الموضوع: إتباع المنهج
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-30-2008, 01:39 PM
 
إتباع المنهج

إتباع المنهج
يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )) [الصف : 14]

أرشدنا الله تبارك وتعالى في هذه الآية إلى الوسيلة الوحيدة التي بها يُنصر دين الله والتي بدونها ما تحقق نصر حقيقي أبداً وكل ما يتوهم للعيان من انه نصراً بغير هذه الوسيلة فهو سراب .

وتتبين هذه الوسيلة من قول نبي الله عيسى عليه السلام للحواريين ( من أنصاري إلى الله )
قال العلماء لو أنه اكتفى في السؤال بقول "من أنصار الله ؟" لأدعى كل أحداً أنه نصير لدين الله ، وأنه يعمل لأجل الدين ويهدف لمصلحته ، كما في عصرنا الحالي لما كثُرت الجماعات والفرق والطوائف والأحزاب فلو سئلوا جميعاً من أنصار الله لأدعى كل منهم أنه نصير لله بالرغم من اختلاف المنهج والتوجه في كثير من الأحيان.

ولكن ليس الأمر بالإدعاء وإنما بتحقيق الشرط السماوي المطلوب والذي ظهر لنا جلياً من الياء المضافة في كلمة ( أنصاري ) حيث أن نبي الله عيسى أضافهم إليه ليقول لهم أن من يريد أو يدعي نصرة دين الله فلابد أن يكون على منهجي باعتباري النبي المرسل لكم من الله تعالى والذي آتاني الكتاب والرسالة وأمرني بها.

لذا نقول هنا وهنا فقط تكون نصرة دين الله ، على منهج كتاب الله وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام وكل من خالف ذلك ثم ادعى نصراً فهو مردود عليه وهدفه إعلاء راية طائفته أو حزبه لا إعلاء كلمة الله ، فكلمة الله لا تُعلى إلا بمنهجه وإتباع رسوله عليه صلوات الله والتسليم.

إذن إن كان يؤلمنا حال الأمة الإسلامية وانكساراتها في كثير من البلدان والتشتت الحاصل في البلد الواحد ونريد أن يتغير الحال وتكون لنا الغلبة فلن يحدث هذا إلا بنصر الله لنا (( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[آل عمران : 160]
ولكي ننال نصر الله فلا سبيل لذلك إلا أن ننصر دين الله كما أخبرنا تبارك وتعالى حيث قال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [محمد : 7]
ولن تكون النصرة لدين الله إلا بإتباع المنهج.

هذا والله أعلى وأعلم


فائدة( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ )
قال العلماء العلة في إجابة الحواريين سؤال نبي الله عيسى عليه السلام بقولهم ( نحن أنصار الله ) بدلاً من قولهم نحن أنصارك إلى الله هي أنهم أردوا أن يطمئنوه أنهم سينصرون دين الله دائماً وأبداً في وجوده معهم وبعد رحيله أو موته أي أن النصرة لن تتعلق بوجوده معهم بل بالأصل وهو دين الله.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ينصرون دين الله على منهجه وكما يحب ويرضى.
__________________
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ ؟؟
إذا انتهكت محارمنا.. قد انتهكت
إذا نسفت معالمنا . . . لقد نسفت
إذا قتلت شهامتنا . . . لقد قتلت
إذا ديست كرامتنا . . . لقد ديست
وظلت قدسنا تغصب ... ولم تغضب
إذا لله ... للحرمات ... للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟؟
رد مع اقتباس