الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #115  
قديم 12-01-2017, 01:40 PM
 
الفصل الثالث و الثلاثون






في مكان آخر بعيدا عن كل هذه السعادة في منزل بدا عليه الفخامة في كل شيء في إحدى غرفه الواسعة كان يجلس على ذلك الكرسي الكبير رجل سمين بعض الشيء بعيون زرقاء داكنة و الابتسامة تزين شفتيه الممتلئتين جلست بالقرب منه كاترينا موراي بابتسامتها السعيدة و هي تقول: ماذا سأفعل الآن سيدي؟
قال الرجل بهدوء: لا شيء سأنتظر لوقت قصير لأرى ما ستفعله تلك الفراشة أثق بأنها ستأتي و تعيد ما تدين لي به
قالت كاترينا: و إن لم تفعل سيدي؟
قال الرجل و هو يحدق في صورة تولاي بثقة: لا تقلقي لديّ حل لكل مشكلة
قبلت كاترينا ذلك الرجل على وجنتيه سعيدة بالخبر الذي تلقته أخذت الصورة منه لترميه في المدفئة القديمة القريبة منهما مضت عدة أيام على أفضل ما يرام عدا أن الأجواء الشتوية أكثر برودة هذا العام و الملل يسيطر على تولاي التي قلت أعمالها بسبب انتهاء تصوير الفيلم كما حال كايت الذي بدأ يفكر بجدية في حل لمشكلة الإسطوانات الفائضة و أمر الزواج الذي سيتم رغما عنه في إحدى الليالي الجليدية في المنطقة كانت تولاي تسير في ممر الشركة تحدق بندف الثلج البيضاء المتساقطة من السماء الملبدة بالغيوم الداكنة غطت الطرقات ببياضها الناصع لتصبح حركات المرور عسيرة بعض الشيء أنزلت ناظريها للأرض بهدوء حتى أوقفها سماع صوت لوسي المرح القريب منها لتنظر إليها تقف بالقرب من الشخص الذي لا تود التقائه في الوقت الراهن لتتلاقى أعينهما في لحظة صمت أبعدت عينيها عنه لتشعر بنظرات لوسي الغاضبة تخترقها أكملت سيرها متجاهلة لهما ليقول كايت بهدوء: ألا يجدر بنا التحدث في شيء ما آنسة لوريجن؟

قالت تولاي: لا أعتقد ذلك ليس لديّ وقت
حاولت إسراع خطاها لتنجو منه لكن يده كانت أسرع منها لتوقفها بهدوء في مكانها لتبدأ نبضاتها بالتسارع لذكرى تلك الليلة قال كايت: أعد بأني لن أخذ الكثير من وقتك
لم تجبه بأي شيء فهي تريد الرحيل و الابتعاد لتقول لوسي: هل لي بمعرفة ماذا يجري هنا؟
قال كايت: أمر خاص بيننا
توسعت أعينها للنبرة المنزعجة و الغاضبة من سؤالها التي تحدث إليها بها للمرة الأولى سار مبتعدا عنها و هو يسحب تولاي خلفه تحت أعينها المصدومة من ذلك و الغاضبة للغاية لتقول في نفسها: سأقتلك بالتأكيد تولاي لوريجن فقط انتظري
أكملت سيرها بغضب شديد لتصطدم بكاترينا التي تعمدت ذلك و هي تقول بآسف مصطنع: لم أرك هنا آنستي
قالت لوسي بانزعاج: فقط ابتعدي عن طريقي
قالت كاترينا بهمس و هي تقترب منها: أرى أنك تريدين التخلص منها أقصد تلك الفتاة المدللة التي رحلت مع خاطبك
نظرت لوسي باندهاش لمعرفتها بالأمر لترى تلك النظرات الغريبة في عينيها لتقول من جديد بصوتها الهامس: سأفعل ذلك لأجلك فهي أيضا تزعجني و أعدك بأنني سأتخلص منها مرة و للأبد
قالت لوسي بصوت هامس: و لم قد تفعلين ذلك لأجلي؟ و أنا لا أعرفك
قالت كاترينا: هدفنا واحد التخلص منها و أيضا سرقت مني الشخص الذي أحب أيضا
قالت لوسي بابتسامة نصر و خبث: هل أستطيع الاعتماد عليك في ذلك؟
هزت كاترينا رأسها بالموافقة و هي تقول: ستسمعين خبر موتها مساء الغد
صدم لوسي المدة القصيرة التي وعدتها به لكنها شعرت بالسعادة تملؤ قلبها لمجرد التفكير بعالم خال منها ابتسمت كل واحدة منهما للأخرى لتغادرا في طريقهما عند تولاي التي كانت تقف في غرفة كايت المخصصة له و هي تفكر بطريقة للهرب منه بينما أعينه تطارد كل تصرفاتها الغير واضحة عليها ليتنهد بانزعاج و يقول: أخبريني فقط ماذا فعلت لك لتتصرفي نحوي بهذه الطريقة
لم تجبه بأي شيء و اكتفت بإبعاد عينيها عنه ليعض شفتيه بانزعاج لتظهر بعض الدماء من الجرح الذي سببته أنيابه و يقول: إذا كنت لا تريدين التحدث توقفي عن تجاهلي إذا فهذا الأمر يزعجني جدا
قالت تولاي: لماذا عليّ الاهتمام بذلك؟

أغضبت تلك الكلمات كايت ليتقدم نحوها بخطوات سريعة و يجبرها على التراجع للخلف حتى يأسرها حاول إخراج ما حوته عينيها الخاليتين من المشاعر برأيه لتبعدهما على الفور عنه و استدارت برأسها حيث لا تتقابل أعينهما صدم حالما رأى الجرحين المتوازيين على عنقها المكشوفة بسبب تسريحة شعرها المرفوعة للأعلى وضع يده عليهما و هو يقول: هل فعل ذلك المستذئب هذا؟
قالت تولاي بصوت هامس: لم يفعل بل أنت
صدم أكثر من السابق ليضع يده على فمه بغير تصديق و ذهول شديدين ابتعد عنها بخطوات بطيئة بدأت الرؤية تصبح ضبابية و العالم يدور من حوله ليتذكر أحداث تلك الليلة كما لو أنها تعاد من جديد لتزيد صدمته أكثر من السابق و يقول بصوت منخفض مرتجف: هذا غير معقول
رفع رأسه لينظر إليها لكنها اختفت تماما من الغرفة عادت للمنزل حيث كان زيس نائما بهدوء بعد تعب دام أربع أيام بسبب تغير الفصول توجهت لغرفتها بدلت ثيابها و اختفى جسدها تحت بطانيتها الرمادية ذات الطبقات الكثيرة لتحمي جسدها من برد الأجواء أغمضت عينيها دون التفكير بأي شيء لتغط في النوم استيقظت في الصباح الباكر على صوت ضجيج قادم من الصالون لتنهض بتثاقل و تسير نحو الباب لتسمع صوت زيس الغاضب مع صوت شخص آخر فتحت الباب لتنظر إليهما بهدوء بينما نظر زيس إليها بارتباك تقدمت نحوهما لتنظر للشخص الذي يتحدث إليه زيس ليقول لها: آسف على إزعاجك في هذا الوقت
لتنظر لزيس بالنظرات ذاتها ليزيد ارتباكه ليبعد عينيه عنها و يقول: آسف إن أيقظتك
تنهدت بهدوء لتعود لغرفتها من جديد تنهد زيس بارتياح ليقول بصوت هامس منزعج: كل هذا بسببك غادر الآن
قال ذلك الشخص بالطريقة ذاتها: تتصرف كما لو كان المكان منزلك أيها المتطفل
قال زيس بغضب: أنا لست كذلك روبن
قال اسمه بغضب و انزعاج شديدين ليتضايق روبن من ذلك و يقول: أنت من يجدر به ترك المكان أيها الطفولي زيس
بدأت شرارات الغضب بالتطاير من أعينهما تود إحراق الآخر لتقطعها تولاي بصوت باب الحمام الذي فتحته مغادرة إياه و هي ترتدي معطف الاستحمام الأبيض القصير التفت كل منهما للجهة الأخرى بإحراج كبير ليقول زيس: ماذا تظنين نفسك فاعلة تولاي؟ تعلمين بأنه لا يجدر بك الخروج هكذا
قال روبن: أتفق معه في هذا لا تعرفين ما قد يفعله هذا الطفولي
قال زيس بغضب و هو ينظر إليه: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال روبن و هو يقف مواجها له: تعرف جيدا ما أقصده تماما زيس
قال زيس: أنت بالتأكيد تود الموت على يديّ
ألصقا جبينهما ببعض مقربين مسافة الشرارات بينهما علها تصل لتقوم بإحراقهما عادت تولاي لغرفتها و هي تقول بصوت منخفض: حقا إنهما طفلين مزعجين
ارتدت بنطالا أزرقا فاتحا طويل و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة و عنق طويل مخطط طوليا بالرمادي و جاكيت رمادي فاتح بأكمام على الكتف و حذاء أسود طويل رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس أزرق داكن ألصقت به فراشة سوداء متوسطة الحجم غادرت الغرفة لتراهما لا يزالان يتجادلان حملت أحد معاطفها المعلقة قرب باب المنزل لترتديه و هي تتنهد بقلة حيلة انتبه زيس لوقوفها قرب باب المنزل ليقول لها: ألديك عمل في هذا الوقت المبكر؟
هزت رأسها نافية ذلك ليقول روبن: إذا إلى أين تذهبين؟
قالت تولاي: هناك أمر عليّ القيام به
تعجبا ذلك لينتبه زيس للدبوس الذي زين شعرها ليقول بابتسامة مرحة: لا أصدق بأنك لا زلت تحتفظين بهذا الدبوس حتى الآن إنه يناسبك حقا كما توقعت
لم تبالي تولاي بالتعابير السعيدة التي ارتسمت على وجهه لتغادر المنزل و تشعر بالبرد يتسلل إليها شيئا فشيئا بدأت السير نحو المقهى المعتاد









رد مع اقتباس