هل ترامب مريض نفسي؟ علم النفس يجيبك هل ترامب مريض نفسي؟ علم النفس يجيبك هذه ليست دراسة سياسية تحليلية في مواقف الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وسياساته الداخلية والخارجية. بل هي محاولة منهجية تقوم على أساس قراءة جوانب رئيسية في شخصية ترامب، والتي تؤثّر إلى حدٍ كبيرٍ في مسار اتخاذه للقرارات التي تمسّ الداخل الأمريكي، والخارج أيضاً بقدر أكبر، ولو أن ترامب يبقى مقيّداً بعوامل سياسية ودستورية عديدة، فضلاً عن نفوذ مجموعات الضغط المتنوعة داخل البلاد عليه؛لكن بما لا يقلّل كثيراً من تأثير موقعية ترامب وشخصيته الغريبة والخطيرة في آن، طيلة الفترة الزمنية التي سيظلّ فيها على رأس السلطة في بلاده.
لم يكن حدث وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة حدثاً عادياً أو متوقعاً، لا في أمريكا ذاتها، ولا في أوروبا ودول العالم الأخرى.فـ"شعبوية" ترامب، وخلفيته التجارية والتلفزيونية "الاستثنائية"، وشخصيته النرجسية والمضطربة، وقلّة خبرته بالشؤون السياسية، الخارجية تحديداً، كلّها عوامل معتبرة دفعت بالسياسيين المخضرمين، كما بالخبراء والمحلّلين والإعلاميين الكبار، لعدم توقّع نجاح ترامب في الفوز على منافسته القوية، في عالم السياسة والدبلوماسية والعلاقات العامة، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وعلى الرغم من أن فوز ترامب كان بفارق بسيط في أصوات مندوبي الولايات الرئيسيين (بحسب قانون الانتخابات الأمريكي)، بينما سبقت كلينتون ترامب في عدد أصوات الناخبين في مجموع الولايات، فإن ترامب استلم السلطة في النهاية، متجاوزاً الاعتراضات السياسية والشعبية والقضائية التي برزت في وجهه، من قِبل أوساط مؤثّرة في البلاد، فيما سلّمت هيلاري كلينتون بهزيمتها على الفور، ولم تطعن في نتائج الانتخابات، كما نصحها أنصارها؛ وهنا حبس العالم أنفاسه خوفاً من دونالد ترامب، الذي سيحكم "أقوى " دولة في العالم لأربع سنين متواصلة، على أساس رؤيته المتشدّدة وغير الواضحة تجاه القضايا الكبرى التي تهم بلاده ودول العالم، المرتبطة بالولايات المتحدة بشكلٍ من الأشكال، أو المتأثرة بسياساتها الاقتصادية والعسكرية، بدرجةٍ أو بأخرى. فما هي العوامل الرئيسية التي ستتحكم بصانع القرار السياسي الأمريكي الجديد، في مقاربته للأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها بلاده، وأبرزها: 1 - معالجة أوضاع أمريكا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية والصحية من خلال رؤية مختلفة تماماً عن رؤية سلفه باراك أوباما، كما أكّد ترامب نفسه خلال حملته الانتخابية. وهذا البعد، على الرغم من أهميته، ليس موضع تركيز هذه الدراسة.
2 - تطبيق شعار ترامب الشهير (أمريكا أولاً)، والابتعاد قدر الإمكان عن خوض حروب نيابة عن دول حليفة لأمريكا، مع إيلاء أولوية قصوى لمكافحة المنظمات الإرهابية "الإسلامية" التي باتت تهدّد أمن الولايات المتحدة القومي، كما كرّر ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية، لكن بوسائل أوسياسات مختلفة عن سياسات إدارة أوباما السابقة.
3 - السعي لتوسيع النفوذ (أو الهيمنة) الأمريكي في المناطق الحيوية لاقتصاد وأمن الولايات المتحدة، سواء في الشرق الأوسط أو في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وصولاً إلى البلدان الأوروبية المجاورة لروسيا، الصاعدة بقوّة في عهد بوتين.
وهذا يعني المزيد من الابتزاز السياسي والمالي للسعودية ولدول الخليج الأخرى في المنطقة، عبر التهويل بخطر إيران "الداهم" على هذه الدول، أو بذريعة حمايتها من الجماعات الإرهابية، التي يقرّ ترامب (ومن سبقه) برعاية أمريكية - سعودية قديمة لها.
كما يعني أيضاً اعتماد مواقف وإجراءات أكثر تشدّداً تجاه روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، تحديداً، وبما يؤمّن تفوّقاً أمريكياً نوعياً على تلك الدول، واستفادة أمريكية أكبر من موارد وثروات البلدان أو المناطق المتنازع عليها مع تلك الدول، في شرق الأرض وغربها! 4- وبالتأكيد، سيكون لقضية حماية ودعم الكيان الإسرائيلي مكان في نهج ترامب السياسي، ليس بسبب التزامه بالمواقف المبالغ فيها، التي أطلقها في سياق حملته الانتخابية، حول زيادة الدعم الأمريكي للكيان على كلّ المستويات، وخاصة لجهة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؛ بل لأنه ستكون لـ"إسرائيل" موقعية رئيسية في استراتيجية ترامب المقبلة في المنطقة، سواء فيما يتعلّق بتسويةٍ ما للصراع العربي - الإسرائيلي (سمّاها ترامب الصفقة الكبرى)، أو فيما يخصّ إنشاء ما سمِّي حلف "ناتو" عربي - إسرائيلي لمواجهة إيران!
هذه الأهداف السياسية الرئيسية التي حدّدها دونالد ترامب قبيل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وجدّد الالتزام بها بعد أن أصبح رئيساً، يمكن تلمّس إمكانية وصول ترامب لتحقيقها من عدمه، خاصة على مستوى سياسات أمريكا الخارجية، من خلال تفحّص وتحليل العناوين التالية، والمرتبطة ببعضها إلى حدّ كبير: أولاً - موقع الرئيس الأمريكي في هيكلية صنع القرار السياسي.
ثانياً - شخصية ترامب المضطربة: "النرجسية الخبيثة".
ثالثاً - الخلفية "الفضائحية" والفاسدة لترامب.
وفي الختام، ترِد استنتاجات موجزة في العناوين التي تمّ عرضها آنفاً، والتي سترتكز بالدرجة الأولى على مدى تأثير شخصية دونالد ترامب، "المضطربة" والمتناقضة والنفعية، في بلورة سياسات بلاده الخارجية، في المديين المنظور والمتوسط؛ هذا على فرض إكمال ترامب لولايته.
__________________
شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع |