الزهرة الحادية والتسعون : سقوط الشيطان الأقوى.
ابتسمَ سيلفر مكشرًا فهتف : مُت !!.
ثمّ تبعته جوليا : فورماسيون ماديرا: خولا ديافيس !!
*تكوين الخشب**قفص الطيور
أحاطت جوليا ماركوس بقفصٍ من النباتات و وقفت أمامه تفتحُ ذراعيها على عرضهما ، فاستقرّ رمحُ سيلفر في كتفها الأيمن لتصرخ بصوتٍ مبحوح و حدقتانِ متسعتان غرقتا في الدموع ، شدّ سيلفر شعرها و صرخَ بغضب بينما يرميها جانبًا : لا تعترضي طريقي أيتها البشرية !
ارتطمَ رأسها بالأرض و توقفت عن الحركة فهتفَ ماركوس بقلق : جوليا !
إذ بكفّ يدِ روبي يستقرُ على معدةِ سيلفر و بجزءّ من الثانية طارَ بعيدًا ، فقالت بسخطٍ و غضب : أعدكَ أنكَ لن تخرج على قيدِ الحياة
الدمية الملعونة : خرقٌ للقواعد ، استعمالُ السلاح ... خرقٌ للقواعد ، إفقادُ المنافسِ وعيه ، سيلفر ... أخذتُ معدتك و إحدى رئتيك ...
تلوى سيلفر من الألم و هو يطلقُ صرخاتٍ متقطعة بصوتٍ مبحوح و يسعلُ من بينها تارةً أو يشهقُ ألمًا ، صرخَ بصوتٍ مبحوح متألم : اللعنةُ عليكَ أليكسي ! أقسمُ أنني سأقتلك ! تبًا !!
الدمية الملعونة : خرقٌ للقواعد ، شتمُ سيدِ اللعبة ، أخذتُ كبدك !
توجهت روبي نحوه بهدوء و هي تنظرُ نحوه بعيونٍ باردة كانت لتكونَ كالثلج لولا أنهما ذهبيتين
قالت ببرود : مت
صرخَ أليكسي مادًا ذراعه لها : توقفي روبي !! القوانينُ مطلقة ! لا يمكنُ لأحدٍ خرقها !
مالَ أحدُ أغصانِ القفص الذي صنعته جوليا فهمست بصوتٍ مرتجف : رجاءً ... سا ... عد ... رو ...
لم تكد تنهي جملتها حتى فقدت وعيها ، في تلكَ الأثناء توجه رمحُ سيلفر نحو روبي بمحاولةٍ منه لطعنِ ظهرها ، ركز ماركوس على سبابةِ الأول فوجدها مرفوعةً بنوعٍ من الإشارة ، غطّت غرةُ ماركوس على عينيه و قامَ بدفعِ روبي بعيدًا بعدَ أن همسَ لها بضع كلمة ، اتسعت عينا الأخيرة و شهقت بهدوء ، دماءٌ قرمزية صبغت الرمال ، و زالَ سحرُ ماركوس ، نهضت روبي من على الأرض بصعوبة بينما جوليا فقدت وعيها فقط ، هرعت الأولى عند ماركوس و قالت بصوتٍ مهزوز : ما ... ركوس ؟ ...
لكن لم تكن هناك إجابةٌ من ذلكَ الجسد الذي تسيلُ منه الدماء ، شعرهُ الأشقر يغطي عينيه، و جسدهُ لا يتحرك بينما فجوةٌ حفرت في خاصرته اليسرى ، و على الجانبِ الآخر يستلقي سيلفر على ظهره يحدقُ بالسماءِ المرصعةِ بالنجوم معَ ابتسامةٍ عريضة على شفتيه فضحكَ ثمّ أردف : هذا ما تستحقه أيها اللعين ! من هو الفائزُ الآن هاه ؟ من هو الأقوى !!
سعلَ بضع مرة لينبع من فاه دمًا ، أغمضَ عينيه ألمًا رغمَ هذا لم تفارق الابتسامةُ شفتيه أبدًا
تحسست روبي وجنةَ ماركوس التي هبطت عليها بضع دمعة لتهمسَ بصوتٍ مرتجف : لا أريدُ ذلك ! لا تتركني ... ماركوس ... افتح عينيكَ أرجوك ... هيا ! لا ترحل بكلّ أنانية بعدَ أن قلتَ شيئًا كذاك ! نيه !
أخذت دموعها تنهمرُ بغزارة دون أن تنطقَ بكلمة أو تهمسَ بحرفٍ واحد ، تحركت الحشائشُ قربها و صوتٌ مألوف همس : روبي...
و ما لبثت هذهِ الحروفُ الخروجَ من فمه حتى لمحَ جسد صديقه و أخيه ممدودٌ على الأرض و دمائه تتسربُ إلى الخارج ، و من ناداها للتو تبكي و دموعها قد بللت وجهها بالكامل
التفتت إليهِ بهدوء و همست : ساعدني ... هاري ... ماركوس يأبى الاستيقاظ ...
حرارةٌ اشتعلت داخلَ حلقِ هاري فورَ سماعهِ لتلكَ الجملة ، اقتربَ من رفيقه ببطءٍ شديد و هو يحدقُ بوجههِ الذي يزدادُ شحوبًا ، جثا على ركبتيه و انهمرت بضع دمعة على خده ، بقي مصدومًا بضعَ ثانية ثمّ أجفلَ ملتفتًا نحو روبي و هتف : ماذا عن قلبه ؟
وضعَ أذنه على الجهةِ اليمنى من صدرِ ماركوس ثمّ همسَ بصوتٍ مرتجف : من هو المسؤولُ عن هذا ؟
نظرت روبي نحو سيلفر دونَ أن تتفوه بكلمة ، نهضَ هاري و قالَ بهدوء : روبي ... قلبُ مار لا يزالُ ينبض ... رجاءً امنحيهِ دمك ... سأنهي أمرَ هذا الشخص
عادَ بريقُ الأملِ لعينيها و اتسعتا على آخرهما ، أمسكت إحدى حرباتها و جرحت باطنَ كفّ يدها ثمّ شدت على قبضتها لتقطرَ دمائها على وجههِ بضع قطرة ثمّ على شفتيه و داخلَ فمه ، فتحَ ماركوس عينيه على أوسعيهما فجأةً و شهقَ بقوة ، أما هاري فقد وقفَ أمامَ سيلفر المستلقي أرضًا ، نظرَ الأخيرُ نحوه و قال : ماذا تريد أيها البشريُ الوضيع ؟
هاري : ما رأيكَ أن تعطيني حياتكَ رجاءً ؟
رفعت جوليا نفسها عن الأرضِ بصعوبة و همست بأعلى ما تملكُ من صوت في هذهِ اللحظة : هاري ... ماركوس قد سلبهُ كبده ، رئته ، كليته و معدته بالفعل ... لذا رجاءً ... اقضي عليهِ تمامًا ...
نظرَ هاري إلى سيلفر ليقول : أ هكذا....
تحولَ شعرهُ إلى الأسودِ و بشرتهُ إلى البيضاءَ شاحبة بينما صبغت عيناهُ بلونِ الفضةِ فأردف : لادرون ماجيكو : اكتفيفار
*سحر السارق **تفعيل
شعرَ سيلفر بنفسهِ يُمزقُ لأشلاء من الداخل فأطلقَ صرخةً مدوية أجبرت العصافير على الطيران و راين و هايدن على الإسراع ، دمعت عيناه ثمّ انسابت تلكَ الدموعُ منهما رغمًا عنه
أخذَ يصرخُ بصوتٍ مبحوح : هذا مؤلم ، هذا مؤلم ، هذا مؤلم !!!
و يكررها بضع مرة ثُمَ هتفَ بسخط : اللعنة عليكم جميعًا !!، تبًا !!!
فتحَ عينيه لتتوسعا على آخرهما تزامنًا معَ شهقتهِ المبحوحة عندما لمحَ ما يحملُ هاري في يده ، هنا سمعَ هاري صرخةً مكتومة بصوتِ روبي فالتفتَ إليها ، و هذا كان عندما وصلَ كلّ من راين و هايدن و هما يحملانِ لوكا ، و لم يمضِ سوى بضع وقت حتى سطعَ ضوءٌ من جهةِ القرية .