عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-19-2017, 08:14 AM
 
قصيدة: يوسف في بئر البترول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدة لأحمد مطر:يوسف في بئر البترول
------------------
نُبذة عن الشاعر
ولد أحمد في مدينة البصرة بمنطقة التنومة، وكان لها تأثير واضح عليه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مدينة مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، وأشجار النخيل، لقد انتقلت أسرته إلى محلة الأصمعي، وهي إحدي محلات البصرة وكانت تسمى في بداية إنشائها بـمحلة "الومبي" نسبة إلي اسم الشركة البريطانية التي بنت منازلها، ولعل من طريف القول هنا أن أحمد مطر غالبا ما كان يردد: "من الومبي للومب لي" في إشارة إلى اسم المكان الذي حل به من بريطانيا، ولقد أكمل أحمد دراسته الابتدائية في مدرسة العدنانية، ولشدة سطوة الفقر والحرمان عليه قرر تغيير نمط حياته لعل فيه راحة له وخلاصا من ذلك الحرمان، فسارع للانتقال إلى بغداد، وبالتحديد إلى منطقة الزعفرانية ليعيش في كنف أخيه الأكبر علي

-----------------
القصيدة
------------

سبع سنابل خضر من أعوامي

تذوي يابسة في كف الأمل الدامي

ارقبها في ليل القهر

تضحك صفرتها من صدري

وتموت فتحيـى آلامي

يا صاحب سجني نبئني

ما رؤيا مأساتي هذي

فأنا في أوطان الخير

ممنوع منذ الميلاد من الأحلام

و أنا اسقي ربي خمرا بيدي اليمنى

واليسرى تتلـقى أمرا بالإعدام

وارى شعري مزقا في أيدي الحكام

وارى قبري ممنوعا في كل بلاد

وارى ملك الموت يجرجر روحي

ابد الدهر ما بين نظام و نظام

وارى حول البيت الأسود بيتا أبيض

يجري بثياب الإحرام

يرمي الجمرات على صدري

ويقبل خشم الأصنام

ويحد السيف على نحري يوم النحر

وأرى سبع جوار كالأعلام

غص بهن ضمير البحر

تحمل عرش عزيز المصري

بطل العنف الثوري

وعروش الأنصاب الأخرى و الآزلام

واراها تحت الأقدام

تشجب ذل الاستسلام

وتنادي بجهاد عذري

من يد تأتي من سابع ظهر

يمضي بالفتح إلى النصر

ويخط سطور الإقدام

ويعيد الفتح الإسلامي

بصهيل الروليت الجامح

من فوق الرايات الخضر

أو تطويق عذارى الشرك بيوم الثأر

فوق الخصر وتحت الخصر

منذ حلول الليل و حتى الفجر

وأنا ارقد في غيابة بئري

اشرب فقري

رهن البرد ورهن الظلام

وتمر السيارة تشري

من بقيا جلدي و عظامي

نيران بنادقها المزروعة في صدري

بالمجان و تطلب خفض السعر

و ألو الآمر لا أحد يدري في أمري

منشغلون إلى الآذقان بتطبيق الإسلام

كف تمسك كأس القهوة

والأخرى تمتد لظهر غلام

يطمع في جنات تجري

حين يطيع ولي الآمر.
----------------

شرح مفردات
------------------
تذوي: تذبل
خشم: أنف
الأزلام: جمع زَلَم : سِهام كان أهل الجاهليّة يقترعون بها

وفاته

توفي الشاعر العراقي أحمد مطر، مساء اليوم الأربعاء، 22 مايو /2014 في لندن عن عمر يناهز الستين عامًا
-------------
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس