عادَت إلى منزلها تحثّ الخطى تحت وطئة الشمس الحارقة، باتَ ماتراهُ أعينها مموهاً بفعل أشعة الضوء الهائلة..
أخذت تعدّ الشوارعَ عداً في طريقها، كلما دخلت إلى شارعٍ تحسب المسافة الباقية لقطعه.. ومع كلّ ذاكَ الجهد الجسدي
والتلوث الضوئي استطاعت لمحاتٌ من أحداثِ يومها اختراق عقلها ..
لمحة..
نظرةٌ خبيثة من الفتاة الجالسةِ بجانبها
لمحة..
تصعدُ الدرج هرباً من الكافيتيريا في وقت الغداء.. تفاجئ بالعديد من الفتيات والفتيانِ من حولها..
أحدهم يضعُ يده على فمها ثم يحملونها وسطَ صرخاتها المكتومة..
لمحة..
تتعرض لأشدّ أنواع الإهانة..
لمحة..
كُسرت قدمها..
لمحة..
نزفَ أنفها..
لمحة..
إسود كل شيء..

استيقظت الفتاةُ وهربت من دون النظر للمكان الذي كانت به..
وهاهي تعودُ لمنزلها ولا تعلمُ مالذي حصل..
تدخل الفتاة البابُ..
تراها والدتها.. تصرخ: مالذي حصل لكِ؟
تنظر الفتاة للمرآة بجانبها.. ترى كل ردائها وقميصها الأبيض قد تغير لونهما للقرمزي..
أخذت تبحث عن أي جروحٍ في جسدها لكنها لم تجد شيئاً ! تذكرت لحظة استيقاظها..
بدأت بالاستيعاب أن قدمها المكسورة أصبحت على مايرام.. مالذي حدث؟

__________________
-



يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.