الفصل الأول
آخر نفاصيلي ألم .
و آخر تفاصيلك حزن .
أجتمعتا في لحظة عدم ! ~
وقفت الشابة ذات الثانية عشرة أمام بيت صغير الحجم تحفه الأشجار الخضراء من كل جانب ، ذي لون أسود يصف كآبة أصحاب البيت ، زفرت بأسى و هي تستمع إلى نفس الأسطوانة كل بوم ! دفعت الباب بقدمها لتتعالى أصوات الصراخ في الداخل ، حسنًا ليس هناك داع للمفتاح لأن باب المنزل مفتوح دائما !
و الباب الداخلي المصنوع من الخشب القاتم مفتوح على مصراعيه ليتضح كل ما بداخل البيت
همست و ترى الشابان الممددان على الأرض يتشاجران على زجاجة من النبيذ
⁃ لقد عْدت !
التفت كل منها و تركا الزجاجة و هما ينظران إليها بتفحص بنظرات قذرة !
صاحت بغضب : أنا أختكما أيها السافلان !
ضحك الأول وهو يضرب كتفها بخشونة : أهلاً و سهلًا بعودتك منار أين كنتي ؟
ضحكت بأقتضاب : أين سأكون ؟ ، كنت بالعمل !
نهض الثاني من على الأرض وهو يترنح : ألم تري الـ*** في أي مكان ؟
تخطتهما بتثاقل و هي تجيبه : لم أر أحد في المنزل منذ أسبوعين سواكما ، كأن هناك أحد عاقل هْنا !
أردف الأول إلى أخيه وهو يهلوس : يبدو أن فاتنتنا الصغيرة غاضبة
ضحك الأخر بأستهتار : على مهل أخاف عليك من الأنفجار
قبضت على يدها وهي تحاول كبت غضبها حتى أحست بأظافرها تخترق جلد كفها ، توجهت ناحية غرفتها و أغلقت الباب بقوه تفرغ غضب أيامها عليه و كأنها تلومه ! ، سمعت شتم أخويها الردئ لها ، زفرت بتعب هي تكاد التحكم بأمور العمل و الدراسة و البيت في آن واحد ستفقد عقلها بكل تأكيد ! ، لتعاود أصواتهما في الأرتفاع مره أخرى " الرحمة!" ، أستلقت على سريرها لاكن هيهات أين ترتاح في هذا البيت ؟ لقد ازدادت حدة الأصوات ، نهضت بتثاقل و اتجهت نحو الأسفل ، أسندت جسدها على سور السلم و هي تراقب الموقف بصمت الذي يغطيه بياقة سوداء من الفرو الناعم يبرز بياض بشرتها و لون شعرها الكستنائي الفاتح ، كانا يضحكان بهيستيريا واضحة و تلك المرأة الواقف أمامها تصرخ و تشتم بغضب
همست : الرحمة !
رفعت المرأة رأسها لترى تلك الفاتنة تقف في بداية السلم فـصرخت عليها : أيتها الساقطة أنزلي حالًا لدي حديث معك !
أصدرت صوت ساخر ثم همست : لا أعلم من الساقط هنا
نزلت الدرجات بتثاقل و كسل و البرود يحيط بها يعطبها هاله مخيفة نوعًا ما ، حسنًا هي ليست أفضل من الثملين هناك ! ألقت نظرة خاطفة عليهما ثم أشاحت نطرها ألى المرأة التي تقدمت نحوها و أستقبلتها بصفعة أدارت رأسها ، أبتسمت بسخرية و أطلقت ضحكة مستهزءة أثارت جنون التي تقف أمامها لتمسكها من كتفيها و تهزها بعنف ثم تدفعها ليصطدم جسدها النحيل بـ لأرضية الباردة القاسية لتتحول ضحكاتها إلى أنين ، صرخت : اللعنة ! ، لقد ألمتني يا هذه
- لتتألمي دائمًا أبتها المتشردة !
وقفت بتثاقل بـحقد و هي ترمقها بحده : هل تبجح مدير عملكِ عليكِ لتأتي و تفرغي غضبك فيّ ! !
- أخرسي أبتها الوقحة !!!
- لم ؟ ، هل تريدين الزواج مجدداً ؟! ألا يكفيك حالنا !
كتفت المرأة يديها و هي تقول بأستخفاف : و ما هي حالتكم ؟ تدرسون بأفضل المدارس أنتي و هاذان الـ ** * المرميان هناك كـأنهما قمامة !
صرخت بغل : حالتنا أننا نأكل و نشرب من قذارتك ! ، حالتنا أننا مجهولون غير معترف بهم ليس لدينا أبوان لسنا عائلة ! ، ولدنا و تربينا تحت قدارتك هذه حالتنا !
للمره الثانية صفعة أعقبتها عدة ركلات و ضربات تحت صراخها الهستيري
- أضربي أكثر هذه هي حقيقتك لا مقر منها !!
- ناكرة للجميل مثل والدك أن كنتي لا تريديني فلـتذهبي ألى الجحيم !
جذبتها من الأرض بقوة و سارت نحو الباب فتحته و دفعتها ألى الخارج و أغلقت الباب في وجهها بقوة ليهز أركان البيت ، شهقت بغل و ضعف من الذي تعيشة لا يوجد هنا سوى قطرات المطر الغزيرة تخفي ضعفها و ذاك السائل المالح الذي أنساب من عينيها اللوزيتين ليشق طريقة على وجنتها الجافة من البرودة ،
ضربت الباب بقوة و هي تصرخ : سأذهب ! ، لن تريني مجددًا لن ألتفت أليك لن أساعدك سوف أحاسبك على ما فعلته لن تنجي مني أبدًا
وضعت كلتا يديها أذنها بخوف على صوت الرعد الذي جعل قلبها يرتجف بفزع ، مشردة ! بلا نقود بلا حقيبة بلا ملابس تقيها من برودة للجو ! تسير في الشارع بلا هدى لتلفت لترى ضوء يتجه نحوه بسرعة و صوت عالي ثم
ذراعان نحيط جسدها المرتجف و تشدها نحو المجهول
لتشعرها بدفئ غريب أنساب ألى إعماقها
لـ يهمس بصوتة الرجولي العميق : البدر الأسود !
الأكتـــــــمال الأول
يو . أس . أي ، نيويورك .
الأول من ستمبر .
الساغة الأن تشير ألى | 8:00م|
تقف بكل شموخ أمام الواجهة الزجاجية الصخمة التي نطل على البحر تتأمله بعمق و سكون . ظلام دامس يمزقه أنوار المدينة الهائجة "نيىيىوك"! تأملت السيارات من بعد عشرين طابقًا كأنها أسماك تسبح في عنق الظلام ، ألتفتت لتعاود الجلوس على كرسيها الأسود كـسواد الغرفة ! ، يبدو أن فكرة إغلاق الأنوار كانت سيئة أرادت الاسترخاء لكن ! كل شيئ أنقلب ضدها و عاودت الأفكار مهاجمتها من جديد ، أتاها صوت رجولي عميق من الظلام
- أراك تتصرفين بحرية هنا و كأنه مكتبك !
أمسكت برأسها بألم ها قد عاودت التوهم من جديد !
- أنا حقيقتك راشيل !!
همست : لقد آصبت بالجنون
ضحك بأستهزاء : ليس بعد !!
ألتفت يمنة و يسرة لتبحث عن مصدر الصوت لكن لا يوجد سوى ظلام .. ظلام فحسب ، لتفتح الأضواء فجأة و يختفي الصوت و ينقشع الظلام
أردف الرجل الأربعيني بآستغراب وهو يتجه نحوهما : أبنتي ؟ ، ماذا تفعلين هنا !
رمقتة ببرود ثم أجابت : أردت الأسترخاء !
هتف الشاب صاحب البدلة السوداء بسخرية الواقف خلف رئيسه : وهل أرتحتي جيدًا !
حدقت به ببرود مماثل : كثيرًا ، كثيرًا جدًا أكثر مما تتصور
أردف الرجل الأربعين بحزم : جوليان أسمح لنا بلبقاء لوحدنا قليلا
أردف بطاعة : أمرك سيدي
رمقها بنظرة غريبة ثم أنسحب بهدوء يثير الرهبه في قلب راشيل لاكن لما ؟ ، ألتفت السيد أندريس آلى أبنتة الواقفة أمامه
- أخبريني ماهي مشكلتك ؟
أردفت بهدوء : ليست لدي أي مشكلة سوى أنني أريد الهروب من واقعي !
- هل مصروفك لا يكفيك ؟
حدقت بوجهه بحسرة هل النقود كل ما يفكر به ؟ هل هذا ما أستطاع أستنتاجه أنه يهرب .. يعرف واقعه فهو يشاركني بهذا أيضًا بلـ هو المسؤل عن كل هذا !
- أجل !!
- سأطلب من جوليان تحويل مبلغ أضافي في حسابك أذا
همت في المغادرة بصمت لتلفت و ترى الشاب الأشقر بقف بجانب الباب يرمقها بسخرية ، ما سر هذه السخرية و الثقة الكبيرة بنفسه ؟ أراهن أنه مجرد غرور و زعزعة في الشخصية ، ليبتسم فجأة و يضحك
سبت بخفوت : مخبول !
مٓنار أو رٓشيل ! / 18 عامًا ، طالبة ثٓانوية
***
- أني حقيقتك راشيل لا مفر من ذالك !!
***
السابعة صباحًا .
توقفت سيارة الـ b m w .أمام البوابة الرئيسية لـ مدرسة ألبيرت الثانوية ، ليفتح الباب و ترتجل الفتاة الكستنائية من السيارة مرتدية زيها المدرسي
- أنستي حقيبتك
هتف بتك الكلمات الشاب الأشقر وهو يعطيها حقيبة الظهر البيضاء التي طبع عليها أحد شعارات الماركات العالمية و الكريستالات اللامعة الفخمة نقرت عليها بشكل جميل يلفت الأنظار من بريقها ، رفعت عينيها لتجد طلاب مجتمعين في بهو المدرسة الأشبه بـبهو احد الفنادق ذات الخمس نجوم !
- هل سمعتم ؟ .. راشيل عادت !
- لقد تغيرت أصبحت أكثر جمالا .
- أنها اميركا هي من غيرتها
تقدمت بخطوات ثابته واثقة نحو الداخل و هي ترجع شعرها المصفف بعناية إلي الخلف بتباه و أستعلاء ، لم تلتفت إلى أحد و لم تلتفت ؟ إن حراسها يحيطونها بكل جهه و خاصة الأشقر الذي يسير بجانبها مرتدي نظاراته الشمسية ، ألقت عليه نظرة خاطفة لتراه متألق كـالعادة بأفضل البذلات التي أبرزت طول قامته
و جسمة الرياضي الرشيق .
" هه، زير نساء ! "
توقفت عندما سقطت عيناها على ااشاب الذي يجلس على كرسي نهاية الممر واضعًا قدمًا فوق الأخرى بغرور و خيلاء زاد من جاذبيته و وسامته ،
" كريس "
وقفت مكانها بينما هو نهض من على الكرسي وهو يصفر و بنبرته المتمردة و نظراته الحادة تثير الهالة الخطرة حوله مجيبًا
: لقد مر وقت طويل أيتها الفاتنة !