عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 09-02-2017, 03:26 PM
 


شعرت بالسعادة العارمة لأمي عند
ولادتها لأخي الأصغر إياس سأروي لكم تفاصيل
قد تكون خاصة قليلا لكنني أود مشاركتها
....
...
..
.
ذهبت أمي للمشفى لشعورها بالدوار الشديد
فتفاجأ الطبيب من ارتفاع ضغط دمها ليصدمها
بقوله: هذا خطير جدا على صحتك و الجنين
علينا إجراء عملية قيصرية اليوم
زاد معدل نبضات قلبها و بطبيعة الحال زاد
ارتفاع ضغط دمها عادت للمنزل و الدموع تملأ
خديها جلست بالقرب من الباب تنظر إلينا و هي تظن
-كما قالت هي- "أنها ذاهبة لملاقاة حتفها" خوفها
طبيعي و مبرر جدا فهذه العملية الأولى التي تخضع لها
في حياتها و أيضا جنينها الصغير لم يكمل شهره الثامن حتى
اجتمعنا حولها لتضم إخوتي الأصغر سنا الذين يبكون لبكائها
و هم لا يعلمون شيئا شقيقتيّ اللتان تلياني وقفتا بلا حراك لم
تعرفا ماذا تفعلان للمنظر الجديد عليهما حاولت تهدئتها بكلمات
صغيرة "إن شاء الله ستكونين بخير" ,"ستذهبين و تعودين إلينا بإذن الله"
"لا تخافي يا أماه" لكنها لم تكن تستمع إلينا على الأرجح ساعدها والدي على النهوض
ليعيدها للمشفى ثم عاد إلينا ليقول: ادعوا لوالدتكم فهي الأن بأمس الحاجة لذلك
قالت أختي أريج و هي تبكي: لكن لماذا ماما كانت تبكي؟
قال أبي: إنها ذاهبة لإجراء عملية قيصرية
بطبيعة سنواتها التي عاشتها هي و غيداء و أجوان لم تعرفا ماذا يقصد بذلك
بينما صدمت شقيقتيّ الأخريتان لمعرفة بأن أمي حامل من الأساس و أخذ
يوصينا بالمنزل بالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يتركنا فيها لكن القلق
انتابه لرؤية الحزن و المفاجأة التي حلت علينا ثم غادر مضى يومان و نحن نرتقب
أي أخبار عن أمنا الحبيبة ليتصل والدي بعد صلاة المغرب أثناء استعدادي لمساعدة
شقيقاتي في حل الواجبات المدرسية لأجيب كالمعتاد ثم يصعقني قائلا: أمك الحمد
لله بخير و سلامة و هي في غرفة العناية بسبب ضغط دمها
قلت له: الحمد لله على كل حال
أخذ أبي نفسا عميقا ثم قال: و لقد أنجبت صبي
هنا تسمرت في مكاني أركز في آخر كلمة قالها "صبي" ترددت في أذناي كثيرا
قبل أن أبدأ الركض و الصراخ في أرجاء المنزل كالمجنونة حدق بي إخوتي بذهول
لردة الفعل الغريبة لأتوقف و ألتقط أنفاسي ثم أبشرهم بتلك الأخبار رميت الدفاتر
و الأوراق عاليا في الهواء بدأت أصوات الصراخ تعلو في الشقة حمدا لله أن جيراننا
لم يكونوا موجودين في ذلك اليوم لقد سعدت كثيرا لأمي فها هو حلمها يتحقق
"إياس" أنار منزلنا بعد 4 شقيقات رائعات و اليوم عمره ثمانية أشهر و أسبوع
جعله الله من الذاكرين و الحافظين و البارين بإذن الله

رد مع اقتباس