عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-21-2017, 02:08 AM
 
[img3] https://b.top4top.net/p_6356otrs0.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_635p8xz82.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






تحليل قصيدة المواكب :


هذه القصيدة رومانسية يتوجه فيها الشاعر الى الطبيعة لانه فيها العالم المثالي والسعادة المطلقة.اما كلمة المواكب فهي تعني معتقدات الناس ومقاييسهم الخاطئة (الناس يمشون وراء الانسان القوي وهذا هو الموكب باللغة العربية).تتألف القصيدة من 6 مقطوعات, المقطوعات الخمس الاولى متشابهة في بنائها اما السادسة فتختلف كليا. اما مبنى المقطوعات الخمسة الاولى فيتألف من التركيب التالي:1. الموضوع كما هو في الواقع او كما يتصوره الكاتب (صوت الواقع).2. الموضوع حسب رأي الكاتب او الوضع المثالي لهذا الموضوع (صوت الغاب).3. صوت الناي وهو التأكيد لصوت الغاب (اي لرأي الكاتب).


المقطوعة الاولى (الخير):


يرى الشاعر ان الناس لا يصنعون الخير الا اذا اجبروا على ذلك, اما الشر هو متأصل بهم حتى ان الشاعر يبالغ ويقول يبقى الشر بهم حتى بعد موتهم, اما الناس فهم ضعفاء امام الدهر واصابع الدهر تلعب بهذه الالات (البشر) لكن سرعان ما تنكسر هذه الالات (وكأن البشر العاب طفل يلهو بها لكن حين يغضب يكسرها) وما دام الحال على هذا النحو لذلك يجب الا نفتخر بعلم هذا او مجد ذاك فالناس عبارة عن قطعان تتبع للراعي او القوي ومن لا يتبع هذا القوي يزول او يضيع, اما في الغاب حيث الوضع الامثل فلا نجد راعيا او قطيعا ولا قائدا ولا مقودا والحياة ربيع مستمر بعد زوال الشتاء وكأن الربيع لا يخضع للشتاء القوي, اما الناس فهم عبيد يتبعون القوي, اما صوت الناي فهو يؤكد فكرة صوت الغاب ورأي الكاتب, فالغناء هو الذي يحفظ العقول وهو الخالد بعد زوال الثنائية (العزيز والحقير, الصغير والكبير).


الأبيات الرئيسية :


الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا

والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا

وأكثر الناس آلاتٌ تحركها

أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ

فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ

ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ

فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها

صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر



المقطوعة الثانية (الدين):


يرى الكاتب ان الدين كالحقل الذي لا يهتم به الا اصحاب المصالح فالعبادة والدين ناجمة اما عن طمع في الجنة واما خوفا من النار ويمكن ان نضيف ان هناك من يتمسك بالدين لاهداف شخصية في هذه الحياة ليتظاهر بلباس الورع والتقوى او لحاجة في نفس يعقوب فالقوم لولا العقاب ما عبدوا الله وكذلك لولا الثواب فاذا كان الناس مع وجود العقاب والثواب يبتعدون عن الدين فكيف اذا انعدما؟! فالدين عند الناس نوع من التجارة, اذا واظبوا عليه ربحوا (الجنة) واذا اهملوا هذه التجارة خسروا (النار), اما في الغاب فلا نجد هذه الثنائية (الدين والكفر) فالغاب يحتصن الجميع فهو يقبل صوت البلبل كما يقبل باقي الاصوات وهنا اشارة الى تكفير بعض الفئات (الاديان) لفئاتٍ او اديان اخرى والدين عند الناس مثل الظل سرعان ما يزول لكن الشاعر يتراجع فينكر وجود اديان بعد المسيح والنبي محمد صلى الله عليه وسلم اي كأنه يعترف بهاتين الديانتين.اما صوت الناي فهو الصلاة والدين الحقيقي وهو خالد بعد زوال الحياة.

الأبيات الرئيسية :


ليس في الغابات راعٍ

لا ولا فيها القطيعْ


فالشتا يمشي ولكن

لا يُجاريهِ الربيعْ


خُلقَ الناس عبيداً

للذي يأْبى الخضوعْ


فإذا ما هبَّ يوماً

سائراً سار الجميعْ


أعطني النايَ وغنِّ

فالغنا يرعى العقولْ


وأنينُ الناي أبقى

من مجيدٍ وذليلْ


ليس في الغابات دينٌ

لا ولا الكفر القبيحْ


فإذا البلبل غنى

لم يقلْ هذا الصحيحْ


إنَّ دين الناس يأْتي

مثل ظلٍّ ويروحْ


لم يقم في الأرض دينٌ

بعد طه والمسيح


أعطني الناي وغنِّ

فالغنا خيرُ الصلاة


وأنينُ الناي يبقى

بعد أن تفنى الحياةْ


والعدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا

بهِ ويستضحكُ الأموات لو نظروا

فالسجنُ والموتُ للجانين إن صغروا

والمجدُ والفخرُ والإثراءُ إن كبروا

فسارقُ الزهر مذمومٌ ومحتقرٌ

وسارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر

وقاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ

وقاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ

ليس في الغابات عدلٌ

لا ولا فيها العقابْ


فإذا الصفصاف ألقى

ظله فوق الترابْ


لا يقول السروُ هذي

بدعةٌ ضد الكتابْ


إن عدلَ الناسِ ثلجُ

إنْ رأتهُ الشمس ذابْ


أعطني الناي وغنِ

فالغنا عدلُ القلوبْ


وأنين الناي يبقى

بعد أن تفنى الذنوبْ




المقطوعة الثالثة (العدل):


يسخر الشاعر من قيم العد عند الانسان فالعدل عند الناس يبكي الجن لانه ليس بعدل والشاعر يبالغ في قول هذا كما يبالغ في ضحك الموت على العدل ويضرب لنا الامثال. فالجاني اذا كان صغيرا يعاقب اما اذا كان كبيرا فان المجد والغنى له فمن يسرق زهرة يُذم ويحتقر لكن الذي يسرق الحقل كاملا يعتبر بطلا ( اذا كان الجرم صغيرا فالعقاب التحقير واذا كان الجرم كبيرا فالمجد والفخر) وقاتل الجسد يُقتل اما قاتل الروح لا يُعاقب ولا يُسأل اما في الغاب فلا يوجد عدل ولا ثواب ولا عقاب فالسرو لا يعترض على ظل اصفصاف اذا اقترب منه اما عدل الناس فهو كالثلج سرعان ما يذوب امام الشمس (الحقيقة) والناس يقحمون الدين في كل شيء ويعتبرون كل شيء لا يعجبهم بدعة ضد الكتاب المقدس اما الغناء فهو عدل القلوب وصوت الناي سيبقى بعد زوال الثواب والعقاب.


الأبيات الرئيسية :


والعلمُ في الناسِ سبلٌ بأنَ أوَّلها

أما أواخرها فالدهرُ والقدرُ

وأفضلُ العلم حلمٌ إن ظفرت بهِ

وسرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا

فان رأيتَ أخا الأحلام منفرداً

عن قومهِ وهو منبوذٌ ومحتقرُ

فهو النبيُّ وبُرد الغد يحجبهُ

عن أُمةٍ برداءِ الأمس تأتزرُ

وهو الغريبُ عن الدنيا وساكنها

وهو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا

وهو الشديد وإن أبدى ملاينةً

وهو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا


ليس في الغابات علمٌ

لا ولا فيها الجهولْ


فإذا الأغصانُ مالتْ

لم تقلْ هذا الجليلْ


إنّ علمَ الناس طرَّا

كضبابٍ في الحقولْ


فإذا الشمس أطلت

من ورا الأفاق يزولْ


أعطني النايَ وغنِّ

فالغنا خير العلومْ


وأنينُ الناي يبقى

بعد أن تطفي النجومْ




المقطوعة الرابعة (العلم) :


ان العلم طريق نعرف اوله لكن النهاية مجهولة وهي نهاية الدهر والقدر لذلك الانسان العاقل والمتعلم هو الذي يعيش بالاحلام (ينظر دائمًا الى المستقبل) لدرجة ان الاخرين يسخرون منه لانهم نائمون لذلك اذا رأيت انسانا حالما منفردا فاعلم انه كالنبي الذي يلبس لباس المستقبل وهو محجوب عن الناس لانهم يعيشون في الماضي وهو غريب عن الناس سواء لامه الناس او وجدوا له الغدر وهو شديد وان اظهر اللين وهو بعيد سواء اقتربوا منه الناس او ابتعدوا, اما في الغاب فلا وجود لثنائية العلم والجهل فانحناء الاغصان ليس احتراما لعالم فعلوم الناس كالضباب في الحقول تزول عن ظهور الشمس (الحقيقة) اما الغناء فهو افضل العلوم لان انين الناي سيبقى بعد زوال الكون.


الأبيات الرئيسية :


وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ

يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ

كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً

حتى إذا جاءَهُ يبطي ويعتكرُ

لم يسعد الناسُ إلا في تشوُّقهمْ

إلى المنيع فإن صاروا بهِ فتروا

فإن لقيتَ سعيداً وهو منصرفٌ

عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ




المقطوعة الخامسة (السعادة):


في هذه المقطوعة يتحدث الشاعر ان السعادة مجرد شبح فالانسان يرى سعادته في تحديد امر معين لكن حين يحقق هذا الامر يملّه ويبحث عن غيره ويضرب لنا مثلا النهر يكون مسرعا نحو السهل لكن حين يصل الى السهل يصبح بطيئا ويتعكر وهكذا الانسان بعد وصوله الى مراده يمل هذا الشيء ويتعكر لذلك سعادة الناس فقط في الشوق والامل في الوصول الى الشيء الصعب لكن بعد الوصول تزول السعادة لذلك الانسان السعيد العاقل هو الذي يبتعد ولا يطلب تحقيق اي امل صعب وفي موقفه هذا يجب ان تكون لنا عبرة اما في الغاب فلا نجد ثنائية الطلب والملل لان الغاب هو المطلق ولا يمكن للكل ان يتمنى الجزء فالغاب هو الامل النهائي ولا معنى لأي امل صغير بعد الوصول الى الغابة وعلّة الناس هي املهم اما الغناء فهو السعادة الحقيقية وهو الذي يبقى ولا يُمل.


الأبيات الرئيسية :


ليس في الغاب رجاءٌ

لا ولا فيه المللْ


كيف يرجو الغاب جزءاً

وعَلىَ الكل حصلْ


وبما السعيُ بغابٍ

أَملاً وهو الأملْ


إنّما العيش رجاءً

إِحدى هاتيك العللْ


أعطني النايَ وغنِّ

فالغنا نارٌ ونورْ


وأنين الناي شوقٌ

لا يدانيهِ الفتور




المقطوعة السادسة (وصف الغابة - الطبيعة "وصف لبنان):


تختلف هذه المقطوعة عن باقي المقطوعات من حيث المبنى وكذلك القافية والشاعر يصف طبيعة لبنان الجميلة ويتخيل نفسه بين احضانها او ربما هي ذكريات الصبا ويرى الشاعر انه لا فائدة من الكلام لان الفائدة الحقيقية هي بالفعل لذلك على الانسان ان يترك حياة القصور وان يتوجه الى الطبيعة الجميلة وهي حياة الغاب حيث التمتع بالسواقي والتسلق على الصخور والعيش بين عطور الازهار والنور الذي يبعث الدفء في الانسان وان يسكر الانسان بمنظر بذوغ الفجر وطلوع الشمس وفي ساعات العصر يتمتع بعناقيد العنب التي تشبه الثريات الذهبية وهي شراب لظمآن وطعام للجائع وطعمها كالعسل ومن شاء صنع منها الخمر ثم يتحدث عن الاستمتاع في الطبيعة حيث الاستلقاء على العشب الاخضر تحت قبة السماء وبالذات في ساعات الليل ومنظر السماء الجميل هذا الامر يجعلنا ننسى المستقبل وننسى الماضي ونتمتع بسكون الليل العميق كأنه امواج تُعزف مع لحن دقات القلب ثم يعترف الشاعر بعجز اللسان لذلك يطلب الغناء لانه العلاج والشفاء فالناس سطور كتبت بالماء وسرعان ما يزولون وكأنهم لم يكونوا لذلك لا فائدة من خصام الناس وحيلهم ازاء بعضهم البعض لانها كأنفاق الخلد وخيوط العنكبوت اي ضعيفة جدا وما دام الانسان عاجزا فلا بد ان يموت وهو يموت ببطئ وفي النهاية يعلن الشاعر استسلامه امام القدر فهو لا يستطيع ان يعيش في هذا الغاب المنشود لان الحياة بتعقيداتها لها نظم صارمة وللشاعر مصالح لهذه الحياة لذلك كلما لجأ الى الطبيعة امتنعت عنه وهذه هي الطريق التي فرضها القدر عليه ولا يمكن تغيرها والناس لا يحققون ما يريدون بسبب عجزهم.


الأبيات الرئيسية :


أعطني الناي وغنِّ

وانس ما قلتُ وقلتا


إنّما النطقُ هباءٌ

فأفدني ما فعلنا


هل تخذتَ الغاب مثلي

منزلاً دون القصورْ


فتتبعتَ السواقي

وتسلقتَ الصخورْ


هل تحممتَ بعطرٍ

وتنشقت بنورْ


وشربت الفجر خمراً

في كؤُوس من أثير


هل جلست العصر مثلي

بين جفنات العنبْ


والعناقيد تدلتْ

كثُريّات الذهبْ.



[img3] https://b.top4top.net/p_635r6o2e1.png[/img3][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-23-2017 الساعة 10:12 AM
رد مع اقتباس