عرض مشاركة واحدة
  #147  
قديم 08-13-2017, 10:07 PM
 


الزهرة الخمسون : أَخَوان.
اقتربَ هايدن من راين لتحاولَ بياتريس منعهُ فإذ بها تجدُ نفسها قد التصقت بأقربِ جدارٍ ليرتدّ جسدُها مطلقة أنينًا عاليًا، أشهرَ هايدن سيفهُ أمامَ راين العاجز عن الحراكِ و إذ بسيلٍ من الدماءِ يلوثُ وجهَ الأولِ بالأحمرِ القاني... تعابيرُ الدهشةِ هيمنت على وجهِ المهاجم بقوةٍ بينما أغمضت روبي عينيها محاولةً تفادي رؤية ما يحصل أما ماركوس و هاري فلم يستطيعا منعَ حدقتاهما من الاتساع و فاهاهما من الانفغارِ هولًا لما يريانه أمامهما !، جوليا تقفُ بينَ راين و هايدن و قد صُبغت ملابسها أحمرًا، هوت إلى الأرضِ خائرة القوى ليلتقطها راين مصدومًا و جسدهُ يرتجفُ أكثر ممايفعلُ جسدها حتى
طأطأ راين رأسهُ محدثًا ذاته : آه، إنهُ يحدث مجددًا، يموتون أمامي.. و أعجز عن حمايتهم...
أجفلَ ماركوس فقط حينَ تذكرَ شيئًا في غاية الأهمية لينظر نحو هاري بقلقٍ شديد خوفًا من ردة فعله
همست جوليا لمن يمسكُ جسدها : نحنُ متعادلان أخيرًا... لا أدين لكَ بشيء، و لا تدين لي بشيء.. راي.
فتحت روبي عيناها على صوتِ هاري الذي قامَ يصرخُ باسمِ جوليا مرارًا و تكرارًا لتصدمَ بهولِ ما ترى، و ما زادَ الطين بلة سوى شحوبُ بشرةِ هاري لتصبحَ بيضاء تمامًا، شعرهُ صُبغَ بالأسودِ إبتدائًا من جذورهِ و حتى أطرافهِ أما عيناهُ فقد تحولَ لونهما العسلي الدافئ إلى آخر رمادي بارد، و بقوته الجسدية فقط حطمَ طبقات الحجارة التي كانت تلتفُ حولَ جسدهِ متجهًا نحو هايدن بخطى هادئة تبعث شعورً كما الهدوء ما قبل العاصفة
تمتمَ ببرود : لادرون ماجيكو
* سحر السارق
و في لمح البصر اختفى السيف بين يدي هايدن يصبحَ في يدِ هاري بالمقابل، نظرَ هايدن نحوهُ ببرودٍ قاتلٍ
سألَ : ماذا تفعل هاري ؟، أتغضبُ إلى هذا الحدِ إن مسها مكروه...
اخذَ خصمُ ميرا نظرة خاطفة لما يحدثُ مع هايدن لتتشبثَ بهِ أسواط نباتية من صنع الأخيرة و تتجهُ كتلة منها نحوه في محاولة لاختراقه، ابتسمَ مستهزئًا ليهمس : كانسيلاسيون
*إلغاء
تلاشى سحرُ ميرًا فجأة لتتسعَ ابتسامته فقال : بييدرا إسكلافو
*عبد الحجارة
كتلٌ من الصخورِ طارت نحوَ ميرا لتسحقها تمامًا فتسقطُ بلا وعيٍ هي الأخرى، و على الجانب الآخر فقط حينَ كانَ كل من هاري و هايدن على وشكِ التصادم
قالَ ماركوس بقلقٍ امتزجَ بالغضب : روبي.. فقط حطمي هذا الشيء بطريقة أو بأخرى لأحطم رأسيهما و أعيدهما إلى رشديهما بلكمة !
تجمعت الدموعُ في عيني روبي لكن و دونَ ان تترك لها الفرصة في الانهمار همست
روبي : نيغرو ويذو : أكتيفار
*الارملة السوداء **تفعيل
هجمَ خصمُ ميرا على هاري قبلَ أن ينقض على هايدن كاشفًا عن وجهه الشاحب، عيناه الحمراوتان و شعرهُ الفضي الكثيف، اشتبكَ الاثنان جسديًا بشكلٍ متساوٍ مما دفعَ راين ليحدقَ بهاري بصدمة لم تقلَ عن الصدمة التي اعترتهُ فقط حينَ لمحَ لونَ عيني فضي الشعر و آلاف الأفكار تجولُ رأسه أما روبي و ماركوس فقط أحاطت بهما خيوط العنكبوت بكميات مهولة و هي تحطمُ كُل ما تقتربُ منه فتحولت أكوام الحجارة التي تحيط بهما إلى غبار
همسَ ماركوس : اعتمدُ عليكِ في اعادةِ هاري إلى رشده
في تلكَ الأثناءِ كانَ لوكي يضعُ خصمهُ في موقفٍ حرجٍ بالفعلِ فمعَ أنّ سحرهُ يرتدّ إليهِ لسببٍ ما إلا أنه متفوق من ناحية القوة الجسدية غيرَ أنّ لحظةَ شللٍ مجهولة السبب أودت بهِ إلى هاوية الخسارة غارقًا في ظلمةٍ من اللاوعي، غابت شمسُ الغسقِ ليخيمَ الليلُ أخيرًا، وذلكَ كانَ حينَ فتحت بياتريس عينيها ، جوليا بينَ يدي راين و الدماءُ تملأها، لوكي ممددٌ على الأرض الباردة، هاري كشخصٍ..
لا، هاري شخصٌ مختلفٌ تمامًا، يقاتلُ بدموية شديدة و يبدو عليه الاستمتاعُ على غير عادتهِ اللطيفة الهادئة و المسالمة المعتادة، و روبي تقفُ محدقة بالفراغِ بينما يهتفُ ماركوس بأحد أصحاب المعطف الأسود ليبتعدَ كما لو كانَ ليسَ هوَ غايته، و فعلًا تنحى صاحب المعطف الأسود متجهًا نحوَ بياتريس لتحاولَ ميرا النهوض أخيرًا لكن دونَ جدوى
مدت يدها في الهواء بصعوبة لتهمسَ بعناد : و كأنني سأسمحُ لكَ بالاقترابِ منها !
ساقُ زهرةٍ شائكةٍ دونَ زهرتهِ توجهَ نحو صاحبِ المعطف الأسودِ ذاكَ ليمزقَ معطفهُ أشلاءً كاشفًا عن شكلهِ، شعرٌ أبيض، عينان حمراوتان، كنبوءة بياتريس تمامًا، وقفَ خصمُ لوكي بعيدًا يحدقُ بمجريات الأحداثِ دونَ تدخلٍ و كأنهُ يستمتعُ بالفوضى أمامهُ بينما حاولت بياتريس التراجعَ إلى الخلف لكن إلى أينَ و ما خلفها سوى جدارٍ يمتدُ آلاف الأمتار، أمسكَ معصمها بعنفٍ و سحبها نحوهُ فمن متكأة على الجدار إلى جاثية على ركبتيها أمامهُ و بالطبعِ أطلقت صرخة خفيفة لتجذبَ اهتمامَ راين نحوها و من فورهِ اتسعت عيناهُ غيرَ مصدقٍ لما تريانهما
همسَ بهدوءٍ دونما وعي : لوكا..
صرّ أحدهم على أسنانهِ هامسًا : كما توقعت.. من ظهر في نبوءة بياتريس لم يكن عمي إنما لوكا !
صدمة شدت انتباه كُلَ من كانَ يحتفظُ بوعيهِ و حينَ مقارنته بنبوءة بياتريس تكونت لديهم فكرة عن أن هذا الشخص هوَ من كانَ يرهب راين غيرَ مدركينَ أن الواقعَ عكسُ ذلكَ تمامًا، التفتَ لوكا نحوَ راين لتتسع حدقتا عيني الأخير فقط حينَ رأى ذلكَ اللون الأحمر يصبغُ عيني من أمامهُ
قالَ لوكا مستفزًا : لقد مرّ وقتٌ طويلٌ حقًا.. أخي الأكبر الأحمق... لا أصدقُ أنكَ تصنعُ وجهًا كهذا من أجلِ مجردِ بشريٍ تافه... سيخيب- لا، لا بدّ أن أملَ روزماري قد خابَ بكَ بالفعل...
هتف راين بدهشة ممزوجة بالقلق : أنتَ !، ما الذي جرى لعينيك !!
فردّ الآخر ساخرًا : اووه !، لَم يخبركَ أحدٌ بالامرِ صحيح ؟، لا بدّ و أنكَ ظننتَ أن من رأتهُ تلكَ الطفلة في نبوئتها هوَ أبي ألم تفعل ؟.. ما رأيك ؟، هكذا يجب أن يكونَ لونُ عيني الشياطين أليس كذلكَ ؟
صاحَ بهِ راين مهتاجًا : لا تعبث معي !، أنى لكَ الشرب من دماء البشر !!
تجمدت روبي و بياتريس مكانيهما حينَ سمعتا هذا الكلام و تشتتَ تفكيرُ هاري و ماركوس تمامًا عما حولهما، كيف لا و ما يتحدثُ عنهُ قائدهم ليس سوى كلام عن أب، أخ، شياطين و دماء البشر، في تلك اللحظات القليلة كل ما شغلَ بالهم هوَ كيفَ لهذه الأمور أن تتصلَ ببعضها و من يكونُ ذلك الشخص الذي وثقوا به حقًا، و ليزدادَ الطين بلة تشوشت رؤية راين تمامًا فجأة و أمسى رأسه يطنُ بجنونٍ ليمسكَ بهِ ويضغطَ عليه بقوةٍ
في تلكَ الأثناء كانَ ماركوس قد لكمَ هايدن فعليًا كما قالَ تمامًا فهتف بغضب : استمع إليّ قليلًا أيها الأحمق المتهور حسنًا ؟!!
بقي هايدن يحدقُ بالفراغ مصدومًا بما حدثَ قبلَ قليلٍ ليردفَ الأول بنبرةٍ مغمومة : كيفَ لهُ بحقِ السماء أن يوهمنا بشيءٍ و أنا من قامَ بدفنِ جثتكَ بنفسي !، أي وهمٍ يستطيعُ القيامَ بذلك !
عقد لسان هايدن تمامًا ليأخذَ ماركوس نفسًا عميقًا استعدادًا للحديث مطولًا فقالَ بنبرةٍ شابها القليل من العلو : إليكَ ما حدث أيها العنيد الأحمق !، استيقظتُ لأجدَ نفسي في غابةٍ معتمةٍ معكَ وحدنا !، و بالمناسبة فأنتَ كُنتَ تحتضر بالفعل حينها !، لقد أوصيتني بروبي و هاري أثناء غيابك !، و.. حسنًا.. هذا محرج لكنني بكيت حقًا عندها..
أخفضَ نبرتهُ بشدةٍ حينَ قالَ آخر جملة ليعود إلى السابقةٍ مستكملًا : أنتَ متّ دونَ شكٍ بينَ يدي هاتين.. حينَ إجتمعتُ مع روبي كانَ هاري يحتضر بالفعل تمامًا مثلك، و احزر ماذا ؟، راين هوَ الشخص الذي أنقذَ حياته !، حينَ رأتكَ روبي بتلكَ الحال... أخذت تبكي و تنحب أكثرَ من يومِ انتشلها ذلكَ الوغد من قريتها المحترقة !، كما أنّ من تناديهِ بزعيمكَ هوَ الشخص الذي حاولَ قتلنا حرفيًا !
سكتَ ماركوس يلهثُ تعبًا تاركًا هايدن ينظر إليه بصدمة غير مصدقٍ لما سمعه، و كأن كُل ذلكَ لم يكن كافيًا فإذ بهم يسمعونَ حديثَ كُلٍ من راين و لوكا ليتملكَ الأول صداعٌ حاد فجأة و بلا سبب
لوكا : إذًا، هَل أعجبكَ سحري ؟، أخي الأكبر... أنا استطيعُ عرقلة وظائف الجسم كذلك !
رفعَ راين نظره نحو المتحدث ينظر إليه بحدة و تساؤل فقالَ مجددًا : كما أنني لن تحتاجكَ بعد الآن
أردفَ ساخرًا : هايدن ساما !
أكملَ بجدية : ريغلاس دي اينتيروبتوريس : كونسيلاسيون
*كاسر القواعد **إلغاء
في تلكَ اللحظة تدفقت صورٌ عدة داخلَ رأسِ هايدن الذي باتَ يصرخُ ألمًا ممسكًا برأسهِ جاثيًا على ركبتيهِ فإذ بماركوس يهتفُ بلوكا بغضبٍ عارم : أنتَ !، ماذا فعلتَ لهُ !
أجابهُ لوكا بعفوية : اوه، كُلُ ما فعلتهُ كانَ وضعهُ في حالةٍ من الموت الكاذب باستخدامِ سحري العزيز كاسر القواعد و من ثم العبث بذكرياتهِ قليلًا... لكن لاداعي للقلق !، هو يستعيدها حاليًا.
التفتَ نحوَ بياتريس ليستكمل قائلًا : لا أنصحكَ بالسير على خُطا أخي و التعلق بالبشر كثيرًا يا... حسنًا أنتَ تعرفُ نفسكَ...
مدّ يدهُ نحوَ بياتريس موجهًا حديثهُ نحوها : و الآن، كلافيَ، أتعرفين ما الذي يجري حولكِ ؟، أحدُ أصدقائكِ على شفير الموت، ثلاثة محطمون نفسيًا، جنية تحتضر، واحد فقد عقله و وحش سحري مصيره بيدي كما أن رأس أخي الأكبر على وشكِ الانفجارِ في أي لحظة.. أنهي معاناتهم و تعالي معي...
اتسعت حدقتا عينيها لتمدّ يدها نحوهُ بترددٍ شديد و تأخذَ نظرة أخيرة إلى وجوهِ من حولها.

رد مع اقتباس