عرض مشاركة واحدة
  #150  
قديم 08-13-2017, 10:09 PM
 


الزهرة الثالثة و الخمسون : الشياطين.
بعدَ حوارٍ دام ثلاث ساعاتٍ بينَ جوليا و كاترينا، غطت الأولى في نومٍ عميق أو هذا ما ابتغتهُ على الأقل، عاودت الاستلقاء على سريرها بتعب متمنية الراحة، فحتى و لو عالجتها الأخيرة لا تزالُ الأولى فقدت كمية لا يمكن تعويضها ببساطة من الدماء
و على السرير الآخرِ قربها فتحَ هايدن عينيه الخضراوتان اللتان اكتسبتا من الصفارِ شيئًا يجولُ بهما في المكان
همسَ بتعب : أينَ أنا ؟
و قبلَ أن يدركَ شيئًا احتضنتهُ روبي بقوةٍ سائلة : أنتَ بخيرٍ الآن ؟، أتشكو من شيء ؟
همسَ الأول : روبي..
اتسعت حدقتا عيناه فورَ تذكرهِ لما جرى بشكلٍ صحيح لينتفضَ معانقًا إياها بدورهِ
قالَ بصوتٍ مرتجف : أنا آسف !، أنا حقًا آسف !، لا أعلمُ كيفَ أمكنني فعلُ ما فعلت...
روبي : لا بأس، أنت لستَ مخطئًا !، لقد قاموا بتزييف ذكرياتك !، نحنُ الثلاثة خيرُ من يعلمُ كيفَ أنكَ من المستحيلِ أن تؤذيَ حشرة.
اجتمعَ حولهُ كُلٌ من ماركوس و هاري بدوريهما ليتمتم ماركوس : أحمق.
نظرَ هايدن إلى كليهما فقالَ معتذرًا : أنا حقًا آسف.. حتى أني تسببتُ في هيجانكَ هاري..
أومأ هاري نفيًا بسرعة هاتفًا : لستُ أهتم !، أنا لا أتذكرُ ما حدث على كُل حال !، ما يهمني هوَ كونكما بخيرٍ أنتَ و جوليا !
سألت بياتريس : بالحديث عن ذلكَ ما كان بحق السماء ؟، هاري سان كان كشخصٍ آخر...
ارتبكَ ماركوس : هـ هذا..
فأجابَ هاري : إنهُ سببي للذهابِ إلى قرية الزهور
لوكي : ماذا ؟
ماركوس : عندما يغضبُ هاري يتحولُ إلى ذلكَ الشكل، ليسَ مظهرهُ فقط إنما حتى شخصيتهُ تتغير، إنهُ فقط يهتاجُ لدرجةِ أنهُ قد يصبحُ عنيفًا لا يميز الصديق من العدو.. و بالمناسبة أنتَ لن تحب الوقوف في وجهه و هو بتلكَ الحالة
قالت جوليا بصوتٍ مرهق : إذًا فهي حالة تتعدى انفصامًا طبيعيًا في الشخصية
أومأ هاري : هكذا يبدو.. لذا أملتُ لَو أجدُ حلًا بواسطةِ البحيرة السرمدية.
ابتسمَ راين لا شعوريًا بينما يحدقُ بروبي و هايدن فسألت بياتريس مبتسمةً بلطف : لِمَ تبتسم ؟، راين.
ارتبكَ قليلًا فأخذَ يشتتُ نظراتهِ في الأرجاء ليجيبَ بتردد : لا.. الأمرُ فقط.. لقد ذكراني بأختي الصغرى لا أكثر..
همهمت بياتريس قائلة : إذًا راين لديهِ أختٌ صغرى بالإضافة إلى اخٍ اصغر.
عَمّ الصمتُ في المكانِ ليقولَ هاري : هيي جميعًا، فلنتوقف عن اللف و الدوران و نخبرَ بعضنا بالحقيقة.. الحقيقة التي دفعتنا للذهاب في هذهِ الرحلة.
سكتَ الجميع فقالَ لوكي : بيارين لأجل عينيها، روبي لأجلِ والديها، جوليا لأجلِ أخيها، هاري من أجلِ هيجانه...
قالَ ماركوس : و أنا لأبحثَ عن شخصٍ معين...
عَم الصمتُ للحظة ليقولَ راين أخيرًا : من أجلِ أن تتسنى لي الفرصة لأتحدثَ لأحدهم، أن آخذَ بثأريَ من أحدهم.
هايدن : من أجلِ رؤية القرية..
نظرَ هايدن نحوَ راين قائلًا : ألا تظنُ أنهُ عليكَ توضيحُ بعضِ الأمور لهم ؟، أنتَ قائدهم ألست ؟
سكتَ راين لوهلة ثُم قال : اسألوا و سأجيبكم، معَ ذلكَ لا أعدكم بإخباركم عن الماضي بعد...
باشرَ هايدن في طرح الأسئلة : قد تكونُ حقيقةً أنكَ لستَ جزءً من النيغرو فينوس، لكن هذا لا يعني أن لا علاقةَ لكَ بهم، ما علاقتكَ بأبيض الشعر ؟، و لِمَ فاجأكَ لون عينيه الحمراوتان ؟
أجابَ راين بهدوء : يدعى لوكا، شيطان، و هو شقيقي الأصغر، لقد شهدتُ أمرًا معينًا جعلني على علمٍ بسرٍ معين لهم، و والديّ على الأرجح هوَ زعيمهم.. علاقتنا هيَ أنهم يودونَ أسري لإسكاتي، و أن أعملَ على تدميرهم، هُم في الأصلِ جماعةٌ من الشياطين مبتغاهم الحياة الأبدية، و لأجلِ تحقيقِ ذلكَ عليهم بشربِ دماء البشر.. الشيطان الذي يتجرعُ دمًا بشريًا بكمياتٍ كبيرة، يكتسبُ خلودًا شبه أبدي.. و تتحول عينيه إلى اللون الأحمر.
سكتَ ليعم الصمت فأردف : وقتُ الشياطين يمر أبطأ من البشر عشرَ مرات، أي أن كُل عشرةِ أعوامٍ تمرّ على بشريٍ تساوي عامًا واحدًا بالنسبة إلى شيطان..
ازدردَ هاري ريقه ثم سأل بتردد : هَل لي بسؤال ؟
أومأ لهُ راين إيجابًا فأردف : ما هوَ لونُ عيني الشياطين الأصلي بالتحديد ؟
بعد ترددٍ شديد أجابهُ راين قائلًا : بنفسجي...
صمتٌ خيمَ عليهم، لم يجرؤ أحد على همسِ كلمة، هُم كانوا قد علموا الإجابة منذُ قدمَ لوكا نفسهُ على أنهُ شقيق راين، لكن ما زالَ سماعُ الأمر مباشرةً صادمًا فقد قتلَ كُلَ أملٍ كانوا يتشبثونَ بهِ علّ راين يكون مثلهم.
قالَ راين كاسرًا ذلكَ الجو الراكد : مع أنني قدمتُ نفسي على أنني في الثامنة عشر، فمن منظوركم أنا عشتُ مائة و ثمانونَ عامًا..
سألت روبي : الشياطين لابد لها من شربِ الدم لأجلِ الإستمرارِ بالحياة، إن كنتم لا تشربونَ دماء البشر بطبيعية فكيف...
أجاب : شرب دماء البشر ليس محرمًا، نحنُ فقط لا يمكننا الإتصالُ بعالمهم أي لا يمكننا شرب دمائهم، مع ذلك، في عالمنا توجدُ شجرةٌ مميزة وسطَ بحيرة شاسعة من الدماء، نحنُ نسميها شجرة الدم، هيَ تنتجُ دمًا لا نهائيًا شكلَ بحيرة... و هوَ أكثرُ من كافٍ بالنسبة لنا.
سألَ هاري : كيفَ أمكنكَ المجيء إلى بعدنا إذًا ؟، كيفَ لهم أن يعبروا الأبعادَ لشرب دماء البشر ؟
راين : التشوه الزمكاني الذي تحدثت عنهُ كاترينا.. سببهُ مجهول لكنه كان السبب في وصوليَ إلى بعد البشر، و ظهور النيغرو فينوس.
بياتريس : ألا يعني ذلكَ أنكَ لم تتذوق قطرة دم واحدة طوالَ مائة و تسعة و عشرونَ عامًا ؟، عيناكَ لا تزالان بنفسجيتان...
حاولَ راين الابتسام قائلًا : دميَ يفي بالغرض.
حلقت ميرا إلى كتفه لتتنهد قائلة : و هذا هوَ السر المزعوم الذي كانَ يخبأه كل تلك المدة.. أحمق أليسَ كذلك ؟
زفرت بياتريس لتقول : بالفعلِ هوَ كذلك.
هتفَ بها راين منزعجًا : لا أودُ سماع هذا منكِ أنتِ بالذات !
قهقهت جوليا قائلة : كلاكما أحمق !
فوافقها لوكي : كما تقولين !
التفتت روبي إلى ماركوس لتجفل هاتفة : مار لِمَ أنتَ تبكي !
كانَ ماركوس يذرف الدموع متأثرًا ليقول : أحبُ النهايات السعيدة..
- إرك الشجرة العظيمة : إنتهى -

رد مع اقتباس