السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف الحال؟ أتمنى أن يجدك ردي هذا وأنتِ بخير.
خلف السحب هناك وميض
عنوان تنبعت منه رائحة التفاؤل والأمل
كأنه يعدنا بطقس جميل ومشمش
أو وميض ما حتى بين سيل السحب الكثيفة
أيضا أهنئك على التصميم الرائع والأنيق
الذي يبعت على الهدوء والدفئ
كبداية راقتني فكرة تقسيم روايتك إلى سحب
وليس مقاطع أو أجزاء الســــحــــابة الأولــــــى
الحادي عشر من مارس | 1991
أنحنى ذاك الشاب الأسمر أمام تلك الطفلة ذات الخمس سنوات
همس لها بفحيح
- سوف تنفذين ما أقوله لك
رمقته الطفلة الشقراء بعينبن حادتين مما أثار سكينة الشاب ليرفع يده و يصفع وجنتها ،
همس بغضب
- ما بال هذه النظرات أيته الـ …
رفعت بصرها لتلتقي عينيها الجليديتين بتلك الأمواج الثائره داخل عينيه
- أعلم أن كل هذا بسببك
دفعها لتسقط بجسدها الهزيل على الأرض و قد طفح كيله من هذه الطفلة المتمردة ، كل ما كان يريده أن يستغل تمردها لصالحه كحال أطفال هاذا الحي القذر ! ، لاكن هيهات أنها عنيده و لا تصغي لأي شيئ يقولة .
صاح بلهجه أمره أثارت أعماق تلك الطفلة
- سوف تخرجين الأن ألى الشارع العام مثل الـ … و تجمعين المال
أكمل بنبرة محذرة جعل الخوف يسري في جسدها
- أن عدتي و لم تحظري المبلغ المطلوب تعلمين ماذا سيحصل لك كبداية سرد جميل مليء بالوصف الدقيق للأحاسيس والحركة
كأننا أصبحنا بدورنا أبطالنا بالرواية.
ربما أبطال صامتون يكتفون بالمشاهدة والتدقيق.
يوجد زمن للرواية ولكن لايوجد أي مكان
ربما كان قد أضفى لقصتك هوية أكثر
قصة إستغلال الأطفال من القصص الشائعة
منتشرة على طول العالم العربي والغربي
منذ الأزل.
إستغلالهم في جميع الميادين وأغلبها
ميادين صعبة كالمناجم أو منضفي المداخن
وهؤلاء غالبا ما تنتهي حياتهم بأمراض تفتك برئتيهم.
لكن بقصتك أنتِ لم تذكري بأي مجال يستغلهم ذلك الشب
هل بالتسول أو السرقة أو شيء أخر. كان سيكون من الجميل
لو قمت بتحديد طريقة جلب المال.
أومأت برأسها الصغير بضعف و ذل ، و الحقد يملأ قلبها النقي الصافي ، أستندت على الجدار بصعوبه لتقف على قدمها رأت ظل من خلفها تعرفه جيدًا لم تشأ الألتفات ليست هي من تظهر ضعفها لأحد لاكن ذاك الشاب الأسمر آستطاع و بسهولة ! ، قبضت على يدها بقوه تكبت باكئها المرير و تحبس شهقاتها المتألمه ، أتاها صوته الطفولي الحاني
- ديــنــيز …
- فقط آغرب !
شعرت بيديه الصغيرتان تطوق كتفيها و تجذبها نحو صدره لم تشأ المكابرة فهي على أية حال متعبة ، مرهقة ، محطمة !
- لا تبكي يا أختي أنا بجانبك !
أنفجرت بـ البكاء و أعتلت شهقاتها المتألمة الممزقة لروحها و العابثة بقلبها
- هل تستطيع حمايتي منه ؟
جعلها تستدير نحوه و حدق بعينيها الرماديتين الصافيتين
- لا أستطيع الأن ! ، لاكن أذا كبرت أعدك بـ الأنتقام !
رمت بنفسها على الأرض و شهقاتها تعلوا و تملأ المكان الخالي المظلم كـ روحها
- لقد سئمت ، لقد مللت من ظلمه روحي تحترق !
جثى أمامها و قد أغورت عيناه ، أردف بصوت متحشرج
- أرجوك دينيز لا تبكي أنا بجانبك
صرخت بسهتيريا و هي تضرب نفسها
- لقد سئمت من ظامه يا ربـــي !
اجهش بلبكاء و هو يحتضن أسيرة قلبه و يحاول أن يهدئ من نوبتها ، كان قلبه يؤلمه عندما يسمعها تشتم نفسها كأنها رصاصه أخترقت جدران قلبه و تابعت سيرها لتستقر بوسط قلبه و تعطيه من جرعات الألم اللتي تجعل جسده ينهار و تجرفه نحو دوامه من الألم و الغل
همس في آذن دينيز بصوت مرتجف
- فقط أنتظري سوف أنتقم لأجلك سأصبح شرطيًا من أجلك سوف أخلصك من سجنك دينيز !
لم تكن تلك الطفلة واعيه لكلامه كانت في سجنها حيث ذاك الشاب الأسمر يقف أمامها و يتفنن في تعذيبها و شتمها لم يكن هناك سوى هي و هو و أناتها الراجيه ليتوقف !
بطلة قصتك أخوان ودينيز عمرهما خمس سنوات
أعلم أنها طفلة صغيرة تعاني من الضرب والإضطهاد والإستغلال
والعنف الجسدي والكلامي لكن ما أستغرب له ويحيرني
كيف لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات
أن تتحدث بمثل هذا الأسلوب والنبرة
والتعابير والحركات أيضا.
كيف لطفلة صغيرة وبهكذا عمر
أن تنطق بمثل هذا الحوار
لا أعلم ربما أردتي أن تكتبي خمسة عشر سنة
وكتبتي خمس سنين
لأنه من المستحيل أن تصل طفلة صغيرة
لهذا النمو الفكري والعقلي
لدرجة أن يهددها مستغلها.
الأطفال بهكذا سن غالبا مايكونون
ضحايا سهلة بدون وعي يذكر
كالدمى تستطيع تحريكها كيفما شئت
وتعليمها ماتريد. لن يقومو بالإعتراض
ليس وكأنهم يفرقون بين الصح والغلط.
أيضا وعد أخوها الصغير بحمايتها
وأن يكون محققا.
ربما كطفل صغير يتفهم وضع أخته المأساوي
أدرك أنه ما من خلاص حاليا بسنهم الصغير
لن يستطيعو مقاومة ذلك الشاب اللئيم.
رواية جد رائعة ننتظر جديدك بفارغ الصبر
دمتِ بود
__________________
شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع |