11-09-2017, 03:53 PM
|
|
الفصل التاسع عشر : أملي الأخير !
توجهت ماري لعملها وشكرت حظها لخروجها المبكر ووصولها في الوقت
المناسب .. وعندما حل المساء وانتهت من دوامها قصدت منزلها وفي
طريقها لهناك شاهدت جين خارجة من متجر للملابس التنكرية ثم رأتها
تسير باتجاه المنزل فتبعتها ماري أيضاً ، إلا أنها تعمدت التأخر لبضع
دقائق بالخارج قبل أن تدخل إليه .. "أمي .. مرحباً أتيت باكراً اليوم" "دائماً ما أحضر في المساء"
|
ثم نظرت لوجه ابنتها متفحصة مطالبة بتفسير : " أمي .. ماذا هناك، لماذا تنظرين إلي هكذا ؟" "أنتظر إدانتك!" " عن إي إدانة تتحدثين ؟! " "ماذا كنت تفعلين بمتجر للملابس التنكرية ؟" صمتت جين قليلاً ثم أجابت بثقه : " كنت أحاول الشراء" " لمــا ؟" " لأجل الحفل التنكري المدرسي " " و لماذا لم تخبريني به ؟" " كنت أنتظر اللحظة المناسبة .. هل كنت تراقبينني ؟" "كـلا ، رأيتك صدفه ؟" " يال الصدف.. " أكملت ماري البقية: "تصنع العجــائب ! "
نظرت جين للمائدة ثم تذكرت شيئاَ آمله في تغيير مسار الحديث " بالمناسبة لم أعد أرى ذلك العنوان ؟" "عنوان ؟ أوه .. ألم أخبرك بأنني قد أمزقه ؟" " هه ! ولكنكِ لم تفعلي" "ما الذي يجعلك واثقه ؟" "مجرد حدس أنثوي" "حسناً ربحتِ .. لقد تأكدت من العنوان" "ومـاذا أيضا ؟" "جلست مع رجلٍ مسن وأكد لي أن العنوان لليث بالفعـل" " ومـاذا بعد ؟" " لا شيء آخر .. ما الذي ترغبين بحدوثه غير ذلك ؟" " أن تتوطد العلاقات" "وهل يحدث ذلك من مقابلةٍ واحده ؟! " " لا .. ولكنني كنت آمل ذلك" " لمـاذا ؟" "هكذا فقط ! " نظرت ماري لتعابير ابنتها قبل أن تطرح سؤالها التالي : "هل تحبين ليث .. جين ؟"
أحنت جين رأسها قليلاً ثم عبثت بلياقة قميصها المدرسي فاستطردت ماري : "لن ألومك على مشاعرك فهي طبيعية ولدى كل أنثى" "إنها ليست كما تفكرين .. إنها أقرب ما يكون لمشاعر المودة " " يسعدني سمـاع ذلك.. يفترض ألا تتعدى ذلك ! "
بعدها انصرفت ماري تاركة جين في حيرتها تردد عبارة والدتها الأخيرة ..
شعرت بأنها تخفي سراً غامضا تعمدت أمها إخفاءه ، ولكن ما هو ؟ ..
في اليوم التالي بعد انتهاء دوامها المدرسي ذهبت لزيارة العم ماركو مجدداً "مرحبا أيها العم .. آمل ألا أزعجك بتطفلي" "كـلا عزيزتي تفضلي .. أشعر بالوحدة هذه الأيام" " ألا يزورك ليث ؟" "بلى .. ولكنه أصبح مشغولٌ جداً" " همم ! هل زارتك أمي البارحة ؟" " أجل .. كان لقاءاً طيباً" "وهل تحدثتما كثيراً ؟" "ليس تماماً" "عن ... ليث ؟" سكت العم مفكراً في اجابةٍ مناسبه فأردفت : "لا تقلق لن أضعك بموقف حرج .. أعلم بأن أمي أجبرتك على أن تبقي الأمور
سراً عني" نظر العم نظرة حزن لجين فواصلت حديثها : "عمي لا بأس ، لا أريدك أن تشعر بالذنب لأجلي .. إنني معتادة على هذه
الأمور لذلك أنا عازمة على معرفة ما تخفيه بنفسي دون مساعدة
من أحد " " أتمنى لك التوفيق إذن " "حسنا أنا ذاهبة الآن .. أراك عما قريب"
كانت تعلم أن العم لن يساعدها كثيراً بشأن ما ترجوه ..
لأنه حتماً بوضعٍ صعب خاصةٍ بعد زيارة والدتها له فبات لديها أمل
واحد لا غير .. تنكرت واستبدلت ردائها المدرسي بزي العصابات ثم سارت
نحو الملجـأ .. شعرت بالسعادة لوجود ليث هذه المرة ..
وعندما لاحظها أقبل بدوره عليها "لقد أتيتِ .. آه ألا تنسين البته ؟"
لم تجب عليه بينما ظلت تنظر إليه في صمــت : "مـاذا ؟ تبدين هادئـة .. وكئيبة على غير العادة ؟! " "سعيدة لأنك تلاحظ بالمناسبة ماذا فعلت بشأن مهمتي؟" " بذلت جهدي إلا أنني لا أفهم سبب طلبك.. فهي سيدةٍ عاديه تخرج
للعمل وعندما تنتهي تعود للمنزل .. ببساطة لم أر دافعاً لمراقبتها
عن قرب ؟" أجابت جين بصوتٍ بائس و مخنوق : "كـارلوس .. لم يعد باستطاعتي الاستمرار أكثر من ذلك! " "مــاذا تعنين ؟! " "أرجو أن ترافقني دون اعتراض أو طرحاً لأسئلة "
ثم سحبته من يده وسارت به إلى مكـانٍ منعزل وفجأة تركت يده وأدارت ظهرها له : "ما الأمر .. لماذا أحضرتني لهنـا ؟! " " لأنني تعبت" " ممْ ؟" "من محاولتي لمعرفة الحقيقة .. الحقيقة يا لــيث ! " تفاجأ ليث لأنها تعرف هويته الأصلية فاستفسر : "من أنتِ ؟" لم تجبه جين على سؤاله فواصل حديثه : "حسنا لا يهم .. ما الحقيقة التي تتحدثين عنها ؟" " الحقيقة التي تخفيانها أنت وماري جيسون عني" "أنـا وماري جيسون ؟! "
ردد العبارة الأخيرة باندهاش واضح .. وما لبث أن فهم ما ترمي إليـه .. "هل يعقل أنكِ .. جين ؟" "نعم أنـا هي .. ولكنك لم تجب على سؤالي بعد ؟" "لست أنـا من يفترض بك سؤاله " "و لكنك أملي الأخيــر .. أرجوك ! "
ثم نظرت إليه بحزم وعينيها مغرورقتان بالدموع وهي تحاول كبحهما عن
السيلان .. شعر ليث بضيق وتوترٍ حاد إذ لم يسبق أن رآهـا بذلك الكـم من
البؤس وعلم أنه مُلام على ذلك، فما ذنبها لتعاني ، ألـأنها أخته أم ابنة
ماري جيسون ؟
وعلمت جين بدورها أنها وضعته في موقفٍ لا يحسد عليه .. فتقدمت نحوه "ليث .. لم أقصد إزعاجك .. على كل أريد أن أطلب منك شيئاً .. أن تعتني بأمي ..
قد تبدو غامضةٍ إلـى حدٍ لا يطاق .. وصارمة في حين إلا أنها حنونة
وعطوفة جداً من الداخل .. فليتك تراها كما أراها أنا وليتك تعلم كم تكترث
لأمرك وتتعمد إخفاء ذلك عني بالتحديد .. لا أعلم ما صلتكما ببعض ولكن
يمكنني الشعور بوجد رابطةٍ قوية بينكما ..كما أريدك أن تعلم أنك لست
وحيداً ولن تكون .. لأنني سأقف أساندك دومـاً ولو عن بعد .. كـأخت ..
لأنني أهتم لأمرك"
|
|