11-09-2017, 08:00 AM
|
|
الفصل الثاني و الثلاثون عند تولاي التي كانت تجلس على الكرسي القريب من أريكة زيس المستلقي عليها تقرأ كتاب ما سمعت رنين جرس المنزل ليقول زيس: سأذهب لأفتح الباب ابقي أنت هنا قالت تولاي و هي تنهض: أعتقد أنه منزلي قال زيس: عليك فقط أن ترتاحي هذا اليوم نظرت إليه بانزعاج كبير لتذهب لترى من الزائر في هذا الوقت من النهار تفاجأت من هويته لكن وجهها لم يعبر عن ذلك أبدا لم يعرف الشخص الواقف أمامها أين يضع ناظريه لتفسح له الطريق مشيرة إليه بالدخول ليفعل رفع بصره على سماعه صوت أقدام شخص قادم في اتجاههما ليصدم أكثر حالما رأى زيس يقف في مكانه مذهولا مما يرى أغلقت تولاي الباب ليفوق كلاهما من شروده توجهت للصالون ليفعلا المثل اتخذ كل منهما مكانا خاصا به يحدق بالآخر بعدم ارتياح عادت تولاي بكوب حليب ساخن لتقدمه لهما لم يشرب أي منهما أي شيء بينما هي تستمتع بكوبها بهدوء رفع الزائر رأسه لينظر لتولاي مباشرة و يقول: أعتذر عن القدوم في مثل هذا الوقت قال زيس بصوت منخفض و انزعاج: إن كنت كذلك حقا لما أتيت نظر الزائر إليه بانزعاج فقد سمع ما قاله لتقول تولاي: ماذا تريد سيد لوريجن؟ قال الزائر: أرجوك ناديني روبن و حسب قالت تولاي: لم تجب على سؤالي أخذ روبن نفسا عميقا قبل أن تغادر تلك الكلمات شفتيه لينظر في عينيها مباشرة و يقول: أردت الاطمئنان عليك بعد ما حدث أمام قبر أخي نظر زيس إليه باندهاش ثم إلى تولاي باستغراب لم تبالي تولاي بنظراته لتقول: أنا بخير كما ترى سيد لوريجن إن كان هذا سبب زيارتك فقط فأرجوك أن تغادر الآن أنزل عينيه ليقول: هناك أمر آخر بالتأكيد نظرت تولاي إليه في انتظار ما سيقوله بينما زيس ينزعج أكثر بمرور الوقت ليقول روبن: أنا معجب بك تولاي و إن لم تمانعي ربما يجدر بنا أن نتواعد نهض زيس من مكانه على تلك الكلمات التي قالها بانزعاج لينظر روبن إليه باستغراب و يقول في نفسه: لماذا يبدو هذا الشخص غاضبا لهذه الدرجة؟ وضعت تولاي كوبها على الطاولة ليصدر صوت مزعج خافت لينظر كلاهما إليها منتظرين إجابتها لتقول: أرجو المعذرة لكن ليس لديّ الوقت لشيء كهذا ابحث عن شخص غيري سعد زيس بعض الشيء مما قالته لينهض روبن و يقول: أنا لن أستسلم أبدا و سأعود في وقت لاحق غادر المنزل ليتنهد زيس بارتياح شديد و يقول في نفسه: أنا مطمئن تماما أعرف أنها لن توافق على عرضه مرارا و تكرارا أدرك ذلك لأنني في نفس موقفه منذ فترة طويلة انتبه لنظرات تولاي المحدقة بانزعاج بتعابير وجهه السعيدة بما حدث لتنهض من مكانها و تذهب لغرفتها وقفت بالقرب من الباب لتتنهد بهدوء و تقول في نفسها: لا أعرف لماذا يحدث هذا معي دائما ظهر الحزن على وجهها لفترة طويلة نظرت للشمس الذي تودع السماء البرتقالية لتقترب من النافذة و تفتحها شعرت بالهواء البارد يلامس وجنتيها التي احمرتا على الفور حرك الهواء شعرها الطويل ليزيد معالم الحزن التي ظهرت عليها استلقت على سريرها بهدوء لتحدق بالسقف لفترة حتى انتابها النعاس لتغط في النوم مضى اليوم بهدوء و كذلك الأربع الأسابيع التالية في ظهيرة ذلك اليوم حيث كان طاقم الفيلم يستعدون لتصوير آخر المشاهد في الفيلم كان كايت يجلس أسفل تلك المظلة البيضاء الكبيرة و الرياح الباردة تداعب خصلات شعره حرك عينيه ليراقب جمال الخريف في المنطقة الجبلية التي سيصورون فيها فأوراق الأشجار الصفراء و البرتقالية إما منثورة على الأرض أو تتمايل مع الرياح على أغصان الأشجار و السماء غائمة جزئيا لتعبر عن اقتراب موسم الأمطار الخريفية تنشق الهواء ليشتم رائحة بعض الأزهار الخريفية و عطر يميز شخص لم يحبه قلبه فتح عينيه لينظر لصاحبة الرائحة الواقفة أمامه لتقول بمرح: ما رأيك بي كايت؟ هل أبدو جميلة؟ نظر كايت للوسي التي كانت ترتدي تنورة بيضاء تصل لأسفل الركبة بقلوب وردية متوسطة الحجم و بلوزة وردية داكنة بأكمام طويلة نهايتها شرائط بيضاء عريضة و لف عنقها بوشاح أبيض قطني و حذاء أبيض بكعب متوسط بينما سرحت شعرها بطريقة مموجة طوليا ابتسم لها و قال: أجل سعدت بذلك كثيرا لتجلس على الكرسي الأسود القريب منه لتبدأ بثرثرتها المزعجة التي لا تنتهي كما يعتقد كايت حتى توقفت عينيه على تولاي التي تتحدث مع المخرج بشيء ما و تعابير وجهها التي تزعجه لا تتغير ليقول في نفسه: هناك شيء غريب يحيط بهذه الفتاة و عليّ معرفته ما أن أنهى جملته تلك حتى تذكر حديثه مع روي ليصيبه شيء من الغضب تعجبت لوسي من ذلك لتتابع نظراته و تقع عينيها على تولاي لتنزعج من ذلك ثم تتنهد بهدوء و تقول: ألم تعرف بعد بالخبر الجديد؟ قال كايت: أي خبر؟ كان مدير أعماله قريب منه و سمع حديثهما القائم ليقول بمرح: أتقصدين الخبر الذي يخص الآنسة لوريجن؟ بدأ الفضول يتسلل لعقله لتقول لوسي: أجل عن مواعدتها لأحد أقاربها يدعى روبن لوريجن دهش كثيرا مما سمع لتبتسم لوسي بانتصار و تقول في نفسها: ستفقد اهتمامك بها بالتأكيد قال مدير أعماله: رأيت صورهما معا في إحدى المجلات بالرغم أنهم ليسوا متأكدين من صحة الأمر بعد قالت لوسي: لكنها لم تنفي ذلك أيضا قال كايت بصوت منخفض: ربما شخص مزعج التصق بها نظرت لوسي إليه باستغراب مما قاله لتفاجئ بنهوضه و سيره نحو تولاي التي انتبهت لتقدمه نحوها تراجعت خطوات صغيرة للخلف ليستغرب المخرج ذلك و يقول: هل أنت بخير آنسة لوريجن؟ نظر للاتجاه التي تنظر إليه بصمت ليرى كايت يتقدم منهم ليبتسم و يقول: مرحبا بك يبدو أنك مللت الانتظار قال كايت: لا أبدا أتيت للحديث مع الآنسة لوريجن في شيء ما نظر إليها لكنها أبعدت عينيها عنه و تراجعت خطوات أكثر عنهما ليبتسم المخرج بارتباك و يقول: هل حدث شيء ما بينكما؟ فمنذ فترة لاحظت تجنبك لكايت آنسة لوريجن شد كلام المخرج انتباهه على الأمر ليقول: حقا؟ ما السبب يا ترى؟ أمال برأسه قليلا عله يقابل عينيها اللتين غيرتا اتجاههما على الفور أتى أحد العاملين القريبين منهم ليقول بمرح: بالتأكيد ستفعل فهي الآن تواعد شخصا ما قالت إحدى العاملات: هذا صحيح لابد أنها تخشى نشر إشاعات سخيفة عنكما قالت ثانية: أجل إنه يبدو شخصا لطيفا للغاية هلا عرفتنا عليه في المرة المقبلة؟ لم تجبهم تولاي بأي شيء تفكر فقط بالهرب من براثن مصاص الدماء الذي يقف أمامها لتأتي ذراع من خلفها و تسحبها للخلف ليقف صاحبها أمامها و هو ينظر لكايت بشيء من الانزعاج تعجب الجميع وجوده في مكان التصوير قال المخرج: من تكون يا هذا؟ قال مدير أعمال كايت الذي حضر عند سماعه بهمسات عن شخص غريب في المكان: أليس هذا روبن لوريجن؟ زادت الهمسات في المكان نظرات الشابين لبعضهما كادت تخترق جسد الآخر الشحنات التي غادرت أعين كل منهما بدت واضحة للجميع ليقول المخرج بارتباك: حسنا أيها الشابان عليكما أن تهدئا قليلا سيد لوريجن يمكنك التحدث مع الآنسة بعيدا عن هنا لم يهتم روبن بما قاله ليبتعد عن المكان مع تولاي التي لا يزال يمسك بيدها ابتعدا مسافة كافية عنهم ليقول روبن بشيء من الانزعاج: من يحسب نفسه ذاك المزعج؟ التفت لتولاي الصامتة كعادتها ليقول لها: لا تبدين بخير هل حدث شيء ما؟ نظراته لها أبعدت الصمت عنها لتجبرها على التحدث إليه قائلة: لم يحدث شيء أنا بخير لم أنت هنا على أي حال؟ قال روبن بابتسامته اللطيفة: أردت رؤيتك قالت تولاي: و لقد رأيتني الآن هيا غادر قال روبن و هو يترك يدها: سأفعل إن تأكدت من أن ذلك الشاب لا يريدك لنفسه نظرت تولاي إليه بانزعاج ليشعر بشيء من الارتباك و يسرع في الذهاب عادت لحيث انتهت تجهيزات التصوير فور وصولها عينيها التقت بعينيّ لوسي المنزعجة منها و الواقفة أمامها لتتنهد بانزعاج و تقول: ماذا تريدين أنت أيضا؟ قالت لوسي: إلى متى ستبقين تضايقيني؟ قالت تولاي: و هل لي بمعرفة ما ضايقتك به؟ نظرات لوسي المنزعجة منها أرادت قتلها لكنها لا تستطيع لتقول: أريدك بعيدة عن كايت حتى يوم زفافي قالت تولاي: أرجو المعذرة هذه ليست مشكلتي تجاوزتها تولاي لتشعر بالغضب يشتعل داخلها لتقول في نفسها: تبا لك تولاي عادت للمجموعة فالتصوير للمشهد الأخير قد بدأ انتهوا منه خلال أربع ساعات حين بدأت الشمس بالمغيب علت صفقات الجميع المكان ليقول المخرج: سنحتفل هذا المساء بانتهاء التصوير شكرا لجهودكم جميعا استعدوا لمغادرة المكان كانوا قد حضروا بشاحنات صغيرة خاصة بشركتهم صعد الجميع فيها كانت لوسي برفقة كايت و المخرج و مساعديه بينما فضلت تولاي الصعود مع المسؤولين عن الملابس قال المخرج لكايت الذي يحدق بالسماء الزرقاء الداكنة من النافذة: أواثق بأن الأمور بينك و بين الآنسة لوريجن بخير؟ التفت إليه بهدوء ليقول: أظن ذلك قالت لوسي بابتسامة: لا داعي للقلق سيدي فهي غامضة هكذا قال المخرج: أعلم لذلك اخترتها لذلك الدور ابتسمت له ليعيد كايت ناظريه للنافذة و هو يفكر بما صدر منها ليقول في نفسه: لا أذكر بأنني فعلت لها أي شيء لتتجنبني هكذا كلماته تلك ذكرته بما قاله والده ليفكر في الأمر قليلا ثم يكمل حديثه مع نفسه قائلا: لقد غادرت قبل انتهاء التصوير حالما انتهى دورها أذكر ذلك جيدا أغمض عينيه ليأخذ قسط من الراحة عند تولاي التي وصلت للمنزل وقفت تحدق بالشابين اللذين يجلسان في منزلها كما لو أنه ملكهما وقف زيس على عجل ليقول بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل تولاي قالت تولاي: ماذا يفعل كلاكما هنا؟ قال زيس: ماذا؟ أتيت لرؤيتك فمنذ ظهور شخص معين يدعى روبن لم أستطع رؤيتك قال روبن: من حقي منع أي شاب من التقرب للفتاة التي أحبها قال زيس: هذا لا يعنيني فهي صديقة طفولتي و من حقي رؤيتها في أي وقت يحلو لي قال روبن بانفعال: أنا لا أصدق ذلك أبدا لذا ابتعد عنها فأنت تزعجها قاطعت تولاي حديثهما بنبرة هادئة و نظرات منزعجة قائلة: في الواقع كلاكما تزعجاني نظرا إليها باندهاش من كلامها لينهض روبن من مكانه ليقترب منها و يقول: أراك لاحقا في حفل هذا المساء ابتسم لها بمرح ثم غادر المنزل ليتنهد زيس بارتياح ثم يقول: حقا عليك وضع حد لهذا الشاب المزعج قالت تولاي بنبرة منزعجة: ألا تصف نفسك بكلامك هذا؟ ادعى زيس الحزن و الوحدة فورا ليقول لها: بالتأكيد لا فأنا هنا فقط لأنني قلق عليك توجهت نحو غرفتها متجاهلة زيس جلست على طرف السرير لتريح جسدها قليلا أغمضت عينيها لتأخذ غفوة قصيرة ثم توجهت نحو خزانة ملابسها أخرجت ثوبا أخضرا فاتحا مخططا بالأبيض بشكل مائل يصل لمنتصف الساق جمع القماش عند الخصر ليزين بوردة بيضاء كبيرة و نهايته مموجة بقماش أبيض بلا أكمام و ارتدت حذاء أخضر فاتح جففت شعرها لتأخذ المشط من على الطاولة البيضاء و تقوم بتسريحه لتأخذ خصلتين من جهة الأذنين و تجمعهما في المنتصف بمطاط زين بزهرة بيضاء متوسطة ارتدت معطف أسودا ذو فرو ليدفئ جسدها البارد غادرت الغرفة لتجد زيس يغط في النوم على الأريكة كالعادة حملت ذلك الغطاء الرمادي الموضوع على الكرسي القريب منه لتغطيه به شعرت بأنفاسه الدافئة على يدها لتنظر لوجهه و ترى السكون يتربع عليه لتقول في نفسها: لا يبدو المرض باديا عليه هذا جيد غادرت المنزل لتلحق بالحفل |
|
|