تساقطت تلك الكرات الباردة على الارض بعشوائية لتكسوها باللون الابيض..مدت تلك الطفلة يدها لتتحسس الثلوج وهي تلامس كفها الصغيرة اثناء سيرها في ذاك الطريق الذي لا ترى عيناها له نهاية،أنزلت يدها لتحتضن الدمية المتمسكة بها اليها اكثروقد كسى وجهها ملامح الخوف والقلق..لحظاتٌ قبل ان تبدأ الدموع بالتجمع بعيناها منذرة بالسقوط في اي لحظة ! نطقت بصوتٍ خافت لا يخلو من تلك الرجفة :
-منزلي لم يكن بهذا الطريق..أين أنا؟
كانت قد قررت ان تكمل طريقها لعلها تجد احدً لتسأله عن طريق عودتها وقد بدأ تساقط الثلج بازدياد والبرد القارس يلسع جسد تلك الطفلة بقسوة..توقفت وهي تنظر حولها بخوفٍ يزيد كل لحظةٍ عن سابقتها..كل المحلات مغلقه والشوارع فارغة بسبب الثلوج لم تستطع العثور على احدٍ إلى الان..حملتها قدماها الى حافة الطريق لتجلس وهي مطأطأة رأسها على دميتها وقد ارتكزت على ركبتيها ليبداً ما كانت عيناها تنذر به من قبل.
بعد بضع دقائق جاءها صوت شابٍ يقول ببعض من القلق:
-ما الذي تفعلينه في وسط هذا المكان ايتها الصغيرة؟
رفعت رأسها ناحيته لتجده قد انحنى امامها لتقول وما زالت الدموع مترقرقة بعيناها:
-لقد اضعت طريق المنزل ولم أجد احداً ليساعدني
امسك بيدها الصغيرة وجعلها تقف ليغطيها بسترته الكبيرة ثم يحملها بكل لطف وهو يقول بحنان:
-لا بأس عليكي يا صغيرتي، سآخذك للمنزل.
جزء من حلمي نوعا ما