عندما، تتساقط اوراق الخريف... عندما| تتساقط اوراق الخريف الخريف قد حل... الريح الباردة تلفح أوراق الأشجار... وأسفل الشجرة التي فقدت معظم اوراقها، جلست "سمية"، تداعب أوراق الأشجار المتراكمة، بجانب شقيقها "مراد" الذي كان يتأملها بحزن، كانت رقيقة، وبريئة، سمراء البشرة، وعيناها العشبيتين تنضخان شبابا وحيوية، كيف لا!؟، وهي لم تتجاوز العشرين ربيعا، فستانها النيلي الفضفاض، وخمارها الأبيض، زاداها تألقا، ووقار، رفعت راسها وابتسمت له، اخترقته ابتسامتها وتحركت شفتيه بارتباك فبادلها شبح ابتسامة، عادت للعب بالأوراق، وعاد هو لأفكاره، هل يتركها لكن لمن!؟، والده احترق عندما قصف بيتهما، وجثة والدته لم يعثر عليها بعد، فهل يتركها للحرب، للموت ليختطفها، لكنه سئم، سئم من رؤية منظر جثث تختلف وجوهها من صبيحة لأخرى،....، سئم من رؤية الشمس تغرب في شروقها. لذا قرر الالتحاق بالثوار، سيعمل على تحرير وطنه، لأنه يريد لأخته ان تبتسم دائما، ان ينام دون ان يسمع بكاء الأطفال، وصراخ النساء... فضوله يدفعه بقوة ليعرف كيف تكون الحياة عندما ينقشع رماد القنابل؟، قاطعته شقيقته مجددا قائلة بنبرة طفولية: "هل نعود للمنزل يا اخي!؟" ابتسم، وافقها براسه ثم وقف، وقال وهو يمد يده ليساعدها على النهوض: "هيا بنا يا سمية." وبعد مدة من السير، وصلا امام منزل مرمم، دخلت سمية لكن مراد تردد في الدخول، سألته بقلق: "هل انت بخير؟" اشاح بوجه، ولم يجب، فوضعت يدها على كتفه وقالت بنبرة حنونة: "لا تقلق يا اخي، كل شيء سيكون بخير." نظر نحوها وابتسم، اجل سيحارب ليكون كل شيء بخير... وفجأة صوت إطلاق نار، كان مراد هناك، يطلق رصاصة تلو الأخرى، ليدافع عن اخته، ليدافع عن اهله، ووطنه، طلقة من الجهة الأخرى، تناثرت قطرات دموع ودماء، وفي فصل الخريف، هبت ريح باردة، وسقطت ورقة شجر بجانب جثة باردة، كانت جثة مراد... كورقة في فصل الخريف، تشبث بحلم الحياة، والحرية، لكن الرياح كانت باردة، وقوية، فسقط، وسقطت ورقة الشجر... تمت |
__________________ كــما لــكل قصــة بــداية ونهــاية
"حــروفـي اعتـصــرت بشــدة داخــلي
حتــى... تمـــــــردت" |