[align=center][tabletext="width:700px;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2017/11/09/00/977113197.png');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل الثـامن عشر: عنوانٌ ولقـاء
في منزل مــاري :
"أمي لقد عدت"
" أهلا بكِ عزيزتي .. تبدين مفعمة بالحيويـة على
غير العادة .. أتساءل عن السبب ؟"
"أترغبين بكــآبتي إذن ؟"
"كلا البتـه ! لم أقصد ذلك عزيزتي"
"أعلم .. أنـا سعيدة لأنني تعرفت بصورة أكبر على أحدهم"
" حقـاً .. ترى من هو ؟"
"ليــث"
لاحظت جين انكماش والدتها فور سماع اسم ليث
ولكنها سرعان ما تظاهرت باللامبالاة وشرعت
بتقطيع الخضروات التي أمامها لتحضير طبق
السلطه ..
" أمي لا تبدين سعيدة بالخبـر .. لمــاذا ؟"
"لست واثقـة مـا إن كان علي حثكِ على ما تفعلين أم لـا
على كلٍ هل قابلته ؟"
"كـلا ، للأسف "
أطلقت ماري زفرة ارتياح وهمست بصوت خــافت:
"جيــــــد"
"هل قلتِ شيئاً أمي ؟"
" آه .. نعم ، كنت أتساءل من أين لكي المعرفة
وأنتِ لم تقابليه ؟"
" لقد حصلت على عنـوانه "
نظرت مـاري لابنتها بارتيــاب غير قادرة
على التصديق فأردفت:
" ألا تصدقينني ؟ انظري هـا هو العنوان ..
سأضعه لك على هذه المـائدة في
حال رغبتِ بالتأكد"
" لا أريده .. وما علاقتي به ؟! ،
سأمزقهُ إن لم تحمليه معك الآن "
"حسنـا افعلي ما شئتِ به .. لقد حفظته مُسبـقاً ، وداعاً
أنـا ذاهبة لأنام، تصبحين على خير "
" جيــــــــن ! عودي إلـى هنـا لم أنهي حديثي بعد"
إلا أن جين كانت قد صعدت لغرفتها في الأعلـى ..
فعبرت ماري عن استيائهـا
"آه ، هذه الفتـاة مثيرة للمتـاعب بالفعل ..
كيف توصلت لعنوان ليث ؟!،
لا أصدق أنه عنوانه ، مستحيــــل !
إلــام تنوي هذه الشقيــة؟"
عندما حلّ الصباح وبــعد أن غـادرت جين لمدرسته ،
رتبت ماري المنزل كمـا أنجزت فروضها المنزلية اليومية
ثم توجهت للخارج .. من المفترض أن تتوجه للعمل
ولكنها بكّرت عن موعدها بساعه .. وعلمها لا يبعد سوى
بضع أمتـارٍ عن المنزل لـذلك قصدت التوجه
للعنوان الذي تركته جين لها للتـأكـد من مصداقيته ..
حتى وصلت للمحـل ..
تفقدت العنوان بعنــاية مجدداً آمله أن تكون جين
قد أخطأت ، لأن هذا المحل بالـذات شاهدته سابقـاً
عندما كانت تتردد بالجوار بحثا عن ليث ولم تتوقع
وجوده به ، فشجعت نفسها على الدخول ..
ونهض الرجل المسن فور ملاحظتهِ لها مقدماً لها
كرسياً للجلوس ، كما سألها مـا إن كانت راغبة
أو تبحث عن شيء ما ..
"آسفه للإزعـاج في مثل هذا الصبـاح المبكر"
"كلا .. إنني معتاد على استقبال الزبــائن في
مثل هذا الوقت .. كيف أستطيع مساعدتك ؟"
" آه .. كنت أتساءل .. هل تذكر شـابة صغيره
ذو عينان زرقـاوان وشعر بني قصير مرتديه زي
مدرسي تشبهني ربما .. قد أتت البارحة لهنـا ؟"
" أجل أعتقد أن هنـالك فتاة بهذه المواصفــات "
"و سألت تلك الفتاة عن فتىً يدعى ليــث ؟"
" ذلك صحيح .. هل تعرفينها ؟
هل أنت أحد أقربــائهـا ؟"
"أجل .. إنـها ابنتي تدعـى جين "
"أوه .. سعيداً بلقـائك ، كنت مستمتعـاً برفقتها البارحة ،
إنها لطيفة جـداً"
" بل مشــاكسة جـداً .. آه .. بخصوص ليث هل تعرفه
معرفة وثيقه ؟"
"نعم يمكنك قول ذلك ؟ ولكن مـا زلت أعتقد
أن معرفتي به لا تزال ضحلـه "
" لماذا ؟ ..ألا تعرفه منذ زمـن ؟"
"بلى ولكنه كتومٌ بعض الشيء خاصةً فيما يتعلق
بماضيه قبل أن أكفله ولا أحب أن أبدوا متطفلاً عليه ،
على كلٍ ألديكم سابق معرفةٍ به ..تبدين أنتِ
وابنتكِ مهتمتان بشأنه؟ "
" ابنتي أعتقد أن لديها الحق في ذلك ..
أمـا أنـا وإن كنت لا أستطيع الكفّ
عن التفكير به لحظةٍ واحده .. فلم يعد لدي حق عليه "
بــانت علامات الدهشة على العجوز فسارعت للتفسير :
"مـا سأقوله لك الآن آمل أن يظل سراً بيننا خاصةً
عن جين "
" بالتـأكيد"
"أنــا .. إن ليث في الحقيقه هو ابني .."
"ابنك ؟! "
"أجل .. ذلك غريب صحيح ؟ يبدوا كما لو كان والداهُ قد
فارقا الحياة أليس كذلك ؟ ، أن أبيه فارقها بالفعل
كما فارقتها بدوري أيضاً فقط جسدي لا يزال هنا "
"لماذا تقولين أشياء كهذه .. لابد لمشكلتك من حـل "
" إلا مشكلتي .. لقد هجرته ! هل يسامح ابناً أمـه
لأنها تخلت عنـه ؟"
صمت ماركو مفكراً بأن من يجلس أمـامه الآن
لا شك بأنه نفس الشخص الذي طرح ليث عليه ذاك
السؤال بأن يمنحه فرصه أخرى أم لــا :
" أرأيت ؟ لا حـل .. إنه يكرهني بالفعل وأنـا
لا ألومهُ على ذلك"
"غير صحيح ، مـازال يكن لك المحبة ..
إلا أن جرحِه لا يزال حديث"
" وما الذي يجعلك واثقـاً من شعورهِ تجاهي ؟"
"بالرغم من أنه غـامض وكتوم إلا أن قلبه صافٍ
وحساس .. عليك أن تمنحيه بعض الوقت وأنا متأكد
بأنه سيعود لك يومـاً ما"
" أتمنى ذلك .. ليت أبيه على قيد الحيــاة لطلبت
منه أن يصفح عني أيضـاً "
"لما ؟ .. هل هجرتهما معاً ؟! "
" أجـل .. لا أعلم بماذا كنت أفكر حينها عندما
اتخذت قراري بالفرار، ظننت أنه سيكون في أيدٍ أمينة مع والده "
" إذن ما الذي حـدث ؟"
"توالت الأحداث بسرعة البرق .. أذكر أنه عندما
بلغني خبر وفــاته .. كنت برفقة والـد جين الذي توطدت
علاقتي به خلال الأربعة سنوات منذ هجري لهما ..
وكنا قد أصبحنا صديقين مقربين "
" وكيف وصلك خبر وفــاته ؟"
" بمحض الصدفة .. ذهبت صديقةٍ لي لمركز
الشرطة لـإبداء رأيها بخصوص تحقيقات لقريبٍ لهـا ..
فسمعت اسم زوجي السابق من ضمن لستة الوفيات ..
كانت صديقتي الوحيدة التي تعلم بجميع أسراري ولم
يعد لها وجود الآن "
" يؤسفني سماع ذلك .. ومـاذا فعلت حينها ؟"
"مـاذا فعلت ؟! "
نظرت ماري للعم بحزن وواصلت حديثها بمراره:
" لم يكن بيدي مـا أستطيع فعله .. شعرت بالعجز
والحـزن وظللت أيام أرفض الـأكل والشرب المنتظم
حتى زاد قلق والد جين .. فطلب مني الاهتمام
بنفـسي أكثر .. لأن الحياة مستمرة ولا بد لي من الاستمرار "
" أكـان زوجك على علم بوجود رجـلاً آخر بحياتك مُسبقاً ؟"
"أجـل .. لقد أخبرته بكل شيء عني ..
ولكنه لم يتخلى عني يومـاً بالرغم من
معرفته أنني لم أحب في حيـاتي سوى رجلـاً واحداً
وهو رينو والـد ليث "
" لمـاذا تركته إذن ؟"
"كـانت لحظة انهيـار وضعـف .. رينو لم يكن
رجـلاً عاديــاً "
" مـاذا تعنين ؟"
" لقد كـان رجل عصـابات محترف وخطير
قبل أن يصبح رجلـاً محترم ومـسالم"
" وكيف التقيتما ببعض ؟!"
" الصدف تصنع العجــائب ! مـا زلت أتذكر
ذلك اليوم ، أول لقـاء لي معه حيث كنت أعمل نـادلة بمطعم
بينما كـان هو وصديقـاً له زبونـان دائمان للمطعم،
إلا أنني مررت بظروفٍ سيئة فلم أكن أداوم في الوقت
الذي أصبحا فيه زبونان للمطعم ..
حتى عدت في يومٍ ما للمداومة في العمل فطُلب مني
أن أُلبيّ طلبهما ، كـان انطباعي الأول عنه أنه رجلٌ
لا يطاق وغير محترم، كلما التقت عيناي بعيناه نظر
للاتجاه المعاكس .. وعندما أقبل على مكانٍ بالقرب
منه كـان يبعد مـئات الأمتار عني وكأنني شيء كريه !
وهكذا أصبحت أكرهه وأحتقره"
"هه ! أمر غريب أن تتحول الكراهية لمحبه،
و الانطباع الآخر "
"على النقيض تماما"
"أكـاد لا أفهمك يــا سيده ؟! "
" لقد بدأت أحترمه وزاد تقديري له ذات يوم عندمـا
أنقذني من رجـالٍ هاويين للتسلية ..
وقتها خرجت في ساعةٍ متأخرة من عملي وكانت الطرقات
هادئة وكأنما هُجرت .. كنت في طريقي للمنزل عندما
أقبلت نحوي مجموعه من الرجال ..
لولاه لضـاع شرفي حقــاً "
نظرت ماري إلى رِسغها بشرود .. ثم تذكرت
عملها وأن الوقت يمضي فسارعت تعتذر ..
" أوه .. لقد تأخرت ، آسفه علي الذهاب لعملي ليت
باستطاعتي أن أطيل البقـاء"
"لماذا تعتذرين ؟ أنا من عرقلتكِ عن عملك
بأسئلتي .. أعتذر منكِ"
"ولكنني من قدم بالزيـارة .. على العموم كـانت
فرصةٍ سعيدة ، إنني أشكرك على تساؤلاتك فقد
جعلتني أرتـاح قليلاً"
مدت يدها تصافحه بحراره :
"ذلك من دواعي سروري .. أنـا متواجدٌ هنـا دومـاً
عليك بزيــارةٍ أخرى لقد جعلتني متشوقاً "
"سأعود إذن لإكمال ما بدأته .. وداعــاً"
[/align][/cell][/tabletext][/align]