عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 11-25-2017, 09:02 PM
 
عالمان شملتهما المرايا #




عالمانِ شملَتهُما المرايا #



اقتربتْ جداً من زجاج المرآة لدرجة أن أحداقها العسلية قد بانت تعرّجاتها جليّةً لي ، كنتُ أناظرها مُبتسماً ، هي لم تُدرك وجودي لكني أُدرك كُل خفاياها ..
قد كُنت رفيق دمعتِها و صديق إبتسامتها الساكن ، أنيسُ وحدتِها و المُصغي الدائم لكلامها الفاتن
قريبٌ منها كُلّ القِرب إلّا أني أبعدُ مَن يكون عنها..
أراها في أول لُحيظات الصباح و آخر ثوان الليل
أُصاحبها في كُل إنعكاس و أسلي النفسَ أني قد أستطيع مُحادثتها

بدأ الأمر لمّا كنتُ أتجول وحيداً بينَ مرايا الكون
أنا وجودٌ لا وجودَ له ، أقطِن الإنعكاسات ..
لا أدري ما كانت بدايتي و متى تحينُ نهايتي
أنا فقط أتمشى لأرى الكون عبر مرآة ، أتعلّم من تلك الكائنات
مهما أختلفت إنتماءاتُهم و أشكالهُم كانوا مُتشابهين بالنسبة إليّ
تعلّمت لغاتهم لكن ما زالت تلكَ العربية صعبةً عليّ

وفي أثناء ترحاليّ وجدتُها تحملّق بالمرآة كانت تبتسمُ بسعادة و تهتف :" أتمنى لو أستطيعُ عيشَ مُغامرةٍ ما ! "
قالت جملتها باللغة العربية لذا فهمتُ مُرادها بصعوبة ، لكن مع ذلك فقد إنجذبتُ لها ، فريدة من نوعها

و منذُ ذاك الحين أقطنُ مراياها و أتنصتُ لهمساتها
كانت الوحيدةَ التي تهوى الكلام مع المرايا كما لو أنها تدري بوجودي هُناك ، إلّا أني لم أُحادثها يوماً ..

كنتُ أتطلّع للتمعن بها ، شعرها الأسود الكثيف الذي يصلّ لظهرها ، غرّتها القصير المفروقة من الجانب أما سوالفها فتصِلُ حدّ الرقَبة ، لا تعتني جيداً بشعرها لكنه رُغم ذلك ساحر ، حينما يُغطي أطراف وجهها الأبيض لا أستطيعُ سوى التمعّن بلمعانه ..

أبقى متشوقاً لتقتَرب من المرآة و تُحادثني ، أفكارُها مميزة ، مُختلفة
أول حديثٍ أنصت لها فيه كان عندما غمغمت متأففةً زامّة شفتيها :" متى سيأتون ؟"
سألها أحدُ الموجودين أن :" من هُم ؟"
فصرخت هاتفةً :" شعبيَ من الفضائيين ! ألم يشتاقوا لحاكمتِهم بعد ؟! "
ضحك مُحادثُها كما ضحكتُ أنا حتى البُكاء ، أنها ذاتُ خيالٍ جامح ..

أذكُر حينما صرختْ حاملةً عصا بيديها :" إكسباليارموس !!"
ثم تفاجأتْ إذ لم يحدُث شيء ، لا أدري ما توقعته لكن يبدو أنها قد رفعت سقف آمالها جداً فقد كانت الخيبةُ واضحةً على ملامحها ..
إنها طفولية جداً رُغم أني شاركتُها بإحتفال ميلادها الثامن عشر !

حينها زفَرتُ على المرآةِ من جانبي و نقشتُ بإصبعي * كل عام و أنتِ بخير *
لقد قرأتها و أبتسمتْ لم تتفطن بوجودي لكنها سألت كُل أفراد عائلتها عن هويَة المُعايد إلا أن أحداً لم يُجب

فأتى صباحُ يومٍ بارد ذا حين ، كانت المرايا فيه مغمورةً ببخار الماءِ المُتكاثف ، حينها رسمتْ بسبابتها سؤالاً مع وجهٍ حزين وهو :" مَن تكون : ( "
صدمتني بحنكتها أو ربما هو خيالُها فقط
حينها تشجعتُ و كتبت :" وَهم .."
تقلّص بؤبؤاها و أطلقت نَفَسَها على النافذة لتمحو المكتوبَ بإستعجال و تنقش مُجدداً بينما تسارعت شهقاتُها :" أنا يَقين ، سُررت بلقاءك *^* "
لقد تعرّفت عليها منذ زمن و سمعتُ اسمها مرّاتٍ عديدة و لكن هذه المرة كما لو أنها مرَتي الأولى ..


هكذا بدأت قِصتي السعيدة و مُغامرتُها المنشودة ~





كحح كححح
ذي فكرة جاتني فجأة و بصراحة جداً عجبتني لدرجة كتبتها على عَجل
الطيف القابع خلف المرآة ، فكرة حمستني بما أني دوم أحس في أحد ورا المرايا
مدري يمكن أحوّلها رواية أو ابقي عليها كقصة قصيرة و كيوت


آرائكم



__________________
رد مع اقتباس