09-02-2017, 03:30 AM
|
|
- يجلسُ على كرسيه .. داخل شرفته الجميلة .. دائم التأمل لصديق عمره القمر .. يُفكرُ بجدية في الخطوات التالية التي يتوجب عليه اتخاذها .. و بنظرة خاطفة .. وقعت عينيه على صورة معلقة على الحائط .. " صورتِه مع صديق طفولته الذي فقده ما يقارب ست سنوات " .. عادت بهِ الذاكرة و أوقعته في ذكرى ما حدث بعد فقدانه روحهِ .. بدا ذلك و كأن الحياة قد عصفت به و أوقعته وسط عاصفة هيجاء لا تعرف الرحمة البتة .. تلك الأيام الذي قضاها وحيداً .. تعصف به الحياة أينما تشاء .. حكايات ألم و تراتيل وجع قضاها .. ثقته بنفسه هشمتها الحياة إلى ألف قطعة .. أصبح يسير في طريق العتمة .. الظلام أنيسه .. و الليل ملجأه في هذا العالم .. لكن بعدها بعدة سنوات .. أعاد النظر .. و دقق في الحياة أكثر .. كان يتسائل دائما عن ماهية الحياة ؟ .. لِمَ تقف في وجهننا دوماً .. و من تجارب عديدة أوقعت به الحياة .. و نصبت له الكثير من المكائدِ و الفِخاخ .. وقع في بعضها .. لكنه أيضاً اجتاز البعض الآخر .. اكتشف أن الحياة ما هي سوى لعبة .. لعبة ذات مستوى لا متناهي .. تتدرج من السهل إلى الصعب إلى الأصعب و هكذا .. فهذه سنة الحيااة " كما يقولون هم " .. ترانا اجتزنا المرحلة الأولى .. تنصب مكائدها للمرحلة الثانية .. و إنْ نجحنا .. تنصب العديد من الفِخاخ إلى أن تِحلْ الهزيمة بنا ...
ثم ضحِك ثانية .. تنهد بهدوء .. فاسترسل :
- عندما تِحلُ بكَ هزمتها .. تكون بطعم مختلف .. فالحياة إن ألحقت بك الهزيمة .. تُضعفك .. تَذِلُك .. تُفقدك ثقتك بنفسك .. تجعلك تُصدق خدعتها الواهمة بأن الفشل رفيقك للأبد .. هههه .. حينها تكون قد تَمكنت منك يا مسكين .. وقتئذٍ تتمنى أن تقتل نفسك .. و ضعيف الإيمان بنفسه قد يُقدم على الانتحار أيضاً .. أو يلقي بنفسه إلى سجنها الفظيع ..
احتبستْ الدموع في عينيه و أَبت أن تخرج .. تنهد بحزنٍ قائلاً :
- لذا يا صديقي عليك أن تقف بوجهها .. تتحداها .. تستطيع أن تسحقها بضربة قاضية .. و لكن ستدفع الثمن غالياً .. ستتجرع جرعات النيكوتين الخاص بها .. سيسري بجسدك .. و لكن قوة إيمانك بنفسك .. إصرارك في تحديها .. عزيمتك بإلحاق الهزيمة بها .. صبرك على مشقاتها .. ذكائك في تفادي ضرباتها .. حنكتك في تجاوز مكائدها .. تلك المِيزات جميعاً إنْ اجتمعت بك .. فحتماً ستكون ضربتك هي القاضية ..
لا تكثر اللوم على نفسك .. كلما وقعت .. قف من جديد .. أعد المحاولة .. العثرات أمامك كثيرة .. لكن حاول أن تقف من جديد على قدميك بقوة أكبر و تصميم أعلى ..
تأملَ القمر ثانية و قال بحزنٍ ممزوج بحنينٍ قاتل :
" صديقي فلترقد روحك بسلام .. تشجيعك لي لم يضيع سُدى .. مهما عصف بي الحياة .. لن أنحني انحناءة استسلام لها .. سأقف من جديد ..
إن الشوق قد طاال .. و بات فتاكاً .. رحمة الله عليك .." و ابتسم ..
#
__________________ سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم |