[align=center][tabletext="width:700px;background-image:url('http://www3.0zz0.com/2017/11/09/15/445011769.png');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل العشرين : حقائق تتكشّف
عادت جين للمنزل وفوراً صعدت إلـى غرفتها .. حتى لم تلقي التحية كعادتها ،
الأمر الذي زاد من قلق أمها فتبعتها ..إلا أن جين أغلقت الباب على
نفسها طلباً للعزلة ..
"جين .. دعيني أدخل ما بـك ؟"
"أنـا بخير أريد أن أنـام فقط"
" ولماذا أوصدت الباب إذن .. أنتِ تكذبين ! "
"كـلا"
"بلـى ! "
"أمي أرجوك .. دعيني وحدي أحتاج للراحة"
احتارت ماري في أمرها ولكن سرعان ما لبت طلبها مستسلمة .. بينما
استلقت جين في فراشها واضعة وسادتها بين ذراعيها ورأسها في
جوفها .. وأجهشت بالبكـاء لساعات إلى أن تحول الحال إلـى فواقٍ و انتحاب ..
كما نامت نوماً متقطعاً .. أصبحت ملامحها مرعبة في اليوم التالي عندما
كانت تستعد للذهاب إلـى المدرسة فلم تتمكن والدتها[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:700px;background-image:url('http://www3.0zz0.com/2017/11/09/15/445011769.png');"][cell="filter:;"][align=center]
من تجاوز الأمر :
" مـا الذي حل بكِ يا جيــن ؟! ، عيناكِ متورمتان وحمراوان كالغربـان ، وشعرك
كما لو أصـابكِ تيـار كهربائي ! "
أجابت جين ببرود :
"تصفين جيداً .. لماذا لم تصبحي شاعره ؟ ..
حسنا أفسحي لي المجال أرجوك
يجب ألا أتــأخر"
"قطعـاً! "
"ولكن أمي.. "
"لن تذهبي اليوم بحالتكِ هذه إلا على جثتي ! "
"غريب .. في العادة الأمهات يشجعن أبنائهم على الذهاب
أما أنتِ فالعكس"
"وضعكِ مختلف الآن، بالمناسبة أمـا زلتِ ترفضين التحدث ؟"
"إنه أمر سخيف ! "
"لا أعتقد بأنه كذلك الذي جعلكِ بائسة إلى حد الموت"
" أمي أنـا فقط متعبة لا غير"
"إذن اصعدي و استريحي في غرفتك ..
لا أزال بإجـازتي و لا أنوي مفارقة
المنزل لحظةٍ واحده ! "
"حسنـاً لكي ما شئتِ"
بقيت جين بغرفتها ما يقارب ساعتين وهي تحدق عبر نافذتها ثم للغرفة ،
وكأنها لم تعد تطيق البقاء بها أكثر .. حتى سمعت صوت رنين الهاتف
في الأسفل .. فزحفت حتى الدرج تسترق السمع وتوصلت إلـى أن والدتها
ستضطر للخروج لأمرٍ طارئ بخصوص عملها لبعض الوقت .. انتظرت رحيلها
وبعدها خرجت هي الأخرى حتى لم تبدل ثيابها إنما توجهت للمدرسة
وفكرت لاحقاً أن تزور العم و تبوح له بهمومها ..
في مكانٍ آخر حيث الملجـأ :
جعل كارلا يقرع غرفته ذاهباً و إياباً حتى ثار غضب ويـل
"هـلّا توقفت عن فعل ذلك! "
" آسف .. إنها عادتي في ترتيب الأفكار"
"لما لا تدع كارلوس في سبيله وبذلك تستريح"
" لا أستطيع .. أنـا مولعٌ بالغموض و الأسرار والمفاجآت .. و كارلوس كتلة
متحركة مليئة بهم"
"في ذلك أصبت"
" إذن ؟"
"مـاذا ؟! "
"ألن تخبرني بآخـر التطورات ؟"
"لا جديد أضيفه على ما أخبرتك به سلفاً"
" حقــاً ؟"
"سوى أن تلك الفتاة ذهبت لذلك العم مجدداً"
"ومـاذا غير ذلك ؟"
"دار بينها وبين كارلوس حديثاً مؤثراً إلا أنني لم أتمكن من استراق السمع
لمعرفة محتواه"
" اللعنــة ! لـــــما ؟"
"لأنني كنت بعيداً ولو اقتربت أكثر لكشف أمري ..
إلى جانب أنك طلبت مني المراقبة لا استراقاً للسمع"
" تبــاً تنفذ الأوامر كجندي ! ..إذن ما الذي جعلك تعتقد
أن الحديث بينهما كان مؤثراً ؟"
"لم يسبق لي أن رأيت كارلوس عاطفياً من قبل"
" أقلت عاطفي ؟! "
"نعم .. لم أكن لأصدق ذلك أيضاً لو لم أراه بعينيّ"
صمت كارلا يفكر برهة ثم قال:
"ويل لقد حان الوقت لمقابلته"
"منْ ؟"
" ستتعرف عليه بنفسك"
في مكان آخر حيث ماري:
بعدما أنجزت ماري عملها وكانت في طريقها للمنزل رأت محل النحّات في
وجهتها فتذكرت وعدها له فقررت زيارته..
"مرحباً .. هل بإمكاني الدخول ؟"
" أجل بالتأكيد .. أهلا بكِ من جديد"
"كنت في طريقي للمنزل وتذكرت وعدي لك .. فقررت إلقاء التحية"
"سعيداً بقرارك .. ولكن آمل ألا أكون شاغلاً"
"كـلا أبداً .. بل أنـا متفرغة لليوم وفي عطلة"
"هنالك شيء أريد إعلامكِ به"
"تفضل .. ما هو ؟"
" هل أخبرتك ابنتكِ أنـها زارتني البارحة ؟"
"لا .. هل حقاً كانت هنـا ؟"
" أجل "
"ولمـا ؟"
"أظنكِ تعرفين السبب ؟"
ترددت ماري في الاجابة ثم سألت بقلق :
"هل أخبرتها ؟"
" كلا"
" أنـا آسفة لأنني جعلتك تتورط معي بالأمر ..
كنت بحاجة لأبوح لأحدهم ..
إلا أنني ما زلت غير مستعدة للبوح لها "
"لا بأس كنت سعيداً بمساعدتكِ يمكنكِ أن تعتمدي علي ..
ولكن لابد لكِ من أخبارها قبل فوات الأوان"
"أجل سأفعل ذلك في القريب العاجل ، شكرا لتفهمك
للوضع .. أمم والآن
أأكمـل ما بدأناه ؟"
"أجل من فضلك .. إنني متحمس للبقيه"
"ولكن لا أذكر أين توقفت بالتحديد.. "
"أمم، ربما عندما أخبرتني أن والد ليث أنقذكِ صحيح ؟"
" آه صحيح .. في ذلك اليوم تغيرت نظرتي كلياً واكتشفت كم كنت ظالمة
بحقه .. ولكنني تعجبت من وجوده آنذاك فسألته مـا إن كان الأمر صدفه"
"و مـاذا كانت إجابته ؟"
"في البدء تردد بالإجابة .. ثم بعدها أخبرني أنه كان يراقبني .. وعندما سألته
عن السبب أحمر وجهه ثم تمتم شيئا لم أفهمه وبعدها رحل"
"وترككِ وحدك ؟! "
ضحكت ماري وكذلك العم بدوره .. وبدا له أنها أصبحت أكثر حيوية عمْ كانت
عليه فأكمل يحثها على الاستمرار
" حسناً و ما حدث بعد ذلك ؟"
" بعد ذلك اليوم بدأ عقلي يفكر به وكيف أنه بدا من الخارج على النقيض
تماماً عمْ بداخله ومع مرور الأيام بدأت أنجذب إليه إلى أن أتى ذلك اليوم
الذي صارحني فيه بحقيقة مشاعره كما عرض علي الزواج"
" وبـالطبع وافقتي"
" نعم .. إلا أنه طلب مني التريث قليلاً ريثما يصلح
من نفسه ويصبح سيداً محترم ولكن .. "
" ماذا ؟"
" بعد ذلك اليوم اختفى لمدة ثلاث أسابيع حتى أنه لم يأتي لمكان
عملي ، ظننت وقتها أنه نسي بأمري أو أصابه مكروه، وبعد انقضاء شهر
بدأ يأتي للمكان كزبون لا أكثر وأغضبني أنه لم يقدم شرحاً على غيابه
الطويل، فكرت ربما كان نادمـاً على ذلك العرض ؟ ، إلا أنني لاحظت أنه
أصبح وحيداً .. الرفيق الذي كان لا يفارقه لحظة كفّ عن المجيء بينما
هو فحسب .. فسألت نفسي .. ما الذي حدث بينهما ؟ "
[/align][/cell][/tabletext][/align]