عرض مشاركة واحدة
  #148  
قديم 08-13-2017, 10:08 PM
 


الزهرة الحادية و الخمسون : فريغوس.
هاري أسودُ الشعر يشتبكُ مع فضي الشعر مستعملًا سيفَ هايدن الذي انتشلهُ منهُ توّا و الآخرُ قد أخرجَ سيفهُ النحيلُ من غمدهِ أخيرًا، حركاتهم كانت بالفعلِ سريعة و قوية فلا يُلمحُ منها سوى الشرار و لا يسمعُ سوى صليل السيوف
قالَ فضي الشعر : سريعٌ جدًا بالنسبة لمجردِ بشري.
ابتسامة عريضة شقت طريقها إلى شفتي هاري ليكشر عن أسنانهِ رافعًا سرعتهُ إلى أقصاها مما صدمَ خصمهُ كثيرًا مجبرًا إياهُ على التراجعِ مع جرحٍ عميق ينزف بغزارة
لاحظَ الشخص الذي كانَ يقاتلُ لوكي توًا مايحدثُ لرفيقه فضي الشعر
أزالَ قبعةَ معطفهِ عن رأسهِ ليبرزَ شعرهُ الذهبي تمامًا كعينه اليسرى أما اليمنى فقد صبغت بنفسجيًا فريدًا فقالَ ساخرًا : أتودُ بعض المساعدةِ سيلفر ؟
كشرَ المدعو سيلفر عن أسنانهِ بضحكة خبيثة امتلأت بالمتعة و الإثارة هاتفًا : إن تدخلتَ سأفصلُ رأسكَ عن جسدكَ زاك !، لقد بدأت أتحمس حقًا !
رفعَ زاك يديهِ في الهواء مستسلمًا فأجاب : اووه ارحمني !، لا تلمني إن أصبحتَ أشلاءً.. مع أني متأكدٌ أنكَ ستحبُ كونكَ كذلك على أي حال...
عاودَ سيلفر الاشتباكَ بهاري و قد تناسيا كونهما ساحران ليركزان على القوة الجسدية فقط، فسيلفر شخصية محبة للدموية و العنف و هاري الحالي لا يبدو مختلفًا عن خصمه أبدًا، كلاهما أصابَ الآخر بجروحٍ مميتة، و كلاهما جسداهما يشفيان بسرعةٍ خارقة نسبةً إلى البشر، وجهَ هاري ركلةً إلى سيلفر جاعلة الأخيرَ يسقط أرضًا فإذ بالأول يغرسُ يمينهُ في صدرِ الأخير رافعًا إياهُ في الهواء ليرميهُ بقوةٍ على زاك فيقعُ الاثنانِ أرضًا، أخذَ هاري يزمجرُ بكلماتٍ غير مفهومةٍ لتقترب منهُ روبي تمسكُ بإحدى وجنتيه
همست بهدوء : لا بأس عليكَ هاري.. اهدأ.. نحنُ ما نزالُ هُنا...
خبت زمجرتهُ تدريجيًا ليرجعَ شعرهُ إلى لونهِ البني و عيناهُ إلى لونهما العسلي المعتاد، كما و اكتسبت بشرتهُ سمرتها مجددًا ليترنحَ فيجثو خائر القوى يحدقُ في الفراغ فتركعُ روبي بدورها إلى مستواه تربت على شعره و الصمت سيد الموقف، كسرَ ذلك الهدوء المخيم بينهما صوتُ صرخاتِ هايدن يتملك الخوفُ قلبيهما منتشلًا إياهما من كُلِ فكرةٍ غيرَ الاطمئنانِ عليه فهرع الاثنانِ نحوهُ و ماركوس
هتفَ الأخير بلوكًا بغضبٍ عارم : أنتَ !، ما الذي فعلتهُ له !
أجابهُ لوكا بعفوية : اوه، كُلّ ما فعلتهُ كانَ وضعهُ في حالةٍ من الموت الكاذب باستخدامِ سحري العزيز كاسر القواعد و من ثم العبث بذكرياتهِ قليلًا... لكن لا داعي للقلق !، هو يستعيدها حاليًا.
التفتَ نحوَ بياتريس و مدّ يدهُ إليها قائلًا : و الآن.. تعالي معي... كلافيَ
اتسعت حدقتا عينيها لتمدّ يدها نحوهُ بترددٍ شديد و تأخذَ نظرة أخيرة إلى وجوهِ من حولها فاحتدت نظراتها لتصفعَ يدهُ بقوة
بقيَ لوكا يحدقُ بها بذهولٍ و صدمة لتهتفَ هيَ قائلة : راين !، تمالك نفسكَ رجاءً !، أنا لَن آخذ بيدهِ كما وعدتك !، لكن.. على هذه الحال فإنّ الجميع سيموت !، أرجوك.. أنقذنا..
صوتُ بياتريس اعادَ راين إلى الواقع فاخذ الاخير ينظر حوله، كانَ الوضعُ كما النبوءة تمامًا، جوليا ممددة على الارضِ تنزف، روبي تحتضن جسدَ هايدن باكيةٍ بحرقة، ماركوس مصابٌ بشدة وهاري يرفعُ راسهُ عاليًا علَ دموعهُ تتوقفُ عن الانهمار، بياتريس اوشكت تاخذُ بيدِ لوكا.. لكن الاهم، هوَ انهُ لم يحترق بنارِ التنين البيضاء بعد.
هتفَ راين فجأة : اي فريغوس يا تنين الجليد العظيم !، إبتغيتكَ في شيءٍ فدع قدمكَ تطأ هذه الارض التي شيدتها بنفسكَ !
إستغربَ راين محدثًا ذاته : هذا غريب... لما عسايَ اعرفُ إسمض ذلك التنين وانا لم ارى واحدًا قبلًا...
هلعَ لوكا إثر تصرفِ راين المرتجل فاخذَ يشدُ شعرها بقوةٍ رافعًا اياها عن الارض يجبرها على الوقوف محاولًا الانسحاب لكن الرياحَ الباردة قد عصفت بقعرِ البركان بالفعلِ ليرفرفَ تنينٌ هائل الحجم خلفَ راين الذي تحامل على نفسه وبالكادِ وقفَ، حطَ التنين خلفهُ محيطًا كل المخارجِ باجنحتهَ العملاقة، زفرَ في وجهش لوكا ليتجمدَ الهواءُ بنفسهِ فإذ به جدارٌ من الجليد الرقيق يحولُ بين بياتريس ولوكا، ومع إن سمكهُ لم يتجاوز شعرةٍ حتى إلا ان الاخيرض عجز عن تدميره بالسحر او بدونه
قالَ التنين : حظرتي تدعى فريغوس، الوالي على تنانين الشمال يومَ كانَ ملكنا دراكوريجيس حاكمًا، افتحُ آذانيَ مصغيًا لجلالتكَ.
حدثَ راين نفسهُ مجددًا : لماذا ياترى.. اشعرُ انَ هُناكَ ما هوَ ناقص ؟
هتفَ راين : مبتغايَ منكَ بسيط، أن تنفيَ الشياطين الثلاثة خارج الجزيرة، ان ترسلَ رفاقيَ إلى الشجرة العظيمة، وان تسلمني احدَ حراشفكَ الزرقاء.
قالَ محدثًا ذاته : لما... يناديني بجلالتكَ ؟.
فريغوس : سمعًا وطاعة !، لذا وبينما انا كذلكَ، إسمح لي بعلاجِ جراحِ جلالتكَ.
حدثَ راين ذاته بينما يومئ إيجابًا : لما.. اتصرفُ وكانهُ تحتَ إمرتي...
فرضَ فريغوس جناحيهِ مجددًا متسببًا بتيارات هوائية عاتية فنظرَ راين إلى رفاقه قائلًا : سالحق بكم فورًا.. اعتني بالجميع من اجلي... ليكس.
إتسعت حدقتا عيني ماركوس وادمعتا حتى أُغرقتا بدموعهِ تمامًا مقاومًا بشدةٍ لاجلِ كبحها عن الانهمار، عقدَ حاجبيه متمالكًا نفسهُ فأومأ بالايجابِ، وفي اللحظة ذاتها إرتفعت اجساد لوكا، زاك وسيلفر عن الارضِ لتندفعَ إلى جزيرة عائمة بعيدة كما وصفها فريغوس والجليد اخذَ يزحفُ حاملًا بياتريس والبقية نحوَ الباب الذي جائوا منه إلى الجزيرة، إلتهبَ جسدُ راين شلةً بيضاء كما نبوئتها تمامًا فأدمعت عيناها تنظرُ إليه بقلق
إبتسمَ مطمئنًا اياها : لابأس بياتريس، إنه يقومُ بعلاجِ جراحي..
مدت بياتريس يدها إلى راين بغيةَ التشبثِ بهِ غيرَ ان المسافة بالفعلِ لعبت دورها في حجب هيأة الاخير عن الاولى والعكس

رد مع اقتباس