ضحكةً قصيرة قائلًا : لقد اعترف !، أرأيتم !
أكملَ راين بنفس النبرة : لكن.. أنا قطعًا لم و لن أكونَ واحدًا من هؤلاء الحثالة الذين يطلقون على أنفسهم نيغرو فينوس !، كوني قاتلًا و خائنًا شيء، و كونيَ منهم شيءٌ آخر !
هتفت روبي فجأة : يستحيلُ على راين أن يكونَ شخصًا كهذا !
عندَئذ قامت بياتريس فجأة بصفعِ راين بقوة و الدموعُ قد تجمعت في عينيها
هتفت بصوتٍ مرتجفٍ و هي على وشكِ البكاء : توقف عن كونكَ أحمق !
اتسعت حدقتا عينا راين ليسكن دونَ حراكٍ و لم يشعر إلا بقلبهِ قد حلقَ بعيدًا إثر الصدمة
انهمرت دموعها على الأرض لتردفَ بهدوء : إن لم تكن قد غرزتَ وتدًا في قلبيهما عن عمدٍ فعندَئذ أنتَ لم تفعل شيئًا لأحد... توقف عن لومِ نفسكَ !، إنهُ مؤلم للغاية !
سكتت لتشهقَ ثمَ تردف مجددًا : لأنني حينئذٍ.. سأكونُ مَن قتلَ لينا !
أخذَ راين نفسًا عميقًا بارتجافٍ حينها ليحدثَ نفسهُ قائلًا : تبًا !... إنها فعلًا تشعرني بأنني أرغب في البكاء !
خيمَ هدوءٌ قاتلٌ على المكانِ للحظة ليسخرَ هايدن قائلًا : أأنهيتم مسرحيتكم الدرامية الرديئة ؟
التفتَ الجميعُ نحوهُ فيقولَ بهدوء : روبي...
سكتَ لتجفلَ هيَ فأردف : إن كنتِ لن تقفي في صفي يا أختي... فأنا مضطرٌ للتعاملِ معكِ بشكلٍ مختلف...
هتفَ فجأة : لو !
ظهرَ ثلاثةُ أشخاصٍ غطيت كاملَ أجسادهم و رؤوسهم بمعطفٍ أسودَ من العدمِ ليأمر هايدن : قيد ثلاثتهم.. ما أعتمدُ عليكَ في عرقلةِ فضي الشعر.. و لا تتدخل بيني و بين المدعو براين !
أومأ الذي يقفُ في المنتصفِ بالإيجاب ليقولَ بصوتٍ أقربَ إلى الهتافِ متعمدًا إسماع صوتهِ لأحدهم أو ربما اثنين : أمرك، هايدن ساما
ازدردَ راين ريقه بصعوبةٍ متسائلًا أينَ سمعَ ذلكَ الصوت من قبل بينما تمتمَ صاحبهُ بضع كلمةٍ لتصبحَ الأرض سائلةً تزحفُ على أجساد روبي، هاري و ماركوس ثم تعودُ للتحجرِ مجددًا، اندفعَ هايدن بسرعة عالية نحوَ جدار لوكي الجليدي ليهشمهُ بضربة واحدة من سيفه الفائض بالمانا
قالَ بهدوءٍ مرعب : سحر التعزيز، بروموفير براثوس
*تعزيز الاسلحة
نادى ماركوس غاضبًا : مهلا هاي تشان !، ما معنى هذا !، أنى لأحدِ أفراد الزهرة السوداء مناداتكَ سيدي !
أجابهُ هايدن بنبرةٍ بانَ عليها الألم : هُم أنقذوني من الموت، عقدتُ اتفاقًا معهم.. أساعدهم على أسرِ هذا الحثالة و يساعدونني على استعادتكم...
هتفَ ماركوس : هاي تشان !، من يتمُ خداعهُ هوَ أنت !، راين لَن يقومَ بشيءٍ كهذا أبدًا !
صرخَ بهِ هايدن : ما الذي يجعلكَ واثقًا هكذا ؟!!
ظهرَ أمامهُ فجأة موجهًا لهُ لكمة اخترقت الحجارةٍ حولهُ لتستهدفَ معدتهُ هامسًا : أحتاجُ منكَ أن تهدأ قليلًا...
تشوشت رؤية ماركوس الذي تقيء لعابهُ لقوةِ اللكمة و أخذَ يحدقُ بهيأة هايدن المبتعدة، راين غير قادر على النهوض، لوكي اشتبكَ بالفعلِ مع أحدِ أصحاب المعطف الأسود و ميرا المثل
صرخت روزماري هاتفة : آلي تشان افعل شيئًا !
قالَ بصوتٍ هيمنَ عليه العجز : آسف، ماتشان.. أنا فعلًا لا يمكنني القيامُ بشيء.. ليسَ بهذهِ الحالة على الأقل...
اقتربَ هايدن من راين لتحاولَ بياتريس منعهُ فإذ بها تجدُ نفسها قد التصقت بأقربِ جدارٍ ليرتدّ جسدُها مطلقةً أنينًا عاليًا، أشهرَ هايدن سيفهُ أمامَ راين العاجز عن الحراكِ و إذ بسيلٍ من الدماءِ يلوثُ وجهَ الأولِ بالأحمرِ القاني...

رد مع اقتباس