تتكدس الكلمات داخلها كما البركان الخامد دون بوح أو إسترسال. تكثم أنفاسها كأنها تنتظر شيئاً جليلاً... مصيرياً يربك مسيرتها الدهنية والعقلية.
أهو جنون اللهفة؟ يخلع مقبض الباب ويدخل دون استئذان كذئب مفترس جائع ينهش رئتيها دون رحمة لينفك عقد الذكريات الوهن نجوما مطموسة كيد حبيبها المزعوم اللزجة والباردة.
"كيف تريدين قهوتك" هكذا يصهل الناذل بوجهها الغائم بين سحب الهذيان.
يأتي السؤال كطوق نجاة لها وهي الغارقة في بحور الأفكار اللامتناهية، فتجيبه."أريدها خالية من الذكريات ...بيضاء كالفرحة التي هجرتني... مرة كأيامي المصلوبة على محراب الغيب ... أريدها عارية من الأكاذيب.... مستورة بخيوط الأمل مع القليل، القليل من الصبر... أريدها ساخنة ودافئة بفنجان المحبة والعطاء.".
يأتي جوابها كالبرق يصعق الناذل ليدخله في دوامة من التساؤلات، لربما ضنها من المتحملقين الذين يدعون الحكمة أو مما يستخفون به وبوظيفته البسيطة. تراجع قليلا وبدأ بحك ذقنه في طريقة عصبية وغريبة كأنها طريقته الوحيدة لإبداء سخطه وغضبه.
"أتقولين تريدين قهوتك فرنسية بالحليب ومرة" هكذا كان جوابه وهو عاقد جبينه كأنه على وشك الإنفجار.
"إبتسمت وأومأت برأسها كأنهاتجيبه نعم" لربما علمت أنه أساء فهمها وأغضبه جوابها، ليس كأنها بمحاورة بصالون أدبي. " يلا حماقتي، كيف لي أن أنتظر منه أن يسبر أغوار حديثي". من روايتي اللعنة
__________________
شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
التعديل الأخير تم بواسطة باندورا/ραиɒσяα ; 12-07-2017 الساعة 06:26 PM |