09-23-2017, 02:40 PM
|
|
نظرت في عينيها ثم قلت بسخرية ( هكذآ إذاً .. " أعطيتهن ظهري " .. ليس بيني وبينه شيء ابداً )
( بلى .. هنالكِ شيءُ بيننـــآ ! )
نظرنا جميعاً إلى مصدر الصوت .. كان جالساً على طاولتـه مُحنياً ظهره قليلاً مبتسماً بهدوء
صُدمت جميع الفتيـــات من قوله المفاجئ وإبتسامته .. ومنهن أنا !
وبدأت تتعآلىَ أصوات الإعتراض بينهُن
كُنت محاطةً بهنْ حيث أنهن شكّلن حولي حلقةً دائرية .. صرخت بسبب الإزعاج الذي أحدثنه ( سكووووووووت ! )
أحسست بإن نظراتهُن كالخناجر تخترق كل جزءٍ من جسدي
كنت مرتبكــة والخوف يتسلل إلى قلبي شيئاً فشيئاً ليجعله يترآقص رُعباً .. مالمصيبة التي قد يوقعني فيها ؟
لآ .. أتمنى أن لا يكون ما أتصوره .. !
ركضت إليه بسُــرعة لأنظر في عينيه بغضب .. همست ( مـ .. مالذي تقصده ؟ )
حَك أنفه وأشاح بوجهه بعيداً عني .. قال بصوتٍ مرتفع ( ألستِ مُهــرجتي الآن ويجب عليكِ إسعادي ، ألا تٌعتبر هذه علاقة )
رفعت حاجبي الأيمن دلالة التعجب وقلت ( أي نوع من العلاقة الغريبة هذه ؟ )
وما جعلني أتعجب حقاً .. هو همسآت الفتيآت وضحكآتهن مع بعضهن عند سمآع كلآمه ..
وايضاً ! .. لقد رحلن وإبتسامات الرضا المُشرقة بادية على وجوههن ..
على الأقل .. لم أمُت على أيديهِن .. أو ليس كما توقعته ، هذآ أفضل
أجابني بلا مبالاة .. ( المُهــم أنها علاقة على أي حال " أمسك بمعصمي " هيّــا لنذهب لتناول الغداء سوية مع بعض الأصدقاء )
سحبت يدي بقوة وعقدت حاجباي بغضب ( مآبك ؟ إن إمساكك ليدي يُصيبني بالحكـة والاشمئزآز ، غير ذلك .. أنا أفضل البقاء وحيدةً هُنــا )
بقي صامتاً ... كان ينظر أمامه الى .. اللآ شيء .. ثم قال ببرود غريب دون النظر إليّ ( كما تشآئين ! )
بقيت أنظر إليــه بغضبٍ لمُده .. لم أعلم طولهآ .. ولكنني وعيت بعد فتره لأُلحظ أنه إختفى .
رجعت إلى مكآني .. سحبت الكُرسي بإتجاهي وجلست عليه بضجر ناظرةً إلى النافذه لأُراقب الحديقه الكبيرة بالخارج
ثم أدرت وجهي إلى باب الفصل لأرى مخلوقاً صغيراً ينظر إليّ من طرفه بنظراتٍ متفحصة
قُلت بهمسٍ مسموع ( أحدُ الأقزام السبعــة ؟ )
وقف ذلك المخلوق بإعتدال .. لأكتشف بإنهُ فتاة قصيرة القامة نوعاً ما ذات وجه طفولــي بريء
تمرقني بنظرة تفحُص جعلت قلبي يترآقصُ رُعبــاً ..
أحسست كأن هالةً سودآء حالكة الظلام تُحيــط بها بشكل رهييب
والمُشكلــة أنه كُلما إقتربت مني تجعلني انتفض أكثر فأكثر !
والمُصيبــة الأكبر أنني الوحيدةُ الموجودة بهذا الفصل .. أتراها شبح ؟
رأيتهُــا تقترب متجهة إلي بخطواتٍ قويّــة .. إلى أن أصبحت أمامي مُبــاشرةً
( أهلاً ) .. ما إن قالت هذه الكلمــة حتى نظرت إلى الاسفل .. لأتأكد أن قلبي لم يسقُط فعلاً
صوتها غريب جداً .. عميـــق وفيه نبرة حزنٍ ممزوجةٍ بحقد دفين ، لا أعلم لكن هذا ما شعرتُ به
( أعرف شعوركِ تماماً .. بإن تكوني الضحية التالية له )
آه يا إلهي .. أحسست أن مساً قد أصابها .. فلقد تغيّر صوتها بشكل مفاجئ عندما قالت آخر جملة لها
ولكن .. ماذا تقصد بإنها تعرف شعوري .. ضحية منْ ؟
أمسكت بيدي فجأةً وجلست على كُرسي ريو بجانبــي مما جعل القشعريرة تسري بجسدي
( سيجعَلُــك أضحوكه ! ، سيُهينــكِ أمام الجميـــع .. إنتبهي ، إن إكتشف أحدى أسرارك .. فلقد إنتهيتي )
نظرت إليهــا بتعجُب وقلت متسائلةً بغير إدراكِ مني ( هل تُشاهدين أفلام رُعبٍ كثيــرة يآ أُختاه ؟ )
رمقتني بنظرةٍ حادة وكأنها إخترقت عيناي ( ستعرفين أني على حق قريباً .. والآن )
وقفت بُسرعه محدثةً ضجه بالكُرسي ( أراكِ لاحقاً مينـــوري ! )
قلبي آهٍ يآ قلبــي .. إنها فعلاً كالشبــح ، نظرتُهــا .. نبرةُ صوتهــا .. كلامُهــا .. غير طبيعي أبداً
حمدتُ الله ألف مرةٍ على ذهابهــا .. فعلاً هذه مدرسةُ مجانيـــن
نظرتُ إلى الساعة المُعلقة أعلىَ السبــورة أمامي .. ( ألم يتأخر وقت الفُسحــة ؟ )
ما إن إنتهيت من هذه الجُملــة حتى رنْ الجرس
مُعلناً نهاية الفُسحـة التي ضاع وقتُهـا كله - بالنسبة لي – في الشجآر والرُعب والتوتُــر
شيئاً فشيئاً أصبح ألطلاب يأتون إلى الفصــل .. والممرات في إزدحآم طلابي ..
لمحت ريو قادماً من بينهــم .. ظللت أنظر إليه وهو يتحدث مع فتىً ما لرُبمــا هوَ صديقهْ ..
إلتفتَ ناحيتــي وابتسم .. مما أثار غيضي كثيــراً
دخلا هُمــا الإثنان وإقتربا ناحيتــي .. وقف ريو خلفــي أما صديقه كان مُقابلاً له
ربت على كتفــي بقوة وقال مازحاً ( آه .. هذه هي مُهرجتــي التي حدثتُك عنهـــا )
إبتسم ذلك الفتى وحيآني بهدوء .. لكنني لم أجبه بل كُنــت أنظر إلى ما خارج النافذة مُدعيةً الشرود ..
مرت الحصص الأخرى بشكل عادي جداً وهادئ .. دون مشاجرات ، أو حتى إستفزاز !
وما فاجأني حقاً .. هو أن ريو كان يركز بالشرح كثيراً ، رُبما هو ليس بذاك الغباء الذي توقعتــُه
بنهــاية الدوام ..
أدخلتُ كرسييّ بالطآولة بعدمــا رتبتُ كتبي وأنطلقت مُسرعة .. إلى أن إستوقفني صوتٌ كرهته من يومي الأول
( مينـــوري ! )
( ماذا الآن ؟ )
( إلى أين ستذهبيـــن ؟ ) .. حقاً لقد كان سؤاله مُحيراً ... إلى أين سأذهب ؟
قُلت بجُرأة ( لا أعلم ) .. ضحك بخفه ثم تقدمنــي وقال ( إتبعيني )
مشيتُ خلفه .. لم أسأله إلى أين .. فإحساسي يقول أنه سيدُلنــي على مكان سكنــي
وها أنا ذا أُثبت صحة إحساسي ... أقف أمام باب غٌرفتي الذي وُضعت أمامه حقائبــي
( إذاً .. علي الذهآب الآن ، أراكِ غداً .. مُ هَ رِ جَ تِ ي ! )
ثم أخذ يركض بخطواتٍ سريعــة خائفاً من أن أنقض عليه كالأسد الهآئج
بخصوص موضوع الأسد الهائج ، أنا أشعر بزئيره في بطنـــي .. فالجوع يكادُ يقتلني بحَق
أسرعتُ بفتح البــاب بالمفتآح .. بحثتُ عن زر تشغيل الأنوار بإصابعي على الجدار إلى أن أحسست به وضغطته
كانت غٌرفتــي واسعةً جـــداً .. جدارها أبيض وأرضها مفروشه بسجّــادٍ وردي يُضفي لمسةً ناعمةً عليهــا
سرير بإحدى زواياهــا .. ومكتــب طويل بسيـــط للدرآســة
ألقيت بحقيبــة المدرسة بعيـــداً وفسخت حذائي بشكل سريع ورميته أيضاً حتى إصطدم بالجدار ووقع
إرتميتُ على الســرير بتعب .. قلت هامسةً لنفسي بألم ( آه .. يومُ شاق جداً .. ظهري يؤلمنــي )
أغمضت عينــي بهدوء .. وها أنا ذا ..... أنام أخيراً !
عدة سآعآتٍ مرت .. لم أشعُر بها قَط ..
كُنت أحتضن وسآدتي بقــوه وكأنها شيءٍ ثمين لآ أود ضيآعه منيّ
إستيقظت إثرَ الطرق العنيف لبآب غُــرفتي بشكل مُتتآلي ..
كانت الغرفة مظلمــة تماماً إلا أن جُزءًا من ضوء القمـر يتسلل إليها من النافذة الصغيرة الموجودة بالأعلى
وهذآ ما يسّر علي المشي للإقترآب من البـــاب ..
حككتُ عيني بإنزعاج وأنا أتحسس زر تشغيل الأنوار وقُلت ( مـــن ؟ ) .. إلا أنني لم أحصُل على أي جــواب ..
بل زآد الطرقُ عنفـــاً وإزعاجاً ..
..
وهذآ ماجعلني أتقدم مُسرعةً بغضب لأفتحــه حتى دون تشغيل الضوء
أمسكت بمقبض الباب بقوه وفتحته على مصرعيـه وصرخت ( مـــــــــن ؟!! )
عقدت حاجبآي إعتراضاً لما قد رأيتُـه
جيش من " الفتيـــات " يقفن خلف بآب غُرفتي يبتسمن بشكلٍ أخرق فعلاً !
دخُلن بشكلٍ إندفاعي قويّ حتى أن بعضهُن قد إصطدمن بي بعُنف
وكل واحدةٍ منهُن تصرخ بقوّه ( دخلت ، مرحبـــاً ، إبتعدي ، حآن دوري ، سأدخُل ! )
هممت بإغلاق البآب بعدما تأكدت من عدم وجود المزيد وأنا في شدة دهشتي وصدمتــي .. وحيرتي أيضاً ،
لمَ قد يأتون إلي حاملينْ دببتهُم المحشوّه وألعابهُن وبعض الوسائـد ؟
أوه لآ .. بالطبع لآ ! لن أجعلهن ينَمن عندي هذا مُستحيـــل ..
بقيت وآقفةً أنظر إلى مقبض البـــاب شاردة الذهن
حَتى قطع أفكاري سؤال إحداهُن مُشيرة إلي بفضول ( ماهذآ ! ) ..
نظرت إلى نفسي ثم إليهـا وقلت سآخرة ( دعيني أحزر .. أتُراه جســد فتاة في السابعة عشر ؟ )
عادت تسألني بسخريةٍ أكبر ( أتسخرين مني ؟ أقصد لِمَ ترتدين زي المدرسة إلى الآن ! )
عاودت النظر إلى نفسي لأرى أنها مُحقــه .. أحسست أن وجهي قد أصبح صغيراً جداً من شدة إحرآجي
نظرت إليهُن واحدةً تـِلوَ الأُخرى ثم قلت بهدوء ( صحيتٌ لتوي من إزعاجكُن ! .. لذا ، أستئذنكنْ عليّ الإستحمام .. ) ،
أخذت أمشي ناحية خزانة ملابسي التي كانت مُلصقةَ على الجدار المقابل للسرير ..
كان حجمها عادياً لا بأس به
فتحتها لأجد حقائبي ملقاة فوق بعضها بشكل مُهمل جداً ..
فتحت إحدى الحقائب وأخرجت بذلة النــوم البسيطة التي لطالما أحببت إرتدائها ..
كنت أنظر إليها بإبتسامةٍ هادئة وكُل ما أسمعه من خلفي هو همهمة وثرثرة الفتيات .. كم أشعر بالانزعآج !
دخلت إلى الحمآم لأخذ حمامٍ مُنعش يُصفي ذهني المشتت حالياً .. والغير مُستوعب حتىَ الآن لما يحصل لي
ولأستطيــع الإستفسار بشكل جيّد عن سبب قدومهــن إليّ بالذات
آتمنى أن لآ يكون من أجل " ريـــو " .. لأنني حقاً سأسحقهُن كالحشره !
كان وجهي مرفوعاً إلى الأعلى ليُواجه قطرات الماء الدافئـة التي تُصب عليه بقوّه
وأثناء غنائي بمــرح .. سمعت صوت إحداهن تقول
( آه يالَلقرف ، إن حذائها مُلقى بشكل عشوائي بشع .. )
فتاةُ أخرى ( يا إلهي .. آكي أنظري فقط إلى جواربهـــا ، رائحتهُــا تكاد تقتلنــي )
نظرت آكي إلى جميع الفتيــات حولهآ بتعجب وقآلت ( هل هي فتــاة ؟ )
أنزلت رأسي ليُصب المآء عليــه بشكلٍ مُبــآشر ..
أغمضت عينــي وحآولت تمآلك أعصآبي عندما سمعتهن يتحدثن بهذه الطريقة لكنني لم أستطع ..
وكل ما فعلته بغضب دون إدراكِ مني هو التقدُم نحو البآب وفتحه وإخراج رأسي وحيداً منه
نظرت إليهُــن والشرآرآت تتطآيــر من عينــي التي أصبحت مُرعبةً حينهــا
قلت بغضب ( إن كان الأمر لا يُعجبكــن ، فبآب الخروج قريبٌ جداً كما تعلمن .. لم أقٌم بدعوة أحد فلا تنسنُ ذلك ! )
قالت إحداهُن بهمس وصل إلى مسآمعي لكنّي تجاهلتُــه ( لا تملك حتى حـِس الذوق الرفيع )
آه آلرحمــــة !!! " أغلقت البآب بقــوه كبيـــرة جَعلتهن يفزعن "
مرت خمسة وعشرون دقيقة وأنا داخل الحمــام وكُل مايمكنني سماعُه هو صوت ضحكات الفتيات بغُرفتي
ونعيق الغرآب المُزعج بالخآرج وهذا مآيذكرنــي بـ " ذو المنقـــار "
بعدمــا إنتهيت ... خرجت من الحمآم واضعةً المنشفة حول رقبتي آخذةً بطرفها لأمسح به وجهي المُبلل
أقفلت باب الحمــام ورائي وإقتربت من مكان جلوسهـن وسألتهُن بفضول بعد فترة سكوت حَلت بيننا
( مالذي أتى بكُن إلى هُنــا ؟ )
قآلت فتاة تجلس عند طرف سريري مُسندةً ظهرها عليه ( آكي طلبت ذلك ، وأحببنــا أن نجتمع سوية للتعآرف أيضاً .. )
حسناً .. أنا لا أُمانع ذلك فأنا لستُ فظة إلى تلك الدرجــة .. فأقبلت إليهن مبتسمةً بوجوههن علامةَ الرِضآ
إلتفتت إلى تلك الفتاة عندما قالت تُحدثني ( مينـوري .. إقتربي ، آكي قررت أن تحكـيَ لنا قصة شبح المَدرسة القديـــم ! )
هآه ؟ هذآ ماقلته بوجوههن .. مُجرد " هاه " تعجبيّــة دلّت على سُخريتي أكثر من تعجُبي
أغمضت عيني وضحكت بتوتــر ( أتمزحن معيّ ؟ كُلهــا مجرد خُرآفآت وتخيّلآت لا وجــود لهآ )
لكن .. هل يُمكن أن تكون تــلك الفتاة الصغيــرة التي حدثتني شبحاً ؟
" ضربت طرف رأسي بقبضتي بخفه " مستحيــل ..
نظرتُ إلى الســاعة المدورة البيضاء التي عُلقت على الجدار المُقابل للجدار الذي يوجد به باب الخروج
كانت تُشيــر إلى الواحدة بعد مُنتصف الليــل .. !
ثم إستدرت لأنظر لآكي التي قالت لي بلهجة غآضبةٍ آمره وهي تنظر إلي بعينـان حادتان تلمعان من ضوء القمر المنعكس عليها
( إجلســي يا مينـــوري )
خضعت لأمرهــا .. وأفسحنَ لي المجآل للجلوس فأكملتُ الحلقة الدائرية التي شكلنهــا بوسط الغُرفةِ بشكلٍ مُرتب ..
كُنــا سبعة فتيــات و آكي هي الثـــامنة .. ننظر جميعُنــا إليها بتمعُن
رآقبتهُن .. كل فتاة تملك شيئاً ما تضمُه إلى صدِرهآ إلا أنا !
على كُــل حال .. فهذا لا يُهمنــي
نظرتُ إلى آكي التي كانت تًدلك وجههــآ إستعداداً للتأثيرآت التي ستُجريهـا عليه أثناء سردها للقصــة
ثم رجعت بنظري إليهن ببرود لأرى علامات الخــوف بادية على وجوههــن بشكل واضح حتى إن أردن إخفاءه
ثم قلت لآكي بإبتسامة لطيفــه ( إبدأي ) ..
بدأت آكي بسرد الحكآية بكل إندفاع وحماس قائلة
( في ليلة كهذه .. عندما كانت السمــاء حالكة الظلآم ، ونصف القمر يَتوسطهــآ .. والغريب أن لونه كان يميلُ الى البني أو البرتُقـــاليّ ! ...
ولا يُسمع إلا حفيف الأشجار القوي وصوت الغــرآب البشــع .. بهذه المدرســة بالذآت ! .. كان هنالك ششبــح " شددت على حروف كلمة شبح " يخرج ليرى من تكون ضحيتهُ التــالية في كُل بداية سنـــة )
" آآآآآآآآآآآآآآآء " ..
إخترق ذلك الصوت السكون الذي غلّف الغُرفــة بشكل مُفاجئ
فأصبن الفتيآت بالذعـــر وأنا من بينهُن عندمآ سمعنــا نعيق الغُرآب الآتي من خآرج غُرفتي عبر النافذة ..
فإلتصقنا كُلنــا ببعضنــا البعض لا إرادياً .. ثُم إبتعدت عنهُن عندمــا أحسست بنظرآتهُن السآخره تتوجه إليّ
ضحكت آكي بشيطــآنية وأكملت مُتجاهلةً خوفنـآ قائلةً ( الشبَــح – كما يُقـال - .. أنه شبحُ فتاةٍ حآقدة حزينـة كان يتملكهـا الغضب .. تُحآول الإنتقـــآم ! )
قآلت إحداهُن بحماس ( مِمَن ؟ لمآذآ ؟ ) .. واجهتهآ آكي بنظراتٍ حاده مًرعبةٍ أسكتتها وقالت ( آصمتي ! )
إكتفت تلك الفتاة بالتشديد على إحتضان وسادتها وتقريبها إليها أكثر ،
بينما آكي قد أصبحت قريبةً جداً من وجوهنا المتلاصقه وعينيهـــا تلمع بشده
( ذلك الشبــح .. أو بالأحرى تلك الفتاة .. كانت قصيــرة القآمة ، ذات وجهٍ طفــولي بريء ،
تملك قــطةٍ سودآء ذآت عينين صفرآوتين مُرعبتيـــنْ )
( كفــــــى ! ) ..
................................
[ توضيــــح ]
المدرســة عبارة عن ثلآث مبآني كبيــرة قريبــة من بعضها البعض .. ويربط كل مبنى ممَر يقوده للآخر
المبنى الأساســي حيثُ الفصول ومكتب المديــر والمُدرسيــن وما إلى ذلك .. يقع في الوســط تماماً
أما المبنــى الآخر على الجهة اليُســرى فهو سكن الفتيـــات ، يتكون من طآبق واحد طويلٍ جداً .. " بالعَرض "
وهو طبعاً أصغر من المبنى الرئيسي !
أما الآخر في الجهــة اليُمنى .. فهو للفتيــه ، يطآبق سكن الفتيآت تماماً في الطول والحجم ..
ويوجد ملعب لكُرة القــدم قريب جداً من مبنآهُم
هذه المبآني جميعــاً تتوسط حديقــة كبيرة تُحيطهآ من جميع الجهــات ..
................................
[ لننتقل إلى مكانْ آخر قليلاً ]
ورآء المبـــاني الثلآث .. تحديداً وراء مبنى الفتيــات !
وبتفآصيــل أدق .. ورآء نآفذة غُرفة مينــوري التي كانت تقع بآخر طول المبنــى
1... بتوتــر ( أتظن فعلاً ستنجــح خُطتنــا هذه المره ؟ )
2... ضحك بخفــه ( طبعاً ، لقد نجحت في السنة السآبقه .. لمَ أنت متوتر جداً )
1... قال بغضب ( آنت أحمق .. هذه المرة ، أٌحس أن نهآيتي وشيكـــه ! )
قال ثالثهُــم ( آصمتوا ، حان وقتنــا الآن .. )
أمسك الأول بسُلم ووضعه أمام نافذة مينــوري .. تسلقه بخفة وسهولــة تامة كما لو أنه مُعتاد على ذلك
وفتح النآفذة بهـــدوء ليرى الفتيات جميعهُن يعطنه ظهورهن ..
إبتسم بخُبث ثم نزل بحذر ليضمن عدم إحداثه أي ضجــه ..
الثــاني كان يُمسك بقطة سودآء تلمعُ عيناها الصفــرآء بشكل مُرعب جداً
أما الثآلث أشعل ناراً بخشبة شجــرة متوسطة ..
................................
[ بغرفــة مينـــوري ]
إكتفت تلك الفتاة بالتشديد على إحتضان وسادتها وتقريبها إليها أكثر ،
بينما آكي قد أصبحت قريبةً جداً من وجوهنا المتلاصقه وعينيهـــا تلمع بشده
( ذلك الشبــح .. أو بالأحرى تلك الفتاة .. كانت قصيــرة القآمة ، ذات وجهٍ طفــولي بريء ،
تستطيع أن تتخفّى بشكل قــطةٍ سودآء ذآت عينين صفرآوتين مُرعبتيـــنْ )
( كفــــــى ! ) .. صرخت برُعبٍ شديد وأنا أنتفض خوفاً .. ( كُفــي عن ذلك .. )
نظرن جميعهُــن إليّ بإستغراب .. وقآلت آكي بسخريةٍ وغرور
( آه آنظروآ ، هآهي فتاتُنـا الصغيرة ترتجف خوفاً بعدما كانت تدّعي الشجـــاعة ! )
قلت بعصبيــة وأنا أصرخ بشكل هستيري أمام وجهها ( لقد رأيتهآ ... شبح الفتآة ! رأيتهآ اليوم ... )
فجـــأةً ودون سآبـِق إنذآر .. قفز شيءٌ أسود على سريري من خلآل النآفذة مما أدى إلى إحداث ضجةٍ كبيرة في غُرفتي
أي أن الفتيـــات قد صرخن بقــوة وأولهن كانت آكي التي بدَت مُتفاجئـة جداً
نظرتُ خلفــي لأرى ماسبب خوفهـِن .. إذ بي أرى قـِطةً سودآء تنظــر إليّ بعينين حآدتيــن ..
وليس ذلك فقط !
شممتُ رائحــة حريق تتسلل إلى غٌرفتي شيئاً فشيئاً ، حَركت شفاهي للبدء بالكلام لكن آكي قاطعتني
( آه ... إنني أشُم رائحــة الشبح ، مــِثل العآم السابق .. يا إلهي من الضحيّــة !! )
رأيتها قد إستعَدت للنهوض لتنجو بحياتها كما فعلن باقي الفتيــات ..
كُنت أراقب تحركاتهــا هي بالذات بخوف مُحاولةً إخفاءه إلا أن هذا الأمر مُستحيــل ..
فجأة !
تسللَ دُخــان كثيف إلى غُرفتــي إلى أن أصبحَت مليئةً به مما جعل رؤيتي لما حولي مُستحيلــه
وقفت بســُرعة وقلت بذَعر وأنا أســعل بقوه
( بنــــات .. هل آنتن بخيـــر ؟ " لم أحصل على إجابه " .. آه هل تسمعنني ؟!!! )
فجأةً .. أصبح شريط من الذكريآت يدور بذهنـــي .. ذكريــات حاولت جاهدةً أن أنساها !
لكن الأحداث التي تمُــر بي الآن .. تُذكرني بما قد حصل لي سابقــاً ..
تجمعــت الدمــوع بعينــي لتُحدث شلالاًين من الدموع يجــري على وجنتيّ بسُرعــه .
نظرتٌ خلفـي عندما سمعتُ صوت خطوآت تقترب أكثر فأكثــر .. لألحظ عينــين تشعّآن وتلمعان بشده بسبب ضوء القمر
وظلٍ يتضح لي صآحبه كُلمــا إقترب .. قلت بهدوء ( آ ... آ آكيي ؟ )
لكنْ ظني خآب هذه المره .. لقد كان شبحُ الفتـــاة من جديد
تنظــر إلي ببـــرود وبيدهــا قطةُ سودآء ( إلتقينــا من جديد ... مينـــوري ! )
آ
فجأةً .. أصبح شريط من الذكريآت يدور بذهنـــي .. ذكريــات حاولت جاهدةً أن أنساها !
لكن الأحداث التي تمُــر بي الآن .. تُذكرني بما قد حصل لي سابقــاً ..
تجمعــت الدمــوع بعينــي لتُحدث شلالاًين من الدموع يجــريآن على وجنتيّ بسُرعــه .
نظرتٌ خلفـي عندما سمعتُ صوت خطوآت تقترب أكثر فأكثــر .. لألحظ عينــين تشعّآن وتلمعان بشده بسبب ضوء القمر
وظلٌ يتضح لي صآحبه كُلمــا إقترب .. قلت بهدوء ( آ ... آ آكيي ؟ )
لكنْ خآب ظني هذه المره .. لقد كان شبحُ الفتـــاة من جديد
تنظــر إلي ببـــرود وبيدهــا قطةُ سودآء ( إلتقينــا من جديد ... مينـــوري ! )
سَرت قشعريــرةٌ قويّه بكآمل جسدي عندما حَدثتني بنبرة صوتها العميقـة تلك فقلت مُرتعبــة ( هـ . . . ـآه ! )
كانت كُلما إقتربت بخطوةٍ ثابتــة .. تراجعتُ أنا خطوتيــن برجلين مرتجفتين إلى الوراء ..
أحسست بإن روحــي ستخرجُ في أي لحــظة .. الجميعُ تركنــي وهرب لينجو بحياتـِه
وبقيتُ أنا فريسةً جديدة وإحدى الضحايا لشبح فتاة المـــدرسة القديـــم
كــان الدُخان يملء المكــان مما يجعل الجوّ مُرعباً أكثر .. يا إلهي ماكان عليها أن تُحدث هذه التأثيرات عند قدومهـا !
إقتربت مني بهدوء مُبتسمة وأحنت رأسها مميلةً إياه جهة اليمين قليلاً وقالت ( مابكِ ؟ خائفــه ! )
ههه تسألني إن كُنت خائفــة ؟ هل تمزحَ ! .. بالطبــع أنا أشعُر بالذعـــر .. اذاً لِمَ قد تسقط دموعي بشكلٍ غزير هكذا ..
رأيتها تغلق عينيهــا مُعقدةً حاجبيهــا وكأنها مُنزعجــة .. ثُم فتحتها ونظرت إليّ بعينين غاضبتين
مما جعَلنــي أقفز خوفاً لأنتقل بشكلٍ سريع إلى إحدى زوايا الغُرفة ..
و ضممت قدماي لحَضني دآفنةً وجهــي بينهُمــا وأبكي بصمت
لآ يُسمع إلا شهيقــي وأنيني المُوجــع ..
.................. إلى أن أصبح كُل ما أستطيــع رؤيته ... هو الظلآم !
.............................
في أحد الأحيــاء الهادئة جداً والتي تُنير الاضواء البيضاء ظُـُلمتها
حيثُ لآ يُسمع إلا مواء القطط البآحــثة عن الطعــام في كُل قمامةٍ تلقاها !
كانت الساعةٌ تُشير إلى الحادية عشرة ليلاً ..
تحديداً في بيت مُتوســط بتصميم حديث – بالنسبــة لذلك الوقت – في الحديقة الخارجيةِ له بالتفصيل !
( ريوتـــآ ... توقف أُريد اللعب معـــك ! ) كان ذلك صوت صُراخ طفلةٍ صغيــرة لم تتجاوز الخامسةَ منْ عُمرها
تُنــادي من بعيــد طفلاً آخر كان يختبئ خلف أكبر شجــرة في تلك الحديقـة ..
كان ذاك الطفل مُسنداً ظهره على الشجــرة .. فأمال رأسـه لينظُر إليها ثم أخرج لسانه الصغيــر بحركةٍ مُشاكسـة وقآل بعنآد يُخاطب تلك الطفلة
( أمسكي بي .. ثُم يُمكنكِ آللعب معي ! )
ضربت تلك الفتاة الصغيــرة الارضيــة بقوةٍ دلآلة الغضب الشديد ..
وإستعَدت لإطلآق ألحانٍ صاخبة عبآرةً عن صرخات بُكاء حاد ..
فأقبل ذاك الفتــى الصغيــر " ريُوتـــا " الذي بدَى يكبرهـا بعدة سنوات .. مُسرعاً بإتجاهها حاملاً الكُـرة بيديه وقال
بعدمــا وضع يده على كتفهــا ( لآ أرجوكِ .. كُنت أمزح ، لنلعـــب معاً لكن أرجوكِ لا تبكي ... إتفقنا ؟ )
إبتسمت تلك الفتـــاة الصغيــرة بطفوليـــة وقالت بطريقة مَضحكــة لعدم مقدرتها على النُطق جيداً ( حثنــاً ) " حسناً "
أخذا يلعبــان سويةً مُصدرآن ضجةً كبيــرة مما حَث بقيّــة الأطفآل اللذين كانوا بدآخل المنزل على الخروج
ليــنضموا إليهم وليــزدآد الصخَب والإزعآج بشكل جنونيّ !
بالنسبــة إلى الجيرآن ، فلقد أخذوا يصرخون بعصبيةٍ شديدة من خلآل نوافذ منآزلهم ليكُف الأطفآل عن الصُرآخ
لكنهُــم مُجرد أطفآل ... فمنَن سيُبآلي ؟
أما بدآخل المنـــزل .. فكانت الأجواء مُختلفــةً لكن ليس إلى ذلك الحَد البعيــد !
فكان الجوّ إحتفالياً جميـــلاً مليئاً بالضحكــات والإبتسآمآت المُوزعة على وجوه الجميــع .
يجلسون حول طاولــة مُستطيلة طويلــة تقع بوسط غُرفة المعيشــة الكبيــرة نوعاً ما ..
رجلُ عجــوز مع زوجتـه التي لا تختلف عنه حالاً .. يتحدثون ويُلقــون النكآت لإبنائهم الكبــار
اللذين أصبحوا الآن رجالاً مُتزوجيـــن ولديهم عدة أطفآل !
وبعضهم من كان يتحدث عن مسيرتــه وإنشغالاته وأعماله ومشــاريعه في عملــه .. وما إلى ذلك من الأحاديث ..
فجأةً دخلت تلك الطفلةُ الصغيرة ذآت الشعر الأسود القصير جداً والعينين العسليتيين الواسعتين .. ترتدي ثوباً أبيض طويل بالنسبة إليهــآ ..
بإبتسامةٍ لعوبةٍ مرحة تتخللها البراءة من خلآل البــاب الذي يُطل على الحديقةِ الأمامية التي كانت تلعب فيهــا مع أخيها " ريوتـــا "
وإتجهَــت إلى عمهـــا الشـــاب البالغ من العُــمر السابعة والعشـــرون ، مع ذلك لم يكُن متزوجاً .
إرتمت في حُضنــه بمَرح والسرور لم يُفــارق نبرة صوتهــا الطفولية العذبه .
( شيـــــن ! ) .. إلتفت عم تلــك الطفلة إلى إمرأة جميلــة تبلغ الثانية والثلاثيــن من العُـمر فأجابها مُبتسماً ( ماذا ؟ )
قالت وهي تجلس بجانب زوجهــا حول الطآولة ( أيُمكنك إحضــار أطباق الحلوى من الثلآجة ؟ لقد تعبت جداً ولا أستطيع الوقوف على قدميّ )
غَمز شيــن بمرح وقال مُبتسماً ( من دواعي سروري ! ) ..
سمـِع الجدْ كلآمهآ فقال مُعترضاً وهو ينهض بنشـآط ( كلآ .. دعنــي أنا أذهبُ مع طفلتــي الحُلوة )
قالت تلك المرأة بإبتسامةٍ صغيــرة عذبة وبمرح مُتصنعةً الغضب ( حسناً .. لكن أرجوك لا تلمس قطعةً واحدة ! )
( آه علِمت أنكِ ستقولين ذلك ، هذا عِقابٌ قاسٍ لي ) .. قآل الجَد ذلك مُدعياً الإحباط وهو يُمسك بيدِ تلك الطفلة الصغيرة مُتجهين سويةً إلى المطبــخ
مرت فتــرة قصيرة وهُو ينتشل كل طبقٍ ليضعه فوق طاولة المطبَــخ .. والطفلة واقفةٌ بجانبه مُمسكةً بطرف سرواله الزيتي الطويــل
( جـــدي أُريد اللعــب بالخارذ مع ريُوتــآ ! ) .. " بالخآرج "
حَرك شفتيه ليُطلق بضع كلمات من بينهمــا لكنهُ سكت عندمـآ أحس بشيء غريب يُحثه على الصمت ..
أمسك يدهــا الصغيرة بقوة عـِندما سمـِع صوت إطلاق النيرآن وصراخ أفراد العائله ..
حَمل تلك الطفـــلة لتكون على ظهرهِ بسُرعــة وقلبه يكاد يخرُج من مكآنهِ من شدة خوفــه ..
صحيح أنه عجوز .. لكنه مازال يحمــل بعض الطــاقة التي كان يتحلى بها في شبآبه !
طوقت تلك الفتاة يديهــا حول رقبتهِ بشكل تلقائي وقالت مُتسائلة ( جدي .. ماذا بك ؟ )
إتجه ناحية البـــاب الذي يؤدي إلى خارج المطبخ ليُطل على غُرفة المعيشــة
لكنهُ لم يستطِع رؤية شيء بسبب الدُخـــان الكثيف الذي أعمى بصيرته حينهـــآ
أصبح يلتفت الجد بعينيه بشكــل سريع ومُريب والعَرق يتصبب من جبينــه ..
مما دبّ الرعب في قلب الطفلة التي بدأت في التساؤل وصوتهــا يرتجف ( جـ ... جـددي .. مآبك !!! )
كان ذلك بسبب سماعه لصُراخ الأطفال وزوجتـه والآباء والامهات بغرفة المعيشــة .. وصوت إطلاق رصاصاتٍ أيضاً !
وما كان مُرعبـــاً اكثر هو أصوات الرجـــال الغريبين اللذين إقتحموا المنزل بشكلٍ مفاجئ مما أثار الخوف بداخلـِه
( آشششش ! ) قال الجد ذلك وهو يُحاول تهدئة الطفلة بهَزه لها وهي على ظهــرِه
أدار وجهه إلى الخلفَ ليلحَظ وجود البــاب الذي بالمطبخ المؤدي إلى الحديقةِ الخلفيــةِ للمنزل
أسرع لإمساك مقبض البــاب .. ما إن أمسكهُ حتى فتحه على مصرعيه وإنطلق بخطواتٍ متسآرعة وآسعة للهروب
إتجه لبــاب الحديقةِ الخآرجي الخلفي ونبضات قلبه تتســارع بشكلٍ رهيب .. والطفلة مازالت تصرُخ باكية ..
نظر خلفه نظرةً خاطفـــة ليرىَ أن المنزل يحتــرق والدُخان يتصاعد للأعلى بكثآفه
ولهَب النيــران ينعكس في عينيــه ووجهــه ..
أما الطفلةُ فكانت تسعــل بقوّة من بين بُكائهـا .. فقال الجَد بقليلٍ من الصرامة ( أُصمدِي مينــوري )
سمـِع الجَد صوت أحد الرجــال العميق يُنــاديه مُهدداً ( توقف عندك وإلا أطلقتُ النـــار ! )
.............................
" ههههههئئئئئئئئئئ "
صحَوت وأنا أصرخ بقــوة بسبب هذآ الحـِلم المُرعب الذي كان عبارة عن جُزء من مآضيّ التعيسْ
بقيت عدة دقائق في سريري أنظر إلى أصابعــي بشرود وأنا ألهث كأنما كُنت في سباق جريّ طويل ..
وضعت ظهـر كفي الأيمَن على جبينـــي المُتعرق
وأغمضت عينــي بسبب ضوء الشمس الذي يتسلل من النافذة عليّهـا مباشرةً ..
ثم نظرتُ حولــي بعدمآ نهضت بهدوء لأحمد الله أن ذاك كُــله كان مُجرد كآبوسٍ ليس إلا ..
وأيضاً .. الفتاة الشبح لم تكُن سـِوى خيآل ! .. رُبمــا هذا كان نتيجة مُقابلتــي لتلك الفتاة بالفصـِل
وضعت كفة يدي على صــدري جهة قلبي لأقول بآسمةً مطمئنةً نفسي ( آه إهدئي يا أنا إنه حُــلم فقط )
أزحتُ الغطــاء بإهمال وسُرعة عن جسدي البــارد ..
نظرت يمينــي لتتسع عينآي بذهول وأحسست كأنما صاعقةً قد قسمت رأسي لنصفين !
( آه هل إستيقظـــتِ ؟ )
بقيت فاغرة فاهي بصدمــة وأنا أنظر إليه يجلس ممدداً رجليه مُسنداً رأسه وظهره على الجدار بالقُرب من سريري
مُديراً نصف وجهه لــي لينظر إلى وجهي المصعوق ثم يقول باسماً ( صبآح الخيــــر .. كيف أنتِ الآن ! )
وقفتُ بســرعة وقلت بهستيرية ( أيُ خيـــر وأنت أمامي .." قلت متسائلة " ثم مالذي تعنيه بكيف أنا الآن ؟ )
رفع حاجبيــه بتعجب وإلتف بكامل جسمه نحوي جاعلاً وجهه مرفوعاً للأعلى حتى تلتقي عينانا ..
لكنه مالبث أن طأطأ رأسه - المُحمر - وحك خده بإصبعــه بخجل
( الا تتذكرين ماحدث بالأمس ... الدُخـــان ، الشبـــح ، القطــــه ! )
جلست مرةً أخرى على سريري ورفعت رأسي لأنظر للسقف متمتمةً بغضب ( لم يكُــن حُــلماً إذاً )
عاودت النظــر إليــه وسألته ( مالذي حَدث ؟ )
زاد إحمرآر وجهه وأصبح يحُك خده بحركةٍ سريعة ، مما جعلنــي أنظر إليه بنظرات حآدة مليئة بالشَك
قلت بصوتٍ خافت ( آه .... لا تقُل لي )
راقبت تحركاته بعيني عندمــا وقف مُسرعــاً ليُصبح أمامي مُباشرةً .. لكنه أصبح يمشي بهدوء بخطواتٍ حذره إلى الوراء
لاحظت التوتــر الشديد في عينيــه اللتان تتحركان حركآتٍ سريعـة تُحاول بشتى الطُـرق عدم النظر إليّ
وقفتُ بهدوء وأصبحتُ أمشي خطوتيــن كُلما ترآجع خُطوه !
إلى أن إلتصق بالجدآر بقُرب باب الخــروج ،
فإبتسمتُ بنصـــر عندما أسرعت إليه وأسندت يدايّ على الجدار بقُـربه لأُكوّن حاجزاً يمنعُه من الحرآك أو الهَرب
كان طويلاً جداً بالنسبــةِ لي .. أي أن رأسي يصل إلى صدره وأحتاج إلى رفعه لأنظر إلى وجهه
قُلت بعد فتــرة صمتٍ دامت عدة دقائق وأنا مبتسمةُ بشــَر ( لم تُخبرنــي ... مالذي حَدث ؟ )
أشاح بوجهه الذي صُبغ بالحُمرة عنـي جهة اليمين ينظُر إلى الباب ، ثم رفع كتفيه وتنهد قائلاً بإستسلام
( حسناً ، آكي هيَ صديقتــي منذُ الإعداديــة ، كُنــا دائماً ما نقوم بعمل المقالــب مع بعضنا إلى الطُلاب الجُدد أو حتى القدامى في كُل بدايةِ سنة .. فقط للتسليــة ! )
رفعتُ حآجبــي الأيمن بسُـخرية والدموع متجمعة في عيني لكنني لم أقاطعه ، فقآل ( فقررنــا أن .... أن .... )
أدار وجهــه لينظُـر إلي .. لكنهُ سُرعـان ما إلتف وأصبح ينظــر للأسفل مصدوماً ... بسبب " الصفعة " التي تلقاها منيّ !
عمّ السكون القآتل أرجاء الغُــرفة ..
نظرتُ إلى بآطن كفة يدي اليُمنـى بصدمة غير مُدركة بعد لما فعلتُه وقطرات الدُموع تنهمر عليهــآ
وأبعدت يدي الأُخرى عن الجدآر بينمــا كان ريو واقفاً من غير حرآك ..
( أخــــــي ! ) إلتفتت إلى ذلك الصوت المألوف لي الصآدر مِمَن كان يقفً عند الباب ينظر إلينا بذهول ..
فأًصبت بصدمةٍ أكبر وكأنه يوم الصدمـــات العآلمي ! |
__________________ قدمي تسللت بين دجي الليالي
سائلتاً القمر متي سيتحقق حلمي
وهل سوف يحصل ما في بالي
بلون القمر توهجت عيناي
فأصبحت ملكتاً في اليوم التالي
[hide]احبك ياتاشي_كن
[/hide]
لي عودةdevil1]
|