عرض مشاركة واحدة
  #161  
قديم 08-21-2017, 05:45 PM
 


الزهرة الثانية و الستون : ساحرة الفراغ..
" غوبر : يبدو أنها فعلًا النهاية... لَم اتخيل أن تكونَ نهايتي على يديكِ أنتِ بالذات.. لكنها تبقى نهايةً مناسبةً لشخصٍ مثلي... تخليتُ عَن عالمي، قريتي، أسرتي، أحلامي و حتى ذاتي... فقط لأنني تُقتُ لكِ... من أجلِ رغباتي الخاصة و أنانيتي، لَم أمانع يومًا تحويل نعيمِ البعضِ إلى جحيم... و في النهاية.. هذهِ الميتة المثيرة للشفقة... في تلكَ القرية المحترقة حتى الفحام.. هيأة تلكَ الجميلة و هيَ ترتوي بدماءِ أسرتي.. كانت فاتنة بكُلِّ بساطة... أجل فاتنة.. لا أهتمُ لَو تمَ الجماعُ على أنني حثالة بسببِ تفكيري هذا... فأنا رُغمَ كوني أبلغُ أربعةَ عشرةَ عامٍ فقط، أغرمتُ بها.. تلكَ الحقيقة التي احتفظتُ بها لنفسي طوالَ مائة و تسعة و عشرونَ عامًا.. سآخذها معي إلى قبري فقط... صحيح، لطالما ظنّ الاطفالُ أنني في الثانية و الثلاثونَ مِن عمري.. و هياتيَ الضخمة ساعدتهم على تصديقِ ذلكَ... السببُ وراءَ ذلكَ كونيَ أخبرتُ هايدن أنني في العشرينَ عندَ أولِ لقاءٍ ليَ معهُ تمامًا قبلَ اثنا عشرَ عامًا، هُم يظنونَ أنني أتقدمُ في العمرِ كُلَّ عامٍ تمامًا مثلَهُم.. لكنهم مخطئون، و إلا لما كُنتُ أقفُ هُنا حتى بعدَ مرورِ مائة و تسعة و عشرونَ عامًا... يا رجل أن أموتَ في السادسة و العشرونَ مِن عمري حقًا مثيرٌ للشفقة.. أظنُ أنني كُنتُ دومًا منَ النوعِ الذي يموتُ شابًا، لكن ليسَ النوع الذي يتهورُ في سبيل الآخرين... أنا قتلت، أحرقت، حطمت، و دهست آلاف البشر.. فقط من أجل أن أثبت لها أنني قويٌ و استحقُ الثناء !، و ها أنا يتمُ الدوسُ على قلبيَ كالحشرة... إيلينا... لطالما وددتُ مناداتكِ بذلكَ الاسمِ، ليسَ جلالتكِ، و لا ملكتي، و لا سيدتي، و بدونِ تعظيم.. الوداع.. محبوبتي إيلينا."
هوت سكينُ راين نحو عُنُقِ غوبر و إذ بها الدماءُ تتطايرُ في كُلِّ مكانٍ، و للمرةِ الثانيةِ يتلطخُ هذا الوجهُ الشاحب و الشعرُ الأسودُ بدماءٍ لا يدري كيفَ سالت، فهاهيَ تلكَ الحربة السوداء ذات الشريط البنفسجي نفسها تخترقُ الرقبة التي كانَ من المفترضِ لراين فصلها عن سائرِ جسدها، سادَ الصمتُ للحظةٍ و الصدمة شَلت تفكيرَ كُلِّ المتواجدينَ في المكانِ ليهوي جسدُ غوبر إلى الجانبِ مرتطمًا بالأرضِ بقوةٍ همسَ راين بخفوتٍ : نيغرو.. فينوس.
صوتٌ أنثويٌ تخللَ مسامعهُم بنبرته اللعوبة قائلا : يا للأسفِ... معَ أنني حذرتكَ غوبر.. و بصريحِ العبارة.. أنّ الفشل غيرُ مسموحٍ بهِ قطعًا... لقد خيبتَ ظني حقًا.
همست بياتريس دونما وعي : هيَ.. قتلت رفيقها...
هيَ ظهرت منَ العدمِ كما المرةِ السابقةِ تمامًا، لكن هذهِ المرةِ ليسَ لإنقاذِ حياةِ غوبر إنما لأخذها بعيدًا.
التفتت نحوَ بياتريس لتقول : مرّ وقتٌ طويلٌ حقًا.. آننا.. أم يجبُ أن اُناديكِ بياتريس الآن ؟.
تسائلت المعنية هامسة : آ.. ننا ؟.
فإذ برأسها يطنُ فجأةً و صورٌ تجتاحُ عقلها بسرعةٍ شديدةٍ، حوطت رأسها بكلا كفيها تصكُ على أسنانها بقوةٍ علّ الألمَ يتوقفُ
هتفَ لوكي بقلق : ما الأمر بيارين ؟
أردفت ذاتُ الرداءِ الداكن قائلة : اوه، لوكي لا يزالُ يعتبركِ أولويتهُ القصوى أيضًا.
قطبَ راين حاجبيهِ لتبرقَ عيناهُ بحدةٍ قائلًا : إيلينا فيكتوريون.
التفتت إيلينا ناحيتهُ قائلة : أولا، راين... كيفَ حالك ؟.
*اولا، مرحبًا.
راين : لماذا ؟، أليسَ منَ المفترضِ بهِ أن يكونَ حليفُكِ ؟.
ردت بعفوية : إنهُ مجردُ خادمٍ.. و من حقِ الملكةِ عقابُ الخدمِ المقصرين في عملهم.
راين : الملكة ؟، أنتِ ؟، الرأس الأعلى للنيغرو فينوس !!.
إيلينا : بالضبط، أنا الزهرة السوداء الأولى، ملكة الزهور و ساحرة الفضاء، إيلينا فيكتوريون.
هجمَ راين عليها بسكينهِ بسرعةٍ عاليةٍ غيرَ أنها قابلتهُ برفسةٍ قويةٍ دفعت بهِ بضعَ مترٍ إلى الخلفِ فهتفت ميرا بقلق : راين !.
إيلينا : أوتعلمُ راين ؟، غوبر ليسَ سوى اسمٍ مستعار... في الواقعِ هوَ كانَ أحدُ أطفالِ تلكَ القرية.. أنتَ تعلم.. قبلَ مائة و تسعة و عشرونَ عامًا.
أجفلَ راين الراكعُ على إحدى ركبتيهِ لتكملَ هيَ بعدَ أن التفتت نحوَ أليكسي و ميرا : وكذلكَ ليكس، أنا من أمرَ بقتلِ والدك أتعلم ؟، لقد قمتُ بغرسِ سكينٍ فضيةٍ مغمورةٍ بالماءِ المقدسِ في معدتهِ و ماتَ بعدَ أن انتشرَ العفنُ وصولًا إلى دماغهِ... لقد كانت ميتةً بطيئةً حقًا.
ماركوس الذي كانَ يجثو مصدومًا محدقًا بالفراغِ كانَ كَمن تلقى صفعاتٍ متتاليةٍ اختتمت بلكمةٍ قويةٍ على وجهه، أما راين و بعدَ سماعهِ لذلكَ توقفَ عن كبحِ نفسهِ أكثر
همسَ : تابو ماجيكو : بريساس ديمونيوس
*السحر المحرم **نسماتُ الجحيم.
ابتسمت إيلينا قائلة : التعويذة التي نالت من غوبر في المرة السابقة.. لكن للأسف.
سكتت لتردف : باثيو.
*الفراغ.
اتسعت ابتسامتها بعدَ أن لم يكن هُناكَ أيّ تأثيرٍ لتعويذةِ راين قائلة : كما ترى، لا يمكنُ لرياحكَ أن تنتشرَ في فراغي
إيلينا : الرياحُ و الفراغ، هذا هوَ سحري.. لا يمكنكَ الفوزُ ضديَ راين ديستيلا، لا أنتَ ولا أيُّ أحد.
حاولَ راين النهوض قائلًا : و كأنني سأخسرُ من شخصٍ يعاملُ رفاقهُ كالقمامة !.
ظهرت أمامهُ إيلينا قبلَ أن يتمكنَ من ذلكَ لتمسكَ بغرتهِ رافعةً إياهُ إلى مستواها لتقولَ بنبرةٍ مخيفة : أنتَ لا تفهم صحيح ؟، لهذا بالضبطِ أستطيعُ التخلصَ منكَ في أيِّ لحظة !.
وجهَ راين إليها نظراتٍ ساخطة ليهوي بسكينهِ نحوَ عنقها غيرَ أنها راوغتهُ بسهولةٍ فَلم تتلقى أي خسائرٍ سوى تمزقُ ردائها ليكشفَ عن عينيها الحمراوتينِ و شعرها الأسود ذو الأطرافِ البنفسجيةِ
اتسعت حدقتا عيني بياتريس لتهمسَ : ...لينا..

رد مع اقتباس